طائرة P-791 الهجينة
لعلك تعجبت من شكل المركبة الطائرة الظاهرة أمامك الآن، وأعتقد أن أول ما خطر في ذهنك هو تساؤل عن ما إذا كانت مثل تلك التصاميم هو عودة بالزمن إلى الوراء لإعادة إحياء نوع من المركبات كانت شعبيته في أوجها في الفترة بين عشرينات القرن المنصرم إلى الأربعينات من نفس القرن.
والجواب هو نعم، هي إعادة إحياء لهذا النوع من المركبات، ولكن باستخدام تقنيات حديثة ومتطورة، وبمعاملات أمان أفضل بمراحل، والهدف من ذلك هو استغلال هذه التصاميم الفريدة في استخدامات وعمليات قد لا تستطيع المركبات الطائرة الأخرى المنتشرة حالياً توفيرها بمثل الكيفية و الكفائة و الاقتصادية.
موضوع اليوم عن المركبة الطائرة الهجينة طراز P-791 من شركة Lockheed Martin الأمريكية.
يطلق عليها مسمى "هجينة" كون تصميمها يعتمد في قدرته على الطيران وتوفير قوة الرفع اللازمة على دمج والجمع بين أكثر من تقنية –أو أسلوب- مختلفتين في الطيران، وهم:
أولاً: تقنية السفن الهوائية الأخف من الهواء (lighter-than-air airship)، والتي تعتمد في طيرانها على قوانين الاستاتيكا الهوائية (Aerostatic) أو قوانين الطفو (buoyant)، و هي عبارة عن هياكل ضخمة – مشتقة من المناطيد - مجوفة تعتمد في طيرانها على غاز أخف من الهواء - كالهيليوم – حيث يتم ضغط هذه الهياكل بكمية مناسبة من غاز أخف من الهواء بالقدر الكافي الذي يوفر قوة الرفع اللازمة لطيرانها في الجو.
ثانياً: تقنية الطائرات المعاطرة الأثقل من الهواء (Heavier-than-air aircraft)، والتي تعتمد في طيرانها على قوانين الديناميكا الهوائية (Aerodynamics)، وهي بشكل مبسط تنص على إيجاد طريقة ما لدفع بعض الهواء إلى أسفل الجسم المراد طيرانه (الأجنجة بشكل رئيسي)، ما يؤدي إلى رد فعل عكسي يرفع الطائرة إلى الأعلى (قوانين نيوتن للحركة).
ثالثاً: تقنية الإقلاع والهبوط العامودي (Vertical Takeoff & Landing - VTOL) المستخدمة في طائرات الهيليكوبتر.
والهدف من هذا الدمج هو تحقيق الاستفادة من السرعات العالية التي توفرها المركبات الأيروديناميكية، كما والاستفادة من قدرات الرفع الكبيرة التي تتميز بها المركبات الأيروستاتيكية وطائرات الهليكوبتر.
دمج أكثر من تقنية وأسلوب للطيران جعل من الطائرة مركبة مثالية للإقلاع والهبوط قصير المدى short takeoff and landing (STOL)
تعد المركبة P-791 نموذج تجريبي اختباري تمت صناعته من قبل شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، وذلك في إطار منافسة بين عدد من شركات الطيران للفوز بعقد مع الجيش الأمريكي في برنامج مركبة استخبارات الجيش الأمريكي ذات البقائية الطويلة U.S. Army's Long Endurance Multi-intelligence Vehicle (LEMV) وكان أول طيران لها في 31 يناير 2006 في منشأة اختبار الطيران التابعة للشركة القابعة بداخل مطار ومصنع 42 التابع للقوات الجوية الأمريكية (USAF 42) في بالمديل، كاليفورنيا، بعد ذلك قامت الطائرة بستة (6) عمليات طيران زعمت لوكهيد مارتن أن كلها تمت بنجاح.
خسرت المركبة في المنافسة لصالح المركبة HAV-3 التي تم تصميمها وصناعتها من قبل شركة Northrop Grumman الأمريكية، وبعد ذلك تم تعديلها لتعمل كنموذج لطائرة شحن مدنية تحت مسمى SkyTug.
