التعميم غير صحي وغير بناء.
والأسوأ ربط مواقف سياسية تعتمد علي متغيرات كثيرة بعلاقات شعبية.
انا لا احب ان اتكلم عن المواقف ذات البعد السياسي كثيراً.
الصدمة هنا في غير محلها ولكن المشكلة الاساسية والصدمة الحقيقية في قضية سد النهضة ليست في أن السودان اتخذ محور إثيوبيا بل لأن السودان اتخذ موقفا واقعياً بعيدا عن التصعيد والالتهاب حيث ان موقف السودان الحالي والذي هو يحفظ حصة دولتي المصب ولا يتنازل عنها بل يحاول تقريب نقاط الخلاف في الملأ والادارة بين الرأي أقصى اليمين (الطرح المصري) والرآي الآخر (الطرح الإثيوبي) بدليل ان مصر وافقت على المقترح السوداني بينما تعنت الجانب الإثيوبي في جولة مفاوضات الخرطوم التي تعسرت وبعدها قامت الولايات المتحدة بطرح مماثل جدا للطرح السوداني ووافقت عليه مصر ورفضت اثيوبيا مرة اخرى .
بينما كان المتوقع من معظم الاخوة في مصر من السودان بأن يقوم السودان بإعلان العداء مع إثيوبيا ويتجاهل المتغيرات الحقيقية وان تقوم وزارة الخارجية بغض البصر عن بيان تصعيدي في جامعة الدول العربية ذُكر فيه اسم السودان حتي بدون مشاورة او بحث مسبق علي اقل التقديرات مجرد تقدير السودان قبل كتابة البيان؟
لو ربطنا العلاقات السياسية والمصالح بالعاطفة
اذا فمن حق ان يقول السودانيين نتوقع منكم اكثر من غيركم.
مثلاً توقعنا ان مصر هي من تقوم بالتوسط والوساطة بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير عندما كانت البلد على شفير الانهيار بدلاً من ان يتوسط آبي احمد ويجعل من نفسه بطل قومي.
توقعنا ان تستضيف مصر محادثات نيروبي عاصمة كينيا لاتفاقية السلام الشامل التي أوقفت اطول حرب أهلية في أفريقيا ٢٠٠٥ مع الراحل جون قرنق مؤسس جنوب السودان بدلاً من انشاء مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان - فرع القاهرة.
توقعنا ان نسمع بوثيقة القاهرة للسلام لفصائل دارفور بدلاً من وثيقة الدوحة.
توقعنا مصر تدخل مع جنوب السودان في المفاوضات الجارية حالياً في جوبا وتتوسطها الجنوب لتوقيع اتفاقية سلام بين الحركات المسلحة المختلفة ويتوسط السودان مفاوضات بين معارضة جنوب السودان والحكومة ما أدت الي اتفاق تقاسم السلطة في الجنوب.
لكني شخصياً والكثير من المثقفين يستطيعون فصل العاطفة عن العلاقات السياسية والشعبية واعلم جيدا ان الساسة في مصر لم تتخذ تلك القرارات بسبب العداء مع الحركة الإسلامية التي كان حاكمة في السودان فاتخذت موقفا سياسياً رأته مناسبا لمصالح مصر الاستراتيجية، فليتك تستطيع الفصل.
@alhout
نعم هناك نخب سياسية في قوى الحرية والتغيير مائلة للجانب الاثيوبي الذي توسط بين الحرية والتغيير والمجلس العسكري الذي افضى الي توقيع ميثاق الحرية والتغيير ولكن ما وزنهم؟ ما هي احزابهم ؟