الآثار الإسلامية والمزارات المصرية

Ahmed almasry

عضو
إنضم
20 يونيو 2019
المشاركات
362
التفاعل
1,308 3 0
الدولة
Egypt
184351


من كنوز متحف الفن الأسلامى "دورق السلطان الناصر صلاح الدين يوسف صاحب حلب" ... صاحب هذا الدورق هو السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن محمد بن غازى بن أيوب بن شادى صاحب حلب ثم دمشق المتوفى سنة 658هـ/1260م . تسلطن الناصر صلاح الدين يوسف على حلب عام 634هـ بعد وفاة والده الملك العزيز محمد وكان عمره نحو السبع سنين وكان أمره كله راجع لجدته لأبيه الستر الرفيع صفية خاتون بنت الملك العادل أبى بكر بن أيوب ،فلما توفيت سنة 640هـ استقل بالأمر فأمر ونهى ،ثم بدا له بعدها ان يضم الى حلب الممالك المجاورة فاستولى على حمص عام 646هـ ثم دمشق عام 648هـ . ويستكمل ابن شاكر الكتبى فى فوات الوفيات (وكان الفرنج قد ضمنوا له أخذ الديار المصرية على أن يسلم اليهم القدس ،فبذل ذلك للمصريين أتباعا لرضا الله عز وجل وقال : والله لا لقيت الله تعالى وفى صحيفتى اخرج القدس عن المسلمين ). كان السلطان الناصر صلاح الدين يوسف سمحا جوادا كريما حتى كان يذبح فى مطبخه كل يوم أربعمائة رأس غنم سوى الدجاج والطيور ثم يترك ما يتبقى من ذلك لغلمانه يبيعونه فى الأسواق . ومن طريف مايذكره علاء الدين بن نصر الله – والحديث للكتبى فى فوات الوفيات- جاء السلطان الناصر صلاح الدين يوسف الى دارى بغتة فمددت له المآكل المفتخرة من دجاج محشى بالسكر والفستق وغيره فسألنى : كيف تهيأ لك هذا؟ فقلت : هو من نعمتك اشتريته من عند باب القلعة مما يبيعه غلمانك . وبعد اربعة وعشرين عاما من ملكه آذن لشمسه أن تزول اذ جاء الخبر عام 658هـ بورود التتار الى حلب وعزمهم دخولها بالسيف وعندها رأى أن السلامة لا تكون الا بأظهار الميل الى التتر فأعلن انه لاجئ بحمى هولاكو ورحمته . ويستكمل ابن تغرى بردى فى النجوم الزاهرة ( ولما وصل الملك الناصر الى هولاكو احسن اليه واكرمه الى ان بلغه كسرت جيشه فى عين جالوت فغضب عليه وأمر بقتله ). وقيل – والحديث للكتبى فى فوات الوفيات- جمع له نخلتان وربط بينهما وافترقتا فذهبت كل واحدة بشق منه . يذكر ابن خلكان فى وفيات الأعيان ( وكانت قتلته فى الثالث والعشرين من شوال سنة 658هـ بالقرب من مراغة من اعمال اذربيجان ). ويعد دورق السلطان الناصر صلاح الدين يوسف المحفوظ بمتحف الفن الأسلامى شاهد حق لمدى الترف الذى كان يحيط به السلطان نفسه رغم انه عصر انصرفت فيه الهمة الى الجهاد ضد المغول الا انه أفلتت من بين يدى الزمن هذه الدرة الغالية التى تتميز برقة ابعادها وجمال تناسبها . والدورق ذو بدن مخروطى ورقبة طويلة ويحمل كتابة مذهبة بحروف دقيقة تتضمن أسم صاحبها السلطان الناصر صلاح الدين يوسف وتنتهى الرقبة بفوهة متسعة . وللدورق أهمية كبيرة لدارسى الفنون الأسلامية فهى تمثل الظهور الأول للترصيع بالمينا أى زخرفة الزجاج برسوم تشبه البريق المعدنى على الخزف ،وتتلخص هذه الطريقة – والحديث لتوفيق احمد عبدالجواد فى تاريخ العمارة والفنون الأسلامية – فى رسم الزخارف بالمينا على الزجاج . والمينا هى عجينة تتكون من أكاسيد مختلفة تسحق مع قطع صغيرة من الزجاج ثم تخلط بمادة زيتية ثم تتحول الى محلول بواسطة الحرارة ويرسم الزخارف بهذا المحلول فاءذا ما جف بدا بارزا بروزا خفيفا على سطح الإناء.. يتبع
 
