أين جماعة مفيش مقاتلين سوريين
معيتيق : حكومتنا علمانية والمقاتلون السوريون “سترة نجاة ” بعد أن تجاهلتنا أمريكا
15 فبراير، 2020
ليبيا – دافع عضو المجلس الرئاسي أحمد معيتيق عن قرار حكومته بقبول مساعدة من المقاتلين السوريين المشتبه في صلتهم بجماعات متطرفة مثل القاعدة والدولة الإسلامية ، قائلاً إن طرابلس ليس لديها خيار بعد أن تجاهلتها الولايات المتحدة.
{ المتشددون ، الذين زودتهم تركيا في الحرب الأهلية الطاحنة في البلاد ، ليسوا سوى أحدث تطور في الصراع الذي زعزع استقرار المنطقة وجذب عددًا متزايدًا من اللاعبين الدوليين المتحالفين مع الفصيلين الذين يقاتلون من أجل السيطرة على البلاد } تقول صحيفة واشنطن تايمز التي أجرت حوارًا مع معيتيق على هامش زيارته للولايات المتحدة ونشرته اليوم السبت.
الصحيفة تعنون حوارها مع معيتيق : غياب الدعم الأميركي ترك ليبيا اليائسة لقبول المساعدات من المتطرفين السوريين كما يقول معيتيق
وقال معيتيق في الحوار : ” عندما تغرق في الماء ويرسل إليك شخص ما سترة النجاة ، ماذا ستفعل ؟ ستنظر فقط إلى من أرسل تلسترة أو ستمسك بها؟” وذلك في معرض إجابته حول سؤال على الإرهابيين والمرتزقة السوريين.
ونقلت الصحيفة عن معيتيق قوله إن القوات السورية ستساعد في منع الجيش الوطني الليبي الذي وصفه بالمتمرد المدعوم من روسيا من الإطاحة بالحكومة في طرابلس .
وأضاف معيتيق : ” أشهر طويلة من هجوم قوات السيد حفتر تعززت خلالها تدفقات المرتزقة الروس في الخريف الماضي، وبقيت الحكومة في العاصمة الليبية تهرول وتتوسل إدارة ترامب للمساعدة ” .
ومن جهتها علقت الصحيفة على حديث معيتيق بالقول : ” إدارة ترامب كانت بطيئة في الاستجابة ، مفضلة بدلاً من ذلك أن تبقى بعيدة عن النزاع الفوضوي في ليبيا ، على الرغم من احتياطيات هذه الدولة النفطية الهائلة في شمال إفريقيا والموقع الاستراتيجي كبوابة متوسطية بين أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط ” .
وتابع معيتيق : ” إذا كانت الولايات المتحدة قد قالت في ذلك الوقت لحفتر أن يوقف هجومه على طرابلس للوصول إلى طاولة المفاوضات ومحاولة إيجاد حلول ، فإن هذا كان سيحدث فرقًا كبيرًا” .
وأشارإلى إن حكومة الوفاق في طرابلس لجأت إلى تركيا طلبًا للمساعدة فقط بعد أن أرسلت روسيا والسودان ودول أخرى مقاتلين وأسلحة إلى قوات السيد حفتر ، وذلك على حد زعمه وقوله .
واستطرد قائلًا : ” لم نرى أي شخص في العالم يفعل أي شيء حيال ذلك ، كانوا وكأنهم ينتظرون سيطرة حفتر على طرابلس ، هذا هو السؤال الذي يجب أن يتكرر 100 مرة : لماذا لم يتصرف أحد عندما كان حفتر يقصف المستشفيات والمدارس؟ ” .
وتضيف الصحيفة معلقة : ” لقد أثبت وصول المقاتلين السوريين انقسام المليشيات ، قال أحد قادة الميليشيات الليبية لوكالة أسوشيتيد برس إن هناك مخاوف من أن المقاتلين سوف يشوهون صورة الحكومة التي تتخذ من طرابلس مقراً لها وقال آخر إن خلفيات المقاتلين ليست مهمة ، طالما أنهم جاءوا للمساعدة في الدفاع عن العاصمة المحاصرة ! “.
وتتابع الصحيفة : ” السيد معيتيق اقترح انه يوافق على وجهة النظر الأخيرة – أي تعليقات قادة المليشيات – لكنه أعرب أيضا عن الحذر بشأن المقاتلين وقال : ” علينا إنقاذ طرابلس ، حكومتنا علمانية ، ولا ميول لها نحو الأصولية الإسلامية – أي التطرف – ولديها خطة خروج للتعامل مع أي مسلحين محتملين على المدى الطويل ” .
وبينما لم يقدم تفاصيل ، اقترح معيتيق أن الخطة ستعتمد على مساعدة واشنطن للضغط على حفتر وقواته في مفاوضات سلام ذات معنى ، وذلك على حد تعبيره .
وقال “بمجرد أن يكون لدينا شريك ونجلس مع هذا الشريك على الطاولة يمكننا أن نظهر خطة الخروج – أي خروج السوريين – لكن لا أحد في العالم يبدأ شيئًا وليس لديه خطة وإلا فهي ليست استراتيجية “.
وحذر معيتيق من أن الولايات المتحدة تفوت على نفسها فرصة لممارسة القيادة الدبلوماسية نحو تسوية سياسية ديمقراطية في ليبيا وقال إنه وبدون هذه القيادة ستسعى روسيا وغيرها إلى مساعدة حفتر في تأسيس دكتاتورية عسكرية بالبلاد ، وفق تعبيره أيضًا .
ونوه قائلًا : “لا نحتاج إلى أموال أمريكية ، ولا نحتاج إلى قوات أمريكية على الأرض أو أي تدخل عسكري ، نحن بحاجة إلى قيادة سياسية وقيادة دبلوماسية” ، مضيفًا “لقد رأينا مرة أخرى في الستينيات ، عندما كانت الولايات المتحدة لم تهتم بما كان يحدث في مصر وما تبع ذلك من نتيجة انه كان هناك دكتاتورية “.
يضيف معيتق : “لا نريد تكرار ذلك مرة أخرى ، يجب أن تذهب ليبيا إلى الديمقراطية والازدهار وأن تكون جزءًا من المجتمع الدولي”.
ورفض معيتيق التعليق على ما يمكن أن يكون وراء الحصار الذي فرض على الموانئ النفطية الليبية ، لكنه توقع أن يؤدي انخفاض تدفقات النفط إلى ارتفاع الأسعار العالمية.
وأعرب عن أسفه للتأثير الذي حدث بالفعل على ليبيا بسبب الاقفال وقال : ” هذا يضر الشعب الليبي ، إذا استمر هذا ، فسوف نرى أن المدرسين لا يستطيعون الذهاب إلى المدارس ، ولا يمكن للأطباء الذهاب إلى المستشفيات ، وسوف يتعرض المواطنون الليبيون العاديون للأذى ، شهر مضى حتى الآن ، ليس لدينا أي رواتب لأن الدخل الرئيسي لليبيا يأتي من النفط. هذا سيثير أزمة إنسانية. ”
وختم معيتيق قائلًا في هذا الصدد : ” لقد مضى على الحصار النفطي مدة 17 يومًا إذا استمر هذا الأمر لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر أخرى ، فستكون كارثة بالنسبة للاقتصاد الليبي وشمال إفريقيا على حد سواء”.
المصدر : حوار مع صحيفة واشنطن تايمز
الترجمة : المرصد – خاص