الأخوة الكرام،
أتفهم غضبكم، ونقاشكم الحاد،
لكن اسمحوا لي أن أوضح نقطة في غاية الأهمية،
لا ينبغي أن تغفلوا أن العالم مقبل على حروب المستقبل، كما تعرفون أن الحروب بمختلف أنواعها، لا تسير على وتيرة واحدة وإنما تتطوّر عبر الزمن ومن مرحلة تاريخية إلى أخرى، ولذلك فقد عرف العالم، عبر تاريخه، عدة أجيال للحروب، ولكل جيل سماته من حيث أنواع الأسلحة وطبيعة الخطط وميادين المعارك والعنصر البشري وغيرها،
لا أريد أن أدخل في سرد تاريخي عن سمات الحروب في الماضي، لكن كما يعرف الجميع بأن الحرب تطورت ومرت عبر مراحل عدة، من الجيل الأول إلى الثاني إلى الثالث وإلى ما وصلنا إليه اليوم ما يسمى بحروب الجيل الرابع والجيل الخامس ونحن مقبلون على حروب المستقبل التي سوف تستند إلى الروبوتات العسكرية القتالية وأنظمة الذكاء الاصطناعي والمسيّرات الانتحارية وأجهزة آلية أخرى، وهي تعتبر مرحلة جديدة في استخدام أسلحة حديثة لتسليح الجيش والأسطول لتكون قادرة على توجيه ضربات نوعية، ولذا يتطلب إدخال أنظمة الذكاء الاصطناعي والروبوتات القتالية والأجهزة الذاتية الأتوماتيكية في خدمة القوات المسلحة،
ما يعني تقليل الاعتماد على العنصر البشري في الجيوش، وبدلاً من ذلك يتم الاعتماد على التطورات التكنولوجية الكبيرة التي حدثت والتي من المتوقع أن تحدث في مجال صناعة الأسلحة والدفاع وتجهيز الجيوش،
فضلاً عن ظهور أنواع جديدة من الحروب مثل حروب الفضاء والحروب اللامتماثلة والحروب الإلكترونية أو "السيبرانية"، ما يفرض على الجيوش إعادة النظر في برامج عملها وخططها وأساليب تدريبها ونظم تسليحها،
على سبيل المثال: سرب من الطائرات المسيّرة الهجومية أو الانتحارية مكون من 150 أو 200 طائرة مسيّرة قد تكون أفضل من تسيير سرب من مقاتلات اف 16 أو اف 15 لشن ضربة على العدو، هذه الطائرات المسيّرة يتم تسيّرها عن بعد بواسطة شبكة أنظمة القيادة والسيطرة والاتصال والتحكم داخل غرفة مجهزة بالأجهزة اللازمة مثل الحاسوب والتقنيات ... الخ، وبإمكان 10 أو 20 امرأة يعملن داخل غرفة القيادة والسيطرة والاتصال، ويقمن بتسيير مئات الطائرات المسيّرة الهجومية أو الانتحارية لضرب أهدافها في أراضي العدو، هذه النوعية من المهام بإمكان المرأة أن تقوم بها إذا ما كانت مؤهلة التأهيل العالي، ومدربة التدريب اللازم، ولديها الكفاءة،
هناك دول خليجية تضع نصب أعينها هذه التحولات والتطورات والتغييرات التي في طريقها نحو حروب المستقبل، والتي تنعكس على مجال الأسلحة والكوادر البشرية، ولذلك القائمين على الجيوش الخليجية والمسؤولين في وزارات الدفاع الخليجية تقع على عاتقهم إعادة النظر في أمور كثيرة منها نظم التسليح الحالية بحيث يكون الاهتمام بنوعية السلاح وليس كميته والتركيز على الأسلحة غير المأهولة وغيرها من الأمور الأخرى، وبطبيعة الحال إعادة النظر في العنصر البشري المُدرب والمؤهل والكفوء داخل الجيوش الخليجية، وإعادة النظر في نظم التدريب والتخطيط ومناهج الدراسة في الأكاديميات العسكرية، بحيث تراعي التغيرات في طبيعة الحروب وميادينها وأطرافها وأنواع الأسلحة، وتطوير المعدات العسكرية القديمة من خلال مدّها بالتكنولوجيا الحديثة ما يجعلها صالحة للتكيّف مع التطورات في مجال السلاح، خاصة إذا كان عدد هذه المعدات القديمة كبيراً،
ومن الضروري الاهتمام في الروبوتات ونظم الذكاء الاصطناعي والأجهزة الذاتية الأوتوماتيكية والمركبات غير المؤهلة والمسيّرات وغيرها من الأجهزة الحديثة، على سبيل المثال: دولة مثل البحرين - وهذا مثال افتراضي وليس حقيقي - تعداد الجيش الحالي لا يتجاوز 18 ألف، لكن إذا توافرت لدى البحرين الإمكانيات المادية بإمكانها ادخال 100 ألف روبوت أو أجهزة ذاتية أتوماتيكية أو مركبات غير مؤهلة ومسيّرات وبذلك تكون أنشأت جيش حديث متطور ومدجج بالتكنولوجيا الحديثة وبدون مشكلة مع تعداد العنصر البشري نظراً لمحدودية تعداد السكان في البحرين، أكرر هذا المثال مجرد افتراضي وليس حقيقي،
هناك نقطة أثارت انتباهي أثناء زيارة صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي لكوريا الجنوبية قبل عدة شهور، أتذكر خلال تلك الزيارة نشرت وكالة يونهاب الكورية للأنباء، أن الأمير محمد بن سلمان قبيل مغادرته لكوريا الجنوبية قام بزيارة مفاجئة لوكالة تطوير الأسلحة بكوريا الجنوبية، وهذه الوكالة هي متخصصة في تطوير الروبوتات القتالية على شكل البشر والحيوانات والطيور والحشرات، وأن هذه الروبوتات ستغير ميزان القوى في حرب المستقبل، أنا لا أقول بأن زيارة سمو ولي العهد لوكالة تطوير الأسلحة بكوريا الجنوبية كان بهدف هذه الروبوتات وحرب المستقبل لكن هي مجرد قرائتي وتحليلي لما يتم تداوله في التقارير والدراسات بخصوص حرب المستقبل وأن القائمين بوزارت الدفاع الخليجية يضعون نصب أعينهم هذه التطورات والتغييرات القادمة وربطه مع خبر زيارة ولي العهد السعودي لوكالة تطوير الأسلحة بكوريا الجنوبية والتي تقوم بتطوير الروبوتات القتالية،
وقد أصيب وقد أخطأ في تحليلي.