رمضان شهر الانتصارات: معارك غيرت مسار التاريخ الإسلامي

إنضم
7 مارس 2022
المشاركات
10,513
التفاعل
14,247 183 10
الدولة
Egypt
بسم الله الرحمن الرحيم

1741012178818.png


شهر رمضان المبارك ليس فقط شهر الصيام والعبادة والقيام، بل هو أيضًا شهر الانتصارات والفتوحات التي غيرت مسار التاريخ الإسلامي. ففي هذا الشهر الكريم، شهدت الأمة الإسلامية بعضًا من أعظم المعارك التي كانت محطات فاصلة في نشر الإسلام وحماية المسلمين من الأعداء. هذه المعارك لم تكن مجرد صراعات عسكرية، بل كانت تجسيدًا للإيمان والصبر والتضحية، حيث انتصر فيها المسلمون رغم قلة العدد والعتاد، بفضل توفيق الله ثمّ بتخطيطهم الاستراتيجي وإيمانهم الراسخ.


من **معركة بدر الكبرى**، التي كانت أول انتصار للمسلمين على قريش، إلى **فتح مكة** الذي أعاد للمسلمين هيبتهم ووحدتهم، وصولًا إلى **معركة عين جالوت** التي أوقفت الزحف المغولي المدمر، و**معركة حطين** التي حررت القدس من الصليبيين، كانت هذه الأحداث العظيمة شاهدة على أن رمضان ليس شهرًا للضعف، بل هو شهر القوة والعزة والانتصارات.

في هذا الموضوع، سنستعرض أهم المعارك الإسلامية التي وقعت في شهر رمضان، ونلقي الضوء على تفاصيلها وأهميتها في تشكيل التاريخ الإسلامي. هذه المعارك تذكرنا بأن رمضان كان ولا يزال شهرًا للجهاد والنصر، وشهرًا يعيد للأمة ذكرى أمجادها ويشحذ هممها لمواجهة التحديات المعاصرة.

 
1. معركة بدر الكبرى (17 رمضان، السنة 2 للهجرة) :-

الخلفية
: بعد هجرة النبي محمد ﷺ إلى المدينة، بدأت المواجهات بين المسلمين وقريش. قرر المسلمون اعتراض قافلة تجارية لقريش بقيادة أبي سفيان، مما أدى إلى تجمع قريش للقتال.

سير المعركة: كان عدد المسلمين حوالي 313 مقاتلًا، بينما كان عدد المشركين حوالي 1000 مقاتل. انتصر المسلمون بفضل الإيمان والتخطيط الجيد.

النتيجة: قُتل عدد من زعماء قريش، بما في ذلك أبو جهل، وأُسر عدد آخر.

الأهمية: كانت أول انتصار عسكري للمسلمين، وعززت مكانتهم في الجزيرة العربية.

2. فتح مكة (20 رمضان، السنة 8 للهجرة) :-

الخلفية
: بعد نقض قريش لصلح الحديبية، قرر النبي محمد ﷺ فتح مكة.

سير الأحداث: دخل المسلمون مكة دون قتال تقريبًا، حيث استسلمت قريش. قام النبي ﷺ بتطهير الكعبة من الأصنام.

النتيجة: فتح مكة ودخول أهلها في الإسلام.

الأهمية: كانت نقطة تحول كبرى في تاريخ الإسلام، حيث أصبحت مكة مركزًا للإسلام.

3. معركة الطائف (22 رمضان، 8 هـ / 630 م) :-

الخلفية
: كانت المعركة بين المسلمين وقبيلة ثقيف في الطائف.

سير المعركة: حاصر المسلمون المدينة، لكنهم لم يتمكنوا من فتحها.

النتيجة: انتهى الحصار بصلح بين الطرفين.

الأهمية: كانت جزءًا من جهود النبي محمد ﷺ لتوحيد الجزيرة العربية.

4. معركة ذات السلاسل (5 رمضان، 12 هـ / 633 م) :-

الخلفية
: كانت المعركة بين المسلمين بقيادة خالد بن الوليد والفرس.

