مشاهدة المرفق 213349
●
مقدمة ●
قام الكيان الصهيوني بشن أكثر من 218 غارة وضربة تقريبا على مواقع إيرانية في سوريا منذ 2013 تقريبا،
هل هذا الأسلوب قادر على إحداث تغيير في الواقع؟
هل له فائدة ؟
وهل يمكن للدول العربية الإستفادة من هذا الأسلوب وتطبيقه ؟
هذه الدراسة المختصرة قامت على تحليل عمليتين مركزة قام بها الصهاينة في حرب الإستنزاف التي شنتها مصر بعد نكسة 1967،
وهي عمليتي بريحا والبستان التي تم من خلالها تنفيذ سلسة غارات جوية وغارات بالقوات الخاصة،
السبب في اختيار هاتين العمليتين هو أنها كانت أكبر من العمليات التي قام بها الصهاينة في سوريا ضد المواقع الإيرانية،
وأيضا أنها تتشابه معها في الأسلوب والهدف من عدة جوانب
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
●
الخلفية التاريخية للغارات الصهيونية ●
تم التخطيط للغارات والموافقة عليها من قبل القيادة الصهيونية،
بهدف ضرب الأهداف العسكرية و الاستراتيجية وبالتالي إجبار القيادة المصرية على إيقاف أعمالها القتالية على جبهة قناة السويس،
بحلول نهاية عام 1969 كانت إسرائيل قد حققت هيمنتها الجوية في معركتها مع الدفاع الجوي المصري على طول قناة السويس،
غير أن إسرائيل لم تكن قادرة على ترجمة إنجازاتها العسكرية إلى مكاسب دبلوماسية وبذلك استمرت الحرب،
ولأجل زيادة تكلفة الحرب على مصر الساعية لاستمرار الحرب وإجبارها على قبول وقف إطلاق النار،
قررت الحكومة الإسرائيلية نقل الحرب إلى عمق الأراضي المصرية،
بحيث تجرى هذه الضربات على مرأى ومسمع من الشعب المصري،
وكانت إسرائيل تعتقد أن الضغط العام المتصاعد في العمق المصري سيؤدي إلى إجبار الرئيس جمال عبدالناصر على السعي لوقف إطلاق النار،
وإجبار القيادة المصرية على إيقاف أعمالها القتالية على جبهة قناة السويس.
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
●
عملية بريحا بمجموع 118 غارة جوية في العمق المصري●
1_بريحا1:
في 7 يناير 1970 طائرتا فانتوم من السرب 201 استهدفتا مدرسة تعليم تشغيل صواريخ سام2 في حلوان،
وطائرتين استهدفتا مقرات الجيش المصري قرب القاهرة.
2_بريحا2:
في 13 يناير 1970 أربع مقاتلات من السرب 115 تهاجم مقرات الجيش المصري في الدلتا،
وأربع مقاتلات تهاجم مقرات الجيش المصري في مدينة السويس،
ومقاتلتين تهاجم مقرات قرب التل الكبير،
ومقاتلتي فانتوم تهاجم معسكر لسلاح الإشارة المصري.
3_بريحا3:
في 18 يناير مقاتلات فانتوم تهاجم مستودع للذخائر في جبل الحوف قرب حلوان،
ومستودع للذخيرة غرب القاهرة.
4_بريحا4:
في 23 يناير مقاتلات فانتوم تهاجم نفس المستودع السابق غرب القاهرة.
5_بريحا5:
في 28 يناير مقاتلات فانتوم تهاجم قواعد الصواريخ في دهشور،
ومقرات للجيش جنوب شرق القاهرة.
6_بريحا6:
في 2 فبراير مقاتلات فانتوم تضرب مقرات للجيش في أسيوط،
ومقاتلات اخرى تضرب محطة رادار في بلطيم.
7_بريحا7:
في 6 فبراير مقاتلات فانتوم تضرب مقرات الجيش في دير الجنادلة بأسيوط،
وأهرى تهاجم التل الكبير في دلتا النيل.
8_بريحا8:
في 8 فبراير مقاتلات تضرب مقرات الكوماندوس المصري،
ومستودعات الجيش في حلوان.
9_بريحا9:
في 12 فبراير مقاتلات تهاجم محطة الرادار في جبل عوبيد،
وأخرى تهاجم مصنع أبوزعبل وتقتل 70 مدني مصري،
ولاحقا في المساء تم ضرب مقرات الجيش في دهشور وتدمير محطة رادار أبوصوير.
