النظام الإنجليزي Wavell
يعتبر نظام Wavell هو أول نظام آلي رقمي إنجليزي يدخل في خدمة الجيوش وهو نظام تكتيكي لخدمة الفرقة واللواء من حيث تسجيل المعلومات والرجوع إليها لحظياً عند الحاجة وقد تم إدخال تعديلات على Soft Ware الخاص بالحاسب الآلي للنظام حتى يماثل التنظيم العسكري ويتم عرض البيانات والمعلومات المتبادلة على شاشة متبعة نفس التسلسل العسكري.
ويستخدم أيضاً على مستوى القيادة أثناء العمليات ومعرفة إحداثيات القوات، وقد تم إدخال بعض التعديلات على الحاسب الآلي لزيادة قدرة الذاكرة، بالإضافة إلى خمس ذاكرات رقمية إضافية بقدرة 48 ميجابايت كي يعطي النظام ذاكرة كلية بقدرة حوالي 240 ميجابايت وهذا النظام استخدم في ربط وحدات القوات البريطانية الثابتة وأيضاً مع طائرات الهارير الإنجليزية والتي تتبع نظام الإقلاع والهبوط العمودي V/stol.
النظام الإنجليزي Ptarmigar
ويستخدم هذا النظام مع الجيش والقوات الجوية الإنجليزية على المستوى التكتيكي وذلك لإتاحة قدرات وتأمين أكبر باستخدام نظم تغيير مختلفة وتبادل المعلومات مع الوحدات المختلفة ويتكون النظام من شبكة من التحويلات سابقة البرمجة ومرتبط بها عدد من قنوات الاتصالات المتعددة ويرتبط النظام بالأنظمة الاستراتيجية والتكتيكية والمدنية ويكفي عدد 20 تحويلة لخدمة أحد الأسلحة ويرتبط بالنظام معدات ربط لاسلكية طول كل منها حوالي 25 كم وتحتوي على 16 إلى 32 قناة بسرعة إرسال تصل حتى 512 كيلوبايت- ثانية ويرتبط بكل منها 350 مشتركاً يمكن أن يكون نصفهم محملاً على عربات.
النظام الاسترالي Discon
قام الجيش الاسترالي بإنشاء نظام الاتصالات الرقمي الاستراتيجي Defense intergrated secure communication (discon) network. وذلك لتأمين الاتصالات الخاصة بالمحادثات والFaxmile والتلجراف ويغطي هذا النظام عدة مناطق ومدن ترتبط مع بعضها بأنظمة اتصالات بقدرة 2 ميجابايت باستخدام حاسب آلي وكبديل لها يتم استخدام شبكة اتصالات HF عسكرية ويتم إرسال المعلومات فيها بطريقة رقمية.
النظام الفرنسي RITA
ويستخدم بواسطة الجيش البلجيكي والفرنسي للاستخدامات التكتيكية ويتم إقامة المراكز الرئيسية للنظام Nodal stations والتي تحتوي على التحاويل الإلكترونية فوق مناطق مرتفعة وترتبط ببعضها باستخدام خط رؤية مباشرة Line of sight وباستخدام إمكانيات الميكرويف الرقمية كما يمكن استخدام الاتصالات بالأقمار، والمسافة بين كل نقطة وأخرى يصل حتى 40 كم ويرتبط مركز القيادة الرئيسي بمركز هذه التحويلات الرقمية بواسطة كوابل أو أسلاك معدنية ويمكن ربط 12 مركزاً باستخدام 6 وحدات تعمل على شبكات الاتصالات المعدنية ويمكن تكامل هذا النظام بأنظمة دول حلف الناتو المختلفة.
ويعتبر هذا استعراضاً سريعاً للأنظمة المستخدمة من جانب بعض الجيوش الأوروبية وهناك أنظمة أخرى مثل النظام الأمريكي JTIDS Joint Tactical Information Disribution System. والذي سوف يتيح للقادة على المستوى التكتيكي تبادل المعلومات عن طريق نظم اتصالات مؤمنة ومشفرة هذا كما يتم تطبيق ذلك على نقل الصورة Fax والحواسب الآلية المستخدمة في مثل هذه الأنظمة وغيرها.