كما وسيستخدم هذا النموذج بعد ذلك كأساس لصناعة عدة طرازات مستقبلية أكثر تطوراً وذات قدرات وأحجام أكبر (طراز LMH-1، طراز LMH-2، طراز LMH-3) سيتم تصنيعها من قبل لوكهيد مارتن بالتعاون مع شركات أخرى.
الــــــــــتــــــــصـــــــمــــــــــيــــــــــــــم
يمتلك البدن شكل ثلاثي، حيث يبدو كثلاثة هياكل مدمجين وملتحمين ببعضهم البعض، أو بمعنى آخر هيكل ثلاثي الفصوص.
في أسفل البدن توجد أربعة (4) وسائد هوائية على شكل أقراص ترتكز عليها المركبة أثناء هبوطها.
الــــــــتـــــــــــقـــــــنـــــــــيــــــــــــات
تصميم البدن المكون من عدة فصوص مدمجة ببعضها البعض يسمح بتوليد قوة رفع بشكل أكثر كفاءة.
هيكل الطائرة مصنوع من نسيج من مواد مركبة عالية المتانة والقوة وذات وزن خفيف، وتم دمج وربط القطع المختلفة من هذا النسيج ببعضها البعض باستخدام تقنية الإغلاق الحراري المحكم (Heat Sealing) ما يشكل غرفة محكمة الإغلاق خالية من الفتحات يتم تعبئتها وضغطها بغاز الهيليوم (الأخف من الهواء الجوي)
للتوجيه والتحرك في كافة الاتجاهات، تستخدم طائرة P-791 أربع (4) محركات ( 2 على جانبي البدن بين الثلث الأول والثاني من الطول تقريباً، و 2 في المؤخرة)، وتستخدم تلك المحركات الأربع تقنية الدفع الموجه (Vector Thrust) كما في المقاتلات الحديثة.
ولكن هنا يكون الدفع الموجه بأسلوب مختلف، إذ إن كل محرك يتكون بشكل رئيسي من مروحة بداخل إطار دائري، باستطاعة هذا الإطار الدوران حول نفسه في المحور الأفقي على مدار 180 درجة، كما ويدور في نفس الوقت حول محوره الرأسي أيضا على مدار 180 درجة، ما يوفر دفع على مدار 180 درجة في اتجاهين في نفس الوقت، بالإضافة إلى قدرة الشفرات الخاصة بالمروحة على الميلان والإنحراف بدرجة معينة للأمام والخلف، وكل ما سبق يعمل بشكل متكامل على توفير مرونة في حركة الطائرة ويمكنها من الطيران للأعلى والأسفل ويميناً ويساراً والالتفاف حول نفسها بكل سلاسة وخفة.
تم الاستعانة في تصميم المراوح الدافعة بشركة MT Propeller الألمانية لتصميم وتنفيذ واختبار المراوح الدافعة الموجهة. تم تصنيع المراوح من الخشب، وتم تغليفها بالألياف الكربونية لإضفاء نوع من القوة والمتانة إليها، ومن ثم طلاءها بنوع من المواد العازلة لحمايتها من الظروف الجوية المختلفة.
في أسفل البدن توجد أربعة وسائد هوائية قرصية الشكل تعرف بنظام الهبوط بالوسائد الهوائية Air-Cusioned Landing System (ACLS)، هو بالأساس نظام تحويم (Hovering System) يمنح هذا النظام الفريد للمركبة القدرة على الإقلاع والهبوط في المناطق النائية كالصحاري الرملية والمناطق المغطاة بالثلوج كما في ألاسكا وسيبيريا والقطب الجنوبي، بل وحتى الإقلاع والهبوط من على المياه كالبحار والمحيطات، بدون الحاجة لعمل بنية تحتية لمتطلبات عمليات الإقلاع والهبوط.
فكرة الوسائد الهوائية هي توليد وسادة من الهواء أسفل المركبة ما يمكن المركبة من الطفو والارتكاز فوق هذا الهواء المحبوس أسفلها.
يوجد في مركز تجويف الوسادة الهوائية مروحة هي المسئولة عن توليد الهواء، تلك المروحة ذات شفرات يمكن تغيير ميلها (Variable Pitch Blades) كما أنه يمكن عكس اتجاه دورانها ما يسمح لها بتوليد قوى دفع ضاغطة (للإقلاع) وكذلك قوى شفط أو امتصاص (لتثبيت الطائرة أثناء رسوها).