184397


" القاعة الجليلة " بقبة السلطان المنصور قلاوون ...الصورة للفناء المكشوف الذى يتقدم القبة المدفون أسفلها السلطان المملوكى المنصور قلاوون بداخل مجموعته بشارع المعزلدين الله . وقد أطلق عالم الآثار الشهير كريسويل على هذا الفناء أسم " الفناء الذى يخدم الضريح " ، ونعتها الجبرتى فى عجائب الآثار " بالفسحة "، بينما ذكرها المقريزى فى الخطط " بالقاعة الجليلة " . وقد أثار ذلك الفناء او الفسحة او القاعة التى تتقدم قبة الدفن حيرة وتسأل الآثريون عن السبب فى أقامتها وعلاقتها بالقبة الضريحية ذاتها . ونترك الأجابة للمقريزى فى المواعظ والأعتبار بذكر الخطط والآثار ( وبالقبة المنصورية قاعة جليلة معدة لأقامة الخدام الملوكية الذىن يعرفون اليوم فى الدولة التركية بالطواشية . ولهؤلاء الخدام فى كل يوم مايكفيهم من الخبز النقى واللحم المطبوخ ، وفى كل شهر من المعاليم الوافرة مافيه غنى لهم . وأدركت هؤلاء الخدام ولهم حرمة وافرة ،وكلمة نافذة ،وجانب مرعى ،ويعد شيخهم من أعيان الناس يجلس على مرتبة وبقية الخدام فى مجالسهم لايبرحون فى عبادة ) . وعن السبب فى أقامة هؤلاء الخدام الطواشية " بالقاعة الجليلة " يذكر المقريزى ( وقصد الملوك بأقامة الخدام فى هذه القاعة التى يتوصل الى القبة منها هو اقامة ناموس الملك بعد الموت كما كان فى مدة الحياة ولله در الشاعر :
أرى أهل الثراء اذا توفوا بنوا تلك المقابر بالصخور
أبوا الا مباهاة وتيها على الفقراء حتى فى القبور
وكان هؤلاء الخدام الطواشية القائمين على أمر خدمة تربة السلطان المنصور قلاوون من أكابر الخدام وأعلاهم قدرا ، وكانوا يرون من تمام فخرهم وكمال سيادتهم انتمائهم الى خدمة القبة المنصورية ). الا ان المقريزى المتوفى عام 845هـ اقتصر فى وصفه على انها ( قاعة جليلة فى وسطها فسقية يصل اليها الماء من فوارة بديعة الزى ، وسائر هذه القاعة مفروش بالرخام الملون ). ليترك لمستقبل الأيام تعريفنا بصفة عمارة هذه الفسحة او الفناء او القاعة . ففى العهد العثمانى قام الأمير عبدالرحمن كتخدا بن حسن جاويش القازدغلى عام 1174هـ/ 1760م بعمل عمارة كبيرة لمجموعة السلطان المنصور قلاوون ومنها مايذكره الجبرتى فى "عجائب الآثار " ( وهدم عبدالرحمن كتخدا أعلى القبة الكبيرة المنصورية والقبة التى كانت بأعلى الفسحة من خارج ولم يعد عمارتهما بل سقف قبة المدفن فقط وترك الأخرى مكشوفة ). وقد أوضح نص الجبرتى انه كانت توجد قبة تعلو هذا الفناء قام الأمير عبدالرحمن كتخدا بهدمها ولم يعد عمارتها بل تركها على حالها الذى نراه اليوم مكشوفة السقف "مكشوفة سماوى" . وسقف عبدالرحمن كتخدا أروقة الفناء بقباب ضحلة مقامة على مثلثات كروية وهى سمة العمارة فى العهد العثمانى وصارت بذلك عمارة عثمانية بحتة فى آثر مملوكى بحت . وقامت لجنة حفظ الآثار العربية بوضع نقش رخامى مؤرخ بعام 1326هـ/ 1908م قامت فيه اللجنة بأعادة بناء قبة المدفن الكبيرة الحالية التى تعلو تربة المنصور قلاوون – والتى هدمها عبدالرحمن كتخدا واستعاض عنها بسقيفة – وذلك على مثال قبة الأشرف خليل بن المنصور قلاوون بشارع الخليفة المعاصرة لها . ...
 
