هكذا تسبب أول رئيس لأميركا في نزاع عالمي

أعماق المحيط 

مراسل لا يعني تبني الأخبار التي أنقلها
مراسلين المنتدى
إنضم
30 مارس 2018
المشاركات
52,316
التفاعل
124,088 948 2
الدولة
Saudi Arabia
6207F959-BEE7-4F50-9A4E-99DB6C7CA87D.jpeg

لوحة تجسد جانباً من معركة مونونغاهيلا


يصنف جورج واشنطن كأول رئيس بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية، إذ شغل هذا المنصب خلال الفترة الممتدة ما بين عامي 1789 و1797 عقب تحوّله لبطل قومي في خضم حرب الاستقلال التي قاد أثناءها القوات المسلحة للجيش القاري لتحقيق انتصارات مذهلة على الجنود البريطانيين.


إلى ذلك، شهد جورج واشنطن أول نزاعاته العسكرية سنة 1754 وهو في الـ 22 من عمره. فشارك بالحرب الفرنسية والهندية وارتكب أخطاء تسببت في بداية نزاع عالمي وتعلم دروسا استغلها بشكل جيد وطبّقها بحرب الاستقلال التي ساهمت في انفصال الولايات المتحدة عن بريطانيا.



7CE7CE3D-DDDF-4F7D-AD48-6AD3C19AA822.jpeg

لوحة رسمت عام 1776 تجسد جورج واشنطن كقائد للجيش القاري


نزاع عالمي

وقد مثلت الحرب الفرنسية والهندية نزاعا مسلحا استمر 9 سنوات نشب بين فرنسا وبريطانيا، اللتين امتلكتا مستعمرات شمال القارة الأميركية، حول ملكية مناطق وادي أوهايو. وتطور النزاع بالسنوات التالية واتسع ضمن حرب السبع سنوات التي تواجهت خلالها هاتان القوتان الأوروبيتان ضمن نزاع عالمي شمل العديد من حلفائها وامتد نحو مستعمراتهما بكل من آسيا وأفريقيا.



وقد بدأت شرارة الأحداث التي قادت لهذا النزاع العالمي يوم 28 أيار/مايو 1754 عقب اقتراب مجموعة من الجنود البريطانيين ومحاربي شعب المينغو (Mingo) من معسكر الجنرال الفرنسي جوزيف كولون دي جومنفيل (Joseph Coulon de Jumonville).


C8C41C19-10B8-44D3-8F20-BCFB1C858517.jpeg

لوحة تجسد جورج واشنطن عام 1772


وفي خضم هذه الأحداث، قاد جورج واشنطن هذه الفرقة العسكرية البريطانية. وقد ساعده بهذه العملية واحد من قادة شعب المينغو عرف بتاناشاريسون (Tanacharison) الذي دلّ بفضل خبرته البريطانيين نحو مقر الفرقة الفرنسية.


نجاح عسكري أم كارثة دبلوماسية

في الأثناء، هاجم واشنطن ورجاله الموقع الفرنسي فقتلوا الجنرال دي جومنفيل، وأسروا عددا من جنوده مثيرين بذلك غضب الفرنسيين الذين وصفوا الأمر بالانتهاك الخطير وتحدّثوا عن مهمة دبلوماسية لدي جومنفيل بالمنطقة وهو الأمر الذي نفاه جورج واشنطن مؤكدا على مبادرة الفرقة الفرنسية بمهاجمة المواقع الأميركية.


وبينما مثّل هجوم جورج واشنطن نجاحا عسكريا، اعتبره كثيرون كارثة دبلوماسية، إذ تسبب الأخير في تصعيد خطير جاء ليزيد من حدة الأزمة ويساهم في منح فرنسا حقا شرعيا لمهاجمة البريطانيين.


828AF85E-5F12-48DB-80EF-4B0AB350C93F.jpeg

لوحة تجسد الرئيس الأميركي الأول جورج واشنطن


وخلال الفترة التالية، هاجم القائد العسكري الفرنسي لويس كولون دي فيليه (Louis Coulon de Villiers) معقل فورت نيسيسيتي (Fort Necessity) الذي تحصّن به فيلق فرجينيا بقيادة جورج واشنطن فتمكن من محاصرة القوة البريطانية وإجبارها على الاستسلام.


وخلافا لحادثة مقتل دي جومنفيل، مثل هجوم فورت نيسيسيتي هزيمة قاسية لجورج واشنطن الذي أجبر على الاستسلام وقبول شروط مذلة تضمنت اعترافا منه باغتيال دي جومنفيل مقابل السماح له بالرحيل والانسحاب برفقة ما تبقى من جنوده.


E533E688-4505-4E1C-AB3B-2565E0C21108.jpeg

خريطة القارة الأميركية وتقسيمها عقب توقيع معاهدة 1763


وكرد على هذه الحادثة، أرسلت بريطانيا عددا هائلا من القوات نحو شمال القارة الأميركية وبلغت خلال شهر أيار/مايو 1755 بقيادة الجنرال إدوارد برادوك (Edward Braddock) وادي أوهايو.


هزيمة قاسية

ويوم 9 تموز/يوليو من نفس السنة، منيت هذه القوات بهزيمة قاسية أمام الفرنسيين في خضم معركة مونونغاهيلا (Monongahela) التي شارك بها فيلق فيرجينيا بقيادة جورج واشنطن.


EC55D91D-4ECA-47FB-966C-E373CF6041EA.jpeg

رسم تخيلي لإحدى المعارك بحرب السبعة سنوات


ومع إصابة الجنرال إدوارد مادوك، قاد جورج واشنطن عملية الانسحاب البريطاني من المنطقة كاسبا بذلك مزيدا من الخبرة العسكرية، كما تفطن لضرورة التحالف مع قبائل السكان الأصليين لكسب المعارك بشمال القارة الأميركية وهو الأمر الذي اعتمد عليه في خضم حرب الاستقلال.

في الأثناء، انتهت الحرب الفرنسية والهندية سنة 1763 بانسحاب فرنسا من وادي أوهايو وقبولها بتسليم ممتلكاتها بكندا للبريطانيين.


 
عودة
أعلى