تم اشتقاق تصميم الوسائد الهوائية من السفن الحوامة (Hovercarft) و من المزايا التي تميز هذا النظام في الطائرة الهجينة عنه في السفن الحوامة هي وزنه الخفيف، والذي يساهم في خفة الوزن تلك نقطتين رئيسيتين :
أولاً: الحجم الكبير للوسائد الهوائية في الطائرة الهجينة يعمل على توزيع الأحمال أثناء الهبوط على مساحة واسعة.
ثانيا: يوجد تنورة مكونة من عدة أصابع أو بروزات أو نتوءات من مواد مطاطية يتم تركيبها حول أقراص الوسائد الهوائية وتكون هي الجزء الملامس للسطح أثناء التحويم مهمتها هي حبس الهواء الذي تولده المراوح في نظام الوسائد الهوائية فترتكز عليه المركبة، تلك التنورة تكون مصنوعة من مواد متينة في السفن الحوامة (Hovercarft) لتستطيع تحمل ظروف التشغيل كونها تقضي كل وقتها التشغيلي فوق الرمال والمياه وخلافه، بينما في الطائرة الهجينة يتم تصنيع تلك التنورة من مواد أقل متانة وأكثر مرونة وبالتالي أقل بشكل كبير في الوزن كون الطائرة تقضي معظم عمرها التشغيلي في الجو ولا تستخدم تلك التنورة إلا في الوقت التي تكون فيه ملامسة للأرض.
لهذا النظام فائدة أخرى بالإضافة للإقلاع والهبوط، إذ يستخدم في تثبيت المركبة بالأرض أثناء رسوها عن طريق دوران المحركات المروحية الموجودة في تجويف الوسائد الهوائية في الاتجاه العكسي، فتلتصق بالأرض عن طريق سحبها وشفطها باتجاه المركبة، ما يغني عن الحاجة إلى أبراج التثبيت (Mooring Towers) وحبال التثبيت حتى في ظروف الرياح المتقلبة والعاتية، أثناء عمليات الشحن والتفريغ.
بعد الإقلاع يتم تغطية نظام الهبوط المبطن بالهواء (ACLS System) حتى يمنح الهيكل مظهر ناعم ليحسن من الأداء الأيروديناميكي.
تم اشتقاق أساس تصميم الوسائد الهوائية من السفن الحوامة المعروفة بالهوفركرافت (Hovercraft)، حيث تم الاستعانة بخبراء من إنجلترا متخصصين في تصميم المركبات والسفن الحوامة للمساعدة في تصميم وتنفيذ نظام الوسائد الهوائية المستخدم في طائرة P-791.
مقصورة قيادة بسيطة وغير معقدة، حيث توجد دواسات توجيه الدفة التقليدية (Rudder Pedals)، وعصا التحكم (Control Stick) كما في المقاتلات
مثالية للاستخدام في عمليات الاستخبارات وجمع المعلومات والمراقبة والاستطلاع، بسبب من توفره من قدرة على الطيران لفترات زمنية طويلة بدون الحاجة للتزود بالوقود، حيث يمكنك الإقلاع والهبوط والطيران لفترة تتراوح من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بدون الحاجة للتزود بالوقود.
مثالية للاستخدام في مجال شحن البضائع، إذ تعتبر سفينة سريعة أكثر من كونها طائرة بطيئة، بالمقارنة مع الوقت الذي تستغرقه عمليات شحن البضائع باستخدام سفن الحاويات على سبيل المثال، حيث يمكنها نقل تشكيلة واسعة من الشحنات عن طريق صناعة نماذج أكبر حجما من حجم الطراز الأصلي بـ 3 أو 5 أو 7 أضعاف، تتضمن الحاويات والدبابات وطائرات الهيليكوبتر وشحنات المواد العسكرية الأخرى.
مثالية للاستخدام في عمليات الإغاثة والإنقاذ في المناطق النائية المعزولة.
