حرب 67

إنضم
21 سبتمبر 2008
المشاركات
532
التفاعل
3 0 0

عرفت هذه الحرب بحرب الستة أيام



حشود عسكرية أسرائيلية على حدود سوريا

بدأت الحرب من الفترة التي سبقت يونيو‏1967م حيث تسربت معلومات بعد أن‏ حدثت معركة جوية التي دارت فوق دمشق في أبريل‏1967‏ بين المقاتلات السورية والاسرائيلية‏,‏ بإذاعة أن هناك الحشود الاسرائيلية علي الحدود السورية‏,‏ ثم صراخ سوريا خوفا منها‏ ,‏ وأكدت روسيا وجود هذه الحشود ‏ولم يترك القادة السوفييت زائرا مصريا لموسكو إلا وتحدثوا معه بشأن هذه الحشود‏,‏ ومن بين هؤلاء أنور السادات الذي كان يرأس وفدا برلمانيا‏,‏ كما نشط سفيرهم في القاهرة لإبلاغ هذه الرسالة‏.‏ في نفس الفترة‏,‏ تلقت مصر‏.فى شخص عبد الناصر ‏,‏ معلومات مؤكدة من رئيس فرع المخابرات بالقيادة العربية الموحدة السوري الجنسية‏,‏ بأنه لا صحة لهذه المعلومات المتعلقة بالحشود‏.‏
واختلفت الآراء داخل القيادة العليا للقوات المسلحة‏,‏ أمر الرئيس المصري بسفر وفد عسكري برئاسة الفريق أول محمد فوزي رئيس الأركان الي سوريا لبحث الأمر‏.‏ ثم التقي بـ سويدان رئيس الاركان السوري وزارا الجبهة معا‏,‏ وحلقا بطائرة فوق منطقة الحدود‏,‏ ولم يشاهد فوزي ومن معه أي أثر لهذه الحشود‏,‏ وعاد ليكتب تقريرا بذلك‏,‏ ولم يأخذ عبد الناصر بما جاء في تقرير فوزي‏,‏ وصدق المعلومات الروسية‏,‏ وحشد القوات المسلحة في سيناء في مظاهرة عسكرية علنية‏.‏ وكانت القوات المصرية متورطة في المستنقع اليمني في معركة لا تبدو لها نهاية وان كانت بدأت بعد انقلاب السلال في سبتمبر‏1962م‏ ويعقد عبد الناصر المؤتمرات‏,‏ ويزور وحدات القوات المسلحة مهددا بالحرب‏,‏


مصر تعلن الحرب على أسرائيل
أولاً : أمر جمال عبد الناصر اغلاق خليج العقبة في وجه الملاحة الاسرائيلية‏,‏ أي تغيير امر واقع بالقوة‏,‏ وبما يعد اعلانا للحرب علي اسرائيل‏,‏ خاصة أن ذلك يعني حرمانها من مكسب رئيسي حصلت عليه كثمن لانتصارها في معركة‏1956,‏ ومثل هذا العمل يفرض علي اسرائيل اللجوء الي القوة المسلحة لإعادة فتح خليج العقبة أمام الملاحة‏.‏
الثانيـــــة‏:‏ طلب سحب قوات الأمم المتحدة من مواقعها علي الحدود المصرية الاسرائيلية‏,‏ اي فتح الطريق أمام القوات المصرية لتهاجم اسرائيل‏,‏ ولم يكن لدي مصر حتي ذلك الوقت اي خطط هجومية‏,‏ وكان كل مالديها الخطة الدفاعية قاهر‏.‏
وصاحب إعلان الحشد العسكري وإغلاق خليج العقبة وسحب قوات الطواريء الدولية ضجة إعلامية هائلة‏,‏ صورتنا أمام العالم وكأننا الساعون لتهديد السلام والامن في المنطقة والعالم‏.‏
‏ خسرت مصر المعركة الاعلامية قبل أن تبدأ الحرب‏,‏ وساعد علي ذلك سوء العلاقات بين جمال عبد الناصر ودول كبيرة وخاصة تطاوله على زعماء العالم الغربى وعدد كبير من الدول الغربية والعربية‏.‏
اعتمد المجلس الأعلي للقوات المسلحة في نوفمبر‏1966‏ الخطة العسكرية قاهر التي وضعت كدستور ومنهاج عمل للقوات المسلحة في إطار الظروف التي كانت تمر بها سياسيا واقتصاديا وعسكريا‏.‏
وقد وضعت هذه الخطة الدفاعية قاهر لمواجهة احتمالات قيام اسرائيل بأعمال عسكرية ضد مصر‏.‏
وكان واضحا أن المخططين قد راعوا توزع القوات المسلحة بين المسرحين المصري واليمني‏,‏ وبالرغم من أنها خطة دفاعية‏,‏ فإن القوات المسلحة لكي تضعها موضع التنفيذ بصورة طيبة كانت في حاجة لتوافر هذه الامكانيات‏.‏وقد صدق‏(‏ أقر‏)‏ الرئيس عبد الناصر القائد الأعلي للقوات المسلحة علي هذه الخطة‏,‏ وبما يعني علمه الكامل بها وبكل ما تضمنته‏.‏
حشد القوات فى سيناء
وفى أقل من ستة أشهر حتي قرر رئيس مصر وقائدها الأعلي حشد القوات المسلحة في سيناء‏,‏ ولم يكتف بذلك‏,‏ بل أمر بإعداد خطط هجومية‏.‏ ومن
4865.jpg
المعروف عسكريا‏,‏ أن أي خطة تتطلب توافر الإمكانيات التي تتطلبها أولا ثم توافر القوات والمدربة‏ تدريباً عنيفاً على تنفيذها ,‏ والمعلومات التفصيلية عن الهدف وعن قوات العدو وانتشارها ومستوي تدريبها وقادتها‏,‏ وأماكن الاحتياطي وعشرات المعلومات الضرورية‏.‏
وتم التخطيط في إطار من الفوضي والارتجال‏,‏ وفي النهاية تم وضع مسودات خطط علي عجل حملت أسماء غسق ونجد وسهم و‏..‏ و‏..‏
وقد وقعت في أيدي العدو بعض وثائق هذه الخطط الهجومية‏,‏ وبما أتاح له فرصة استخدامها ضد مصر‏ عن طريق بعض العملاء من كبار الضباط فى الجيش المصرى الذين أسروا على الحدود.‏
وعندما اندلعت الحرب كان القائد الأعلي ونائب القائد الأعلي‏(‏ المشير عامر‏)‏ معلقا داخل طائرة كانت في طريقها إلي قاعدة المليز الجوية بسيناء‏,‏ وكان القادة الكبار هناك بانتظاره‏ أي أن الحرب بدأت وليس هناك قائد في مقر قيادته‏.‏


