توثيق التاريخ: السعودية و إفشال تهديدات احتلال منابع النفط (مقال)

الشيخ الرئيس 

Nothing means anything anymore
خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
11 فبراير 2010
المشاركات
30,058
التفاعل
146,728 588 3
الدولة
Lebanon
1592256741903.png



بسم الله الرحمن الرحيم،

التاريخ أكتوبر 1973

الملك فيصل يقطع النفط عن العالم لكي لا يترك مصر وحيدة أمام المعتدين ولتستطيع استعادة أرضها المحتلة.



هنا بدأت مداولات الكونجرس وخرجت خطط في الصحافة مثل احتلال آبار النفط السعودية. ولأن السعودية ليست دولة هامشية قام زعيم الدبلوماسية السعودية الملك فيصل رحمه الله بعمل سياسي خطير كان مثل الصفعة بقالب من الاسمنت في وجه الغرب تسبب في أن يبدلوا خطتهم من الهلع. لا تصدقني؟ خذ التفاصيل


1592256775903.png



في الوقت الذي قطع الملك فيصل فيه النفط عن العالم حتى لا تكون مصر وحيدة أمام إسرائيل ومن يقف معها، كان العالم منقسما انقساما حادا للغاية بين المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي. كان خسارة أي بلد في العالم لصالح السوفييت يعتبر أمرا خطيرا ويبعث على أقصى درجات التوتر لدى الأمريكيين.

لأن التمدد السوفييتي يهدد بتقويض نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية والذي كان الغرب يستفيد منها كثيرا وكانت الولايات المتحدة الأمريكية تتزعمه.

1592256815463.png




الكونجرس الأمريكي في ذلك الوقت أراد الضغط على السعوديين بإبراز خطط احتلال آبار البترول السعودية وحرمان السعوديين من القدرة على التحكم بسوق الطاقة في العالم.


يجب أن ننوه هنا أن السعودية كانت ولا تزال وستظل هي من تمتلك القدرة شبه الحصرية على تحديد أسعار النفط العالمية وهذا يعطيها نفوذ رهيب في العالم بل إن وجودها ضمن أي معسكر سواء الشرقي والغربي يعطي ثقلا هائلا لذلك المعسكر لأن التفاهم مع السعوديين يساوي النفوذ داخل سوق الطاقة.


خرجت الخطة الأمريكية في الصحافة، وفي قناعتي الشخصية لم يكن الأمريكيين يعنون ما يهددون بله بل هي محاولة للوصول لحافة الهاوية مع السعودية حتى يخافوا ويعيدوا ضخ البترول للعالم.


الرد السعودي:


قام زعيم الدبلوماسية السعودية، الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله بلخبطة كافة أوراق الغرب حيث أرسل رسالة تهنئة لنيكولاي بودغورني رئيس المجلس الشيوعي السوفييتي الأعلي مهنئا إياه ومتمنيا للشعب السوفييتي الصديق كل التقدم والرخاء.






هذه الرسالة عزيزي القاريء وفي تقييمي المتواضع كانت أثقل على الغرب من أي شيء. مجرد ملاطفة السعودية للمعسكر الشرقي يساوي خسارة بوابة الشرق الأوسط الأهم، خسارة قبة العالم الإسلامي المتفردة، خسارة النفوذ في سوق الطاقة يساوي الصعود الصاروخي للنفوذ السوفييتي في مواجهة الغرب.

1592256892069.png



يساوي اهتزاز نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية بشكل حاد جدا ويخلق كفة نفوذ أخرى خطيرة للغاية. هنا تبخرت فكرة احتلال آبار النفط السعودية، وجاء هينري كيسنجر ليتفاهم مع الملك فيصل.


لكن هذه المرة باحترام أكثر من العادة.

1592256918675.png




كان هذا التلويح إشارة عالمية واضحة على ولادة القوة الإقليمية الشرق أوسطية والتي مضت لتصبح عملاق الشرق الأوسط الوحيد ذو الذراع الدبلوماسية القادرة على التأثير وتحقيق المطلوب بنجاح حتى أمام دولة عظمى حتى داخل أزمة عالمية طاحنة. وبكل براعة تستحق الاحترام.


عاش هذا الوطن المقدس وأبناؤه الأوفياء.


