الشيء (The Thing)
في 4 أغسطس من عام 1945 وقبل عدة أسابيع من نهاية الحرب العالمية الثانية جاء وفد من منظمة الرواد الشباب في الاتحاد السوفييتي وقدم هديته وهي عبارة عن جهاز تنصت أُخفي داخل هدية الختم العظيم للسفير الأمريكي في موسكو أفيريل هاريمان كبادرة للصداقة لحليف الحرب.
وبقيت الهدية معلقة في مكتب السفير في سكنه لمدة سبع سنوات!
ولأن الجهاز كان سلبيًا فقد احتاج إلى طاقة كهرومغناطيسية من مصدر خارجي ليُزود بالطاقة وينشط، ويعتبر السلف لتقنية تحديد الهوية باستخدام موجات الراديو. وقد صُمم الجهاز من قبل المخترع الروسي ليون ثيرمن.
اكتُشف وجود هذا الجهاز عن طريق الصدفة بواسطة مشغل راديو بريطاني في السفارة البريطانية، إذ سُمع صوت المحادثات الأمريكية على قناة إذاعية مفتوحة بينما كان السوفييت يبثون موجات الراديو في مكتب السفير.
كما قام باحثون من وزارة الخارجية الأمريكية بإجراءات مراقبة تقنية «مسح» لمكتب السفير، باستخدام مولد إشارات وجهاز استقبال يولد ردود فعل صوتية إذا أًرسل الصوت من الغرفة على تردد معين. وأثناء عملية المسح هذه عثر جوزيف بيزجيان على الجهاز في منحوتة الختم العظيم.
شرع مكتب التحقيقات الفيدرالي في تحليل الجهاز ووظف أشخاصًا من شركة ماركوني البريطانية للمساعدة في التحليل. أجرى التحقيق التقني بيتر مارك رايت وهو عالم بريطاني وضابط في مكافحة الاستخبارات في وقت لاحق. إذ كان قادرًا على اكتشاف عمل الجهاز بشكل موثوق!
تم الكشف عن هذه الحادثة في عام 1960 م على خلقية حادثة طائرة التجسس الأمريكية يو-2 عندما أرادت أمريكا أن تبين أن حوادث التجسس بين البلدين كانت مشتركة في اجتماع مجلس الأمن!
هذا الجهاز أثار فضول أجهزة الاستخبارات للاستثمار في هذه التقنية من قبل أمريكا حيث طلبت الاستخبارات الامريكية تطوير جهاز يطلق عليه الكرسي السهل للتنصت على السفارة الروسية في لاهاي! حيث كان الهدف زرعه في طاولة!
وفي عام 1987 م خلال مؤتمر صحفي وجهت حكومة الاتحاد السوفيتي اتهامات للحكومة الامريكية بزرع أجهزة تنصت في السفارة الروسية في واشنطن!
كما تم تطوير أجهزة مضادة لكشف أجهزة تنصت تعمل بمبدأ هذه التقنية!
صورة لجهاز سوفيتي Osobnjak 8