سير المعركة: وقعت المعركة في العراق، حيث انتصر المسلمون.

النتيجة: فتحت الطريق لفتح العراق.

الأهمية: كانت أولى المعارك الكبرى بين المسلمين والفرس.

5. معركة البويب (رمضان، 13 هـ / 634 م) :-

الخلفية
: كانت المعركة بين المسلمين بقيادة المثنى بن حارثة والفرس.

سير المعركة: وقعت المعركة في العراق، حيث انتصر المسلمون.

النتيجة: عززت سيطرة المسلمين على العراق.

الأهمية: كانت مقدمة لمعركة القادسية.
 
6. معركة اليرموك (15 رمضان، 15 هـ / 636 م) :-

الخلفية
: كانت الإمبراطورية البيزنطية تهدد المسلمين.

سير المعركة: وقعت المعركة في سوريا بين المسلمين بقيادة خالد بن الوليد والبيزنطيين.

النتيجة: انتصار المسلمين.

الأهمية: فتحت بلاد الشام للإسلام.

7. معركة القادسية (13 رمضان، 15 هـ / 636 م) :-

الخلفية
: كانت الإمبراطورية الفارسية تهدد المسلمين.

سير المعركة: وقعت المعركة في العراق بين المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص والفرس.

النتيجة: انتصار المسلمين.

الأهمية: فتحت الطريق لسقوط الإمبراطورية الفارسية.

8. معركة نهاوند (21 رمضان، 21 هـ / 642 م) :-

الخلفية
: كانت آخر معركة كبرى بين المسلمين والفرس.

سير المعركة: وقعت المعركة في إيران بين المسلمين بقيادة النعمان بن مقرن والفرس.

النتيجة: انتصار المسلمين.

الأهمية: أنهت الوجود الفارسي في المنطقة.

9. معركة ذات الصواري (منتصف رمضان، 34 هـ / 655 م) :-

الخلفية
: كانت أول معركة بحرية إسلامية.

سير المعركة
: وقعت المعركة بين الأسطول الإسلامي بقيادة عبد الله بن أبي السرح والأسطول البيزنطي.

النتيجة: انتصار المسلمين.

الأهمية: عززت السيطرة الإسلامية على البحر المتوسط.

10. معركة صفين (اخر رمضان، 37 هـ / 657 م) :-

الخلفية
: كانت المعركة بين جيش علي بن أبي طالب وجيش معاوية بن أبي سفيان.

سير المعركة: وقعت المعركة في سوريا، وانتهت بالتحكيم.

النتيجة: لم تحسم المعركة بشكل نهائي، لكنها أدت إلى انقسامات داخلية.

الأهمية: كانت بداية الفتنة الكبرى في التاريخ الإسلامي.
 
11. فتح الأندلس (28 رمضان، 92 هـ / 711 م) :-

الخلفية
: قرر المسلمون فتح الأندلس بعد طلب المساعدة من يوليان، حاكم سبتة.

سير المعركة: عبر طارق بن زياد مضيق جبل طارق وواجه جيش القوط في معركة وادي لكة.

النتيجة: انتصار المسلمين وبداية الفتح الإسلامي للأندلس.

الأهمية: فتحت الأندلس لتصبح مركزًا حضاريًا إسلاميًا.

12. معركة بلاط الشهداء (2 رمضان، 114 هـ / 732 م) :-

الخلفية
: كانت قوات المسلمين تتوسع في أوروبا.

سير المعركة: وقعت المعركة في فرنسا بين المسلمين بقيادة عبد الرحمن الغافقي والفرنجة بقيادة شارل مارتل.

النتيجة: انسحاب المسلمين بعد خسائر كبيرة.

الأهمية: أوقفت التوسع الإسلامي في أوروبا الغربية.

13. معركة الزاب الكبير (3 رمضان، 132 هـ / 750 م) :-

الخلفية
: كانت المعركة بين العباسيين بقيادة أبو مسلم الخراساني والأمويين بقيادة مروان بن محمد.