الـــــــــصــــــــيـــــــــــــــانـــــــــــــــــة
تعد عملية صيانة المناطيد والمركبات الهوائية من العمليات المرهقة والتي تستغرق وقتا طويلاَ، حيث أن تلك العمليات خاصة المتعلقة بالنسيج المكون للمظروف (البدن) الهوائي تتم يدوياً عن طريق طاقم من العمال داخل وخارج المظروف الهوائي للتفتيش والعثور على وإغلاق وإصلاح الثقوب الصغيرة بالخامة، إلا أن ذلك قد تغير وأصبحت تلك العملية أبسط وأدق وأكثر سرعة وكفاءة، وذلك عن طريق القسم المختص ببرامج التطوير المتقدمة بشركة لوكهيد مارتن المعروف باسم Skunk Works.
قامت Skunk Works بتصميم روبوت ذاتي القيادة يطلق عليه اسم Spider والتي تعني العنكبوت. مهمة Spider باختصار هي فحص النسيج للعثور على أي ثقوب، ومن ثم ترقيع وترميم هذا الثقب.
يتكون روبوت Spider من قطعتين، قطعة خارجية يتم تركيبها على السطح الخارجي للنسيج، وقطعة داخلية يتم تركيبها على السطح الداخلي للنسيج، ترتبط القطعتان وتقترنان ببعضهما البعض باستخدام مغناطيس موجود عليهم.
أسلوب العمل يكون عن طريق إشعاع الجزء الخارجي للروبوت لضوء على سطح النسيج، بينما يقوم الجزء الداخلي باكتشاف الضوء الصادر من الجزء الخارجي عبر الثقوب باستخدام مستشعرات للضوء (Light Sensors)، وبمجرد اكتشاف الثقب يموضع الروبوت آلية الترقيع فوق الثقب ليقوم بإصلاحه، ومن ثم يقوم بإرسال صورة للثقب قبل وبعد الإصلاح لمركز المعالجة المركزية (الحاسوب المتصل بالروبوت) بغرض التأكد والتحقق من الإصلاح، كما يحتفظ مركز المعالجة بجميع مخططات البحث التي تمت بشكل تعاوني بين روبوتات Spider، وذلك لتوجيه الروبوتات الأخرى لإكمال عملية الفحص عبر تغيير مسارها في حال فشلت أحد الروبوتات في عملية البحث.
في 2014 عقدت شركة Hybrid Enterprises الواقعة في مدينة أتلانتا، ولاية جورجيا الأمريكية اتفاقا مع شركة Lockheed Martin لتسويق وبيع طراز مطور من الطائرة الهجينة أطلق عليه اسم LMH-1 للأغراض المدنية التجارية، باستخدام نفس التقنيات التي ظهرت في الطائرة P-791.
في 2015 أعلنت شركة Lockheed Martin في معرض باريس الجوي أن جميع الخطوات اللازمة للحصول على شهادة إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية FAA قد اكتملت، وأن شركة Hybrid Enterprises الشريكة لها قد بدأت بالفعل في قبول الطلبات، وباستطاعتها بدء التسليم في بداية 2018.
في 2016 وقعت شركة Straightline Aviation لتشغيل الطائرات الهجينة خطاب نوايا مع شركتي Lockheed Martin و Hybrid Enterprises لشراء 12 طائرة هجينة LMH-1 بقيمة 480 مليون دولار، كما تم الإعلان عن خطط في سبتمبر من نفس العام لتشغيل الطائرة في ولاية ألاسكا.
في سبتمبر 2017 تم الإعلان عن أن أول طيران للنموذج المدني LMH-1 سيتأخر إلى عام 2019.
حتى الآن (يوليو 2020) لم يظهر للعلن الطراز LMH-1 ولم يشاهد وهو يقوم باختبارات الطيران.
أوجه توفير وترشيد النفقات
توفير وقود
توفير طواقم دعم في الصفوف الأمامية
توفير البنية التحتية اللازمة للإقلاع والهبوط
الــــــــــــــمـــــــــــــــــصــــــــــــــــــــــادر
Wikipedia (P-791) , Wikipedia (Hybrid Airship) , Lynceans , AviationWeek , Skiesmag , LockheedMartin(1) , LockheedMartin(2) , YouTube(1) , YouTube(2) , YouTube(3)
إعداد
MAHiROViCH
لعلك تعجبت من شكل المركبة الطائرة الظاهرة أمامك الآن، وأعتقد أن أول ما خطر في ذهنك هو تساؤل عن ما إذا كانت مثل تلك التصاميم هو عودة بالزمن إلى الوراء لإعادة إحياء نوع من المركبات كانت شعبيته في أوجها في الفترة بين عشرينات القرن المنصرم إلى الأربعينات من نفس القرن.
