ايران اعترفت باسقاط الطائرة الاوكرانية ، و ده شىء متوقع و طبيعي ، بالذات لما تعرف ان ايران اكتر بلد في العالم وقعت طيارات لنفسها خلال حربها مع العراق في حرب الخليج الاولى .
في طيار حربي ايراني اسمه ( كاش رايان ) كتب مذكراته و ذكريات زملاؤه الطيارين عن الحرب الجوية العراقية الايرانية و قايل كلام كتير عن الموضوع ده .
في بداية الحرب قامت العراق بهجوم جوي مفاجئ على عدد من القواعد الايرانية ، تاني يوم في الحرب و ردا على الهجوم العراقي ، عملت ايران عملية (( كمان - ٩٩ )) و دي اكبر عملية هجوم جوي في تاريخ ايران ، بحوالي ٢٠٠ طائرة حربية في عمق المجال الجوي العراقي ، و العراق ماقدرتش تسقط اي طائرة منهم .
لكن النكتة ان الطائرات دي بعد اداء مهمتها ، رجعت ايران .... Guess what
الدفاعات الجوية للحرس الثوري الايراني اسقطت ٤ طائرات منهم على الاقل و قتلوا اطقمهم بالكامل ! .
استمرت الحرب و كان الطيارين الايرانيين عشان يهربو من الدفاعات الجوية العراقية بيضطرو يعملو عملياتهم و يرجعو وهما طايرين على ارتفاعات منخفضة جدا ٦٠ متر و احيانا ٣٠ متر وهنا كانت الدفاعات الجوية للحرس الثوري بتاعتهم بتفرتكهم كالعادة ... الروايات بتقول انهم كانو بيطلقو اسلحتهم علي اي شىء يطير فوق رؤوسهم !
مش بس كده ده احيانا كان طاقم الطيارة الايراني بعد اصابة طائرته من دفاعات الحرس الثوري ، بينجحو انهم ينطو من الطيارة بالكراسي بتاعتهم ، بيعملو ejected و يهبطو بالبراشوت يعني ، فكانت قوات الحرس الثوري الارضية بتضرب عليهم كل انواع النيران و بيخرموهم وهما في الجو ! .
في اول شهر من الحرب اتقتل ٦٧ طيار حربي ايراني كل طلعاتهم كانت بقرب قواعد و مواقع ايرانية وليس عراقية !
السخرية هنا ان عمق المجال الجوي العراقي كان اكثر امان للطيارين الايرانيين و للمقاتلات و القاذفات الايرانية ! ، يعني في نفس المدة الزمنية اللي هي اول شهر من الحرب ، ٤٠ طيار ايراني فقط اللي اتقتلوا او اتأسرو وهما بيعملوا عمليات حربية في عمق المجال الجوي العراقي ! .
الطيارات الايرانية مش بس كانت بتقع و الطيارين يتقتلوا بسبب الدفاعات الجوية الايرانية ، لا ، دي الطيارات الايرانية نفسها كان بيحصل بينها اشتباك جوي و كانت بتضرب بعض ! .... القيادة على الارض كانت بتوجه الطائرات الايرانية لاعتراض طائرات ايرانية برضو !
منهم مره في ١٩٨٥ طائرتين من نفس النوع F_4E اشتبكو مع بعض و طيارة منهم دمرت التانية و قتلت طاقمها ... و الطائرتين تابعين لنفس القاعدة الجوية ، قاعدة حميدان الجوية ! ... يعني الطيارين زملاء وممكن يكونو بينامو في اوضة واحده !
متخيل الكوميديا السوداء ، ان ايران وقعت طيارات لنفسها اكتر ما العراق وقعت طيارات ليها !
في اغسطس ١٩٨٧ في وسط الحرب بتحصل حادثه تتوج كل المسخرة اللي فاتت دي ،
نائب قائد سلاح الجو الايراني : العميد عباس بابائي كان في طلعه جوية روتينية للخطوط الامامية ... guess what ..... انت بقيت فاهم لوحدك خلاص ... الحرس الثوري قصف طائرته و قتله على الفور هو و الطيار ، هو كان في الكرسي الخلفي في طائرة F_5F بكرسيين .
الحوادث دي حصلت ليه و حادثة الطيارة الاوكرانية حصلت ليه ؟
في اسباب كتير اوي
- ضعف التنسيق بين وحدات القوات المتعددة المسؤولة عن ادارة المجال الجوي الايراني
- رداءة الاتصالات
- التخبط و سوء القرارات
- ضعف التدريب
وحاجات كتير ممكن نقولها ، لكن السبب الاهم من كل ما سبق هو حالة التشنج و الفزع او ال Deep panic اللي بتصيب قوات الحرس الثوري ... دي مش حوادث ناتجه عن مبالغة في الجهوزية او الاستعداد ، دي حوادث ناتجه عن فزع و تخبط و تشنج ... واحد في الحرس الثوري ، متخيل عقليته و قناعاته شكلها ايه ؟! هو حتى مش مستعد يفسر الشك لصالح الحياة ، حياة زملاؤه و اقرانه و شعبه ، الشك عنده دائما و ابدا هيفسر لصالح الموت و القتل ... وده نتيجته انه بيقتل من زملاؤه و اهله اكتر ما العدو بيقتل منهم ، و ده اللي انتج مأساة الطائرة الاوكرانية و غيرها تحت مبرر الجهوزية و الاستعداد و الاستنفار ... جلف غبي متصور انه وكيل الله على الارض ... لا احتراف ولا دقة ولا اجتهاد ولا علم ولا فهم ... وهو ده الجندي المثالي لأي نظام اسلامجي
مصادر لتفريغ الكتاب اول تعليق
مشاهدة المرفق 227713