ما قاله سمير فرج يفتقر إلى الدقة العسكرية والتحليل الاستراتيجي الرصين. فتصنيف مصر في المرتبة السادسة عالميًا في القوة البحرية غير مدعوم بأي مصدر معتمد؛ لا تقارير "غلوبال فاير باور" ولا مؤشرات مراكز الدراسات البحرية الأمريكية أو الأوروبية تمنحها هذا الموقع، إذ تحتل مواقع متأخرة عن دول مثل اليابان، كوريا الجنوبية، وفرنسا. امتلاك قطع بحرية متقدمة كالميسترال والرافال لا يعني قوة ردع استراتيجية متكاملة، لأن معيار الكفاءة البحرية لا يقاس بنوع القطع فقط، بل بمنظومة القيادة والسيطرة، التدريب، الانتشار اللوجستي، والقدرة على العمل خارج المياه الإقليمية.
أما الحديث عن “تحرش تركي” أو “ردع أردوغان”، فهو خطاب دعائي أكثر من تحليلي؛ تركيا تملك أسطولاً متطورًا من الغواصات والفرقاطات ضمن الناتو، وتفوق مصر تكنولوجيًا في هذا المجال منذ عقود. كما أن ربط التصعيد الإيراني في مضيق هرمز وباب المندب بصفقات السلاح الأمريكية صحيح جزئيًا لكنه قراءة سطحية؛ السياسات الأمريكية تجاه إيران معقدة وتتجاوز لعبة المبيعات إلى اعتبارات توازنات الردع الإقليمي.
ببساطة، ما ورد عبارة عن رؤية إعلامية لتطمين الرأي العام لا تحليل استراتيجي مبني على مؤشرات القوة الشاملة أو موازين القوى الإقليمية الفعلية.