الثقافة العسكرية للمشير عامر‏,‏ توقف به العلم عند رتبة الصاغ‏(‏ الرائد‏),‏ وأن الوزير شمس بدران توقفت به رحلة العلم وخبرة القتال عند رتبة الملازم أول‏.‏
وفي نفس الوقت كان طاهر اليحيي رئيس وزراء العراق بصحبته حسين الشافعي في طائرة أخري متوجها لزيارة الجبهة‏,‏ وظل هو الآخر معلقا في السماء يبحث عن مطار آمن نسبيا للهبوط فيه‏.‏
فوضى قبل الحرب
في الخامس من يونيو‏,‏ وبعد اعلان التعبئة العامة‏,‏ شهدت سيناء فوضي لم يسبق لها مثيل‏,‏ فقد وصلت وحدات بملابسها المدنية وبدون أسلحة أو معدات‏,‏ وكما تسلمت القوات دبابات جديدة بشحومها‏,‏ تسلمت دبابات بدون ابر ضرب النار‏,‏ ومدافع بدون ذخيرة‏.‏

وتم توزيع قوات الاحتياط اعتباطا وبصورة عشوائية‏,‏ فأطقم الدبابات ت ـ‏34,‏ تم توزيعها علي دبابات ت ـ‏54,‏ والعكس‏,‏ وهكذا‏


لم تجد القوات التي تم حشدها في سيناء خلال الأسبوعين الأخيرين من مايو والأيام الأولي من يونيو احتياجاتها من الماء والطعام‏.‏

أما المخازن‏,‏ سواء في ذلك مخازن الذخيرة أو الوقود أو المواد الغذائية‏,‏ فقد ظلت مكشوفة‏,‏ ولم تتخذ أي اجراءات لحمايتها‏,‏ أو لنقلها إلي مخازن مؤمنة‏.‏ وعندما اندلعت الحرب تمكنت قوات العدو ببساطة من الاستيلاء علي معظمها‏,‏ مما أفادها في تقدمها‏.‏


سقوط أسرار عسكرية خطيرة فى يد اسرائيل

نتيجة لعدم معرفة مجموعة استطلاع لطرق ومدقات سيناء‏,‏ فقد ضلت طريقها وهي في طريقها لتنفيذ مهمة كانت مكلفة بها خلال مايو‏1967,‏ ووقعت في يد العدو الذي استولي علي خرائطها السرية جدا بكل ماعليها من معلومات بالغة السرية‏,‏ وبتعذيب واستجواب أفراد هذه المجموعة‏,‏ حصلوا علي مجموعات أكثر‏ , واستخدمت اسرائيل هذه الوثائق والمعلومات لإقناع أمريكا بأن مصر تخطط للهجوم فعلا علي اسرائيل‏,‏ وكان ذلك أحد المداخل للحصول علي دعم الولايات المتحدة للمخططات الإسرائيلية‏.‏
وافقت قيادة القوات الجوية بعد إلحاح علي تصوير بعض مواقع العدو جوا‏,‏ صورت مدينة العقبة الأردنية باعتبارها إيلات الإسرائيلية‏,‏ وصورت مطارا هيكليا في منطقة الخالصة باعتباره قاعدة جوية حقيقية‏,‏ وترتب علي ذلك حدوث خسائر جسيمة للقوات الجوية التي أغارت عليه‏.‏ ويستحق التقدير مكتب مخابرات العريش‏,‏ فقد أعد تقريرا عن القوات الإسرائيلية الموجودة علي الحدود حدد فيه موعد الهجوم بدقة‏,‏ وحقيقة استعدادات القوات الإسرائيلية ومناطق انتشارها‏.‏ ولم تهتم القيادة العامة بهذا التقرير المهم‏,‏ مثلما تجاهلت القيادة السياسية مجموعة من التقارير التي تضمنت معلومات صحيحة عن نوايا اسرائيل وتوقيت الهجوم المتوقع


 
عودة
أعلى