أهمية الوحدات البايلوجية و الكيميائية و النووية داخل أجهزة الإستخبارات ؛ المنج (منقول)

انور المنج

عضو جديد
إنضم
10 مارس 2020
المشاركات
13
التفاعل
4 0 0
الدولة
Yemen
images (11).jpeg


تهديدات أمنية غير تقليدية..وحدات استخباراتية جديدة

يشهد النظام الدولي تغيرات في طبيعة و مستوى و درجة ” التهديدات الأمنية ” ، و الأجهزة الأمنية والاستخباراتية أصبحت في مواجهة هذه التهديدات الجديدة ، فالمسألة تتعلق بتطوير أنواع جديدة من الأسلحة غير التقليدية، و التي تتمثل في الأسلحة البيولوجية، الإشعاعية، الكيميائية، و النووية.

اجهزة الاستخبارات حول العالم وجدت نفسها في مواجهة هذا النوع الجديد من التهديدات، الذي يشكل خطرا أكثر من التهديدات الأمنية التقليدية في حال استخدامه و على اعتبار نتائجه وانعكاساته الكارثية. و كخطوة استباقية لمواجهة هذه التهديدات، قامت أجهزة الاستخبارات بإنشاء وحدات خاصة، تسمى بالوحدات البايلوجية والكيميائية والنووية، هدفها الحصول على المعلومات الحساسة المتعلقة بطبيعة هذه التهديدات، و استباق وتوقع الهجمات البايلوجية والكيميائية والنووية.

التجسس الاستخباراتي على المختبرات البايلوجية والكيميائية

ذكر الموقع الاخباري السويسري ” سويس إنفو ” في 14 سبتمبر 2018، أنه تم إلقاء القبض في هولندا على عميليْن روسييْن يُشتبه فى محاولتهما التجسّس على مختبر سويسري، و يُشار إلى أن هذا المختبر التابع للمكتب الفدرالي لحماية السكان يُعتبر “مركزا سويسريا للحماية ضد تهديدات ومخاطر الأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية”.

حسب ما ذكر موقع ” مونتي كارلو الدولية ” في 14 سبتمبر 2018 ، فإن عميلي الاستخبارات الروسيين كانا يحملان معدات للدخول إلى الشبكة الإلكترونية لمختبرات “سبيز”، المعهد السويسري للحماية من التهديدات والمخاطر الذرية والبيولوجية والكيميائية. وكانت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية كلفت هذا المختبر الواقع في كانتون برن تحليل عينات أخذت من سالزبري بجنوب إنكلترا، حيث تعرض العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا للتسميم بواسطة غاز الأعصاب “نوفيتشوك” في آذار/مارس. كما كان المختبر يساعد منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في تحقيقها حول استخدام مثل هذه الأسلحة في سوريا عند توقيف الرجلين.

الانتربول.. مواكبة الاستخبارات البايلوجية والكيميائية و النووية

نشرت الجمعية العامة للأمم المتحدة تقريرا لأمينها العام في 08 سبتمر 2014 حول ” تدابير لمنع الارهابيين من حيازة أسلحة الدمار الشامل ” ، يتضمن التقرير الحديث عن وحدة استخباراتية جديدة داخل الانتربول، اطلق عليها اسم ” المديرية الفرعية للمواد الكيميائية و البيولوجية والإشعاعية والنووية والمتفجرة ” .

ترتكز مهمة المديرية الفرعية للمواد الكيميائية و البيولوجية والإشعاعية والنووية والمتفجرة على ثلاث ركائز أساسية:

تبادل المعلومات والاستخبارات

برامج الوقاية وتدابير المكافحة

العمليات و التحقيقات

ويضم هيكل هذه المديرية ثلاث وحدات :

وحدة المواد الكيميائية والمتفجرات

وحدة المواد البيولوجية

وحدة المواد الاشعاعية والنووية

و كل وحدة من هذه الوحدات مسلحة بخبرة في مجال إنفاذ القانون، و قدرة في جمع المعلومات والاستخبارات، و كذلك الدعم الإداري.

وحدة مكافحة أسلحة الدمار الشامل للاستخبارات الأمريكية

حسب الموقع الرسمي لوكالة الأمن القومي الأمريكية ، فإن مكتب مكافحة أسلحة الدمار الشامل تم انشائه في كانون الأول/ديسمبر 2017 من خلال توحيد المكتب المحلي للكشف عن الأسلحة النووية في المقام الأول، و أغلبية موظفيه من مكتب الشؤون الصحية.

