اللوبيات السياسية
هي مجموعات ضغط تعمل لصالح دولة معينة داخل دولة كبيرة وذات تأثير عالمي، ويعود الفضل في تأسيس هذه المجموعات إلى البعثات الدبلوماسية والمغتربين في تلك الدولة.
فبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى والثانية، وبروز الولايات المتحدة الأمريكية إلى الواجهة، كأكبر قوة مهيمنة في العالم، سعت معظم دول الشرق الأوسط إلى إنشاء مجموعات ضغط تعمل لصالحها داخل الولايات المتحدة، وكانت إسرائيل هي السباقة في هذا المجال، بإنشاء منظمة “إيباك” اليهودية، وهي اختصار لـ “لجنة العلاقات العامة الأمريكية– الإسرائيلية American – Israeil Public Affairs committee“.
ويمكن اختصار تعريف اللوبي بأنه مجموعات منظمة تسعى للتأثير على القرارات الحكومية والتشريعات القانونية والانتخابات، ولكنها لا تخطط لممارسة نفوذ حكومي رسمي، منها ما يعمل داخل بلده ومنها ما يعمل لمصلحة بلده في بلدان كبيرة وذات أهمية عالمية.
اللوبي الإسرائيلي
تعتبر “إيباك” من أقوى وأقدم اللوبيات في أمريكا، وتسيطر تقريبًا على القرار السياسي والعسكري الأمريكي، وتجنده لمصلحة إسرائيل.
تعود نشأة إيباك إلى ستينيات القرن الماضي، وقد سعت منذ تأسيسها إلى لم شمل اليهود في الولايات المتحدة وتوحيد توجهاتهم للدفاع عن إسرائيل والعمل لصالحها، فاليهود نسبتهم لا تتجاوز 3% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية، لكن إحصائيات ودراسات لنفوذهم تتحدث عن أن أكثر من 20% من من أساتذة الجامعات الكبرى في أمريكا هم من اليهود، وحوالي 50% من أفضل 200 مثقف في أمريكا وحوالي 60% من كتاب ومنتجي أفضل وأقوى الأفلام والمسلسلات الأمريكية هم أيضًا من اليهود، ناهيك عن الصحف والمجلات والقنوات الفضائية وكبرى شركات النفط والسلاح، وذلك وفق اثنين من الكتاب اليهود المعروفين، وهما سيمور ليبست وإيرل راب، في كتابهما “اليهود والحال الأمريكي الجديد“، المنشور عام 1995، وتتحدث النسب عن العقود الثلاثة التي سبقت نشر الكتاب.
كل هذه الإحصائيات تدل على نجاح اللوبي اليهودي بفرض نفسه كلاعب أساسي في السياسة الأمريكية، من خلال تغلغله الواضح في مختلف مناحي الحياة في المجتمع الأمريكي وتحكمه بها.
كما سعت إيباك منذ بدايات نشأتها، كما معظم اللوبيات، إلى توطيد علاقاتها مع كبار المسؤولين الأمريكيين من نواب ووزراء ومستشارين وغيرهم، وتوجيههم لما يخدم مصلحة إسرائيل داخل الولايات المتحدة وخارجها، إذ تسعى إيباك للسيطرة على مراكز مهمة في مؤسسات صنع القرار الأمريكية وتجنيدها لخدمة مصالحها ومصالح اليهود داخل الولايات المتحدة وخارجها.
وتصرح إيباك على موقعها الرسمي على الإنترنت أن مقابلاتها مع أعضاء الكونغرس الأمريكي تتجاوز 2000 مقابلة سنويًا، تقدم من خلالها تقارير ودراسات استراتيجية عن الشرق الأوسط والعالم ومدى إمكانية الاستفادة من الفرص المتاحة في كل منطقة لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل. ولا تعترف إيباك بممارستها ضغوطًا على النواب والسياسيين الأمريكيين، وتقول إنها فقط تقدم لهم النصائح عن طريق هذه التقارير، التي تثمر حوالي 100 تشريع وقانون لصالح إسرائيل سنويًا .
كما تصدر إيباك مجلة “تقرير الشرق الأدنى“، وهي مجلة نصف شهرية تتحدث عن العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية بشكل دوري، وما هي المشاكل التي تواجهها وما الحلول المطروحة.
