القبة السماوية
الصور: سيرغي فورونين / كوميرسانت
من المنطقي أن نعتقد بأن فكرة ابتكار وسائل الهبوط الآمن نشأت بالتوازي مع تطور الطيران. إلا أن الإنسان قد قام باختراع مثل هذه التقنيات قبل ظهور الطائرات بفترة طويلة. و قد كانت خواص الكبح للسطوح المقعرة معروفة قديما في الصين، وجنوب شرق آسيا وأفريقيا، حيث كانت تستخدم المظلات للتسلية بشكل رئيسي. في القرن العشرين، وقد تم استخدام المظلات في مختلف المجالات، بما في ذلك في الفضاء. حيث كان معهد البحوث العلمية الروسي للتصميم المظلي من الشركات الرائدة في مجال تصميم و إنتاج المظلات.
في الصين وجنوب شرق آسيا كان القفز باستخدام المظلات (الشماسي) شائعاً على نطاق واسع، وفي بعض القبائل الإفريقية كانوا يقفزون مع سعف النخيل الكبير. من غير المرجح أن يتصور مخترعي المظلات الأولى أنه في القرن الحادي والعشرين، لن تستخدم المظلة للقفز من حافة الهاوية أو مبنى شاهق فقط، بل من أجل العودة إلى الأرض وحتى للهبوط على المريخ.
إذا كان الشخص لديه خيمة من القماش، لكل جانب منها له اثني عشر ذراعا متساوية في الطول مثبتة بشكل عرضي ونفس العدد في الإرتفاع، يمكنه القفز من أي ارتفاع دون تعريض نفسه لأية خطر
ليوناردو دا فينشي
ويعتقد أن مشروع المظلة الأول جاء من قبل الإيطالي ليوناردو دا فينشي في القرن الخامس عشر، الذي رسمها في "مخطوطة أتلانتيكس" فكانت عبارة عن قبة على شكل أربعة من جانب الهرم.
و قد كتب ليوناردو دا فينشي في مخطوطته لعام 1495: " إذا كان الشخص لديه خيمة من القماش، لكل جانب منها له اثني عشر ذراعا متساوية في الطول مثبتة بشكل عرضي ونفس العدد في الإرتفاع، يمكنه القفز من أي ارتفاع دون تعريض نفسه لأية خطر".
تم تطبيق فكرة ليوناردو عملياً في عشرينيات القرن السابع عشر من قبل الفرنسي لافين، الذي قام بخياطة ملاءات على شكل خيمة، و تثبيت لوحات من البلين عظم فك الحوت في الأسفل والحبل وعلى التمسك بالحبال المربوطة، قفز من فوق جدار القلعة، حيث كان مسجونا هناك، و قد هبط على النهر الجاري في الأسفل بأمان.
في عام 1617 قدم الأسقف فاوست فيرناسيو وصفا و رسوما صور من خلالها في كتابه المظلة مع القبة المربعة. في عام 1783 اقترح الفرنسي لويس سيباستيان لينورماند تصميم مظلته التي كانت على شكل قبة مخروطية مع أشرطة ثابتة نازلة من المحيط. دعا لينورماند اختراعه آنذاك "باراشوت" من اللغة الفرنسية «بارا» و تعني منع و«شوت» و تعني السقوط. ومع ذلك، فإن التطبيق العملي لتصميم ليورماند لم يتم العثور بسبب الإزعاج الناجمة عن سلة من البالون.
القرن العشرين تطوير الطيران
كان تطور الطيران أهم مرحلة في التاريخ المظلي.
الصور من تقدمة معهد البحوث العلمية الروسي للتصميم المظلي
تم اختراع المظلة الأولى المستخدمة في الطيران من قبل الهاوي التقني الروسي غليب كوتيلنيكوف، الذي قام في عام 1911 بتصميم مظلة خاصة للطيارين. كانت المظلة على شكل دائري تجمعها حزمة معدنية. في الجزء السفلي من الحزمة تحت القبة مزودة بالنوابض التي تساعد على فتح المظلة في الهواء بعد شد حلقة السحب. في عام 1924، حصل على براءة اختراع الحزمة اللينة. حيث لا يزال هذا التصميم يستخدم في مظلات الانقاذ حتى وقتنا هذا. ويسمى النموذج الأول المظلة آر كا-1 "كوتيلنيكوفسكي الروسي الأول" مظلة الهبوط الأولى تفتح في 100% من الحالات.