تحية،،
 

المرفقات

  • 1592256760747.png
    1592256760747.png
    64.3 KB · المشاهدات: 170
الرد السعودي:
قام زعيم الدبلوماسية السعودية، الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله بلخبطة كافة أوراق الغرب حيث أرسل رسالة تهنئة لنيكولاي بودغورني رئيس المجلس الشيوعي السوفييتي الأعلي مهنئا إياه ومتمنيا للشعب السوفييتي الصديق كل التقدم والرخاء.

:قلب الطاولة:

هذة هى المرة الوحيدة التى انتظرت فيها الدول العظمى مصير اقتصادها كباقى الدول ! وتعلمو الدرس جيدا !

بالتوفيق للمملكة وابنائها الاوفياء ........
 
التعديل الأخير:
لم أكن أعلم عن هذه القصة حتى سمعتها من أحد المؤرخين السعوديين كبار السن.

قال انه في اوج الحشد الاعلامي الامريكي بعث الملك فيصل رسالة تهنئة لرئيس المجلس الشيوعي الأعلى نيكولاي بودغورني.

ولوحظ بعدها مباشرة انقلاب اللغة الاعلامية الامريكية وازالة موضوع تهديد السعوديين من على الطاولة نهائيا.
 
لم أكن أعلم عن هذه القصة حتى سمعتها من أحد المؤرخين السعوديين كبار السن.

قال انه في اوج الحشد الاعلامي الامريكي بعث الملك فيصل رسالة تهنئة لرئيس المجلس الشيوعي الأعلى نيكولاي بودغورني.

ولوحظ بعدها مباشرة انقلاب اللغة الاعلامية الامريكية وازالة موضوع تهديد السعوديين من على الطاولة نهائيا.

هاذا هو الذكاء السياسي بحق
السعودية لم يكن لديها ما تخسره
 
لم أكن أعلم عن هذه القصة حتى سمعتها من أحد المؤرخين السعوديين كبار السن.

قال انه في اوج الحشد الاعلامي الامريكي بعث الملك فيصل رسالة تهنئة لرئيس المجلس الشيوعي الأعلى نيكولاي بودغورني.

ولوحظ بعدها مباشرة انقلاب اللغة الاعلامية الامريكية وازالة موضوع تهديد السعوديين من على الطاولة نهائيا.
ابار البترول جرى تفخيخها تحسبا لاي تهور امريكي
 
لم أكن أعلم عن هذه القصة حتى سمعتها من أحد المؤرخين السعوديين كبار السن.

قال انه في اوج الحشد الاعلامي الامريكي بعث الملك فيصل رسالة تهنئة لرئيس المجلس الشيوعي الأعلى نيكولاي بودغورني.

ولوحظ بعدها مباشرة انقلاب اللغة الاعلامية الامريكية وازالة موضوع تهديد السعوديين من على الطاولة نهائيا.
بازيدك معلومة ايضا قرار وقف النفط اثر على الاقتصاد الامريكي 5 سنين متواصلة والسنة التي حصل فيها وقف البترول، النمو الامريكي انخفض بالسالب والمؤرخين يقولون لا توجد دولة اضرت بامريكا اكثر من السعودية ولا حتى هجوم بيرل هاربر..
 
لم أكن أعلم عن هذه القصة حتى سمعتها من أحد المؤرخين السعوديين كبار السن.

قال انه في اوج الحشد الاعلامي الامريكي بعث الملك فيصل رسالة تهنئة لرئيس المجلس الشيوعي الأعلى نيكولاي بودغورني.

ولوحظ بعدها مباشرة انقلاب اللغة الاعلامية الامريكية وازالة موضوع تهديد السعوديين من على الطاولة نهائيا.

منطقى جدا .. انا كنت افكر اكيد امريكا لازم تصعد على القرار خصوصا و هى فى اوج بهجتها و لمعانها كقوى عظمى ... و اكيد حصل تصعيد معاكس لان رأى السعودية مشى فى الاخر .. بس مكنتش اعرف اية هما التصعيدين بالضبط ..
 
يساوي اهتزاز نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية بشكل حاد جدا ويخلق كفة نفوذ أخرى خطيرة للغاية. هنا تبخرت فكرة احتلال آبار النفط السعودية، وجاء هينري كيسنجر ليتفاهم مع الملك فيصل.


