اهم ما يميز الضربة الجوية الاولى فى حرب اكتوبر ومن اهم اسباب نجاحها الساحق هو اعتمادها على عنصر المفاجأة وقوة الحشد .
كان من الضرورى ان يتم استخدام حشد ضخم من الطائرات المصرية (حوالى 220 طائرة) لكى تقوم بقصف وتدمير معظم المطارات والقواعد العسكرية الاسرائلية فى سيناء فى نفس التوقيت لتحقيق اقصى قدر ممكن من الخسائر فى المطارات والمنشآت العسكرية الاسرائيلية وباٌقل قدر من الخسائر فى الطائرات المصرية وحتى لا تتمكن المطارات والقواعد من نجدة بعضها البعض او التأهب للهجوم الجوى المصرى .
ولتحقيق عنصر المفاجأة تحركت الطائرات المصرية من قواعدها وحتى وصولها الى اهدافها داخل سيناء فى ظل صمت لاسلكى تام وعلى ارتفاع منخفض جدا لتفادى الكشف الرادارى وكان شىء مدهش ورائع فعلا تحرك جميع الطائرات المصرية على ارتفاع موحد وفى نفس التوقيت وفى نفس الاتجاهات وهو ما يعكس براعة التخطيط للضربة الجوية .
كان تدمير ممرات الاقلاع والهبوط الرئيسية والتبادلية للمطارات العسكرية الاسرائيلية مؤثرا للغاية حيث تم حرمان طيران العدو القريب من التدخل ضد قواتنا التى تقوم بعملية العبور او القيام بالاستطلاع الجوى لساحة العبور وبالتالى ايضا تخفيف العبء على وحدات الدفاع الجوى المصرى وبالتالى جاء الرد من الطيران الاسرائيلى المتواجد فى العمق الاسرائيلى بعد 40 دقيقة رغم قوته وكثافة الطائرات المشاركة فيه الا انها كانت عشوائية ومتخبطة وغير مؤثرة وتم اسقاط العديد من الطائرات الاسرائيلية حيث لم يكن لهذه الطائرات المهاجمة نتيجة نقص المعلومات اى خطة محددة للهجوم الجوى وبالتالى توزعت هجماتها وتشتت على طول الجبهة مما اضعف كثيرا من تأثيرها وكنا بالفعل فى حاجة لهذه الاربعين دقيقة الثمينة حيث تم الانتهاء من نفخ القوارب وبدء موجات العبور وبدء نصب الكبارى .
كان ضرب محطة الاعاقة والشوشرة فى ام خشيب ضروريا وفعالا للغاية لقواتنا حيث تم تخفيف تأثير الاعاقة الالكترونية على اعمال وحدات الدفاع الجوى المصرى .
ادى تدمير مراكز القيادة والسيطرة الاسرائيلية الرئيسية والفرعية القريبة من حصون خط بارليف المطلة على القناة الى انقطاع الاتصال بشكل كامل بين القوات الاسرائيلية المحاصرة فى حصون خط بارليف الامامية وبين القيادات الاسرائيلية داخل سيناء وبالتالى لم تتمكن هذه القيادات من معرفة حقيقة ما يحدث فى الخطوط الامامية للقتال ولم تتمكن القوات الاسرائيلية المحاصرة فى خط بارليف من ابلاغ قياداتها عن طبيعة الهجوم المصرى وحجم ونوعية القوات المصرية المهاجمة واتجاهات تقدمها وبالتالى تأخر وصول النجدات القريبة من حصون خط بارليف ونجاح القوات المصرية المهاجمة فى حصار جميع حصون خط بارليف واحتلال جميع المصاطب المتواجدة خلف هذه الحصون لمنع الاحتياطى الاسرائيلى من التدخل لنجدة الحصون بالاضافة الى انتشار كمائن الصاعقة المصرية فى اماكن متخلفة فى عمق سيناء ذلك من الاسباب الرئيسية فى نجاح معركة العبور و والتعجيل بسقوط حصون خط بارليف.
كما تم ضرب مواقع مدفعية بعيدة المدى ممكن ان تؤثر على اعمال قواتنا التى تعبر القناة وتحاصر خط بارليف .
ولاشك ايضا ان ضرب قواعد صواريخ هوك فى سيناء كان ضروريا مادامت فى مدى عمل طائرتنا وما دامت طائرتنا مدربة تماما على تدميرها وكان تدميرها ضررويا لاحداث اكبر قدر ممكن من الخسائر فى صفوف العدو ولاضعاف روحه المعنوية بالاضافة الى اتاحة الفرصة لقواتنا القوية للعمل بحرية فى سيناء وتكرار الضربات الجوية فى سيناء اذا تطلب الامر ذلك دون عوائق او عقبات متمثلة فى وجود صواريخ هوك الاسرائيلية .
اخيرا الضربة الجوية الاولى نالت اعجاب الخبراء العسكريين العالميين وتدرس فى المعاهد والكليات العسكرية والمراجع العسكرية العالمية .
تحية لكل من شارك فى التخطيط وتنفيذ الضربة الجوية الاولى مفخرة العسكرية المصرية