10_بريحا10:
في 17 فبراير مقاتلات تهاجم بطاريات سام2 في دهشور للمره الثالثه.
11_بريحا11:
في 26 فبراير مقاتلات تهاجم بطارية سام ومنشأة تدريب غرب القاهرة،
وفي وقت لاحق بطارية سام في الدلتا.
12_بريحا12:
في 6 مارس 1970 هاجمت مقاتلات صهيونية بطاريات سام في المنصورة ومحطة رادار في دمياط.
13_بريحا13:
في 13 مارس مقاتلات تهاجم محطة الرادار في عوبيد.
14_بريحا14:
عملية ملغاة لأسباب تتعلق بفشل العملية.
15_بريحا15:
في 23 مارس مقاتلات تهاجم محطة رادار بلطيم.
16_بريحا16:
في 26 مارس مهاجمة موقع في القصاصين.
17_بريحا17:
في 31 مارس مهاجمة بطاريات سام في المنصورة.
18_بريحا18:
في 3 أبريل مهاجمة نفس المواقع في المنصورة.
19_بريحا19:
في 8 أبريل تم قصف مدرسة بحر البقر الإبتدائية وقتل 30 طفلا.
20_بريحا20:
في 20 أبريل مهاجمة رادار في وادي زور.
21_بريحا21:
في 13 أبريل مهاجمة رادار وادي زور ومواقع سام بالقرب من المنزلة.
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
■
عمليات البستان غارات قوات خاصة في العمق المدني المصري ■
وهي عمليات أخفى فيها الصهاينة عدد قتلاهم وجرحاهم.
1_عملية البستان 22:
في ليلة 29 أبريل 1969، الساعة 21:46، أقلعت طائرة هليكوبتر سوبر فريلون،
كان الطاقم بقيادة الإرهابي النقيب نحميا داغان بالإضافة إلى ستة جنود من سرية الاستطلاع (لواء المظليين) بقيادة الإرهابي نيغبي من مطار الطور في سيناء،
ونزلت القوة بالقرب من مدينة الأقصر في مصر على بعد 300 كيلومتر غرب سيناء،
سحب الجنود العبوات الناسفة بواسطة عربات خاصة وزرعوها إلى جانب ستة أبراج ضغط عالي التي تنقل الكهرباء من محطة توليد الكهرباء في سد أسوان إلى شمال وادي النيل، كما خربوا هوائي اتصالات.
2_عملية البستان 37:
في ليلة 30 يونيو 1969 الساعة 20:20،
أقلعت طائرة هليكوبتر سوبر فريلون، تحمل قوة من سبعة جنود من سرية المظليين، بقيادة الإرهابي مردخاي باز إلى منطقة نجع حمادي على بعد 50 متراً من أحد أبراج الكهرباء،
حملت القوة هذه المرة الشحنات المتفجرة على نقالة لأن عربات نقل الذخيرة التي اُستُخدمّت في عمليات سابقة كانت قد غاصت في الرمال، انقسمت القوة إلى مجموعتين وزرعت الشحنات المتفجرة في ست أبراج للضغط العالي والتي تنقل الكهرباء من محطة سد أسوان إلى وادي النيل والقاهرة شمالاً،
وقامت بتدميرها إلا واحد.
3_عملية البستان 25أ - في ليلة 1 يوليو 1969، الساعة 22:40، أقلعت ثلاث طائرات سوبر فريلون من مطار راس سدر بسيناء، تحمل جنوداً من لواء المظليين - الكتيبة 202 (الأفعى)،
منقسمين إلى قوتين، واحدة تحت قيادة قائد الكتيبة الإرهابي يعقوب حاصداي والأخرى تحت قيادة قائد السرية الإرهابي حاجاي ليفي، إضافة إلى 24 مظلي من الكتيبة 890 (الحارية)،
ترافقهم مروحيتان من السرب 124 لأجل التغطية،
هبطت طائرتان سوبر فريلون بقوات المظليين بالقرب من مواقع الحراسة العسكرية على طول طريق راس الزعفرانة في حوالي الساعة 23:00،
هاجم المظليون المواقع وقتلوا 12 جندياً مصرياً، وأصابوا أربعة آخرين كما أسروا جندي،
ونسفوا برجين للهاتف.