23 حزيران يونيو عام 1927 في الاتحاد السوفياتي تم الإستخدام التجريبي للمرة الأولى للمظلة من قبل الطيار ميخائيل غروموف، بعد أن قام بالقفز من طائرة على ارتفاع 600 م وكانت المظلة آنذاك من صنع شركة ايرفين الأمريكية، و كانت مصنوعة من الحرير الخالص. وحصل الطيارون الذين قفزوا بمظلة تلك الشركة على وسام ذهبي صغيرة على شكل دودة القز.
الصور: تاس / فالنتين تشيريدينتسيف
منذ عام 1929 أصبحت المظلات إلزامية لجميع الطيارين وعمال المناطيد.
أول سقوط مظلي في العالم
بداية التطوير الشامل للقفز المظلي في الاتحاد السوفياتي هو 26 يوليو تموزعام 1930، عندما اجتمع مجموعة من الطيارين العسكريين لأول مرة للقفز من الطائرة. وكان 26 يوليو تموز ذكرى سنوية لعيد المظليين. في الاتحاد السوفياتي تشكلت قوات عسكرية محمولة جوا كانت الأولى من نوعها في العالم. بعد ذلك اقتبست الفكرة من قبل جيوش بلدان أخرى.
في عام 1930 تم تأسيس أول مصنع للمظلات الروسية في موسكو. بعد خمس سنوات من تأسيسه أنشأت الدولة المعمل الحكومي لتصنيع المظلات.
الصور من تقدمة معهد البحوث العلمية الروسي للتصميم المظلي
الثورة في مجال المظلة حققتها فعلا الجهاز الأول في العالم لفتح المظلة تلقائيا ، التي تم إنشاؤها في عام 1936 من قبل الاخوة دورونين. أتاح هذا الاختراع إمكانية القفز من أي ارتفاع و حتى في الظروف الجوية الصعبة.
الصورة: تاس / فاليري خوخلايف
في عام 1946، لتطوير نموذج أولي للمركبات والمعدات المحمولة جوا، وإجراء البحوث وأعمال التطوير في مجال الإبتكارات المظلية و تم تأسيس معهد البحوث العلمية التجريبية السيارات المحمولة جوا والذي سمي فيما بعد المعهد المظلي.
مظلات للفضاء
كانت أحد أهم أولويات معهد البحوث العلمية الروسي للتصميم المظلي، هو تصميم الأنظمة المظلية للفضاء. وكانت نتيجة العمل في هذا المجال هو هبوط ناجح باستخدام الأنظمة المظلية المبتكرة في معهد البحوث العلمية، وهي الأجهزة هي "فينيرا" و "فيغا" و التي تمكنو باستخدامها من الهبوط على سطح كوكب الزهرة (في الفترة بين عامي 1965-1985). في عام 1971 و 1974 نفذت الهبوط الناجح على المريخ المركبتين "مارس-3" و "مارس-6".
الصور: تاس / فاليري خوخلايف
طور المعهد نظم المظلية لجميع المركبات الفضائية الروسية المأهولة. مع هذه المظلات إلى الأرض أكثر من 300 من رواد الفضاء، بما في ذلك مواطني البلدان الأخرى.
في الفترة بين عام 1987 إلى 1992 لأول مرة في العالم لقد تم تصميم نظام الكبح المظل في السرعات التي تخترق جدار الصوت. وبالإضافة إلى ذلك، تم التوصل إلى مقترحات تقنية حول نظام مظلي لهبوط الصواريخ التي يبلغ وزنها 43 طن في المستقبل قد وضع خبرائنا تصاميم جديدة من المظلات لهبوط وحدات يتراوح وزنها بين 53 طن و 70 طن
في عام 1990، قام معهد البحوث العلمية الروسي للتصميم المظلي بابتكار مظلة حديثة وتصنيعها، وكان قد أجرى اختبار إتقان و بذلك أتم دورة كاملة قبل توريدها إلى العملاء، وهم شركة فوكر الهولندية، نظام مظلي تم استخدامه في هبوط داعم صاروخ الأوروبي "آريان 5" الذي يبلغ وزنه 40 طن، كما تم تزويد الكبسولة "كاريان" التابعة لشركة ايروسباسيال الفرنسية بالأنظمة المظلية وكبسولات "اكسبريس" طلبية من قبل شركة إيرنو الألمانية.
