حقيقة .... عندما تقرأ كتب التاريخ وتقرأ ما خسره بعض العرب بسبب محدودية التفكير وسطحيته و إغراقه في محدودية الأفق والخيال .... تقول هذا زمن ذهب وانتهى .
فقديما بعث الخليفة العباسي للمصريين عندما علم ان شجرة الدر أصبحت ملكة مصر فبعث يقول (اذا لم يكن عندكم رجال فبعثوا لنا نرسل لكم رجالا)
وسبحان الله .... هذه المرأة كانت في قيادة مصر عندما هزمت الحمله الصلبية على مصر بقيادة لويس التاسع وتم أسره في معركة المنصوره الأولى ...... ونفس هذا الخليفة ... هزمه التتار ودمروا لؤلؤة الشرق (بغداد) .....
ويستمر الأفق المحدود في مقاطعة العرب لمصر بعد معاهدة السلام مع إسرائيل ثم بعدها ب ٣٠ عاما يريدون اقل من ربع ما كان يعرضه السادات ...!!
ونجيء الى هذا الموضوع وتستمر محدودية الأفق ..... فيقول البعض وسط كلامه ان مصر طورت الهجوم و خسرت بهذا القرار العديد من الأرواح والمعدات ..... لكن تجده لا يذكر مثلا لماذا تم تطوير الهجوم ( السبب الرئيسي هو لتخفيف الضغط على الجبهة السوريه)....
وتجد الآخر يقول ان مصر هزمت بسبب الثغرة و حصار الجيش الثالث ..... ولا يقول ( ان كل يوم يمر كان جحيما على القوات الإسرائيلية داخل السويس وان القوات المصريه استمرت في زيادة مساحة الأرض التي تسيطر عليها في سيناء حتى بعد وقف إطلاق النار وقبل انطلاق المحادثات ..... ) .ولا يقول (ايضا ان السادات ابلغ كيسنجر ان القوات الجويه المصريه والمدفعية ستدك الثغرة بما فيها من مصريين وإسرائيليين اذا استمر القتال .... .لكن كيسنجر هدد السادات وقال ان الولايات المتحدة الأمريكيه لن تسمح بهذا )
وإستمرارا لمحدودية الخيال وضيق الأفق .... تجد احدهم يقول .. ان القوات الإسرائيلية كانت تستطيع الإستيلاء على القاهرة التي كانت على بعد ١٠٠ كم من السويس .... ولا يقول ( ان هناك ٤٠٠ دبابه حديثه دفعت ثمنها الجزائر كانت متمركزة في طريق القاهرة -السويس .... وكان هناك قوات الحرس الجمهوري عالية الكفاءه ..... فكيف ستتخطاها القوات الإسرائيلية وهي كانت تستنزف داخل السويس ) ولا يقول ايضا ( ان القوات الإسرائيلية لم تستطع التقدم الى مدينة الإسماعيلية و تم تكبيد قواتها المهاجمة خسائر فادحة وتوقف الهجوم تماما ... فكيف يجرؤون على مهاجمه العاصمة القاهرة والغرق في كتلتها البشرية الضخمه )
*جدي رحمه الله كان شرطي وقاتل في المقاومة الشعبية داخل مدينة السويس .
وكل من قال ذلك اما بلده محتله او استعان بالآخرين لتحرير بلده ..... فمحدودية الأفق لازالت في الأفق العربي للأسف .... فمهما بلغ الفرد منهم مبلغه في الدراسة والعلم تجده لازال مستغرقا في السطحيه ....
لذلك أعتقد ان هذا الأمر مرتبط بتطور المجتمعات الإنسانية والإرث الحضاري والذي يختلف بين مجتمعات ودول وبين أخرى ..
لذلك أنصح هؤلاء .... إقرؤا قبل ان تكتبوا.