4_عملية البستان 38:
في اليوم التالي 2 يوليو 1969، جرت عملية مُكملة داهم فيها الإسرائيليون ثلاثة مواقع حراسة على ساحل راس عسران وراس ابوبكر على الطريق الرئيسي المؤدي من مصر إلى السودان،
قتل خلال الغارة 13 جندياً مصرياً وأُسر جندي.
5_عملية البستان 39:
في ليلة 27 أغسطس 1969 الساعة 20:45،
أقلعت ثلاث مروحيات سوبر فريلون من إحدى قواعد الجيش الإسرائيلي في سيناء، حملت المروحية الأولى قوة سرية احتياطية من الكتيبة 13 (لواء جولاني) وسرية مظليين تحت قيادة قائد الكتيبة 890
(لواء مظليين) النقيب الإرهابي إسحاق مردخاي،
أما المروحية الثانية فكانت مزودة بمدفعي هاون عيار 120 ملم وحملت الطائرة الثالثة 70 قذيفة هاون،
وحطوا جنوب المنطقة الخلفية للقاعدة العسكرية الكبيرة في منقباد حيث مقر القيادة المصرية الذي يخدم حوالي 2000 جندي،
وفرغ المظليون وجنود سرية جولاني قذائف الهاون على عربات خاصة صممت لهذا الغرض،
ونصبت كل قوة مدفعي الهاون على زاوية 25 درجة وبدأت في قصف المعسكر المصري.
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
■
النتائج لعمليات بريحا والبساتين ■
على الرغم من إلحاق أضرار مادية في مصر،
إلا أن النتيجة الوحيدة لحملة القصف كانت حشد المصريين خلف قيادتهم بدلاً من إرغام مصر على الجلوس على طاولة المفاوضات،
بحيث كان تأثير العملية معاكس تماماً،
وبدلاً من تسهيل وقف إطلاق النار أدت عمليات بريحا إلى مزيد من التوترات والتصعيد في حرب الاستنزاف،
حيث إلتزم المصريين بالعمل على استهداف أهداف عسكرية في عمق الموانئ الصهيونية،
وعلى مواقع برية بطول وعمق جبهة السويس،
حيث سقط أكبر عدد من القتلى الصهاينة في الاستنزاف على مر تاريخهم،
واكبر من أي حرب أخرى خاضوها،
حيث وصل عدد قتلاهم إلى 6000 قتيل خلال سنة و 9 أشهر من القتال والعمليات المستمرة،
وكلما شعر جمال عبدالناصر بزيادة الدعم الأمريكي للصهاينة،
أتاح في المقابل للسوفييت بأن يزيدوا وجودهم في مصر،
وهو الأمر الذي تتمزق منه أعصاب الأمريكان في واشنطن،
ومع توالي الأحداث وتصاعدها،
زاد الإحساس لدى القيادة الإسرائيلية والشعب الإسرائيلي بأن عمليات بريحا والبستان والاستنزاف المضاد
ما هي إلا استنزاف آخر لإسرائيل نفسها،
وفي داخل القيادة الإسرائيلية نفسها
بدأت الصراعات بين الحمائم والصقور تكيل الاتهامات لبعضها،
فالعمليات لم تحقق شيئا سوى الدعم السوفيتي سواء بالسلاح أو الوجود على مسرح القتال وهو مايؤثر على مستوى الدعم في واشنطن،
ومردودها الوحيد هو تصاعد العمليات العسكرية المصرية،
ولم يأت النقد العنيف من داخل إسرائيل وحدها، بل من بل من واشنطن أيضا،
التي صدمت من زيادة الوجود السوفياتي في مسرح الشرق الأوسط،
وشعرت أوروبا أن تأثيرات الحرب انعكست عليها، خصوصا بعد أن انتقلت حرب الاستنزاف إلى أبعاد جديدة، بتدمير الحفار كيتنج في ميناء أبيدجان عاصمة ساحل العاج، ويحتمل أن يمتد ذلك إلى مناطق بترولية للتأثير على المصالح الغربية.
وجدت الولايات المتحدة أن استمرار الحرب لا يحقق مصالحها أو مصالح إسرائيل،
لذلك سارعت إلى تقديم مبادرة روجرز التي وافقت عليها القيادة المصرية،
حتى تستغل الوقت في بناء مواقع الصواريخ التي تعتمد في قواعدها على تثبيت الخرسانة المسلحة.
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
خاص بالمنتدى العربي للدفاع والتسليح