يتم حاليا الانتهاء من العمل على تطوير النظام المظلي لمركبة الفضاء الأوروبية "إكسبرت"، من المقرر تسليمه إلى العملاء في صيف عام 2013 لاستخدامه على نطاق واسع و ذلك بعد خضوعه لاختبارات كاملة. في الوقت الحاضر، تم ابتكار نموذج أولي لنظام هبوط مظلي للمكوك الفضائي القابل لإعادة الإستخدام العائد إلى الأرض و المركبات الفضائية المأهولة و مركبات النقل الروسي الواعدة، والتي يمكنها نقل 4-6 رواد الفضاء، من المقرر أيضا استخدام نظام المظلي في الطيران والهبوط على سطح القمر والمريخ.
مظلات الطائرات
في الفترة التي تتراوح بين عامي 1970 و 1980 جرى تطوير أنظمة فرامل الهبوط بالمظلة مع شكل موحد صليبي القبة، التي يمكن أن تزيد إلى حد كبير من موارد الوحدات و معدات الطائرات وتحسين مستوى السلامة.
الصورة: سيرغي الكسندروف / كوميرسانت
وأحد المجالات الهامة هو تطوير واختبار وإنتاج الأنظمة المظلية لإنقاذ طواقم الطائرات.
القوات المسلحة المحمولة جوا
الصورة: بافل غيراسيموف / كوميرسانت
اليوم يقوم المعهد بإنتاج مجموعة كاملة من المظلات للقوات المسلحة المحمولة جوا أما بالنسبة للجزء الرئيسي من البحرية فيقوم بإبتكار النظم المظلية من الجيل الرابع القابلة لإعادة الإستخدام في الماء.
وتشمل هذه النظم على وجه الخصوص المظلات التي تعمل بالشد المستخدمة في هبوط المعدات العسكرية مع طاقمها مثل "شيلف-1" و "شيلف-2" الموجودة في خدمة القوات المسلحة المحمولة جوا. يستخدم العاملين في القوات المحمولة جوا الأنظمة المظلية من الجيل الرابع دي- 10 المبتكرة من قبل معهد القوات المظلية.
أنظمة القوات المظلية من الجيل الجديد المبتكرة من قبل معهد البحوث العلمية هي الأنظمة التالية: نظام المظلة الفردية من الجيل الخامس دي-12 ("ليستيك") النظام المظلي إم كا إس-350-14 إم للهبوط ساو "سبروت-إس دي"، ونظام المظلة إم كا إس-350-12 إم سلسلة 2 لتهبط المركبات القتالية المحمولة جوا.
ثروة من الخبرة المتراكمة في اختبار الأنظمة المظلية للطائرات بدون طيار، وكذلك النظم المظلية مضادة للسقوط الرأسي من على علو منخفض (3-7 أمتار) التي تهبط بسرعة 250-500 كم/ساعة
على مدى تاريخه ، قام المعهد بتصميم حوالي 5000 نوع من المنتجات لتنفيذ مهام مختلفة: الأنظمة المظلية للمركبات الفضائية المأهولة وغير المأهولة، والنظم المظلية لهبوط الصواريخ التي يصل وزنها إلى 70 طنا، ونظام الهبوط و الكبح المظلي لجميع أنواع الطائرات، وانقاذ النظم المظلية لطواقم الطائرات و البضائع البرمائية، والنظم المظلية الخاصة الفريدة من نوعها للذخائر المدفعية، بما في ذلك العمل في الأنظمة الخارقة لجدار الصوت.
اليوم
في عام 2008، أصبح معهد البحوث العلمية الروسي للتصميم المظلي جزءا من مجموعة "معدات الطيران" المدرجة في روستيخ.
يعتبر المعهد واحدة من الشركات القليلة في العالم القادرة على تنفيذ دورة الحياة الكاملة لإنشاء النظم المظلية من جميع الأنواع بشكل مستقل، بما في ذلك تنفيذ أعمال اختبار متكاملة لنظم المظلة على الأرض و في الجو ، والإشراف على تصميم خلال العملية والاستفادة منها، وهو أمر غير مسبوق في العالم.
اليوم معهد تنتج مجموعة كاملة من منتجات المعدات المظلة: الإنقاذ، والهبوط، والتدريب الرياضي، الصعود على المكابح، مضدات السقوط الشاقولي والبضائع، للمركبات غير المأهولة والمعدات العسكرية وحسابات الهبوط، والهبوط على ارتفاعات منخفضة، والفضاء القريب والبعيد، صواريخ الرؤوس الحربية والطائرات والذخيرة المدفعية ، الخ
المصدر