سد النهضة: مصر وإثيوبيا تواجهتا عسكريا مرتين وانتصرت فيهما إثيوبيا

Spartakus

عضو
إنضم
5 أغسطس 2018
المشاركات
382
التفاعل
688 1 1
الدولة
United Kingdom
عبر آلاف السنين، وفي العصر الحديث بدعم من الاحتلال البريطاني، مارست مصر نفوذا سياسيا على نهر النيل من المنبع الى المصب.

لكن طموح إثيوبيا غير كل ذلك. لقد كان هناك حديث حول بناء سد على النيل الأزرق منذ سنوات عديدة، لكن حينما بدأت إثيوبيا ببناء السد، كانت ثورات الربيع العربي قد انطلقت، وكانت مصر حينها منشغلة بأمورها الداخلية.

غوندت وغورا
لكن هل حدثت مواجهات عسكرية من قبل بين مصر وإثيوبيا؟

أجل، فقد حدث ذلك مرتين، وكان الفوز حليف الجانب الإثيوبي فيهما. بحسب العديد من المراجع التاريخية.

فقد بزغت مصر كقوة عسكرية كبرى في افريقيا مع غروب شمس الإمبراطورية العثمانية، وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر اتجه خديوي مصر إسماعيل لإقامة إمبراطورية مصرية كبرى في افريقيا تسيطر على القرن الإفريقي ومنابع النيل، لذلك عمل على إقامة جيش مصري كبير بقيادة ضباط أوروبيين وأمريكيين، من المنتمين لولايات الجنوب والذين غادروا بعد انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية.

وكان الصدام مع الإثيوبيين حتميا فكانت معركتا غوندت وغورا.

الخديوي إسماعيل


معركة غوندت 1875

في ديسمبر/كانون أول عام 1874 توجهت قوة مصرية قوامها 1200 جندي من ميناء كسلا تحت قيادة الضابط السويسري مونزينغر واحتلت كيلين، ولكن مع احتجاجات إثيوبيا انسحب الجيش غير أنه خلف حامية وراءه لحماية بعثة كاثوليكية رغم وجود تلك البعثة في المنطقة لأكثر من 40 عاما دون حماية.

وخلال شهر أكتوبر/ تشرين أول عام 1875 احتلت قوة مصرية بقيادة الكولونيل الدنماركي سورن آريندوب منطقة غيندا وأرسل مبعوثا إلى ملك إثيوبيا يوحنا السادس يطالبه بترسيم الحدود، وقد اعتبر الملك الإثيوبي الرسالة بمثابة تهديد فسجن الرسول، وفي 23 أكتوبر/تشرين أول أعلن ملك إثيوبيا الحرب على مصر.



جاء ذلك في وقت وردت فيه الأنباء للجانب الإثيوبي بأن المصريين يعززون قواتهم داخل الأراضي الإثيوبية بنحو ألفي جندي قدموا بقيادة مونزينغر باشا من كسلا فنصب لها الأثيوبيون كمينا بالقرب من العدوة حيث لقي مونزينغر وكل القوة التي كان يقودها تقريبا حتفهم على يد قبائل الدناكل في 7 نوفمبر/تشرين ثاني عام 1875.

وفي 14 نوفمبر/تشرين ثاني هوجمت قوات الكولونيل آريندوب في غوندت، وكانت القوات المصرية تتكون من 2500 جندي بقيادة ضباط أوروبيين وأمريكيين وقد فوجئوا باستخدام القوات الإثيوبية للبنادق وقد لقي آريندوب حتفه في هذه المعركة وكان ذلك مصير ضباطه أيضا ومنهم أراكل نوبار ابن شقيق رئيس وزراء مصر حينئذ نوبار باشا.

وبحلول يوم 16 نوفمبر/تشرين ثاني كانت المعركة قد انتهت، ولم ينج منها سوى عدد قليل.

معركة غورا 1876
بعد هزيمة غونديت جرد الجيش المصري حملة أكبر قوامها 20 ألف جندي على إثيوبيا عام 1876 بقيادة محمد راتب باشا والجنرال الأمريكي وليام لورينغ، حيث تقدم المصريون إلى غورا وأقاموا حامية هناك.

وفي 5 و 6 نوفمبر/تشرين ثاني شن الجيش الإثيوبي، وكان قوامه 200 ألف مقاتل، هجوما على القوات المصرية.

وكانت القوات الإثيوبية المهاجمة مسلحة بالبنادق ومدفع واحد.

وكان راتب باشا يريد المبادرة بمهاجمة الإثيوبيين غير أن الجنرال لورينغ فضل التحصن في المعسكر الذي كان محاطا بتلال اعتلتها القوات الإثيوبية التي فتحت نيرانها على من في المعسكر المصري.

وقد حاول أحد قادة الجيش المصري وهو اسماعيل باشا كامل إعادة تجميع الجيش دون جدوى.

وفي 8 و9 مارس/ آذار هاجمت القوات الإثيوبية غورا، وفي 10 مارس/آذار قاد رشيد باشا وعثمان بك نجيب هجوما مضادا ضد الإثيوبيين الذين صدوه وأنزلوا بالقوات المهاجمة خسائر فادحة واستولوا على الكثير من المعدات.

وفي 12 مارس/آذار وصل القنصل الفرنسي في مصوع مسيو سارزاك إلى ساحة المعركة، حيث اصطحب الجرحى المصريين عائدا إلى مصوع.

ومازال الإثيوبيون يحتفظون بمدفعين حصلوا عليهما من القوات المصرية حينئذ في مدينة أكسوم.

 
عودة
أعلى