بعد عملية الاختراق الأكبر في إسرائيل "الموساد" مهدد بإحباط شامل لعملياته في الخارج

إنضم
29 أغسطس 2019
المشاركات
2,899
التفاعل
11,392 70 0
الدولة
Egypt
تحت العنوان أعلاه، كتب إيغور سوبوتين، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول تسريب معلومات عن ملايين الإسرائيليين، بمن فيهم عملاء الموساد، الأحياء منهم والأموات، بانتظار الفضائح.

وجاء في المقال: يُعد تسرب بيانات الإسرائيليين الشخصية، قبل أسابيع قليلة من انتخابات الكنيست، أحد أقوى الهجمات على الأمن السيبراني في البلاد في السنوات الأخيرة.

وفي قلب الاهتمام من هذه المسألة، كانت شركة Elector Software ، التي تطور تطبيقات للهواتف المحمولة لمختلف القوى السياسية. فحزب الليكود أيضا يستخدم منتجاتها. وقد قام حزب رئيس الوزراء بنقل بيانات شخصية ضخمة إلى قاعدتها عن الإسرائيليين الذين لديهم الحق في التصويت.

وتشير صحيفة هآرتس إلى أن المشكلة ليست في انتهاك الخصوصية بقدر ما في حقيقة أن البيانات المتعلقة بعشرات الآلاف من موظفي الموساد والشاباك ولجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية والمعهد الإسرائيلي للبحوث البيولوجية التابع لوزارة الدفاع باتت متاحة دون عوائق. فإذا ما وقعت مثل هذه المعلومات في أيدي جهات معادية لإسرائيل، فستلحق ضررا أكبر بكثير بالدولة اليهودية من مجرد اشتباك عسكري مع الفلسطينيين، أو حزب الله اللبناني، أو الجماعات الموالية لإيران في سوريا، أي كل ما تستخدمه المؤسسة الرسمية الإسرائيلية للتخويف.

في هذه الحالة، يتوقع المراقبون حدوث فشل شامل في العمليات الإسرائيلية في الخارج، وحتى احتمال طرد عملاء من بعض البلدان. فسوف تسمح قواعد البيانات المسربة للمخابرات المعادية بكشف العملاء الأحياء، والموتى الذين تستخدم بيانات سيرهم الذاتية في مهام سرية للدولة اليهودية. ويبدو أن الفضيحة تهدد أساليب العمل المعتمدة.

إلى ذلك، فتسرب البيانات مشكلة مسؤولية، أيضا، ومن المفترض أن تتحملها قيادة الليكود. علما بأن نتنياهو، من دون ذلك، يخضع للتحقيق في قضايا فساد عديدة تنطوي على عقوبات حقيقية بالسجن.

 
كشف وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق في مصر اللواء حاتم باشات، أن الحديث عن الاختراق الأمني الأكبر لـ"الموساد"، لا يمثل اختراقا حقيقيا لعناصره أو عملائه.

وأكد في تصريحات لـRT أن هذا الاختراق لن يحبط عمليات "الموساد" المستقبلية، ولكنه في الغالب قد يكون مرتبطا بحسابات انتخابية إسرائيلية ومحاولات إضعاف شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وتابع: "من ناحية أخرى الأجهزة الأمنية والحساسة تتبع إجراءات مشددة لعدم كشف عناصرها وأنشطتها، وبالتالي فالبيانات التي تسجلها هذه العناصر تكون بعيدة عن كشف جهة عملهم".

من جانبه، أوضح حمادة إمام الصحفي المتخصص في الشأن الإسرائيلي وصاحب كتاب "الموساد اغتيال زعماء وعلماء" أن فضيحة اغتيال المناضل الفلسطيني محمود عبد الرؤوف المبحوح، أصابت داخل أحد الفنادق بدبي، على يد ضباط إسرائيليين دخلوا إلى دبي بجوازات أوروبية أصابت الموساد بنوع من التردد في تنفيذ العمليات الخارجية.

وأشار إمام في تصريحات لـRT، إلى أن العملية تمت بمساعدة بعض أجهزة المخابرات الغربية، الأمر الذي أحدث فضيحة دولية أجبرت الاتحاد الأوروبي على إصدار بيان على لسان "جيل إنخيل"، وزير خارجية إسبانيا الذي كانت تتولى دولته رئاسة الاتحاد الأوروبي في ذلك الوقت.

ونوه بأن الفضيحة تسببت في إصابة الموساد بنوع من التردد في تنفيذ العمليات الخارجية بعد مراجعة العديد من أجهزة الاستخبارات الغربية موقفها في التعاون والتنسيق مع الموساد حتى عام 2016، وهو العام الذي شهد تعيين يوسي كوهين رئيسا له، الذي يتمتع بصداقة خاصة مع رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" الذي راهن عليه ودعمه بزيادة المخصصات لجهاز الموساد لتنفيذ فلسفته في تطوير الأداء.

من جانبها، قالت الباحثة المتخصصة في الشؤون الإسرائيلية سارة شريف، إن هناك فعلا ثغرة أمنية حقيقية في برنامج الحماية الأمنية لجهاز "الموساد" الإسرائيلي، لكن من المبكر جدا اعتبار أن هذه الثغرة قد تفضح نشاط "الموساد" ومهامه وعملاءه في العالم.

وأشارت إلى أن الحديث يدور عن ثغرة أمنية بالفعل ولكن وبحسب السوابق في هذا الاتجاه فإن نظام الحماية الإلكتروني الإسرائيلي قد يتمكن من معالجتها، فهذه الحادثة تكررت مرتين في السابق وتم معالجة الأمر ولكن هذا لا يعني أنها لا تشكل خطورة.

وتابعت: "حتى الآن من المستبعد أن يكون قد تم اكتشاف الثغرة من قبل الجهات المعادية لإسرائيل، فالثغرة داخلية في النظام الأمني ولكن تأخير معالجتها يمكن أن يكون خطيرا".

وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قد كشفت عن حدوث اختراقين كبيرين في تطبيق إلكتروني يستخدم لحفظ قوائم الناخبين مما أدى إلى تسريب بيانات حوالي 6.5 مليون ناخب في عملية اختراق تعد الأكبر من نوعها في إسرائيل.

القاهرة - ناصر حاتم
 
عودة
أعلى