184424



1_cul.gif
الأبواب الـ 19 للقاهرة القديمة


بنيت القاهرة القديمة عام 969 م، وأحيطت بسور ضخم به أبواب كثيرة، كانت بمثابة مداخل للقاهرة، وأطلق على كل باب منها أو مسمى معين لمناسبة حدثت أو واقعة بعينها اشتهر مكانه بها وقدرت أبواب القاهرة القديمة بـ تسعة عشر بابا، منها ما يزال موجودا حتى الآن ومنها ما طمسته معالم القاهرة الحديثة.​
1_cdr.gif
1_cdl.gif


وهذه الأبواب هي "باب النصر" كان يدخل منه الجيوش المنتصرة عائدة من الحروب، ومر من هذا الباب سلاطين مصر العظام مثل "الظاهر بيبرس"، و"الناصر خليل " و"الأشرف محمد بن قلاوون "، ويعتبر هذا الباب من أهم الآثار الحربية التي بقيت منذ العصور الوسطى ، "باب الفتوح " بني بالقرب من حارة " بين السيارج "، وعندما جدد " بدر الجمالى " سور القاهرة في عام ( 1087)، بنى بابي النصر والفتوح في أماكنهما الحالية وربط بينهما بسور عن طريق سراديب.

" باب زويلة " بني عام (1092) وأعاد بناءه "بدر الجمالى" مرة أخرى، ويعتبر باب زويلة من أهم الأبواب تاريخيا حيث شهد أحداث تاريخية هامة، عندما بعث " هولاكو " رسالة تهديد لسلطان مصر آنذاك " قطز " الذي أمر بقطع رءوس رسل هولاكو وتعليقها على باب زويلة، ويعتبر من أكبر أبواب القاهرة.

" باب البرقية " وكان يعرف أيضا باسم "باب الغريب " لأنه بنى شرق جامع الغريب، تم تجديده عدة مرات وكان آخرها على يد الأمير "عبد الرحمن كتخدا"، وتم هدمه في عام (1936) عند بناء الجامعة الأزهرية.

" باب سعادة " وقام ببنائه " جوهر القائد " في عام (969)، وسمى بهذا الاسم نسبة إلى "سعادة بن حيان" غلام المعز لدين الله الفاطمى.

"باب الفرج" تم بناؤه في سور القاهرة الجنوبى بجانب ضريح "الست سعادة " في الزاوية الجنوبية الغربية لمديرية أمن القاهرة، وهو لم يعد موجودا حتى الآن.

"باب القنطرة" وسمى بهذا الاسم نسبة للقنطرة التي بناها " جوهر الصقلى " على الخليج،وتم هدمه في عصر الدولة المملوكية عام (1270).

"باب الخوخة" قام ببنائه "جوهر الصقلى" في سور القاهرة الغربى في اتجاه جامع القاضى " يحيى زين العابدين " كما عرف أيضا باسم باب " خوخة ميمون ".
" باب السلسلة " كان معروفا أيضا باسم باب " الإسطبل " في قلعة الجبل، وحاليا يعرف باسم باب "العزب"، وهو يطل على ميدان "صلاح الدين"، وتم تجديده على يد الأمير "رضوان كتخدا الحلفى" في عام (1747).