والجواب هو نعم، هي إعادة إحياء لهذا النوع من المركبات، ولكن باستخدام تقنيات حديثة ومتطورة، وبمعاملات أمان أفضل بمراحل، والهدف من ذلك هو استغلال هذه التصاميم الفريدة في استخدامات وعمليات قد لا تستطيع المركبات الطائرة الأخرى المنتشرة حالياً توفيرها بمثل الكيفية و الكفائة و الاقتصادية.
موضوع اليوم عن المركبة الطائرة الهجينة طراز P-791 من شركة Lockheed Martin الأمريكية.
يطلق عليها مسمى "هجينة" كون تصميمها يعتمد في قدرته على الطيران وتوفير قوة الرفع اللازمة على دمج والجمع بين أكثر من تقنية –أو أسلوب- مختلفتين في الطيران، وهم:
أولاً: تقنية السفن الهوائية الأخف من الهواء (lighter-than-air airship)، والتي تعتمد في طيرانها على قوانين الاستاتيكا الهوائية (Aerostatic) أو قوانين الطفو (buoyant)، و هي عبارة عن هياكل ضخمة – مشتقة من المناطيد - مجوفة تعتمد في طيرانها على غاز أخف من الهواء - كالهيليوم – حيث يتم ضغط هذه الهياكل بكمية مناسبة من غاز أخف من الهواء بالقدر الكافي الذي يوفر قوة الرفع اللازمة لطيرانها في الجو.
ثانياً: تقنية الطائرات المعاطرة الأثقل من الهواء (Heavier-than-air aircraft)، والتي تعتمد في طيرانها على قوانين الديناميكا الهوائية (Aerodynamics)، وهي بشكل مبسط تنص على إيجاد طريقة ما لدفع بعض الهواء إلى أسفل الجسم المراد طيرانه (الأجنجة بشكل رئيسي)، ما يؤدي إلى رد فعل عكسي يرفع الطائرة إلى الأعلى (قوانين نيوتن للحركة).
ثالثاً: تقنية الإقلاع والهبوط العامودي (Vertical Takeoff & Landing - VTOL) المستخدمة في طائرات الهيليكوبتر.
والهدف من هذا الدمج هو تحقيق الاستفادة من السرعات العالية التي توفرها المركبات الأيروديناميكية، كما والاستفادة من قدرات الرفع الكبيرة التي تتميز بها المركبات الأيروستاتيكية وطائرات الهليكوبتر.
دمج أكثر من تقنية وأسلوب للطيران جعل من الطائرة مركبة مثالية للإقلاع والهبوط قصير المدى short takeoff and landing (STOL)
تعد المركبة P-791 نموذج تجريبي اختباري تمت صناعته من قبل شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، وذلك في إطار منافسة بين عدد من شركات الطيران للفوز بعقد مع الجيش الأمريكي في برنامج مركبة استخبارات الجيش الأمريكي ذات البقائية الطويلة U.S. Army's Long Endurance Multi-intelligence Vehicle (LEMV) وكان أول طيران لها في 31 يناير 2006 في منشأة اختبار الطيران التابعة للشركة القابعة بداخل مطار ومصنع 42 التابع للقوات الجوية الأمريكية (USAF 42) في بالمديل، كاليفورنيا، بعد ذلك قامت الطائرة بستة (6) عمليات طيران زعمت لوكهيد مارتن أن كلها تمت بنجاح.
خسرت المركبة في المنافسة لصالح المركبة HAV-3 التي تم تصميمها وصناعتها من قبل شركة Northrop Grumman الأمريكية، وبعد ذلك تم تعديلها لتعمل كنموذج لطائرة شحن مدنية تحت مسمى SkyTug.
