من حرق الارمن احياء الى فصل رؤوس اطفالهم الى جعل أم تطبخ ابنها الصغير في قدر ( حتى اليهود لم يفعلوها )
24 يوليو 2019
أحرقوهم أحياء.. ضابط بريطاني يفضح فاشية العثمانيين ضد الأرمن
"أحرقوهم أحياء وأغرقوهم في الفرات".. شهادة حية كشفها إيتان بيلكايند وهو ضابط تخابر لصالح البريطانيين أثناء الحرب العالمية الأولى، تؤكد مدى الفاشية التي ارتكبها العثمانيون بحق الأرمن قبل نحو مئة عام.
شهادة "إيتان بيلكايند" حول إبادة العثمانيين للأرمن في العام 1915 لها أهمية خاصة تميزها عن بقية الشهادات الأخرى التي كتبت في نفس الفترة من قبل دبلوماسيين أجانب. ذلك أن "بيلكايند"، مكنته ظروف عمله الرسمي داخل الجيش الرابع العثماني في سورية من معاينة مذابح الأرمن على يد السلطات التركية بنفسه. وكانت تقاريره حول تلك المذابح، والتي أرسلها سرًا إلى الإنجليز أثناء الحرب واحدة من أهم مصادر توثيق إبادة الأرمن، والتي تنكرها تركيا حتى اليوم.
في المدرسة العسكرية
ولد إيتان بيلكايند في العام 1887 بـ"ريشون لا صهيون" في فلسطين العثمانية. وفي العام 1904، انتقل مع شقيقه يشاي للتعلم في مدرسة "كيريات سفر" في "شفيا". وأقام هناك مع عمه إسرائيل بيلكايند.
ظل إيتان في المدرسة لثلاث سنوات. وعندما أصيب بمرض، اضطر للعودة إلى والديه في لا ريشون صهيون وأكمل دراسته بمدرسة المدينة. وفي سن العاشرة، بدأ دراسته في المدرسة الثانوية "هيرزليا" في تل أبيب، وعاش في يافا مع عماته أولجا وسونيا بيلكايند.
وعندما استدعي أخوه نامان بيلكايند للجيش التركي، راودت إيتان فكرة التعلم في المدرسة العسكرية بالآستانة. وفي العام 1912، ولم يكن قد أتم بعد الخامسة عشر من عمره، سافر إيتان إلى إسطنبول وتم قبوله في المدرسة العسكرية البحرية. ولكن والديه رفضا التوقيع على تنازل عن حقوقهما في الصبي الذي كان من المفترض أن يصبح ملكية تركية بانضمامه إلى المدرسة. وهو ما دفع إيتان للانتقال إلى المدرسة العسكرية.
ضابط في الجيش العثماني
عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى، قبل إيتان في مدرسة القادة العثمانية وحصل على رتبة ضابط. ثم ألحق بالجيش الرابع العثماني المرابط في دمشق والذي كان تحت قيادة جمال باشا الشهير باسم السفاح. وقد عين بيلكايند في ذلك الوقت مترجما في الجيش بسبب إجادته اللغات التركية والعربية والفرنسية.
في مارس 1915، انتشر وباء الجراد في جنوب بلاد الشام، وخشى جمال باشا أن يؤثر ذلك على إمدادات الجيش العثماني بالأطعمة اللازمة. فأمر بتعيين جمال باشا "آرون أرونسون" مدير محطة التجارب الزراعية في مدينة "عتليت" ليكون القائد العام لمكافحة الجراد، مخولا إياه سلطات عسكرية كاملة.
عين إيتان بيلكايند سكرتيرا لأرونسون، وانتقل إلى القدس التي كانت مقرا رئيسا لعمليات مكافحة الجراد. وبعد عام، عندما انتشر الجراد مرة أخرى، رشح إيتان ليكون قائدا لمحاربته في شرق الأردن. كما عين مشرفا عاما على إمدادت القمح الأبيض إلى جبل الدروز في لبنان، وهضبة الجولان. ومن أجل جهوده تلك، منح إيتان بيلكايند من قبل الأتراك ميدالة "الهلال الحديدي" وهي الميدالية الأعلى في الجيش التركي.
وعندما ظهر الجراد مرة أخرى، ولكن هذه المرة في العراق وشمال سورية، تم إعارة إيتان بيلكايند إلى المعسكر الثالث العثماني هناك بصفته خبيرا في مكافحة الجراد. وعين في هذه المرة مساعدا عسكريا للبروفيسور الألماني المستقر بحلب. وقد منح إيتان ميدالة الصليب الحديدي من الجيش الألماني بسبب جهوده في ذلك المجال.
الجاسوس
قدمت كل تلك الجهود السابقة صورة لعسكري عثماني متفانٍ في عمله. ولكن إيتان بيلكايند في الحقيقة كان جاسوسا على الأتراك لصالح بريطانيا. وقد ساهم بفاعلية مع كل من في تأسيس منظمة سرية صهيونية حملت اسم "نيللي".