"باب الشعرية " قام ببنائه " صلاح الدين الأيوبى "، وعرف أيضا باسم باب " العدوى "، وفى عام (1884) حدث فيه بعض الخلل مما أدى إلى إزالته.

" الباب الأحمر" تم بناؤه في عصر الدولة الأيوبية، في ناحية قلعة الجبل الجنوبية، ويشرف على باب المقطم، واسمه الحالى "برج المقطم".

"الباب الجديد" قام ببنائه "صلاح الدين الأيوبي" في اتجاه الصحراء، على بعد (145) مترا، جنوب برج الظافر، في سور القاهرة الشرقى، ومازالت أطلال "الباب الجديد " موجودة حتى الآن في سور القاهرة الشرقى.

"باب القلعة" وسمى بهذا الاسم نسبة إلى برج عال بناه "الظاهر بيبرس" في القلعة، وبنى في سور داخلى في الجزء الشمالى الشرقى لقلعة الجبل، وقام بهدمه السلطان "قلاوون" وبنى مكانه قبة.

"باب البحر" وقام ببنائه "صلاح الدين الأيوبى" في عام (1174)، وبنى في آخر سور القاهرة الشمالى من الناحية الغربية، وكان يعرف أيضا باسم " باب القشى "، و" باب المقسى ".

" الباب المدرج " وقام ببنائه " صلاح الدين الأيوبى " في عام (1183)، وهو أقدم أبواب قلعة الجبل، ومازال موجودا حتى الآن ومنقوشا عليه اسم "صلاح الدين ".
"باب الوزير" قام ببنائه " صلاح الدين الأيوبى " في سور القاهرة الشرقى، وسمى بهذا الاسم نسبة لـ نجم الدين محمود " وزير السلطان " سيف الدين أبو بكر "، ابن الناصر " محمد بن قلاوون ".
" باب الدهيشة " وهو من أبواب قلعة الجبل، وسمى بهذا الاسم نسبة لقاعة "الدهيشة "، التي بناها السلطان " الصالح عماد الدين إسماعيل " في القلعة، وسميت بقاعة الدهيشة لأن كل من كان يراها تنتابه الدهشة من فخامتها وزخارفها الرائعة.

" باب السر " وكان هذا الباب مخصص لدخول وخروج الأمراء وموظفى الدولة المهمين مثل الوزير وكاتب السر، ومعروف حاليا باسم الباب الوسطانى، وكان يفصل بين دهليز باب القلعة العمومى وجامع الناصر "محمد بن قلاوون ".
 
مسجد الظاهر بيبرس
184430


ثاني أكبر الجوامع المصرية بعد‏ ‏مسجد‏ ‏أحمد بن‏ ‏طولون‏ (‏ثلاثة‏ ‏أفدنة‏ ‏ونصف فدان‏)‏، إلى مساحته التي تبلغ 103م × 106م، قائلا «صاحبه بناه ‏علي ‏نفس‏ ‏تخطيط‏ ‏المساجد‏ ‏الجامعة‏ ‏التي ‏اشتهر‏ ‏بها‏ ‏العصر‏ ‏الفاطمي ‏مكشوفة‏ ‏الصحن».
وقال إن بيبرس شيده في الفترة من 665 إلى 667 هجريا (1267 إلى 1269 ميلاديا)، لافتا إلى أنه لم يكن يتبقى سليما من المسجد سوى حوائطه الخارجية وبعض عقود رواق القبلة، وبعض تفاصيله الزخرفية سواء الجصية منها أو المحفورة في الحجر
ويتميز الجامع بأنه مربع الشكل، محاط بسور حجري مزين في قمته بصف من الشرافات، وتوصف أركانه الخارجية بأنها محصنة بأربعة أبراج، وله ثلاثة مداخل تذكارية بارزة.
وفي داخل المسجد صحن شبه مربع الشكل محاط بأروقة على أضلعه الأربعة، وتعتبر الغرفة التي تتقدم المحراب أهم معالم المسجد، وهي بناء شبه مربع الشكل يشغل تسع بلاطات، وتعلوه قبة من الآجر.