كما وسيستخدم هذا النموذج بعد ذلك كأساس لصناعة عدة طرازات مستقبلية أكثر تطوراً وذات قدرات وأحجام أكبر (طراز LMH-1، طراز LMH-2، طراز LMH-3) سيتم تصنيعها من قبل لوكهيد مارتن بالتعاون مع شركات أخرى.
الــــــــــتــــــــصـــــــمــــــــــيــــــــــــــم
يمتلك البدن شكل ثلاثي، حيث يبدو كثلاثة هياكل مدمجين وملتحمين ببعضهم البعض، أو بمعنى آخر هيكل ثلاثي الفصوص.
في أسفل البدن توجد أربعة (4) وسائد هوائية على شكل أقراص ترتكز عليها المركبة أثناء هبوطها.
الــــــــتـــــــــــقـــــــنـــــــــيــــــــــــات
تصميم البدن المكون من عدة فصوص مدمجة ببعضها البعض يسمح بتوليد قوة رفع بشكل أكثر كفاءة.
هيكل الطائرة مصنوع من نسيج من مواد مركبة عالية المتانة والقوة وذات وزن خفيف، وتم دمج وربط القطع المختلفة من هذا النسيج ببعضها البعض باستخدام تقنية الإغلاق الحراري المحكم (Heat Sealing) ما يشكل غرفة محكمة الإغلاق خالية من الفتحات يتم تعبئتها وضغطها بغاز الهيليوم (الأخف من الهواء الجوي)
للتوجيه والتحرك في كافة الاتجاهات، تستخدم طائرة P-791 أربع (4) محركات ( 2 على جانبي البدن بين الثلث الأول والثاني من الطول تقريباً، و 2 في المؤخرة)، وتستخدم تلك المحركات الأربع تقنية الدفع الموجه (Vector Thrust) كما في المقاتلات الحديثة.
ولكن هنا يكون الدفع الموجه بأسلوب مختلف، إذ إن كل محرك يتكون بشكل رئيسي من مروحة بداخل إطار دائري، باستطاعة هذا الإطار الدوران حول نفسه في المحور الأفقي على مدار 180 درجة، كما ويدور في نفس الوقت حول محوره الرأسي أيضا على مدار 180 درجة، ما يوفر دفع على مدار 180 درجة في اتجاهين في نفس الوقت، بالإضافة إلى قدرة الشفرات الخاصة بالمروحة على الميلان والإنحراف بدرجة معينة للأمام والخلف، وكل ما سبق يعمل بشكل متكامل على توفير مرونة في حركة الطائرة ويمكنها من الطيران للأعلى والأسفل ويميناً ويساراً والالتفاف حول نفسها بكل سلاسة وخفة.
تم الاستعانة في تصميم المراوح الدافعة بشركة MT Propeller الألمانية لتصميم وتنفيذ واختبار المراوح الدافعة الموجهة. تم تصنيع المراوح من الخشب، وتم تغليفها بالألياف الكربونية لإضفاء نوع من القوة والمتانة إليها، ومن ثم طلاءها بنوع من المواد العازلة لحمايتها من الظروف الجوية المختلفة.
في أسفل البدن توجد أربعة وسائد هوائية قرصية الشكل تعرف بنظام الهبوط بالوسائد الهوائية Air-Cusioned Landing System (ACLS)، هو بالأساس نظام تحويم (Hovering System) يمنح هذا النظام الفريد للمركبة القدرة على الإقلاع والهبوط في المناطق النائية كالصحاري الرملية والمناطق المغطاة بالثلوج كما في ألاسكا وسيبيريا والقطب الجنوبي، بل وحتى الإقلاع والهبوط من على المياه كالبحار والمحيطات، بدون الحاجة لعمل بنية تحتية لمتطلبات عمليات الإقلاع والهبوط.
فكرة الوسائد الهوائية هي توليد وسادة من الهواء أسفل المركبة ما يمكن المركبة من الطفو والارتكاز فوق هذا الهواء المحبوس أسفلها.
يوجد في مركز تجويف الوسادة الهوائية مروحة هي المسئولة عن توليد الهواء، تلك المروحة ذات شفرات يمكن تغيير ميلها (Variable Pitch Blades) كما أنه يمكن عكس اتجاه دورانها ما يسمح لها بتوليد قوى دفع ضاغطة (للإقلاع) وكذلك قوى شفط أو امتصاص (لتثبيت الطائرة أثناء رسوها).