ونجد أن أنظمة الاتصالات بأنواعها المستخدمة في القيادة والسيطرة تتكون من عدة نقاط Nodes ترتبط مع بعضها وللخدمة حتى مستوى السرية والكتيبة ثم مراكز التوزيع الرئيسي والذي يحتوي على السنترالات الإلكترونية ووسائل الإرسال والاستقبال من ميكرويف وأنظمة أخرى تحقق تكاملاً بين ال Nodes وتؤدي إلى تكوين شبكة متكاملة بين أجهزة الاتصالات الثابتة والمتحركة للنظام هذا وتتبع هذه الأنظمة عمليات ربط العناصر الجوية والبحرية والبرية مع بعضها ولتبادل المعلومات على مختلف المستويات.
وقد استخدمت نظريات التشفير الحديثة على الأجهزة والمعدات المكونة لأنظمة الاتصالات فقد أصبح الإرسال يتم بالنظام الرقمي ويتم تشفيره ثم تحدث طريقة عكسية في جهاز الاستقبال ومثال لذلك نظام RAVEN الاسترالي والمكون من معدات إشارية VHFCHF سواء كانت إرسال صورة أو صوت أو نقل معلومات فقد زودت بأجهزة حماية من الإعاقة FCCM بالإضافة إلى استخدام الاتصالات الخطية واللاسلكية ونقل وتبادل المعلومات ومتابعة المواقف والإنذار.
كما أنها تستخدم السنترالات المعدنية في حالات السلم إلى جانب التوسع في استخدام الحواسب الآلية التي أصبحت مركز تجميع وتوزيع للمعلومات التي يطلبها القادة مما كان له أكبر الأثر في سرعة اتخاذ القرارات.
مراكز القيادة والسيطرة
إن ظهور التكنولوجيا المتقدمة في كافة المجالات العسكرية ونظم التسليح المتطورة أعطى أهمية كبرى لدور القيادة والسيطرة في المعركة الحديثة وتطورها بصفة مستمرة.
فمراكز القيادة وهي العضو الرئيس لنظم القيادة والسيطرة أصبح من أهم علامات تطويرها القدرة على السيطرة على القيادات المختلفة التابعة واتخاذ القرار في الوقت المناسب، ولن يتأتى ذلك طبعاً إلا بتوفر كافة البيانات والمعلومات اللازمة لدراسة الموقف واتخاذ القرارات المناسبة وفي الوقت المطلوب من خلال الحواسب الآلية المختلفة لمعالجة البيانات والمعلومات وبالاعتماد على وسائل العرض المختلفة الحديثة والشاشات الكبيرة التي توضح الموقف العملياتي لكافة المستويات ونظم القيادة والسيطرة تعتمد بالإضافة إلى مراكز القيادة على الآتي:
1 المستشعرات.
2 وسائل نقل المعلومات.
والمستشعرات تطورت بشكل كبير حالياً في ضوء التقدم الهائل في الميكروالكترونيات وأصبحت متكاملة مع نظم الاستشعار في الجو أو البر أو الفضاء وأصبحت تغطي حيزاً كبيرا من الضوء المرئي إلى الميكرويف إلى الموجات اللاسلكية..إلخ.
وقد قام فكر تطوير نظم القيادة والسيطرة على تحقيق الآتي:
1 تحقيق شبكات اتصالات ذات استمرارية وقدرة على نقل وتبادل المعلومات والاتصالات بين عناصر النظام.
2 استمرارية لمراكز القيادة بزيادة حمايتها ودخول مراكز تبادلية سواء أرضاً أو من الجو مع تحقيق الاتصالات بالأقمار الصناعية بضمان الاتصال السريع على كافة المستويات.
3 تكامل المعلومات سواء من نظم الاستطلاع الراداري أو الالكتروني أو الالكتروبصري وبالتالي تقليل زمن تحليل المعلومات لصالح العمليات مما يوفر الوقت الثمين في مراحل العمليات المختلفة.
4 تأمين هذه الوسائل من اتصالات ونقل معلومات ضد التصنت وشفرة لإمكانية العمل خلال مسافات مختلفة.
إن التوسع الحالي في استخدام الألياف الضوئية Fibre Optics والاعتماد على الترددات Frequency Hopping تحقق تأمين الاتصالات على المستويات المختلفة.
ومراكز القيادة والسيطرة هي الأماكن المخصصة لإدارة مهام النظام والمجهزة بالتالي مادياً وفنياً بما يسمح لها بتنفيذ هذه المهام باستمرارية رغم أي ظروف وأعمال للعدائيات ومن الطبيعي أن تشمل:
1 إمكانيات لمعالجة البيانات التي تصلها من نظم الاستشعار المنتشرة ومن خلال شبكات الاتصالات.
2 وسائل العرض ومساعدات لاتخاذ القرار.
وفي هذا المجال يجدر الإشارة إلى النظم الإلكترونية الحديثة المخصصة للعمل في ظروف الإشعاع والنبضة الكهرومغناطيسية بما يضمن استمرارية العمل لمراكز القيادة والسيطرة وحتى لبعض نظم الاستشعار مع ضمان استمرارية الاتصالات.
أما الحواسب الآلية فقد زادت بالطبع إمكانياتها بدرجة كبيرة وكان عليها بالضرورة أمام هذا الكم الهائل من البيانات المطلوب استقبالها ومعالجتها أن تتعدى مرحلة المعدات المساعدة لاتخذ القرار والتي تنحصر في مهام حفظ واسترجاع البيانات وإجراء العمليات الحسابية والتحكم في وسائل العرض بل وحتى محاولات تطبيق فعلي لفكر وأساليب "الذكاء الصناعي" وهنا تجدر الإشارة كذلك إلى الأساليب الفنية اللازمة لتأمين نظم الحواسب من أعمال التداخل أو التخريب الالكتروني.
ولقد تطور فكر القيادة والسيطرة مع تطور التهديد وخاصة مع دخول عناصر الصواريخ البالستيكية وأسلحة الفضاء وإمكانية استخدام الأسلحة النووية بل وأسلحة الطاقة الموجهة مستقبلاً حيث أخذ التهديد شكلاً جديداً فتأكدت الحاجة إلى مواصفات خاصة لنظم القيادة الحديثة والتي من أهمها الاعتمادية Reliability واستمرارية العمل مع أعمال العدو والقدرة على البقاء Survivability.
وقد تطورت المكونات الأساسية لنظم القيادة والسيطرة الآلية الحديثة من مستشعرات ذات مواصفات خاصة محمولة جواً وكذا نظم الاتصالات التي تضمن استمرارية العمل في مواجهة الأعمال المعادية حتى القصف النووي ومراكز القيادة والسيطرة المتحركة أو المحمولة جواً.
وتأكدت كذلك مبادئ هامة مثل سرعة الإنذار وتقييم الموقف لإمكان الرد بالسرعة المناسبة لضمان الردع، وكان لزاماً لتحقيق ذلك مزيد من الاعتماد على نظم الحواسب الحديثة وخاصة الذكاء الصناعي Intelligene Artificial والذي مازال موضع الآمال العريضة للوصول إلى درجة كبيرة من الآلية لنظم القيادة والسيطرة.
وقد انحصر دور الحواسب حتى الآن على معاونة القائد في اتخاذ القرار والسيطرة على الاتصالات واستقبال البيانات والمعلومات ومعالجتها وعرض البيانات والمواقف بالصورة المناسبة مع توفير البيانات المطلوبة لاتخاذ القرار.
ولكن مع دخول فكر الذكاء الصناعي يتوقع أن تتولى نظم القيادة والسيطرة الآلية ذاتياً العديد من المهام والأعباء الذهنية المرتبطة بمقارنة المعلومات وتقييم أولوية الإنذار وتقدير الموقف ومتابعة أعمال العدائيات بل وحتى اتخاذ القرار.
مصادرنا