سير المعركة: وقعت المعركة في العراق، حيث انتصر العباسيون.

النتيجة: سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية.

الأهمية: غيرت وجه التاريخ الإسلامي بانتقال الخلافة إلى العباسيين.

14. معركة ملاذكرد (26 رمضان، 463 هـ / 1071 م) :-

الخلفية
: كانت الإمبراطورية البيزنطية تهدد السلاجقة المسلمين.

سير المعركة: وقعت المعركة في تركيا بين السلاجقة بقيادة ألب أرسلان والبيزنطيين بقيادة رومانوس الرابع.

النتيجة: انتصار السلاجقة.

الأهمية: فتحت الأناضول للإسلام.

15. معركة الزلاقة (12 رمضان، 479 هـ / 1086 م) :-

الخلفية
: كانت الممالك المسيحية في الأندلس تهدد الوجود الإسلامي.

سير المعركة: وقعت المعركة بين المرابطين بقيادة يوسف بن تاشفين وقوات ألفونسو السادس ملك قشتالة.

النتيجة: انتصار المرابطين.

الأهمية: أوقفت التقدم المسيحي في الأندلس.
 
التعديل الأخير:
16. معركة حطين (26 رمضان، 583 هـ / 1187 م) :-

الخلفية
: كانت القدس تحت سيطرة الصليبيين، وقرر صلاح الدين الأيوبي تحريرها.

سير المعركة: وقعت المعركة قرب بحيرة طبرية في فلسطين.

النتيجة: انتصار المسلمين واستعادة القدس.

الأهمية: كانت نقطة تحول كبرى في الحروب الصليبية.

17. معركة حصن الكرك (28 رمضان، 584 هـ / 1188 م) :-

الخلفية
: كان الحصن أحد المعاقل الصليبية في الشام.

سير المعركة: حاصر صلاح الدين الأيوبي الحصن واستولى عليه.

النتيجة: انتصار المسلمين.

الأهمية: ساعدت في تقليص الوجود الصليبي في المنطقة.

18. معركة عكا (رمضان، 587 هـ / 1191 م) :-

الخلفية
: كانت عكا آخر معقل صليبي في فلسطين.

سير المعركة: حاصر صلاح الدين الأيوبي المدينة، لكن الصليبيين تمكنوا من الاحتفاظ بها بمساعدة قوات أوروبية.

النتيجة: استمر الحصار لفترة طويلة، لكن المدينة سقطت لاحقًا بيد الصليبيين.

الأهمية: كانت جزءًا من الحروب الصليبية التي شكلت تاريخ المنطقة.

19. معركة مرج الصفر (7 رمضان، 634 هـ / 1236 م) :-

الخلفية
: كانت المعركة بين المسلمين بقيادة الملك الكامل الأيوبي والصليبيين.

سير المعركة: وقعت المعركة في فلسطين، حيث انتصر المسلمون.

النتيجة: تدمير جزء كبير من قوات الصليبيين.

الأهمية: عززت سيطرة المسلمين على فلسطين.

20. معركة عين جالوت (25 رمضان، 658 هـ / 1260 م) :-

الخلفية
: بعد اجتياح المغول بقيادة هولاكو لبغداد وتدمير الخلافة العباسية، أصبح العالم الإسلامي في خطر.

سير المعركة: وقعت المعركة في فلسطين بين المماليك بقيادة السلطان سيف الدين قطز والمغول بقيادة كتبغا.

النتيجة: انتصار المماليك وإيقاف الزحف المغولي.

الأهمية: أنقذت المعركة العالم الإسلامي من الدمار.
 
21. معركة شقحب (2 رمضان، 702 هـ / 1303 م) :-

الخلفية
: كانت المعركة بين المماليك بقيادة الناصر محمد بن قلاوون والمغول بقيادة قطلوشاه.

سير المعركة: وقعت المعركة في سوريا، حيث انتصر المماليك.

