عندما أشاد محمد الخامس بخصال الماريشال ليوطي وبفرنسا "الرؤوفة"
في أكتوبر 1925 غادر الماريشال ليوطي المغرب بعد انتهاء مهامه كأول مقيم عام لفرنسا. وقد قضى بالمغرب 13 سنة، امتدت منذ توقيع الحماية في 30 مارس سنة 1912، وهي أطول مدة قضاها مقيم عام فرنسي بالمغرب، قبل أن يخلفه في المنصب ذاته تيودور صطيك، الذي لم تدم مدة تعيينه كمقيم عام سوى أقل من أربع سنوات، من أكتوبر 1925 إلى يناير 1929.
ورغم أن الفترة التي تولى فيها الماريشال ليوطي زمام الأمور بالمغرب، لم يكن فيها محمد بن يوسف سلطانا بالمغرب، فإن هذا الأخير أشاد، خلال حضوره المعرض الكولونيالي بمدينةVincennes سنة 1931، بخصال ليوطي وسلوكه خلال الفترة التي اشتغل فيها مقيما عاما بالمغرب.
عبقرية ليوطي
وتحدث السلطان محمد بن يوسف في كلمته عن ليوطي قائلا: "لقد جئنا لحضور المعرض الكولونيالي، لنرى تلك الإنجازات الرائعة والشاهدة على عبقريتكم، لذلك نقدم بهذه المناسبة السارة تحياتنا للفرنسي الكبير، الذي عرف كيف يحافظ للمغرب على تقاليد وعادات أسلافه، إضافة إلى إدخال التنظيم العصري، الذي لا مفر منه لكل بلد يريد تطوير مسيرته".
محمد الخامس، الذي صادفت فترة حكمه مرور عشرة مقيمين عامين فرنسيين، دون احتساب ثلاثة آخرين (لاكوسط، ڭراندفال ودي لاتورا) تقلدوا مهامهم حينما كان في منفاه بمدغشقر بين سنتي 1953 و1955، أضاف قائلا في خطابه أمام الحاضرين، حسب ما أورده جورج سبيلمان في كتابه Du Protectorat à l'indépendance: Maroc, 1912-1955 ، الصادر عن "پلون" سنة 1967، "هل يمكننا أن ننسى حالة الإفلاس التي كانت تعاني منها المملكة الشريفة عند وصولكم للمغرب؟".
عادات ومعتقدات المغاربة
وقارن السلطان محمد الخامس في كلمته بين وضع المملكة المغربية قبل مجيء ليوطي وبعده، قائلا: "لقد كانت كل مؤسساتها وفنونها وإداراتها المضطربة في أمس الحاجة إلى منظم ومجدد من حجمكم لكي يضعها على الطريق الصحيح نحو مستقبلها، وبأخذكم بعين الاعتبار حساسية السكان، وباحترامكم لمعتقداتهم ولتقاليدهم جذبتموهم لفرنسا، البلد الحامي، وهذا يرجع أيضا لرحابة صدركم ونبل روحكم العالية."
منجزات ليوطي بالمغرب
ولم يفت محمد الخامس، وهو يتحدث بعد 19 سنة من توقيع معاهدة الحماية، وبعد أربع سنوات من حكمه، أن يؤكد بأنه "في أقل من خمس عشرة سنة شيدتم مدنا جديدة دون أن تفقد مدننا العتيقة طابعها الخاص، كما قمتم بشق طرق عبر مختلف أنحاء مملكتنا لتسهيل المبادلات، وفتحتم موانئ تثير إعجاب الجميع، وأدت إلى تنمية التجارة المغربية، وأنشأتم مدارس من ذوق فني رفيع قدمت لرعايانا العلوم اللازمة لفهم الحياة العصرية وولوج بوابة التقدم، وفي كل الأنحاء شيدتم المستوصفات والمستشفيات، حيث أعطت فرنسا الرؤوفة الإسعافات الطبية للمرضى، ناهيك عن الوسائل المسخرة للوقاية ومحاربة الأمراض".
وأضاف "لا يمكن إحصاء جميع منجزاتكم في المغرب في خطاب واحد، بل يستوجب ذلك كتابا بأكمله".
صداقة الماريشال
وعن علاقة ليوطي بالسلطان يوسف، والد الملك محمد الخامس، قال هذا الأخير: "لقد تحدثتم، سيدي الماريشال، عن الصداقة الجيدة التي كانت تربطكم بالمرحوم والدنا المعظم، فمن خلال سلوكه إزاءكم، ومن خلال محادثاتنا العائلية حولكم ــ وهذه ذكريات نعتز بها ــ نعرف أنه كان يعتبركم في عداد أصدقائه وأعزهم، ولما غادر هذا العالم الفاني، ترك لنا واجبا مقدسا هو الحفاظ على صداقتكم".