تم اشتقاق تصميم الوسائد الهوائية من السفن الحوامة (Hovercarft) و من المزايا التي تميز هذا النظام في الطائرة الهجينة عنه في السفن الحوامة هي وزنه الخفيف، والذي يساهم في خفة الوزن تلك نقطتين رئيسيتين :
أولاً: الحجم الكبير للوسائد الهوائية في الطائرة الهجينة يعمل على توزيع الأحمال أثناء الهبوط على مساحة واسعة.
ثانيا: يوجد تنورة مكونة من عدة أصابع أو بروزات أو نتوءات من مواد مطاطية يتم تركيبها حول أقراص الوسائد الهوائية وتكون هي الجزء الملامس للسطح أثناء التحويم مهمتها هي حبس الهواء الذي تولده المراوح في نظام الوسائد الهوائية فترتكز عليه المركبة، تلك التنورة تكون مصنوعة من مواد متينة في السفن الحوامة (Hovercarft) لتستطيع تحمل ظروف التشغيل كونها تقضي كل وقتها التشغيلي فوق الرمال والمياه وخلافه، بينما في الطائرة الهجينة يتم تصنيع تلك التنورة من مواد أقل متانة وأكثر مرونة وبالتالي أقل بشكل كبير في الوزن كون الطائرة تقضي معظم عمرها التشغيلي في الجو ولا تستخدم تلك التنورة إلا في الوقت التي تكون فيه ملامسة للأرض.
لهذا النظام فائدة أخرى بالإضافة للإقلاع والهبوط، إذ يستخدم في تثبيت المركبة بالأرض أثناء رسوها عن طريق دوران المحركات المروحية الموجودة في تجويف الوسائد الهوائية في الاتجاه العكسي، فتلتصق بالأرض عن طريق سحبها وشفطها باتجاه المركبة، ما يغني عن الحاجة إلى أبراج التثبيت (Mooring Towers) وحبال التثبيت حتى في ظروف الرياح المتقلبة والعاتية، أثناء عمليات الشحن والتفريغ.
بعد الإقلاع يتم تغطية نظام الهبوط المبطن بالهواء (ACLS System) حتى يمنح الهيكل مظهر ناعم ليحسن من الأداء الأيروديناميكي.
تم اشتقاق أساس تصميم الوسائد الهوائية من السفن الحوامة المعروفة بالهوفركرافت (Hovercraft)، حيث تم الاستعانة بخبراء من إنجلترا متخصصين في تصميم المركبات والسفن الحوامة للمساعدة في تصميم وتنفيذ نظام الوسائد الهوائية المستخدم في طائرة P-791.
مقصورة قيادة بسيطة وغير معقدة، حيث توجد دواسات توجيه الدفة التقليدية (Rudder Pedals)، وعصا التحكم (Control Stick) كما في المقاتلات
مثالية للاستخدام في عمليات الاستخبارات وجمع المعلومات والمراقبة والاستطلاع، بسبب من توفره من قدرة على الطيران لفترات زمنية طويلة بدون الحاجة للتزود بالوقود، حيث يمكنك الإقلاع والهبوط والطيران لفترة تتراوح من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بدون الحاجة للتزود بالوقود.
مثالية للاستخدام في مجال شحن البضائع، إذ تعتبر سفينة سريعة أكثر من كونها طائرة بطيئة، بالمقارنة مع الوقت الذي تستغرقه عمليات شحن البضائع باستخدام سفن الحاويات على سبيل المثال، حيث يمكنها نقل تشكيلة واسعة من الشحنات عن طريق صناعة نماذج أكبر حجما من حجم الطراز الأصلي بـ 3 أو 5 أو 7 أضعاف، تتضمن الحاويات والدبابات وطائرات الهيليكوبتر وشحنات المواد العسكرية الأخرى.
مثالية للاستخدام في عمليات الإغاثة والإنقاذ في المناطق النائية المعزولة.
الـــــــــصــــــــيـــــــــــــــانـــــــــــــــــة
تعد عملية صيانة المناطيد والمركبات الهوائية من العمليات المرهقة والتي تستغرق وقتا طويلاَ، حيث أن تلك العمليات خاصة المتعلقة بالنسيج المكون للمظروف (البدن) الهوائي تتم يدوياً عن طريق طاقم من العمال داخل وخارج المظروف الهوائي للتفتيش والعثور على وإغلاق وإصلاح الثقوب الصغيرة بالخامة، إلا أن ذلك قد تغير وأصبحت تلك العملية أبسط وأدق وأكثر سرعة وكفاءة، وذلك عن طريق القسم المختص ببرامج التطوير المتقدمة بشركة لوكهيد مارتن المعروف باسم Skunk Works.
قامت Skunk Works بتصميم روبوت ذاتي القيادة يطلق عليه اسم Spider والتي تعني العنكبوت. مهمة Spider باختصار هي فحص النسيج للعثور على أي ثقوب، ومن ثم ترقيع وترميم هذا الثقب.
يتكون روبوت Spider من قطعتين، قطعة خارجية يتم تركيبها على السطح الخارجي للنسيج، وقطعة داخلية يتم تركيبها على السطح الداخلي للنسيج، ترتبط القطعتان وتقترنان ببعضهما البعض باستخدام مغناطيس موجود عليهم.
أسلوب العمل يكون عن طريق إشعاع الجزء الخارجي للروبوت لضوء على سطح النسيج، بينما يقوم الجزء الداخلي باكتشاف الضوء الصادر من الجزء الخارجي عبر الثقوب باستخدام مستشعرات للضوء (Light Sensors)، وبمجرد اكتشاف الثقب يموضع الروبوت آلية الترقيع فوق الثقب ليقوم بإصلاحه، ومن ثم يقوم بإرسال صورة للثقب قبل وبعد الإصلاح لمركز المعالجة المركزية (الحاسوب المتصل بالروبوت) بغرض التأكد والتحقق من الإصلاح، كما يحتفظ مركز المعالجة بجميع مخططات البحث التي تمت بشكل تعاوني بين روبوتات Spider، وذلك لتوجيه الروبوتات الأخرى لإكمال عملية الفحص عبر تغيير مسارها في حال فشلت أحد الروبوتات في عملية البحث.
في 2014 عقدت شركة Hybrid Enterprises الواقعة في مدينة أتلانتا، ولاية جورجيا الأمريكية اتفاقا مع شركة Lockheed Martin لتسويق وبيع طراز مطور من الطائرة الهجينة أطلق عليه اسم LMH-1 للأغراض المدنية التجارية، باستخدام نفس التقنيات التي ظهرت في الطائرة P-791.
في 2015 أعلنت شركة Lockheed Martin في معرض باريس الجوي أن جميع الخطوات اللازمة للحصول على شهادة إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية FAA قد اكتملت، وأن شركة Hybrid Enterprises الشريكة لها قد بدأت بالفعل في قبول الطلبات، وباستطاعتها بدء التسليم في بداية 2018.
في 2016 وقعت شركة Straightline Aviation لتشغيل الطائرات الهجينة خطاب نوايا مع شركتي Lockheed Martin و Hybrid Enterprises لشراء 12 طائرة هجينة LMH-1 بقيمة 480 مليون دولار، كما تم الإعلان عن خطط في سبتمبر من نفس العام لتشغيل الطائرة في ولاية ألاسكا.
في سبتمبر 2017 تم الإعلان عن أن أول طيران للنموذج المدني LMH-1 سيتأخر إلى عام 2019.
حتى الآن (يوليو 2020) لم يظهر للعلن الطراز LMH-1 ولم يشاهد وهو يقوم باختبارات الطيران.
أوجه توفير وترشيد النفقات
توفير وقود
توفير طواقم دعم في الصفوف الأمامية
توفير البنية التحتية اللازمة للإقلاع والهبوط
الــــــــــــــمـــــــــــــــــصــــــــــــــــــــــادر
Wikipedia (P-791) , Wikipedia (Hybrid Airship) , Lynceans , AviationWeek , Skiesmag , LockheedMartin(1) , LockheedMartin(2) , YouTube(1) , YouTube(2) , YouTube(3)
إعداد
MAHiROViCH