النتيجة: توقف الزحف المغولي نحو مصر والشام.

الأهمية: حافظت على وحدة العالم الإسلامي في مواجهة الخطر المغولي.

22. معركة مرج دابق (24 رمضان، 922 هـ / 1516 م) :-

الخلفية
: كانت المعركة بين العثمانيين بقيادة سليم الأول والمماليك بقيادة قانصوه الغوري.

سير المعركة: وقعت المعركة في سوريا، حيث انتصر العثمانيون.

النتيجة: سقوط دولة المماليك وبداية السيطرة العثمانية على الشام.

الأهمية: غيرت موازين القوى في المنطقة.

23. معركة وادي المخازن (معركة الملوك الثلاثة) (30 رمضان، 986 هـ / 1578 م) :-

الخلفية
: وقعت المعركة بين المغرب بقيادة السلطان عبد الملك السعدي والبرتغاليين بقيادة الملك سباستيان.

سير المعركة: كانت المعركة في شمال المغرب، حيث انتصر المغاربة بشكل حاسم.

النتيجة: مقتل الملك البرتغالي سباستيان وتدمير جيشه.

الأهمية: أوقفت التوسع البرتغالي في شمال إفريقيا، وحافظت على استقلال المغرب.

24. معركة 6 اكتوبر (رمضان، 1393 هـ / 1973 م) :-

الخلفية
: جزء من حرب أكتوبر (حرب رمضان) بين مصر وسوريا ضد إسرائيل.

سير المعركة: حقق الجيش المصري انتصارات كبيرة في الأيام الأولى.

النتيجة: انتصار عسكري محدود، لكنه أعاد الثقة بالجيوش العربية.

الأهمية: غيرت موازين القوى في الشرق الأوسط.
 
انتهى الموضوع ان شاء الله كل يوم رمضان هبقي انزل تفاصيل كل معركه

بس هل تفضلوا ان اعمل لكل معركه موضوع لواحده و لا انزل هنا و خلاص
 
شكراً لك

بنسبة لي غزوة بدر الكبرى وفتح مكة واليرموك والقادسية والاندلس وملاذ كرد وعين جالوت وشقحب اعتبرهم ابرز المعارك التي أثرت بشكل كبير في مسار التاريخ
 
شكراً لك

بنسبة لي غزوة بدر الكبرى وفتح مكة واليرموك والقادسية والاندلس وملاذ كرد وعين جالوت وشقحب اعتبرهم ابرز المعارك التي أثرت بشكل كبير في مسار التاريخ

العفو اخي الكريم
 
موضوع فيه كثير من المغالطات التاريخية لأن العنوان مضلل فأغلب المعارك غير اسلامية ولا دخل لها بالأسلام ولدول غير اسلامية مثل العثمانيين البكتاشية القبورية ومعارك وطنية مثل حرب 1973 التي خاضتها جمهورية مصر مع دولة اسرائيل
 
موضوع فيه كثير من المغالطات التاريخية لأن العنوان مضلل فأغلب المعارك غير اسلامية ولا دخل لها بالأسلام ولدول غير اسلامية مثل العثمانيين البكتاشية القبورية ومعارك وطنية مثل حرب 1973 التي خاضتها جمهورية مصر مع دولة اسرائيل
اعتبر الموضوع مش موجود تجاهله و متصدعناش بهبدك
 
1. معركة بدر الكبرى (17 رمضان، السنة 2 للهجرة) :-

- المقدمه -

رمضان، شهر الصيام والقيام، هو أيضًا شهر الجهاد والنصر، حيث شهدت صفحات التاريخ الإسلامي أعظم الانتصارات التي غيرت مسار الأمة. و هذا ما سنتعرضه في الايام القادمه ان شاء الله , و البدايه ستكون مع أبرز هذه الانتصارات و هو الانتصار في غزوة بدر الكبرى، التي وقعت في 17 رمضان من السنة الثانية للهجرة، و ترجع اهميتها لكونها أول معركة فاصلة بين الحق والباطل، وبين الإيمان والكفر. في هذا الشهر الكريم، حيث يزداد الإيمان وتعلو الروحانية، خاض المسلمون بقيادة النبي محمد ﷺ معركة غيرت تاريخ الإسلام إلى الأبد.