لكن هذه المرة باحترام أكثر من العادة.

1592256918675.png
ظننت انه جاء نتيجة للحظر فقط?
 
هذي فيها نظر يا استاذنا :)
the US production, distribution and price disruptions "have been held responsible for recessions, periods of excessive inflation, reduced productivity, and lower economic growth." Some researchers regard the 1973 "oil price shock" and the accompanying 1973-74 Stock Market .. Crash as the first discrete event since the Great Depression to have a persistent effect on the US economy.

 
لفتني في الموضوع ورسالة الملك فيصل للاتحاد السوفييتي أن السياسة السعودية في التعامل مع موسكو على انها مجرد ورقة للضغط على الغرب دون اي بعد استراتيجي للعلاقة ليس وليدة اليوم بل منذ الازل

انا موضوع تأثير قرار قطع النفط فيشوبه بعض المبالغات
انصح بقراءة هذا المقال للمحلل النفطي انس الحجي
 
لفتني في الموضوع ورسالة الملك فيصل للاتحاد السوفييتي أن السياسة السعودية في التعامل مع موسكو على انها مجرد ورقة للضغط على الغرب دون اي بعد استراتيجي للعلاقة ليس وليدة اليوم بل منذ الازل

انا موضوع تأثير قرار قطع النفط فيشوبه بعض المبالغات
انصح بقراءة هذا المقال للمحلل النفطي انس الحجي

قرار المقاطعة مهد الطريق للولايات المتحدة لدخول المنطقة عسكريا وكان قرار فاشل ولم يحقق اي اهداف.

الولايات المتحدة المحت بشكل غير مباشر بامكانية قيامها بعملية عسكرية مما جعل الاستخبارات البرطانية تبحث بجدية الولايات المتحدة و رفعت تقرير لرئيس الوزراء البريطاني و قال ' قد تعتبر الولايات المتحدة أنها لا تستطيع تحمل وضع تكون فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها تحت رحمة مجموعة صغيرة من الدول غير المعقولة. نعتقد أن الحل المفضل للامىيكيين سيكون لعملية سريعة للاستيلاء على حقول النفط ... القوة المطلوبة للعملية حسب التقرير لواءين.

سيتطلب التعزيز وجود قوة بحرية أمريكية كبيرة في المحيط الهندي ، أكثر بكثير من القوة الحالية. بعد الهجمات الأولية ... يمكن نقل فرقتين [إضافيتين] من الولايات المتحدة الأمريكية.

كانت المواجهات الأمريكية / السوفيتية غير محتملة ولكن لا يمكن استبعادها. "من المحتمل أن ينشأ الخطر الأكبر لمثل هذه المواجهات في الخليج في الكويت حيث قد يميل العراقيون ، بدعم سوفيتي ، إلى التدخل". وسيتم الضغط على حلفاء الناتو ، بما في ذلك بريطانيا ، لتقديم الدعم السياسي والعسكري.
 
قرار وقف تدفق النفط كان قرار سياسي شجاع من الملك فيصل رحمه الله
صدقت..
الملك فيصل يعتبر المؤسس الحقيقي للدولة فقد بنى الوزارات ومؤسسة النقد العربي السعودي ونظم الأمور الاقتصادية والعسكرية ووضع ميزانية للدولة وكان اب روحي امام العالم وجبروته..


موته كان خبر مؤلم جدا احزن السعوديين..


رحمه الله وغفر له.
 
التسمية: هل هي مقاطعة عربية نفطية؟


الأمر المؤسف أن كثيرا مما كتب في العالم العربي مأخوذ كما هو من الأعلام الغربي. كما أن الطلاب العرب من المبتعثين وغيرهم الذين درسوا في الغرب، درسوا التاريخ والسياسة والاقتصاد بناء على النظريات والمفاهيم الغربية للمقاطعة. فدخلت تعبيرات مختلفة إلى الثقافة العربية فيما يخص المقاطعة تتنافى حتى مع أبسط القواعد السياسية في بلادهم.