والركائز الأساسية الأربع التي تضعها الوحدة في سبيل الدفاع البيولوجي هي:

– التوعية بالتهديدات

– الوقاية والحماية

– المراقبة والكشف

– الاستجابة والاسترداد

تقوم وحدة مكافحة أسلحة الدمار الشامل للاستخبارات الأمريكية بالسعي الى تحسين الاستعداد البيولوجي والوعي الظرفي من خلال تبادل المعلومات المتعلقة بالصحة العامة والاستخبارات مع الشركاء المحليين والحكوميين من خلال مراكز الاندماج المحلية. يقوم محللو الاستخبارات وخبراء الدفاع البيولوجي في المركز الوطني لتحديد خصائص التهديدات البيولوجية بإجراء دراسات وتجارب مختبرية، وسد الثغرات في المعلومات لمساعدة وحدة مكافحة أسلحة الدمار الشامل على فهم ومواجهة التهديدات البيولوجية الحالية والمستقبلية بشكل أفضل.

تعمل وحدة مكافحة أسلحة الدمار الشامل كذلك على حماية الأمن الصحي في البلاد من خلال توفير الكشف المبكر والإنذار المبكر بالهجمات الإرهابية البيولوجية. ويعزز المركز الوطني لتكامل المراقبة البيولوجية قدرة الحكومة الفيدرالية على التحديد السريع للأحداث البيولوجية التي تثير قلقا وطنيا ورصدها.

مختبرات البنتاغون البيولوجية

نشر موقع وكالة “سبوتنيك ” الروسية في 03 أكتوبر 2020، تقريرا مختبرات بيولوجية سرية للبنتاغون، تكشف وثائق البنتاغون عن حقائق مروعة حول البرنامج العسكري للتجارب البيولوجية في الولايات المتحدة وحول العالم.

العلماء العسكريون تحت الغطاء الدبلوماسي يختبرون فيروسات مصطنعة في مختبرات البنتاغون في 25 دولة. مئات الآلاف من الناس يصابون بانتظام بالتهابات ويعانون من مسببات الأمراض والأمراض الخطيرة، من بين الدول التي فيها المختبرات جورجيا وكازاخستان وأوزبكستان وأرمينيا.

يتم تمويل برنامج المختبرات الحيوية الأمريكي من قبل وكالة DTRA العسكرية، بموجب برنامج تبلغ ميزانيته 2.1 مليار دولار، ويشمل برنامج التعاون البيولوجي المشترك، مع بلدان الاتحاد السوفيتي السابق (جورجيا وأوكرانيا) والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وأفريقيا.

الخلاصة

بالرغم من التحذيرات المتواصلة للمنظمات الدولية بخصوص الأسلحة البيولوجية و الكيميائيو والنووية، و التهديدات والمخاطر الملازمة لها، إلا أن أجهزة الاستخبارات حول العالم ما زالت تعاني ” نقصا فادحا” في هذا الجانب، فالاستخبارات البيولوجية و الكيميائية والنووية بقيت حكرا على وزارات الدفاع فقط ، و لم يسمح في العديد من الدول بوجود وحدات استخباراتية بيولوجية و كيميائية و نووية مستقلة عن وزارات الدفاع، و حتى تلك التي الموجودة ضمن الجيوش الوطنية، تكتنفها السرية و ندرة المعلومات بشأن الوظائف و المهام التي تقوم بها. كما أن أغلبية الأبحاث المتعلقة بالأمن البيولوجي والكيميائي و النووي محصورة في الجيوش الوطنية و و وزارات الدفاع ، و نادرا ما يتم إشراك أجهزة الاستخبارات الوطنية في الاطلاع على تلك الابحاث و الحصول على المعلومات الكافية والضروروية حول هذا النوع الجديد من التهديدات/ من أجل التحليل و التوقع و الاستباق.

التوصيات

الحكومات الوطنية ملزمة بالتفكير بجديّة في انشاء وحدات بيولوجية و كيميائية و نووية مستقلة عن الجيوش الوطنية و وزارات الدفاع، و أن تكون هذه الوحدات تحت السلطة المباشرة لصناع القرار من أجل ان تكون المهمة الاساسية لهذه الوحدات هي تزويد صناع القرار بالمعلومات لمساعدتهم في صناعة و اتخاذ القرارات وقت الازمات ذات الطبيعة البيولوجية والكيميائية و النووية. الحكومات الوطنية ملزمة على الأقل بتأسيس جهاز مشترك بين الاستخبارات و وزارات الدفاع و الباحثين البيولوجيين و الكيميائيين، من أجل تبادل المعلومات حول هذا النوع من التهديدات غير التقليدية، لأن ذلك من شأنه المساهمة في بناء سياسيات وطنية فعالة في مجال الأمن البيولوجي و الأمن الكيميائي و الأمن النووي، و المساهمة كذلك في التوقع و سرعة الاستجابة تجاه هذه التهديدات.
وشكرا
المنجimages (11).jpegimages (11).jpeg
 
عودة
أعلى