و غزوة بدر كانت درسًا عظيمًا في الإيمان والصبر والتضحية، حيث أثبت المسلمون أن القوة الحقيقية تكمن في الإيمان بالله والثقة بنصره. كانت هذه المعركة بداية لعهد جديد، حيث بدأت كلمة الإسلام تعلو، وأصبح للمسلمين هيبة وقوة في الجزيرة العربية.

في هذا الموضوع، سنستعرض تفاصيل هذه الغزوة العظيمة، من أسبابها وأحداثها إلى نتائجها ودروسها المستفادة، لنستلهم منها العبرة ونستذكر أمجاد أسلافنا الذين ضربوا أروع الأمثلة في الإيمان والجهاد.

1741096489636.png


- اسباب الغزوة -

غزوة بدر لم تكن حدثًا عشوائيًا، بل كانت نتيجة لسلسلة من الأحداث والمواقف التي أدت إلى هذه المواجهة الفاصلة بين المسلمين وقريش. يمكن تلخيص أسباب الغزوة في النقاط التالية:

1. الاضطهاد في مكة: حيث قبل الهجرة، عانى المسلمون من اضطهاد شديد من قريش، حيث تعرضوا للتعذيب والحصار الاقتصادي والاجتماعي, و بعد الهجرة إلى المدينة، استمرت قريش في عدائها للمسلمين، مما جعل المواجهة حتمية, حتي وصل الامر لمصادره اموال المسلمين في مكه.

2. اعتراض قافلة قريش: كانت قريش تقوم بتجارة كبيرة بين مكة والشام، وكانت هذه القوافل تمثل مصدرًا رئيسيًا لثروتها. لذلك عندما علم النبي محمد ﷺ بمرور قافلة تجارية كبيرة لقريش بقيادة أبي سفيان، فقرر اعتراضها لتعويض المسلمين عن أموالهم التي صودرت في مكة.

3. رد الاعتبار للمسلمين: كان اعتراض القافلة بمثابة رسالة لقريش بأن المسلمين لم يعودوا ضعفاء، وأنهم قادرون على الدفاع عن أنفسهم,كما كان الهدف هو استعادة جزء من الحقوق التي سُلبت من المسلمين في مكة.

4. تهديد أمن المدينة: كانت قريش تشكل تهديدًا مستمرًا لأمن المدينة المنورة، حيث كانت تخطط للقضاء على المسلمين ,قرر النبي محمد ﷺ أن يكون الهجوم هو أفضل وسيلة للدفاع، خاصة بعد أن علم أن قريش جهزت جيشًا كبيرًا لحماية القافلة.

5. التأييد الإلهي: كان النبي محمد ﷺ يتلقى الوحي من الله تعالى، الذي أيد قرار الخروج لمواجهة قريش, قال الله تعالى في القرآن الكريم:
{كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ} (الأنفال: 5).