استمدت "نيلي" اسمها من الكلمات الأولى الواردة في سفر صامويل: (نيتزاخ يسرائيل لو ييشاكير)، وتعني "خلود إسرائيل ليس كذبة". وقد أسسها آرون أرونسون نفسه الذي تعاون مع إيتان بيلكايند في مكافحة الجراد بجنوب الشام. وكانت مهمة المنظمة تمهيد الأرض أمام الإنجليز لطرد العثمانيين من الشام، في مقابل رعاية بريطانيا لإقامة دولة يهودية فوق أرض فلسطين.
وقد تمكن كلا من "آرون" و"إيتان" مستغلين الصلاحيات المطلقة التي منحها العثمانيون إليهما بغباء من جمع معلومات استراتيجية حول المعسكرات العثمانية ومدى حجم واستعدادات القوات التركية.
وقد دخلت "نيلي" رسميا في خدمة الاستخبارات البريطانية بعد أن سافر آرون أرونسون إلى لندن وأقنع السير مارك سايكس بقدرات أعضاء المنظمة على إفادة بريطانيا من خلال عملهم في أماكن حساسة بالجيوش العثمانية التي تقاتل على الجبهة الأكثر سخونة في الشرق، بلاد الشام.
في العام 1917، عين إيتان بيلكايند بعد عودته إلى دمشق قائدا لإمدادات الخضراوات والألبان للمستشفيات العسكرية هناك. وفي خريف ذلك العام، تمكنت السلطات التركية من التعرف على شبكة التجسس الخاصة بالمنظمة وقبضت على الجميع. وكان من بين المعتقلين إيتان بيلكايند وأخوه نامان بيلكايند. وبينما شنق نامان، فإن إيتان ظل محبوسا في سجن خان علي باشا حتى العام 1918، عندما تمكن من الهرب مستغلا هزيمة الأتراك في سورية.
بعد الحرب العالمية الأولى، أدخل إيتان صناعة السينما إلى المستوطنات الصهيونية بعد أن جلب إليها الأدوات اللازمة من مصر. ولكن مع عزم المستوطنين اليهود على استخدام المقاومة المسلحة ضد الوجود البريطاني في فلسطين كي يتمكنوا من إعلان دولة إسرائيل، فإن بيلكايند عاد إلى العمل السري من جديد، وشارك هذه المرة في جماعة "إيتزيل" الإرهابية التي نفذت عمليات نوعية ضد البريطانيين في فلسطين.
وبعد إعلان دولة إسرائيل في العام 1948، أصبح إيتان بيلكايند مواطنا بارزا في المجتمع الإسرائيلي. وقد فتحت له جامعات تل أبيب أبوابها للمحاضرة يحاضر حول العمل السري لمنظمة نيلي. كما أنه نشر مذكراته بعنوان "هكذا كان الأمر - قصة عضو نيلي". ونشرتها له وزارة الدفاع الإسرائيلية في العام 1972.
في المذكرات، يتعرض إيتان لسنوات خدمته في الجيش العثماني، ويقدم مشاهداته الشخصية لإبادة الأرمن على يد الأتراك. وقد أتيحت له من خلال رحلاته بين الصحراء السورية وشمال العراق فرصة تتبع المصير المحزن للأرمن في معسكرات النفي الجحيمية، خاصة في دير الزور، والتي كان المفترض أن تكون المستقر الأخير لهم.
جثث فوق الفرات
رحلة إيتان بين معسكرات النفي قام بها بالمشاركة مع شخص صهيوني آخر هو "جيكوب بيكر"، إضافة إلى أرمني يدعى "شرينيان". يقول إيتان: "في اليوم الثاني من رحلتنا، شاهد الجثث تطفو فوق مياه الفرات. وعندما سألنا الجندي (التركي) المرافق لنا، أكد أنها تنتمي لأرمن. وأعلمنا أنه يقع على الضفة الأخرى من النهر معسكر نفي أرمني. هنا امتقع وجه صديقنا الأرمني شرينيان، وطلب منا العبور إلى المعسكر".
يتابع: "في المعسكر، وجدنا عدة مئات من الأرمن يسكنون خياما مصنوعة بالأيدي. المنطقة كانت نظيفة. والخيام كانت مبنية على خط واحد. عبرنا بين الخيام ونظرنا داخل البعض منها، فرأينا نساء وأطفالا. وفي واحدة من الخيام، عثر شيرينيان على واحدة من عماته ، أخبرته أن كل الرجال قد قتلوا وأن النساء والأطفال هم الذين بقوا".
يردف: "شيرينيان كان مصدوما، ولا يعلم ماالذي حدث لأمته، وأخذ يبكي على كتف عمته. ولكن جيكوب بيكر وأنا أخبرناه بأنه يجب علينا أن نكمل المسير، فاستجاب لنا. وطوال الطريق، كانت الجثث الطافية فوق سطح الفرات يزداد عددها".
في دير الزور
وصل إيتان بعد ذلك إلى دير الزور. يقول: "وبعد ستة أيام، وصلنا إلى دير الزور، وهي مدينة مهمة في المنطقة. قمنا بزيارة القائد العسكري للمدينة الكولونيل الشركسي "أحمد بك". قدمنا أوراقنا الرسمية وشرحنا أغراضنا من الرحلة. أعطي جيكوب باركر تصريح، بينما قبض عليَ أنا وشيرينيان. وبعد فترة، زارنا بيكر مؤكدا أن سبب القبض علينا هو الاشتباه في كوننا من الأرمن. خاصة أن القائد قرأ اسمي إيتيان وليس إيتان، فظن أنني أرمني".
يردف: "زارنا بيكر لاحقا. وأخبرنا أنه حاول التأكيد لأحمد بك أن رفيقيه ليسا من الأرمن، ولكن دون جدوى. وهو ما دفعه إلى إرسال تليغرام إلى القائد العام في دمشق. وجاء الرد بالفعل بإطلاق سراحي. ولا أعلم ماالذي حدث لصديقنا شرينيان".
ثم يصف دير الزور: "دير الزور كانت مركزا عسكريا، وكان بها مشفى عسكري يترأسه طبيب يهودي يدعى الدكتور فور، وصيدلاني يهودي يدعى أرتو. وهناك علمنا أن أحمد بك كان مسؤولا عن نفي اليهود من فلسطين إلى حيفا. ودعانا الطبيبان اليهوديان للمكوث معهما في منزلهما. وقد أخبرونا أن كل رجال الأرمن تم قتلهم في الطريق من الأناضول، وأن النساء والفتيات الجميلات قد تركن تحت رحمة البدو".
أطفال منزوعي الرؤوس
يتابع: "وبمجرد أن وجدنا خيولا للركوب، وجنودا لمرافقتنا. قام جيكوب بيكر بالتوجه نحو الموصل، بينما توجهت أنا إلى المنطقة المبعوث إليها على طول نهر الخابور. في الليل استمعنا لصرخات النساء من المعسكر الأرمني الواقع على بعد كيلومتر من منازلنا. وعندما سألنا عن أسباب الصرخات، قيل لنا إن الأطفال يؤخذون من أمهاتهن للتسكين في مدارس داخلية ليكملوا تعليمهم. ولكن في الصباح عندما قمنا بعبور جسر فوق الفرات، صدمت بجثث الأطفال منزوعة الرأس تطفو فوق الفرات".
أحرقوهم أحياء
وصل بعد ذلك إلى بلدة آرام نهاريان. وعنها يقول: "بعد ثلاثة أيام، وصلت إلى آرام نهاريان حيث كنت شاهدا على مأساة فظيعة. كان هناك معسكران متقابلان، الأول أرمني والثاني شركسي. كان الأخير مشغولا بالقضاء على الأرمن. كما كان هناك شيوخ من البدو يختارون الأرمنيات الجميلات كزوجات لهم. وقد قامت فتاتان بإعطائي صورا لهن وطلبن مني أن أعطيها إلى عائلاتهن في حلب. وطلبت المرأة أن أرسل تحياتي لأي من أجده من أسرتها هناك".
يتابع: "عندما رآني الضابط الشركسي أتحدث مع نساء الأرمن، أمرني بالمغادرة، ولكنني بقيت لأعلم ماالذي سيحدث للأرمن بالمعسكر. الضابط الشركسي أمر الأرمن بجمع الحشائش الجافة من المكان وصناعة هرم طويل منها. ثم أمر بربط كل الأرمن الذين كانوا موجودين هناك، وكانوا نحو 5000 شخص. أياديهم مربوطة بعضها ببعض في دائرة تحيط بهرم الحشائش الجافة والذي أشعلت فيه النار. ولم تكن سوى لحظات حتى تصاعد الدخان سريعا إلى السماء، ومعها تصاعدت صرخات المحترقين حتى الموت. هربت من المكان بأسرع ما أمكن. وبعد ساعتين من الجنون، كنت ما أزال قادرا على الاستماع لصرخات الضحايا المساكين حتى فاضت أرواحهم. وبعد يومين، عدت إلى المكان، وعاينت آلاف الأجساد المحترقة".
أم تطبخ ابنها
انتقل إيتان بعد ذلك إلى جبل سنجار شمال العراق حيث كانت خاتمة مذكراته حول إبادة الأرمن. يقول: "وصلت بعد ذلك إلى جبل سنجار حيث مساكن الإيزيديين. وعند قدم الجبل، في الطريق المؤدي إلى مدينة أورفة في الشمال، كنت شاهدا على عدة مذابح للأرمن قادت الأخيرين إلى الجنون. وقد شاهدت امرأة أرمنية في واحدة من المنازل تطبخ ابنها الصغير في قدر. وكانت كل الطرق ممتلئة بجثث الأرمن".
إيتان بيلكايند سجل شهادته حول إبادة العثمانيين للأرمن في العام 1915
3thmanly.com
تعديل بواسطة المشرف
السبب: تم ازاله محتوى حساس