في سنة 1830 احتلت
فرنسا الجزائر ولقي الفرنسيون صعوبة بالغة في احتلال باقي الأراضي بسبب المقاومة التي أبداها الشعب الجزائري خاصة القائد
الأمير عبد القادر الذي جاهد من أجل إخراج الفرنسيون من بلاده. حتى بعد هزيمته استمرت المقاومة حتى سنة 1870 خاصة الشيخ محمد محمد المقراني.
بعد وقت قصير على تواجده في الجزائر قام النظام الاستعماري
الفرنسي بتقويض الثقافة الإسلامية لدى الشعب الجزائري من خلال تطبيق القانون الفرنسي الذي نص على منع التجمعات وعدم حمل الأسلحة النارية أو ترك منازلهم أو قراهم من دون إذن. كان الفرنسيون يهدفون إلى فرنسة الشعب الجزائري من أجل أن يجعلونهم يتخلون عن الشريعة الإسلامية ولكنهم نجحوا مع قلة فقط. كانوا ينظرون إلى
المدارس والزوايا الدينية بعين الريبة كمراكز مقاومة محتملة.
ومع ذلك ظهر عالم دين ومصلح يدعى
عبد الحميد بن باديس في بداية العقد الثاني من القرن العشرين حيث حث على أهمية اللغة العربية والتربية الإسلامية مما جعلت دعوته تنتشر بشكل واسع بين المدارس مما جعل الإسلام أكثر ألفة بين الجزائريين.
في الإسلام فإنه من غير المقبول أن يكون حكام المسلمين غير مسلمين ولذلك كانت المقاومة تأخذ صبغة دينية إسلامية ويطلق على المقاومون لقب المجاهدون ومن يسقط قتيلا يطلق عليه اسم
شهيد.
بعد الاستقلال أكدت الحكومة الجزائرية سيطرة الدولة على الأنشطة الدينية لأغراض وطنية. أصبح الإسلام دين الدولة حسب المادة الثانية من الدستور وكانت الدولة تحتكر بناء المساجد وبحلول منتصف الثمانينات أصبحت وزارة الشئون الدينية تتحكم في حوالي 5 آلاف مسجد. تقوم الدولة بتدريب
أئمة وخطباء المساجد كما تقوم بإدارة الأوقاف وتم إنشاء مدارس ومعاهد إسلامية. تقرر أن يتم إصدار قانون أحكام الأسرة حسب
الشريعة الإسلامية ولن تبقى باقي التشريعات وضعية على سبيل المثال فإنه تم منع النساء المسلمات من الزواج بغير المسلمين حسب قانون أحكام الأسرة الجزائري لسنة 1984 بينما يبيح القانون الوضعي بيع
الخمور. تلك التدابير لم ترض الجميع.
في سنة 1964 أصبحت
الحركة الإسلامية المتشددة القيم الجناح العسكري
للجبهة الإسلامية للإنقاذ اعتبارا من التسعينات. طالبت حركة القيم بهيمنة التشريعات الإسلامية على الأنظمة السياسية حيث ترى أن النظام الغربي مسيطر على الحياة الاجتماعية والثقافية للجزائريين.
على الرغم من قمع الإسلاميين المتشددين إلا أنهم عاودوا الظهور في السبعينات تحت اسم مختلف وجمعية أخرى. بدأت الحركة الجديدة تمتد إلى الجامعات حيث تم تشجعيها من قبل الدولة باعتبارها الثقل المتوازن للحركات الطلابية اليسارية. اعتبارا من الثمانينات أصبحت الحركة قوية وحدث اشتباكات دامية في الحرم الجامعي في
بن عكنون من
جامعة الجزائر في نوفمبر 1982. أدى العنف إلى أن تقوم الدولة بتضييق الخناق على هذه الحركة مما أدى إلى مواجهات بينهما في الثمانينات والتسعينات.
صعود نجم الإسلاميين جعل المجتمع الجزائري يتأثر بهم على سبيل المثال ازدياد لبس الحجاب بين النساء لأنه حماهم من التعرض للمضايقات في الشوارع، الجامعات، وأماكن العمل. تواجد الإسلاميين القوي جعل قانون أحكام الأسرة يظهر بشكل أقل ليبرالية مما كان سيظهر به.
بعدما فازت
الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالانتخابات النيابية 1991 تم إلغاء النتائج وحل الجماعة من قبل الجيش واندلع التوتر بين الإسلاميين والحكومة تحول إلى قتال مفتوح استمر 10 سنوات قتل خلالها حوالي
100 ألف شخص. ما تزال بعض الحركات الإسلامية أمثال
حركة مجتمع السلم وحركة النهضة الإسلامية متواجدة على الساحة السياسية وسمحت لها الحكومة بخوض الانتخابات النيابية في وقت لاحق. أقر في السنوات الأخيرة قانون الوئام المدني وميثاق السلم والمصالحة الوطنية بتوفير العفو عن معظم الجرائم التي تم ارتكابها أثناء الحرب الأهلية.
مسجد سيدي بومدين في مدينة
تلمسان غرب البلاد