- الاحداث قبل المعركه -

خرج النبي محمد ﷺ ومعه حوالي 313 مقاتلًا من المهاجرين والأنصار، وكان عدد الإبل قليلاً، حيث كانوا يتناوبون الركوب عليها,و كان الهدف الأساسي من الخروج هو اعتراض القافلة، وليس الدخول في معركة مع قريش. لكن عندما علم أبو سفيان بتحرك المسلمين، غير مسار القافلة و استأجر ضمضم بن عمرو الغفاري وكلفه بالذهاب ليستنفر قريشًا لنجدتهم، في هذه الأثناء كانت عاتكة بنت عبد المطلب عمة النبي ﷺ قد رأت رؤيا انتشر خبرها في قريش تشير إلى ما سيحدث فسخر منها الناس وعلى رأسهم أبو جهل، فلمّا وصل ضمضم ينذرهم ثاروا جميعًا وخرجوا لحرب المسلمين, و لقد حوّل أبو سفيان خط سير القافلة نحو الساحل غرباً تاركاً الطريق الرئيسي الذي يمر ببدر على اليسار، وبهذا نجا بالقافلة وأرسل لقريش يخبرهم بنجاته ويشير عليهم بالرجوع وعدم الحرب، ولكنّ أبو جهل أصرّ على القتال.و بما ان المسلمون كانوا قد خرجوا من أجل الإغارة على القافلة، ولكن الأمر قد تطوّر إلى مواجهة وحرب مع قريش، فعقد الرسول ﷺ مجلساً استشارياً مع أصحابه، فقام أبو بكر وعمر والمقداد فتكلموا وأحسنوا، فأعاد الرسول ﷺ الأمر، وقال: «أشيروا عليّ أيها الناس»، يريد بذلك الأنصار الذين بايعوه في العقبة على نصرته في ديارهم.فقال سعد بن معاذ: (قد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أنّ ما جئت به هو الحقّ، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة؛ فامض يا رسول الله لما أردت؛فوالاذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدواً غداً، وإنا لصُبر في الحرب صدق في اللقاء، ولعلّ الله يريك منا ما تقرّ به عينك، فسر بنا على بركة الله).سُرّ رسول الله ﷺ بما قاله المهاجرين والأنصار، وقال: «سيروا وأبشروا؛ فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم».

1741097568607.png


- احداث غزوة بدر -
  • تحرك الرسول ﷺ يقود المسلمين إلى بدر واختار مكاناً للقتال، ثم أشار الحباب بن المنذر بتعديله ليسهل على المسلمين التحكم في مصدر المياه، كما تمكن المسلمون منْ أسر غلامين من قريش، واستجوابهما فعرفوا أعداد جيش قريش ومَنْ فيه مِنْ سادتها.
  • أرسل الله مطراً فكان برداً وسلاماً وتثبيتاً للمسلمين، ووابلاً ورجزاً على الكافرين، وقد كان الشيطان قد أصاب المسلمين أثناء نومهم، فاحتلم منهم الكثير، فنزل المطر فطهرهم بذلك.
  • كما بنى سعد بن معاذ عريشاً للنبي ﷺ يقود منه الجيش، وقضى الرسول ﷺ ليلته في الصلاة والدعاء والتبتل والتضرع لله تعالى قائلًا: «اللهم إنْ تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم»، حتى سقط رداؤه عن منكبيه.
  • طلب المشركون منْ عمير بن وهب الجمحي أنْ يستطلع أمر المسلمين، فقال لهم: (عددهم ثلاثمائة رجل، ولكني رأيت يا معشر قريش المطايا تحمل المنايا، نواضح يثرب تحمل الموت الناقع، قوم ليس معهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم؛ ف والله ما أرى أن يُقتل رجل منهم حتى يقتل رجلاً منكم).
  • وهنا حدث خلاف في صفوفهم: حيث أراد حكيم بن حزام العودة عن القتال، ولكن أبا جهل وقف في وجه هذا الرأي وثبّت المشركين، فحميَ الناس وصعب أمرهم واستوثقوا على ما هم عليه من الشر.
  • بدأت المعركة بمحاولة الأسود بن عبد الأسد المخزومي أنْ يشرب من حوض الماء الذي بناه المسلمون، فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب وقتله قبل أن يشرب.
  • ثم خرج ثلاثة من فرسان قريش للمبارزة هم: عتبة بن ربيعة، وولده الوليد، وأخوه شيبة، فخرج ثلاثة من الأنصار فرفضوهم، وطلبوا مبارزة ثلاثة من المهاجرين، فأمر النبي ﷺ: عبيدة بن الحارث، وحمزة بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، فخرجوا لهم وتمكنوا منهم فقتلوهم.
  • هنا التحم الجيشان دارت رحى حرب طاحنة، كان المسلمون يقتلون بنظام الصفوف، أما المشركون فكانوا يقتلون بنظام الكرّ والفر، ثم جاء المدد الإلهي بألف من الملائكة يقودهم جبريل عليه السلام.
  • فخرج رسول الله ﷺ وهو يقول: {سيهزم الجمع ويولون الدبر}، ثم أخذ حفنة من الحصى فاستقبل بها قريشً، وقال: «شاهت الوجوه!»، ورمى بها في وجوههم فما من المشركين من أحد إلا أصاب عينيه ومنخريه وفمه، فما لبثوا إلا أنْ هزموا وولّوا مدبرين.

