خيارات العدو بين الإجتياح البري و بقعة الزيت اللاهب

حطين

عضو
إنضم
16 أكتوبر 2008
المشاركات
83
التفاعل
54 0 0
خيارات العدو بين الإجتياح البري و بقعة الزيت اللاهب:

islam2all12309040090.jpg



يبدو جليا مع دخول العدوان الصهيوني الغاشم على غزة يومه السابع أن العدو قد دخل مرحلة التخبط المنتظرة بعد ما إستنفذ من خلال طلعاته الجوية بنك الأهداف المحددة سلفا للقصف فمنذ الوهلة الأولى عمدت قيادة جيش الكيان الغاصب إلى إتباع نفس الإستراتيجية التي إتبعتها الولايات المتحدة الأمريكية خلال غزو العراق و التي سميت بإستراتيجية "الصدمة و الرعب" و التي إستخدمت أيضا بنجاح من طرف الحلف الأطلسي خلال الحرب ضد صربيا, و بإختصار تعتمد هذه العقيدة القتالية على إنهاك العدو عبر قصف سجادي مكثف لا يبقى و لا يذر يكون الهدف منه إصابة قواته بالصدمة مما ينتج عنه تفتيت إرادتها القتالية بشكل يؤثر على قدرتها على مواصلة القتال و الصمود, و لإن كانت هذه الإستراتيجية قد أثبتت نجاحها خلال العمليات العسكرية ضد صربيا و إبان غزو العراق عام 2003 و ذلك بإنهاء و تحييد العمليات العسكرية المباشرة ضد قوات الخصم النظامية فإنها على العكس من ذلك أثبتت فشلها في مواجهة الميليشيات التي تمارس حرب العصابات, فالقصف المكثف عبر الطيران قد ينجح في تفتيت مجهودات القوات النظامية التي تتحرك بشكل واضح و ظاهر للعيان قد يفصح عن تكتيكاتها القتالية و نواياها لكنه بالقطع لا ينجح في فرض إرادة المهاجم على الأرض ما لم تدخل قواته البرية للسيطرة بشكل مباشر على المناطق المستهدفة و المراد إخضاعها.
و لعل كل من شاهد صور القصف الوحشي ليوم السبت و صور طائرات الإف 16 الصهيونية و هي تصب حممها على مدن و قرى قطاع غزة قد صدم من ذلك المنظر البشع و الذي تبعته الخرجات الإعلامية لوزراء و قادة الكيان الغاصب مزهوين بقدرتهم العسكرية و متشدقين بأهداف العملية التي حددوها في النقاط التالية أوليا:

1- إضعاف سيطرة حماس على القطاع.

2- ضرب البنية التحتية لجناحها العسكري و شل قدرته على إطلاق الصواريخ على مغتصبات العدو المحيطة بالقطاع.

3-إجبار حماس على القبول بالتهدئة بالشروط الصهيونية

4- إستكمال عملية الحصار على القطاع بالشكل الذي يريده الكيان الغاصب.

وكل هذه الأهداف مسطرة بمباركة قوى الإعتدال في العالم العربي التي وفرت الغطاء السياسي و الديبلوماسي للعدوان.

غير أن ما لم يحسب قادة العدو أمره هو قدرة حركة حماس على إستيعاب الضربة الأولى و تشتيت تأثيرها فيما بعد, بحيث بدت الحركة أكثر إحترافية هذه المرة في ممارسة اللعبة, و بدا جليا أن دروس و قراءات مواجهة العدو مع حزب الله خلال حرب تموز 2006 قد درست و إستوعبت بنجاح, فمنذ اليوم الأول للعدوان و حتى الآن خلت شوارع و مدن القطاع من مناظر المسلحين المقنعين الذين كانوا يجوبونها في ما مضى و في نفس الوقت كان رد الفعل العسكري جاهزا و تمثل في عمليات القصف بالصواريخ ضد مدن و مستوطنات العدو بشكل متواصل و متدرج عبر إتساع رقعة الإستهداف تدريجيا لتتجاوز سديروت حتى عسقلان c أشدود ت كريات ملاخي ثم بئر السبع واضعة بذلك ما يزيد على مليون صهيوني تحت رحمة القصف العشوائي لصواريخ القسام و القدس و ناصر.