لا يقتصر اللوبي اليهودي في أمريكا على العمل السياسي فقط، بل يسعى إلى بناء جيل جديد مدرب من اليهود الأمريكيين للدفاع عن إسرائيل في المستقبل، وهو أحد أهداف هذا اللوبي، ومن هنا جاءت فكرة مشروع “اكتب لأجل إسرائيل write on for Israel“، الذي تتبناه صحيفة “نيويورك جويش The New York Jewish Week“.
يهدف المشروع إلى خلق جيل جديد من الأمريكيين اليهود عالي الثقافة والتدريب والإخلاص لإسرائيل للدفاع عنها، يتم التركيز فيه على فئة طلاب الثانوية والجامعات ويتم تدريبهم وتأهيلهم ليصبحوا محامين ومثقفين وإعلاميين يدافعون عن بلادهم في المحافل المحلية والدولية. ويتم إخضاع الطلاب لدورات مكثفة يعرف الطالب خلالها على الصعوبات التي واجهتها إسرائيل والصراعات التي خاضتها لتثبيت وجودها في المنطقة، والأخطار التي تواجهها وتهدد أمنها، حاليًا وفي المستقبل. تتخلل الدورات رحلات وزيارات للطلاب إلى إسرائيل ليتعرفوا على البلاد التي سيدافعون عنها في المستقبل.
يدير المشروع مراسلة قناة “سي إن إن” السابقة ليندا سكيرزر، التي زارت دمشق وعددًا من العواصم العربية عدة مرات. كما يساعدها في إدارة المشروع مجموعة كبيرة من كبار الإعلاميين اليهود في أمريكا.
الأهداف التي يضعها اللوبي اليهودي في أولى اهتماماته عديدة:
1- لم شمل جميع يهود أمريكا والعالم وتوحيد تطلعاتهم وجهودهم في العمل لصالح إسرائيل.
2- الهيمنة على مختلف مجالات الحياة في المجتمع الأمريكي والتحكم بقرارها السياسي والاقتصادي.
3- منع وعرقلة أي قرار من مجلس الأمن لا يصب في مصلحة إسرائيل، عن طريق استخدام ورقة الفيتو الأمريكي.
4- منع وعرقلة الولايات المتحدة من عقد أي صفقات بيع لأسلحة نوعية ومتطورة للدول العربية.
5- منع إيران من الحصول على القنبلة النووية، لتبقى إسرائيل هي الدولة النووية الوحيدة في المنطقة.
6- بناء جيل يهودي جديد مدرب يضمن لها استمرارية عملها للدفاع عن إسرائيل من أخطار الغد.
وقد نجح اللوبي اليهودي بتحقيق عدد غير قليل من هذه الأهداف وغيرها، إلا أنه يواجه عددًا من التحديات التي تؤثر على بقائه كقوة خفية مهيمنة داخل الولايات المتحدة، أحدها الفضائح، التي ترافق نشاطه.
فمثلًا في عام 2005 شهد مكتب إيباك في ولاية فيرجينيا فضيحة من العيار الثقيل، حيث قامت المنظمة باستغلال أحد محللي وزارة الدفاع الأمريكية للحصول على معلومات ووثائق سرية وتسريبها لإسرائيل، وهذه من الأمور التي تعتبر خطًا أحمر في الولايات المتحدة، لما لها من تأثير وتداعيات على الأمن القومي الأمريكي، فاضطرت إيباك إلى فصل الموظفين اللذين قاما بهذا العمل، وهما من كبار الموظفين لديها.
ومن التحديات التي تواجه إيباك أيضًا المنافسة من المنظمات اليهودية الأخرى داخل الولايات المتحدة التي تتهمها بالانحياز لليمين المحافظ، ومنها منتدى إسرائيل للسياسات.
كما تواجه إيباك منافسة من منظمة يهودية أخرى تدعى “مجلس المصلحة القومية“، وهي منظمة تهتم بالمصلحة الأمريكية والأمن القومي الأمريكي، حتى لو تعارض مع أهداف إسرائيل ومصالحها. كما أنها وجهت اتهامات عديدة لإيباك أثناء فضيحة التجسس.
ولابد من ذكر التحدي الأقوى الذي يواجه هذا اللوبي في أمريكا، وهو المنافسة من اللوبيات الأخرى، ومنها اللوبيات العربية واللوبي الإيراني.