1741098373653.png


- نتائج المعركه -
انتهت المعركة بانتصار ساحق للمسلمين، حيث قُتل حوالي 70 من قريش، وأُسر حوالي 70 آخرين ,استشهد من المسلمين 14 رجلاً فقط. و حصل المسلمون على غنائم كبيرة من القافلة ومن جيش قريش و تم أسر عدد من قريش، وتم الإفراج عن بعضهم مقابل فدية، وعلم البعض الآخر القراءة والكتابة كفدية.

استشار النبي ﷺ أصحابه: ما تقولون في هؤلاء الأسرى؟ فقال أبو بكر الصديق: «يا رسول الله قومك وأهلك، استبقهم واستأْنِ بهم لعل الله أن يتوب عليهم» , وقال عمر بن الخطاب: «يا رسول الله، أخرجوك وكذبوك، قرِّبهم فاضرب أعناقهم», وقال عبد الله بن رواحة: «يا رسول الله، انظر واديًا كثير الحطب، فأدخلهم فيه ثم اضرم عليهم نارًا», فقال رسول الله ﷺ: «إن الله ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن، وإن الله ليشد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة، ثم قال: «أنتم عالة، فلا ينفلتن منهم أحد إلا بفداء أو ضرب عنق», ثم نزل قوله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.

وقع خلاف بين المسلمين حول الغنائم، إذ لم يكن حكمها قد شُرِّع بعد، وعليه كان أمرها عُرضة لاختلاف وجهات النظر بينهم، فنزل القرآن الكريم بمشروعيتها وكيفية تقسيمها وتوزيعها، وفي ذلك قال الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ}.
فالمسلمون لم يخرجوا عن كونهم بشر يختلفون؛ ولكنهم لمّا جاءهم الأمر الإلهي امتثلوا، حيث قسّمها رسول الله ﷺ: فأعطى أربعة أخماس الغنائم للجيش وتمَّ تقسيمها بالتساوي، واحتفظ بالخمس قسّمه فيما يراه هو منْ حاجات المسلمين, نال المسلمون المشاركون في معركة بدر مغفرة الله تعالى، قال ﷺ: «لَعَلَ الله اطَلَعَ على أَهْلِ بَدْرٍ فقال: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ»، ولازمهم وصف «البدريون»، وكونوا الطبقة الأولى من الصحابة، واحتلوا أوائل التراجم في كتب الطبقات، وأعطاهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه أعلى العطاء.

- أهمية المعركة -

كانت نقطة تحول كبرى حيث انها كانت أول انتصار عسكري للمسلمين، مما عزز مكانتهم في الجزيرة العربية, و أثبتت أن الإيمان والتوكل على الله يمكن أن يهزما القوة المادية. فأصبح للمسلمين هيبة وقوة في الجزيرة العربية.

- دروس مستفادة من المعركة -

التوكل على الله: كان النصر بتوفيق من الله، رغم قلة العدد والعتاد.

التخطيط الاستراتيجي: اختيار الموقع المناسب والاستعداد الجيد كانا عاملين مهمين في النصر.

الوحدة: تعاون المهاجرون والأنصار في سبيل نصرة الإسلام.

الصبر: تحمل المسلمون المشاق والصعاب من أجل تحقيق النصر.
 
عودة
أعلى