المقاطعة لا علاقة لها بأوبك، وليس لها علاقة بأوابك، ولا تشمل كل الدول العربية. فقد شارك في المقاطعة دول عربية، ولما تشارك فيها دول أخرى، بل على العكس، انسحبت الحكومة العراقية من الاجتماع ورفعت إنتاج النفط! وكانت السعودية وبعض دول الخليج تعارض المقاطعة حتى اللحظة الأخيرة.


ونظرا للهجوم الإعلامي والهوليوودي الرهيب على العرب، خاصة في السبعينيات، وترسيخ فكرة أن مأساة الأميركيين سببها العرب في أذهان الأميركيين، فإن الأفضل تسمية المقاطعة بـ"مقاطعة 1973 النفطية" بدون ذكر العرب، أو "مقاطعة أكتوبر (تشرين الأول) النفطية". والذي يريد أن يأخذ منحى سياسي يمكن أن يسميها "مقاطعة حرب رمضان النفطية"!


ولعل تأثر الإعلام العربي وبعض المثقفين العرب بالثقافة الغربية يتضح عندما نرى مقالات وأخبارا في الصحافة العربية تتكلم عن "الصدمة النفطية الأولى"، إشارة إلى المقاطعة النفطية في عام 1973. صدمة؟ لمن؟ هل نسوا أنه في الخليج يسمونها "طفرة"؟


أكبر خطأ تاريخي: ارتفاع أسعار النفط لا علاقة له بالمقاطعة


أغلب الارتفاع في أسعار النفط وقتها لا علاقة له بالمقاطعة إطلاقا. فقد جاء قرار رفع الأسعار من أوبك قبل المقاطعة بيومين، مدعوما بجهود كبيرة من شاه إيران، والذي استغل أخبار المقاطعة وارتفاع الأسعار وبدأ يبيع النفط الإيراني في الأسواق الحرة للمرة الأولى. قيام الشاه بهذه العملية حرم الشركات العالمية التي كانت تشتري النفط الإيراني بأسعار منخفضة جدا من الحصول على النفط الإيراني فدخلت هذه الشركات الأسواق بقوة لشراء أي نفط يمكن أن تحصل عليه، ومن أي دولة ، وبأي سعر، للوفاء بالتزاماتها لزبائنها، فاستمرت أسعار النفط بالارتفاع. هنا ظن الإعلاميون والسياسيون أن المقاطعة هي السبب، أو أنهم أُقنعوا أنها السبب.


مع استمرار أسعار النفط بالارتفاع، دخل المستثمرون والمضاربون على الخط، وبدأوا بتخزين النفط، الأمر الذي أسهم في استمرار تناقص الإمدادات. ونظرا للارتفاع الشديد في الأسعار خلال فترة قصيرة، وجدت المصافي نفسها في وضع غريب: إعادة بيع النفط الخام يدر أرباحا أكبر بكثير من عمليات التكرير، فقامت بالتجارة في النفط الخام، الأمر الذي يفسر جزءا من نقص إمدادات البنزين والمنتجات النفطية، وما عرف لاحقا بـ"طوابير البنزين".


ثاني أكبر خطأ تاريخي: المقاطعة لم تسبب أزمة الطاقة الأميركية و"طوابير البنزين"


أزمة الطاقة الأميركية بدأت في نهاية الستينيات وبدأت بالتفاقم في عام 1972. وكان أحد أسباب تفاقهمها هو تخبط سياسات الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون، التي نتج عنها شح في إمدادات الطاقة ككل، وليس في المنتجات النفطية فقط، قبل المقاطعة النفطية بفترة طويلة. وكانت حكومة نيكسون تبنت عدة سياسات بيئية بشكل سريع ومفاجئ، نتج عنها شح في إمدادات البنزين بالذات، حيث أجبرت المصافي على إنتاج بنزين خالي من الرصاص، ثم قامت بتبني سياسة تسعير حكومية للنفط الخام والمنتجات النفطية. نتج عن ذلك طوابير البنزين المشهورة، التي مازالت صورها تظهر من حين لآخر، والتي يمكن مشاهدة صور عديدة منها في حسابي في تويتر.