هي مجموعات ضغط تعمل لصالح دولة معينة داخل دولة كبيرة وذات تأثير عالمي، ويعود الفضل في تأسيس هذه المجموعات إلى البعثات الدبلوماسية والمغتربين في تلك الدولة.
فبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى والثانية، وبروز الولايات المتحدة الأمريكية إلى الواجهة، كأكبر قوة مهيمنة في العالم، سعت معظم دول الشرق الأوسط إلى إنشاء مجموعات ضغط تعمل لصالحها داخل الولايات المتحدة، وكانت إسرائيل هي السباقة في هذا المجال، بإنشاء منظمة “إيباك” اليهودية، وهي اختصار لـ “لجنة العلاقات العامة الأمريكية– الإسرائيلية American – Israeil Public Affairs committee“.
ويمكن اختصار تعريف اللوبي بأنه مجموعات منظمة تسعى للتأثير على القرارات الحكومية والتشريعات القانونية والانتخابات، ولكنها لا تخطط لممارسة نفوذ حكومي رسمي، منها ما يعمل داخل بلده ومنها ما يعمل لمصلحة بلده في بلدان كبيرة وذات أهمية عالمية.
اللوبي الإسرائيلي
تعتبر “إيباك” من أقوى وأقدم اللوبيات في أمريكا، وتسيطر تقريبًا على القرار السياسي والعسكري الأمريكي، وتجنده لمصلحة إسرائيل.
تعود نشأة إيباك إلى ستينيات القرن الماضي، وقد سعت منذ تأسيسها إلى لم شمل اليهود في الولايات المتحدة وتوحيد توجهاتهم للدفاع عن إسرائيل والعمل لصالحها، فاليهود نسبتهم لا تتجاوز 3% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية، لكن إحصائيات ودراسات لنفوذهم تتحدث عن أن أكثر من 20% من من أساتذة الجامعات الكبرى في أمريكا هم من اليهود، وحوالي 50% من أفضل 200 مثقف في أمريكا وحوالي 60% من كتاب ومنتجي أفضل وأقوى الأفلام والمسلسلات الأمريكية هم أيضًا من اليهود، ناهيك عن الصحف والمجلات والقنوات الفضائية وكبرى شركات النفط والسلاح، وذلك وفق اثنين من الكتاب اليهود المعروفين، وهما سيمور ليبست وإيرل راب، في كتابهما “اليهود والحال الأمريكي الجديد“، المنشور عام 1995، وتتحدث النسب عن العقود الثلاثة التي سبقت نشر الكتاب.
كل هذه الإحصائيات تدل على نجاح اللوبي اليهودي بفرض نفسه كلاعب أساسي في السياسة الأمريكية، من خلال تغلغله الواضح في مختلف مناحي الحياة في المجتمع الأمريكي وتحكمه بها.
كما سعت إيباك منذ بدايات نشأتها، كما معظم اللوبيات، إلى توطيد علاقاتها مع كبار المسؤولين الأمريكيين من نواب ووزراء ومستشارين وغيرهم، وتوجيههم لما يخدم مصلحة إسرائيل داخل الولايات المتحدة وخارجها، إذ تسعى إيباك للسيطرة على مراكز مهمة في مؤسسات صنع القرار الأمريكية وتجنيدها لخدمة مصالحها ومصالح اليهود داخل الولايات المتحدة وخارجها.
وتصرح إيباك على موقعها الرسمي على الإنترنت أن مقابلاتها مع أعضاء الكونغرس الأمريكي تتجاوز 2000 مقابلة سنويًا، تقدم من خلالها تقارير ودراسات استراتيجية عن الشرق الأوسط والعالم ومدى إمكانية الاستفادة من الفرص المتاحة في كل منطقة لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل. ولا تعترف إيباك بممارستها ضغوطًا على النواب والسياسيين الأمريكيين، وتقول إنها فقط تقدم لهم النصائح عن طريق هذه التقارير، التي تثمر حوالي 100 تشريع وقانون لصالح إسرائيل سنويًا .
كما تصدر إيباك مجلة “تقرير الشرق الأدنى“، وهي مجلة نصف شهرية تتحدث عن العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية بشكل دوري، وما هي المشاكل التي تواجهها وما الحلول المطروحة.