وتحيط الصحن المكشوف للجامع أربعة أروقة، أكبرها رواق القبلة؛ وكانت عقودها محمولة على أعمدة رخامية ما عدا المشرفة منها على الصحن فقد كانت محمولة على أكتاف بنائية مستطيلة القطاع. أما عقود القبة التي كانت تقع أمام المحراب فكانت مرتكزة على أكتاف مربعة بأركانها أعمدة مستديرة. وكانت هذه القبة كبيرة مرتفعة على عكس نظيرتها الصغيرة المتواضعة في الجوامع الأخرى.

أما واجهات الجامع الأربع فمبنية من الحجر، وتعلوها شبابيك معقودة، وبها شرفات مسننة. وامتازت الواجهات بأبراجها التي كانت تطوق أركان الجامع الأربعة وبمداخل ثلاثة بارزة تأخذ سمت الطابع المعماري للواجهات.

ويقع أكبر هذه المداخل وأهمها في منتصف الوجهة الغربية قبالة المحراب. وقد حلي هذا المدخل كما حلي المدخلان الآخران الواقعان بالوجهتين البحرية والقبلية بمختلف الزخارف والحليات، معقودة بمخوصات، وأخرى تنتهي بمقرنصات ذات محاريب مخوصة، وغيرها من الوحدات الزخرفية الجميلة.
ويعرف عن الظاهر بيبرس أنه كان مملوكا للأمير علاء الدين إيدكين البندقداري، ثم أصبح من جملة مماليك الملك الصالح نجم الدين أيوب، ولما أدرك أمانته وذكاءه أعتقه، وظل يترقى في مناصب الدولة إلى أن تمكن بدهائه وسياسته من تبوؤ عرش مصر، وولي ملكها عام 658 هجريا، الموافق 1260 ميلاديا، عقب مقتل السلطان سيف الدين قطز الذي خاض معه بيبرس معركة «عين جالوت» الشهيرة التي انتصر فيها العرب على المغول.

دينار ذهبي باسم السلطان الظاهر بيبرس

لُقب بيبرس بالملك الظاهر، وعرف بأنه من أعظم سلاطين دولة المماليك البحرية، ونجح في دحر الصليبيين والتتار، وأخضع من تمرد عليه من أمراء الشام. ويعتبر مسجده من أوائل المباني في العصر المملوكي بعد انقضاء العهد الفاطمي في مصر ونهاية حكم الأيوبيين الذين لم يبق من عمارتهم سوى قلعة صلاح الدين، وكان من أعظم سلاطين دولة المماليك البحرية، وقد لازمه التوفيق في حروبه ضد الصليبيين والتتار، وأخضع من تمرد عليه من أمراء الشام، وصار يتنقل من نصر إلى نصر ومن توفيق إلى توفيق إلى أن وافته المنية عام 676 هجريا (1277 ميلاديا)، ولم تكن تعوقه شواغله الحربية عن الاهتمام بالعمارة والإنشاء فترك الكثير من المنشآت الدينية والمدنية، كان من أهمها جامعه العظيم الواقع بميدان الظاهر بالقاهرة، والذي استغرق بناؤه نحو 3 سنوات.
ويشير الجبرتي إلى استعمال الجامع في عقد حلقات ذكر يقوم بها الشيخ علي البيومي المتوفى سنة 1183هـ/ 1769- 1770م.
وقد تعرض الجامع للمآسي عبر فترات من تاريخه بداية من العصر العثماني؛ حيث تعطلت إقامة الشعائر به وتحول إلى مخزن للمهمات الحربية، ومنذ قدوم الحملة الفرنسية تم تحويله إلى ثكنة عسكرية خلال الاحتلال الفرنسي لمصر فحصنوه بالمدافع وهدموا مئذنته وأطلقوا عليه (قلعة Shulkowski أحد قادة الحملة الفرنسية) (1798- 1801م)، وفي عام 1227هـ/ 1812م نقل الشيخ الشرقاوي أحجارًا وأعمدة من جامع الظاهر واستعمله في بناء رواق الشراقوة بالأزهر.
صورة