خلاصة القول إن من يقل إن المقاطعة هي سبب الأزمة النفطية في الولايات المتحدة وقتها إما جاهل أو كاذب، ومن يقل إن المقاطعة سببت طوابير البنزين، فهو ناكر للحقيقية. ومن المؤسف أن وسائل الإعلام الغربية والعالمية تنشر صورا اليوم تقول إنها طوابير البنزين بسبب المقاطعة النفطية العربية في عام 1973، وهذا كذب صريح لأن أغلب هذه الصور من فترة ماقبل المقاطعة، ولاعلاقة للمقاطعة فيها.


تساؤل ينقض الروايات الشائعة


إذا كانت المقاطعة هي سبب تضاعف أسعار النفط أربعة مرات، فلماذا لم تعد أسعار النفط إلى ماكنت عليه قبل المقاطعة، علما بأن المقاطعة استمرت فعليا شهرين؟ لماذا بقيت أسعار النفط بعد انتهاء المقاطعة في مستويات فترة المقاطعة؟


عدم عودة الأسعار إلى ما كانت عليه يدل على أمرين، الأول أن أغلب الارتفاع الشديد في الأسعار لا علاقة له بالمقاطعة، والثاني أن أزمة الطاقة الأميركية موجودة قبل المقاطعة بسنوات.


وهناك أدلة كثيرة على هذا، أذكر بعضها هنا: نشرت مجلة التايم الأميركية مقالا يوم 22 مايو (أيار) من عام 1972، قبل المقاطعة بسنة وأربعة شهور تقريبا، بعنوان "للسنة الثالثة على التوالي تعاني الولايات المتحدة شحا في إمدادات الوقود والطاقة"، وفي أخر عام 1972، نشرت مجلة التايم مقالا يوم عيد الميلاد، وقبل المقاطعة بتسعة شهور، ذكرت فيه ما ترجمته "تم تحذير الأميركيين من حدوث شح في إمدادات الوقود في الطاقة في الشتاء منذ عام 1970!". هذا قبل المقاطعة بأربعة سنوات!


هل حققت المقاطعة النفطية أهدافها المعلنة؟


هدف المقاطعة الأساسي كان وقف الدول الغربية للدعم العسكري لإسرائيل ورجوع إسرائيل إلى حدود 1967. لهذا لم تحقق المقاطعة أهدافها "المعلنة"، فإسرائيل لم تتراجع إلى حدود 1967 كما كان مشروطا لإنهاء المقاطعة، وأميركا والدول الأوروبية لم تتوقف عن دعم إسرائيل. إلا أن الخبراء يرون أنه كانت هناك أهداف غير معلنة أسهمت في النهاية في استقرار المنطقة ومنعها في دخول ربقة الشيوعية أو تحت سيطرة القوميين العرب. وعلينا أن نتذكر هنا أن هناك العديد من التصريحات للملك فيصل والملك عبد الله (كان الملك عبد الله وقتها أميرا) رحمهما الله، ضد استخدام النفط كسلاح، وضد فرض أي مقاطعة. باختصار، كانا ضد تسييس النفط.


والحقيقة أن الدول العربية بشكل عام والمنتجة للنفط بشكل خاص دفعت ثمنا كبيرا جدا للمقاطعة، على الرغم أن المقاطعة لم تكن سببا في ارتفاع أسعار النفط والأزمات الاقتصادية التي عانت منها الدول الصناعية. فقد نجح الغرب في استخدام المقاطعة النفطية كغطاء لكل مشكلاته في مجال الطاقة ولام العرب عليها. ونتج عن ذلك انخفاض كبير في الطلب على النفط، وتمكن الغرب من زيادة إنتاجه من النفط بأكثر من 5 ملايين برميل يوميا، الأمر الذي نتج عنه انهيار الأسعار في الثمانينيات. وجاء هذا الانهيار على الرغم من خسارة النفط العراقي والإيراني في تلك الفترة بسبب الحرب العراقية الإيرانية. ونتج عن ذلك كساد اقتصادي في الخليج، وعجز في الموازنات لفترة طويلة من الزمن.


نهاية أود أن أذكر أن الحديث في هذا المجال ذو شجون، وتتداخل معه أمور عاطفية وسياسية كثيرة ومتعددة الجوانب. هذا المقال يهدف إلى إبراز الواقع مجردا من أي عواطف أو أهواء سياسية، كما فهمته من بحثي الطويل في هذا الموضوع.
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى