منذ سنوات طويلة وانا اتابع باستمرار قصص الجاسوسية والمخابرات المنشورة بالاضافة الى متابعة اعمال الدراما التى تتناول بعض العمليات المخابراتية والسيرة الذاتيةلاشهر الجواسيس ، كنت استمتع كثيرا بقراءاتى فى هذا العالم الغامض المبهر واذا كان تعريف علم السياسة بانه فن الممكن فانا ارى ان تعريف علم المخابرات بانه فن تحقيق المستحيل لانه يقوم على تنفيذ اصعب المهام وتحقيق اصعب الاهداف التى تبدو مستحيلة تماما بالطرق التقليدية ، هو العالم الذى تتعلم فيه الطريقة المثلى لعمل اى شىء ، التخطيط المدروس لاى مهمة وعدم ترك اى تفاصيل ولو بسيطة للصدفة او الظروف ، الدقة الشديدة والذكاء والدهاء فى التخطيط والتنفيذ ، استغلال كل الامكانات المتاحة الى اقصى حد ممكن ، تعلم واستخدام العديد من المهارات والحيل وطرق الخداع التى لا تخطر على بال بشر ، وارى ان كثير من المهارات التى يتعلمها المشتغلون فى هذا المجال تصلح للاستخدام فى حياتنا المهنية وفى حياتنا الشخصية وتعاملنا مع الناس وكثيرا ما يلجا رجال المخابرات بعد تقاعدهم الى الاتجاه الى مجال ادارة الاعمال وتاسيس الشركات والمشاريع وينجحون نجاحا باهرا مستفيدين من الخبرات والمهارات التى اكتسبوها من خلال عملهم فى مجال المخابرات وهنالك ما يسمى جاسوسية الشركات ، اتذكر فى بداية حياتى المهنية عملت فى احدى الشركات وحدث فيها اضراب لمعظم العاملين فيها عن العمل وقاموا بالاعتصام داخل الشركة واوقغوا الانتاج تماما واشترطوا لوقف الاعتصام والعودة للعمل ضرورة تنفيذ مطالبهم ىالكامل وقدموا عدد كبير من المطالب وتدخل عدة اطراف للوساطة وفشلت وساطتهم وهنا استخدمت ادارة الشركة حلا ذكيا حيث زرعت جاسوس لها بين صفوف العمال المعتصمين وادعى كراهيته للادارة واخذ يهاجم ادارة الشركة بشدة ويشجع العمال على التشدد فى مطالبهم واظهر تضامنه الكامل معهم ، وقد رحب به العمال كثيرا وفرحوا بانضمامه لهم خاصة انه قبل ذلك كان يفتخر بصلته القوية بالادارة وبدعم مدير الشركة له وكان يتولى منصبا مرموقا داخل الشركة وكان يعامل العمال بغرور وصلف ولذلك فقد استغل العامل النفسى لدى العمال الذين فرحوا كثيرا بانضمامه لهم واظهاره الود والتواضع الشديد معهم بعد كان يعاملهم معاملة سيءة فى السابق وصدقوه فعلا وكان هذا الجاسوس قد افتعل مشاجرة وخلاف حاد بينه وبين مدير الشركة قبل بدء الاضراب بقليل ليضفى مصداقية على موقفه فيما بعد بعد ان انتشرت الاقاويل والاشاعات عن قرب حدوث اضراب من العمال واخذ اتباعه يروجون انه تطاول على مدير الشركة دون ان يستطع هذا الاخير الرد عليه او معاقبته !!!! ولما كنت اتابع الموقف عن كثب فلم اصدق ان هذا الشخص صادق فى موقفه ولم اقتنع ابدا سلوكه ومواقفه ممكن ان تتحول فجاة من النقيض الى النقيض ولم اقتنع ان مدير الشركة الذى ينكل باى موظف لمجرد مخالفته الراى يمكن ان يسكت على هذه الاهانة المزعومة !! وتاكدت من صحة ما اعتقدته فعلا حيث ان هذا الشخص بعد انتهاء الازمة بين الادارة والعمال ذهب لمقابلة المدير العام للشركة بحجة التصالح وانهاء الخلاف!! وتقلد هذا الشخص منصبا اكبر واكثر اهمية بعد انتهاء الازمة!! لقد قام هذا الجاسوس بنقل معلومات تفصيلية عن حقيقة اهداف وخطط العمال ومخطط تقصيلى بخطط التفاوض والمطالب الحقيقية التى يريد العمال تنفيذها فعلا والمطالب الوهمية التى تستخدم لرفع سقف المطالب وتشديد الضغط والمساومة وكذلك المطالب الرءيسية والاخرى الفعالية وادوات واوراق الضغط والمساومة والخطط المستقبلية فى حال تعثر المفاوضات ورفض ادارة الشركة تنفيذ مطالبهم الاساسية وفعلا خسر العمال الكثير من اوراق الضغط والمطالبةالهامة بالنسبة لهم وخرجوا باقل مكاسب ممكنة فى الوقت الذى خرجت الادارة من الازمة باقل خساءر وباقل قدر من التنازلات ورغم مضى عشر سنوات على هذه الواقعة لايزال العمال حتى اليوم يجهلون حقيقة الدور التجسسى لهذا الشخص فى تلك الازمة!!!
قريبا باذن الله سوف انشر هنا خطة خداع استراتيجى استخدمتها فى بداية حياتى المهنية ضد مراكز القوى والشللية داخل الشركة
قريبا باذن الله سوف انشر هنا خطة خداع استراتيجى استخدمتها فى بداية حياتى المهنية ضد مراكز القوى والشللية داخل الشركة