مستشار سياسي أميركي لـ «الرياض»: توافق جمهوري - ديموقراطي على محاسبة أنقرة
التدخل في سورية.. أردوغان يكشف دمويته
تحالف تركي داعشي إخواني لتحقيق الحلم التوسعي ولتهجير السوريين والأكراد (أ ف ب)
واشنطن - هديل عويس
سبق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن وعد السورييين بأن مجازر حماة لن تتكرر وأنّ حلب خط أحمر، وكذلك قتل السوريين بالكيماوي سيكون له تبعات على نظام الأسد، إلا أن شيئاً من هذا لم يحدث، لتنطلق حملة تركية مسبقة الإعداد والتخطيط مع الميليشيات الإرهابية لتسليمه المناطق في شمال شرق سورية في سبيل البحث عن التوسع ودعم المخططات الإخوانية والداعشية.
خمسة أيام دموية عاثت فيها الميليشيات المدعومة تركياً فساداً وفوضى في مدن شمال شرق سورية المستقرة والتي يقطن فيها أكثر من خمسة ملايين نسمة منهم لاجئين من كافة المدن السورية.
وجعلت الحملة الدموية تركيا الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي الناتو، تفقد أهم ميزات تحالفها في الولايات المتحدة والغرب، ليوقف حلفاؤها من ألمانيا وفنلندا وهولندا وفرنسا تصدير الأسلحة لها متوعدين بعقوبات جماعية وعزلة تطبّق على تركيا، كما بات الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتسابق مع أعضاء الكونغرس للتحضير لعقوبات يصفها البيت الأبيض بأنها ستكون مدمّرة لتركيا.
وفي هذا الصدد يقول د. وليد فارس، الأستاذ في جامعة الدفاع الوطني الأميركية والذي عمل كمستشار لحملات زعماء جمهوريين مثل ترمب وميت رومني، لـ "الرياض": "الحملة التركية جاءت بميليشيات إرهابية جزء منها متواصل مع جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة وجزء آخر مرتبط بداعش، ومنطقة برعاية هؤلاء كفيلة بالتحول إلى إمارة متطرفة على الحدود الجنوبية لتركيا، عدا عن التطهير العرقي والديموغرافي الذي كانت تخطط له الجماعات المدعومة تركياً للأكراد والعرب والمسيحيين حيث كان من المتوقع ترحيل ملايين السوريين إلى العمق العراقي وبالتالي موجة مهاجرين سوريين أخرى في المنطقة".
ويضيف، هذه المنطقة لن تتسبب فقط بتهجير سكانها الأصليين بل ستكون مرفقة بإجبار اللاجئين السوريين داخل تركيا على مغادرة تركيا والذهاب إلى المناطق المطهرة من سكانها الأصليين وفرض توطينهم فيها وهي مناطق ستكون غير آمنة ومحكومة من قبل متطرفين. مردفاً؛ لو كانت حكومة أنقرة فعلاً جادة بتوطينهم لماذا لم تأتِ بهم إلى مناطق تسيطر عليها مثل إدلب بعد جعلها مناطق آمنة لهم.
ويشير د. فارس إلى أن تركيا تخلق الآن شرخاً في المجتمع السوري وتضرب الأكراد بالسوريين الذين تسلحهم، والسؤال الكبير والمشروع لماذا أعلنت تركيا حرب التطهير هذه ضد سكان شمال وشرق سورية الذين قاتلوا ببسالة تنظيم داعش وهي منطقة مستقرة؟، بينما لم يدعم أردوغان بهكذا حملة المعارضة السورية لمقاتلة إيران والنظام الذين استهدفوا السوريين بالجرائم وإعادتهم إلى مدنهم؟.
وبين أنه بإمكان تركيا لو أنها تريد فعلاً مصلحة المعارضة السورية كما يدعي أردوغان أن تفتح لهم جبهة مع النظام وإيران، ولكنها فضلت أن تفتح المعركة مع الأكراد لمصلحة مشروعها التركي وليس لمصلحة المعارضة التقليدية في مواجهة النظام السوري، حيث كان هناك ضرر كبير سيلحق بتركيا لو تم فتح الجبهة مع النظام السوري وكانت ستخسر تركيا قدرتها على التنسيق مع روسيا أما الآن فسيكون هناك تبادل للمصالح على حساب المعارضة السورية ولا سيما في إدلب.
ويفيد، بأن كل أعضاء الكونغرس معارضين للعملية متوافقين على رأي واحد كما لم يتوافقوا من قبل، ولكن يبدو أن صفقة ما عقدت ولم تعرف أبعادها بعد ولكن هناك ضغطاً عاماً من الرأي الشعبي الأميركي لمحاسبة تركيا.
ويختتم د. وليد فارس، الأستاذ في جامعة الدفاع الوطني الأميركية حديثه لـ "الرياض" بالقول: "هناك أكثرية من الحزبين في أميركا تريد اليوم مواجهة تركيا كونها ترسل جماعات تابعة من متطرفي الإخوان إلى سورية، الأمر الذي يرى السياسيون في واشنطن أنه يحمل تبعات خطيرة ترتد على الولايات المتحدة".