وتحول الجامع في عصر محمد علي في عام 1231هـ/ 1816م ليكون معسكرًا لطائفة من الجند، ثم حوله لمصنع لصناعة الصابون ثم أُقيم به فرن لخبز جراية العسكر، وفي نهاية القرن التاسع عشر الميلادي أُزيل الفرن ونُظْف الموقع، ولما جاء الاحتلال الإنجليزي لمصر سنة 1882م استعمله الجيش الإنجليزي مخبزًا ثم مذبحًا إمعانًا في النيل من قدسيته واستمر ذلك حتى عام 1915م.

المراجع:

1- المقريزي، الخطط، الجزء الثاني، طبعة بولاق 1270هـ، ص 266: 300.
2- علي مبارك، الخطط التوفيقية، الجزء الخامس (1986م)، ص 103.
3- سعيد عاشور، الأيوبيون والمماليك في مصر والشام، دار النهضة العربية، القاهرة 1992م
 
184491


تعد قلعة صلاح الدين الأيوبي في مصر ليست مجرد مباني وأماكن وإنما هي تاريخ طويل وكنوز وذكريات التي مر عليها الكثير من الانتصارات والانكسارات والتي جعلت كل جزء فيها ينبض بالتاريخ وتكون شاهدة علي أهم الأحداث.

فداخل قلعة صلاح الدين الأيوبي فسحة مميزة للتعرف على الكثير من الأحداث التاريخية الأكثرة شهرة، من منا لا يعرف مذبحة القلعة، وغيرها من الأمور التي كانت حلقات فاصلة في تاريخنا الإسلامي.

قلعة صلاح الدين تعتبر أيقونة من أيقونات السياحة التاريخية في القاهرة بشكل خاص وفي مصر بشكل عام، ما رأيك بجولة داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي وتتعرف أكثر على أسرار القلعة.



من هو صلاح الدين الأيوبي :
هو الملك الناصر أبو المظفر صلاح الدين والدنيا يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدُويني التكريتي المشهور بلقب «صلاح الدين الأيوبي»، هو قائد عسكري أسس الدولة الأيوبية التي وحدت مصر والشام و الحجاز وتهامة واليمن في ظل الراية العباسية، بعد أن قضى على الخلافة الفاطمية التي استمرت 262 سنة.

ويليها قاد «صلاح الدين» عدّة حملات ومعارك ضد الفرنجة وغيرهم من الصليبيين الأوروبيين في سبيل استعادة الأراضي المقدسة التي كان الصليبيون قد استولوا عليها في أواخر القرن الحادي عشر.

وقد تمكن في نهاية المطاف من استعادة معظم أراضي فلسطين ولبنان بما فيها مدينة القدس، بعد أن هزم جيش بيت المقدس هزيمة منكرة في معركة حطين.



معلومات لا تعرفها عن قلعة صلاح الدين :
تضم القلعة 7 أبواب ومدخلها هي لـ مسجد «محمد علي»، مسجد محمد بن قلاوون، متحف الشرطة، متحف المضبوطات الأثرية، المتحف الحربي، متحف الإطفاء وبرج الطابية .



وجود قلعة صلاح الدين فوق جبل المقطم :
بدأ صلاح الدين الأيوبي في تشييد القلعة لتكون مقراً لحكم مصر وحصنًا للدفاع عنها فوق جبل المقطم، بمجسم كان يعرف بقبة الهواء، ولكنه لم يكملها في حياته وإنما قام بتكملتها السلطان الكامل بن العادل، فكان أول من سكنها واتخذها داراً للملك واستمرت مركزا مهمل لحكم مصر والمؤثر في كل العالم الإسلامي حتي عهد محمد علي
 
عودة
أعلى