لا يقتصر اللوبي اليهودي في أمريكا على العمل السياسي فقط، بل يسعى إلى بناء جيل جديد مدرب من اليهود الأمريكيين للدفاع عن إسرائيل في المستقبل، وهو أحد أهداف هذا اللوبي، ومن هنا جاءت فكرة مشروع “اكتب لأجل إسرائيل write on for Israel“، الذي تتبناه صحيفة “نيويورك جويش The New York Jewish Week“.
يهدف المشروع إلى خلق جيل جديد من الأمريكيين اليهود عالي الثقافة والتدريب والإخلاص لإسرائيل للدفاع عنها، يتم التركيز فيه على فئة طلاب الثانوية والجامعات ويتم تدريبهم وتأهيلهم ليصبحوا محامين ومثقفين وإعلاميين يدافعون عن بلادهم في المحافل المحلية والدولية. ويتم إخضاع الطلاب لدورات مكثفة يعرف الطالب خلالها على الصعوبات التي واجهتها إسرائيل والصراعات التي خاضتها لتثبيت وجودها في المنطقة، والأخطار التي تواجهها وتهدد أمنها، حاليًا وفي المستقبل. تتخلل الدورات رحلات وزيارات للطلاب إلى إسرائيل ليتعرفوا على البلاد التي سيدافعون عنها في المستقبل.
يدير المشروع مراسلة قناة “سي إن إن” السابقة ليندا سكيرزر، التي زارت دمشق وعددًا من العواصم العربية عدة مرات. كما يساعدها في إدارة المشروع مجموعة كبيرة من كبار الإعلاميين اليهود في أمريكا.
الأهداف التي يضعها اللوبي اليهودي في أولى اهتماماته عديدة:
1- لم شمل جميع يهود أمريكا والعالم وتوحيد تطلعاتهم وجهودهم في العمل لصالح إسرائيل.
2- الهيمنة على مختلف مجالات الحياة في المجتمع الأمريكي والتحكم بقرارها السياسي والاقتصادي.
3- منع وعرقلة أي قرار من مجلس الأمن لا يصب في مصلحة إسرائيل، عن طريق استخدام ورقة الفيتو الأمريكي.
4- منع وعرقلة الولايات المتحدة من عقد أي صفقات بيع لأسلحة نوعية ومتطورة للدول العربية.
5- منع إيران من الحصول على القنبلة النووية، لتبقى إسرائيل هي الدولة النووية الوحيدة في المنطقة.
6- بناء جيل يهودي جديد مدرب يضمن لها استمرارية عملها للدفاع عن إسرائيل من أخطار الغد.
وقد نجح اللوبي اليهودي بتحقيق عدد غير قليل من هذه الأهداف وغيرها، إلا أنه يواجه عددًا من التحديات التي تؤثر على بقائه كقوة خفية مهيمنة داخل الولايات المتحدة، أحدها الفضائح، التي ترافق نشاطه.
فمثلًا في عام 2005 شهد مكتب إيباك في ولاية فيرجينيا فضيحة من العيار الثقيل، حيث قامت المنظمة باستغلال أحد محللي وزارة الدفاع الأمريكية للحصول على معلومات ووثائق سرية وتسريبها لإسرائيل، وهذه من الأمور التي تعتبر خطًا أحمر في الولايات المتحدة، لما لها من تأثير وتداعيات على الأمن القومي الأمريكي، فاضطرت إيباك إلى فصل الموظفين اللذين قاما بهذا العمل، وهما من كبار الموظفين لديها.
ومن التحديات التي تواجه إيباك أيضًا المنافسة من المنظمات اليهودية الأخرى داخل الولايات المتحدة التي تتهمها بالانحياز لليمين المحافظ، ومنها منتدى إسرائيل للسياسات.
كما تواجه إيباك منافسة من منظمة يهودية أخرى تدعى “مجلس المصلحة القومية“، وهي منظمة تهتم بالمصلحة الأمريكية والأمن القومي الأمريكي، حتى لو تعارض مع أهداف إسرائيل ومصالحها. كما أنها وجهت اتهامات عديدة لإيباك أثناء فضيحة التجسس.
ولابد من ذكر التحدي الأقوى الذي يواجه هذا اللوبي في أمريكا، وهو المنافسة من اللوبيات الأخرى، ومنها اللوبيات العربية واللوبي الإيراني.