وادي سوف... ايقونة زراعية في صحراء الجزائر
منطقة وادي سوف الصحراوية في الجزائر تحوّلت إلى أسطورة، بعدما باتت أرضاً زراعية تصدّر منتجاتها إلى الخارج، ويتحدث بعضهم عن تحويلها إلى جنّة خضراء على غرار مدن أخرى.
لا تغطّي المساحة الترابية من إجمالي مساحة الجزائر المقدّرة بمليونين و382 ألف كيلومتر مربع إلّا 11 في المائة، وما سواها صحراء رملية وصخرية تمتدّ إلى دولتي مالي والنيجر جنوباً. ورسخ في الأذهان على مدار عقود أنّها لا تعطي إلا التمور والنفط وبعض الفرص السياحية، وتستورد مدنها التي تضمّ 13 في المائة من إجمالي عدد سكّان الجزائر البالغ واحداً وأربعين مليوناً، حاجاتها الغذائية من مناطق الشمال، وتصل نسبة التساقط السنوي في بعض المدن إلى 1800 ملمتر.
تشتهر كلّ مدينة صحراوية جزائرية بتسمية معيّنة انبثقت من إحدى خصائصها الاجتماعية أو التاريخية أو الجغرافية. فمدينة أدرار عرفت بـ "المدينة الحمراء"، لأن معظم بناءاتها من الطوب الأحمر، وعُرفت مدينة تمنراست بـ "عاصمة الأهقّار" نسبة إلى الجبال التي تحمل الاسم نفسه، ومدينة بسكرة بـ "عاصمة الزيبان" نسبة إلى زاب المياه والنخيل. وعرفت مدينة وادي سوف (630 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من الجزائر العاصمة)، بتسميتين هما مدينة ألف قبّة وقبّة ومدينة الرمال الذهبية..
ظلّت وادي سوف، مثل مدن الجنوب الجزائري، تعتمد على مدن الشمال في الخضراوات والفاكهة والحبوب المختلفة، فهي لا تصدّر إلا بعض أنواع التمر، أشهرها "المنقّر"، حتى السنوات العشر الأخيرة، وقد بدأ بعض المستثمرين يتحدّثون عن طموح تحويلها إلى جنّة خضراء تنافس أعرق المدن الزراعية في الشمال. طموح قابله قطاع واسع من الجزائريين، بمن فيهم بعض سكّان المنطقة، التي عيّنت ولاية/ محافظة عام 1984، ببعض التشكيك والسخرية.
يقول الكاتب والإعلامي في الإذاعة المحلية للمدينة إسماعيل غربي : "الجزائريون تعوّدوا على مدار عقود من الزمن على حكم جاهز وهو أنّ الصّحراء لا تمنح إلا النفط والتمر". يضيف أن هذا الحكم "كرّسه، في الحقيقة، فشل الحكومات المتعاقبة في توسيع المجال الزراعي إلى مختلف مناطق البلاد، التي تعدّ أكبر دولة أفريقية وعربية من حيث المساحة، لذلك استبعدوا أن تتحوّل وادي سوف إلى قطب زراعي".
من هذه المعايير المقلوبة، بحسب إسماعيل غربي، أنّ الشاحنات التي كانت تأتي من الشمال إلى وادي سوف محمّلة بالخضراوات والفاكهة والحبوب وزيت الزيتون، باتت تنطلق من وادي سوف إلى الشمال نفسه، محمّلة بالسلع نفسها. كما أن الأشجار التي كانت حكراً على المناخ المتوسّطي في الشمال، مثل البرتقال والزيتون والليمون والتفاح، باتت تجاور النخلة في البقعة نفسها. يتعمّق في قراءة المشهد أكثر قائلاً: "الطفل الذي كبر في صحراء وادي سوف يعرف هذه الأشجار سماعاً أو في الأشرطة الوثائقية، وبات يقطف ثمارها مباشرة بيديه أو يلتقط لها صوراً بنفسه".
منطقة وادي سوف الصحراوية في الجزائر تحوّلت إلى أسطورة، بعدما باتت أرضاً زراعية تصدّر منتجاتها إلى الخارج، ويتحدث بعضهم عن تحويلها إلى جنّة خضراء على غرار مدن أخرى.
لا تغطّي المساحة الترابية من إجمالي مساحة الجزائر المقدّرة بمليونين و382 ألف كيلومتر مربع إلّا 11 في المائة، وما سواها صحراء رملية وصخرية تمتدّ إلى دولتي مالي والنيجر جنوباً. ورسخ في الأذهان على مدار عقود أنّها لا تعطي إلا التمور والنفط وبعض الفرص السياحية، وتستورد مدنها التي تضمّ 13 في المائة من إجمالي عدد سكّان الجزائر البالغ واحداً وأربعين مليوناً، حاجاتها الغذائية من مناطق الشمال، وتصل نسبة التساقط السنوي في بعض المدن إلى 1800 ملمتر.
تشتهر كلّ مدينة صحراوية جزائرية بتسمية معيّنة انبثقت من إحدى خصائصها الاجتماعية أو التاريخية أو الجغرافية. فمدينة أدرار عرفت بـ "المدينة الحمراء"، لأن معظم بناءاتها من الطوب الأحمر، وعُرفت مدينة تمنراست بـ "عاصمة الأهقّار" نسبة إلى الجبال التي تحمل الاسم نفسه، ومدينة بسكرة بـ "عاصمة الزيبان" نسبة إلى زاب المياه والنخيل. وعرفت مدينة وادي سوف (630 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من الجزائر العاصمة)، بتسميتين هما مدينة ألف قبّة وقبّة ومدينة الرمال الذهبية..
ظلّت وادي سوف، مثل مدن الجنوب الجزائري، تعتمد على مدن الشمال في الخضراوات والفاكهة والحبوب المختلفة، فهي لا تصدّر إلا بعض أنواع التمر، أشهرها "المنقّر"، حتى السنوات العشر الأخيرة، وقد بدأ بعض المستثمرين يتحدّثون عن طموح تحويلها إلى جنّة خضراء تنافس أعرق المدن الزراعية في الشمال. طموح قابله قطاع واسع من الجزائريين، بمن فيهم بعض سكّان المنطقة، التي عيّنت ولاية/ محافظة عام 1984، ببعض التشكيك والسخرية.
يقول الكاتب والإعلامي في الإذاعة المحلية للمدينة إسماعيل غربي : "الجزائريون تعوّدوا على مدار عقود من الزمن على حكم جاهز وهو أنّ الصّحراء لا تمنح إلا النفط والتمر". يضيف أن هذا الحكم "كرّسه، في الحقيقة، فشل الحكومات المتعاقبة في توسيع المجال الزراعي إلى مختلف مناطق البلاد، التي تعدّ أكبر دولة أفريقية وعربية من حيث المساحة، لذلك استبعدوا أن تتحوّل وادي سوف إلى قطب زراعي".
من هذه المعايير المقلوبة، بحسب إسماعيل غربي، أنّ الشاحنات التي كانت تأتي من الشمال إلى وادي سوف محمّلة بالخضراوات والفاكهة والحبوب وزيت الزيتون، باتت تنطلق من وادي سوف إلى الشمال نفسه، محمّلة بالسلع نفسها. كما أن الأشجار التي كانت حكراً على المناخ المتوسّطي في الشمال، مثل البرتقال والزيتون والليمون والتفاح، باتت تجاور النخلة في البقعة نفسها. يتعمّق في قراءة المشهد أكثر قائلاً: "الطفل الذي كبر في صحراء وادي سوف يعرف هذه الأشجار سماعاً أو في الأشرطة الوثائقية، وبات يقطف ثمارها مباشرة بيديه أو يلتقط لها صوراً بنفسه".