أما المفاجأة الحقيقية للعدو خلال هذه المواجهة فكانت هي إمتلاك حماس لصواريخ غراد التي يبلغ مداها 40 كيلومتر و التي إستهدفت بها الحركة أمس قاعدة حتسريم الجوية التي تنطلق منها الطائرات لقصف القطاع, و تكمن قدرة الفلسطينيين في إفشال أهداف العملية العسكرية في قدرتهم على تحقيق الإستمرارية في القصف بصواريخهم رغم إشتداد العدوان يوم عن يوم حيث بدا واضحا أن لدى المقاتلين القدرة على مواصلة الضرب بشكل محترف مع إختيار موفق و دقيق لأهدافهم شمال و شرق القطاع, مما يؤثر بشكل كبير على الجبهة الداخلية للكيان الصهيوني و يفتت قدرة الردع لديه عبر تحييد تأثير قدراته العسكرية على إرادة القتال لدى خصمه و الذي يبدو أن قدرته على الرد تزداد بعد كل غارة تنفذها طائرات العدو في الوقت الذي عجز فيه هذا الجيش المحترف عن إصابة و لو منصة صواريخ واحدة أو حتى عن التأثير في عمليات القصف هذه رغم أن سماء القطاع مغطاة منذ 7 أيام بطائراته العسكرية ليل نهار.


من جهة أخرى, فقد إستنفذ هذا العدو بنك الأهداف لديه بالقصف المباشر و عمد بعد ذلك إلى إستهداف المساجد و المدارس و الجامعات, و لعل في إستهداف العدو لبيت الشهيد و المجاهد العالم الجليل نزار ريان و إغتياله مع أسرته كاملة بحثا واضحا عن التأثير المباشر في معنويات المقاتلين على الأرض, غير أن ذلك قد أعطى بالقطع دفعة دماء جديدة في صفوف هذه الحركة التي يتقدم زعماؤها و علماؤها الصفوف في الإستشهاد, فهم أناس نذروا أرواحهم و دماءهم لإحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة.


أما حاليا فيدور الحديث في الصحافة العبرية حول إتساع القصف بصواريخ الغرادإلى نطاق عاصمة الكيان تل أبيب مع ورود إمكانية إمتلاك حماس لصواريخ غراد مطورة أو صواريخ فجر الإيرانية ذات مدى يتجاوز 60 كلم, حيث بدأت أنظمة الجبهة الداخلية في الكيان بتجهيز الملاجئ في العاصمة مع توزيع منشورات على المواطنين توضح كيفية التصرف في حال إنطلاق صفارات الإنذار, مما يعني معه تغير قواعد اللعبة حاليا بشكل تام بحيث تبحت حركة حماس عن إحداث توازن رعب مع الكيان عبر إستهداف قدرة جبهته الداخلية على الصمود و لعل معالم المعادلة الجديدة قد بدأت بالظهور أمس حين أعلن رئيس وزراء العدو عن أنه لا مصلحة لإسرائيل في أن تطول هذه العملية العسكرية أما وزيرة الخارجية تسيبي ليفني فقد خفضت من سقف الشروط الصهيونية لوقف العمليات العسكرية عبر إعلانها أن الهدف الأساسي لها يبقى هو إضعاف قدرة حماس على إستهداف المدن و المغتصبات بصواريخها و لعل ذلك يذكرنا بتصريحات قادة كيان العدو إبان حرب تموز 2006 و التي طرحت كسقف أهداف نهائي من بينها تدمير القدرة العسكرية لحزب الله و نزع سلاحه و إطلاق سراح الجنود المختطفين و التي لم يتحقق منها شيء بعد أكثر من شهر من القتال ليبادر العدو إلى البحث عن مخرج دبلوماسي من أزمته عبر المبادرات الدولية الداعية إلى وقف إطلاق النار.


و رغم الكم الهائل من الدمار و الخراب و التقتيل المتواصل من الآلة العسكرية الصهيونية, يبقى الشعب الفلسطيني رافعا هامته أمام التخاذل العربي الرسمي و الذي بلغ هذه المرة أوجه و سط الأوساط السياسية التي أصبحت لا تخجل من تسمية الخنوع إعتدالا و الإستسلام عقلانية و براغماتية سياسية بينما يسجل لها التاريخ خيانتها و تواطؤها للقضية الفلسطينية.

مع تحياتي..وإحترامي للشهداء و المجاهدين الذين يسطرون هذه الأيام صفحات منيرة للأمة بدمائهم التي سوف تبقى منارة و شموعا على درب العزة و الكرامة..

وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ.

أخوكم حطين ..
 
التعديل الأخير:
فكرة جديدة لدعم سكان غزة ارجو المساعدة

ارجو المساعده في معرفة ارقام هواتف محمولة في غزة لارسال رسائل لهم للمساعدة والدعم
حملة ادعم ولو برسالة
صاحب الفضل في هذا الاقتراح هي زوجتي عندما سألتني عن كيفية قيام الاسرائيلين بارسال رسائل الى سكان غزة لاخلاء البيوت ارجو ارسال هذه الرسالة الى مواقع اومنتديات اخرى لنشر الفكرة
 
اللهم انصرهم وأعل كلمتك على اليهود المغتصبين واللهم أنت القادر ولاسواك ان تعجل بصلح اخواننا في فلسطين
 
عودة
أعلى