وأكد محمد الخامس في ختام خطابه "أنتم تعلمون مدى سرورنا، ونحن نعبر لكم عن تلك الصداقة، وعن اعترافنا لكم بها، مؤكدين لكم أن اسم الماريشال ليوطي سيبقى منقوشا في قلوب المغاربة، وسيكون رمزا لأحسن الخصال"
Hespress
في أكتوبر 1925 غادر الماريشال ليوطي المغرب بعد انتهاء مهامه كأول مقيم عام لفرنسا. وقد قضى بالمغرب 13 سنة، امتدت منذ توقيع الحماية في 30 مارس سنة 1912، وهي أطول مدة قضاها مقيم عام فرنسي بالمغرب، قبل أن يخلفه في المنصب ذاته تيودور صطيك، الذي لم تدم مدة تعيينه كمقيم عام سوى أقل من أربع سنوات، من أكتوبر 1925 إلى يناير 1929.
ورغم أن الفترة التي تولى فيها الماريشال ليوطي زمام الأمور بالمغرب، لم يكن فيها محمد بن يوسف سلطانا بالمغرب، فإن هذا الأخير أشاد، خلال حضوره المعرض الكولونيالي بمدينةVincennes سنة 1931، بخصال ليوطي وسلوكه خلال الفترة التي اشتغل فيها مقيما عاما بالمغرب.
عبقرية ليوطي
وتحدث السلطان محمد بن يوسف في كلمته عن ليوطي قائلا: "لقد جئنا لحضور المعرض الكولونيالي، لنرى تلك الإنجازات الرائعة والشاهدة على عبقريتكم، لذلك نقدم بهذه المناسبة السارة تحياتنا للفرنسي الكبير، الذي عرف كيف يحافظ للمغرب على تقاليد وعادات أسلافه، إضافة إلى إدخال التنظيم العصري، الذي لا مفر منه لكل بلد يريد تطوير مسيرته".
محمد الخامس، الذي صادفت فترة حكمه مرور عشرة مقيمين عامين فرنسيين، دون احتساب ثلاثة آخرين (لاكوسط، ڭراندفال ودي لاتورا) تقلدوا مهامهم حينما كان في منفاه بمدغشقر بين سنتي 1953 و1955، أضاف قائلا في خطابه أمام الحاضرين، حسب ما أورده جورج سبيلمان في كتابه Du Protectorat à l'indépendance: Maroc, 1912-1955 ، الصادر عن "پلون" سنة 1967، "هل يمكننا أن ننسى حالة الإفلاس التي كانت تعاني منها المملكة الشريفة عند وصولكم للمغرب؟".
عادات ومعتقدات المغاربة
وقارن السلطان محمد الخامس في كلمته بين وضع المملكة المغربية قبل مجيء ليوطي وبعده، قائلا: "لقد كانت كل مؤسساتها وفنونها وإداراتها المضطربة في أمس الحاجة إلى منظم ومجدد من حجمكم لكي يضعها على الطريق الصحيح نحو مستقبلها، وبأخذكم بعين الاعتبار حساسية السكان، وباحترامكم لمعتقداتهم ولتقاليدهم جذبتموهم لفرنسا، البلد الحامي، وهذا يرجع أيضا لرحابة صدركم ونبل روحكم العالية."
منجزات ليوطي بالمغرب
ولم يفت محمد الخامس، وهو يتحدث بعد 19 سنة من توقيع معاهدة الحماية، وبعد أربع سنوات من حكمه، أن يؤكد بأنه "في أقل من خمس عشرة سنة شيدتم مدنا جديدة دون أن تفقد مدننا العتيقة طابعها الخاص، كما قمتم بشق طرق عبر مختلف أنحاء مملكتنا لتسهيل المبادلات، وفتحتم موانئ تثير إعجاب الجميع، وأدت إلى تنمية التجارة المغربية، وأنشأتم مدارس من ذوق فني رفيع قدمت لرعايانا العلوم اللازمة لفهم الحياة العصرية وولوج بوابة التقدم، وفي كل الأنحاء شيدتم المستوصفات والمستشفيات، حيث أعطت فرنسا الرؤوفة الإسعافات الطبية للمرضى، ناهيك عن الوسائل المسخرة للوقاية ومحاربة الأمراض".
وأضاف "لا يمكن إحصاء جميع منجزاتكم في المغرب في خطاب واحد، بل يستوجب ذلك كتابا بأكمله".
صداقة الماريشال
وعن علاقة ليوطي بالسلطان يوسف، والد الملك محمد الخامس، قال هذا الأخير: "لقد تحدثتم، سيدي الماريشال، عن الصداقة الجيدة التي كانت تربطكم بالمرحوم والدنا المعظم، فمن خلال سلوكه إزاءكم، ومن خلال محادثاتنا العائلية حولكم ــ وهذه ذكريات نعتز بها ــ نعرف أنه كان يعتبركم في عداد أصدقائه وأعزهم، ولما غادر هذا العالم الفاني، ترك لنا واجبا مقدسا هو الحفاظ على صداقتكم".
وأكد محمد الخامس في ختام خطابه "أنتم تعلمون مدى سرورنا، ونحن نعبر لكم عن تلك الصداقة، وعن اعترافنا لكم بها، مؤكدين لكم أن اسم الماريشال ليوطي سيبقى منقوشا في قلوب المغاربة، وسيكون رمزا لأحسن الخصال"
Hespress