لما بيوصل "إبراهيم باشا" لأسوار عكا.. حاكمها بيبعت له رسالة خاصة.. جادة.. لكنها تحمل الكثير من التهكم.. بيقول له فيها إن عكا عصية على الاختراق.. مش حيعرف يدخلها.. وحقنًا للدماء؛ فالست آلاف فلاح الجبناء اللي هربوا من التجنيد إلى دمشق ومنها اتحصنوا بعكا دول رعايا السلطان العثماني.. ووجودهم في عكا كوجودهم في القاهرة.. فلو يحب.. ممكن ياخدهم ويرحل إلى القاهرة.
فابراهيم باشا بيرد عليه: "جئت لأصطحب الستة آلاف إلى القاهرة وفوقهم واحد".
وكان يقصد بالواحد الزيادة اللي حايتشحن على القاهرة دا.. "عبد الله باشا" نفسه.. والي عكا.
بيحاصر "إبراهيم باشا" عكا من الجهات الأربع برًا وبحرًا وبيمنع عنها أي إمداد يمكن أنه يوصلها.. مابتعديش ذبابة من وإلى عكا على الإطلاق.. وبعدين بيستعين بالسلاح الخطير في الجيش المصري.. اللي مكانش له مثيل غير في جيوش أوروبا.. السلاح اللي أسسه "محمد علي" مع بدايات تأسيس الجيش.. وقواه.. وحسنه.
سلاح المهندسين.
وأثناء حصار عكا ودراسة أسوارها المنيعة.. بيتحرك "عثمان باشا" والي حلب بالقوات العثمانية.. فبيتحرك له إبراهيم بجزء من القوات ويلتقوا في جنوب حمص.. وبيهزمه، وبعدها.. بيرجع لحصار عكا.
وكان خلال المعركة دي سلاح المهندسين المصري درس أسوار عكا في إمعان.. وبعدين بيعلنوا لإبراهيم باشا عن جزء من السور الشرقي أضعف من سواه.. وإن لو الجزء دا اتفتحت فيه ثغرة.. بمتوالية هندسية بسيطة.. الجزء البحري الحصين حيضعف بالتالي.
وعليه بينقض إبراهيم على الجزء الشرقي من السور بالمدفعية بنيران متتالية مركزة.. وبيفتح فيه ثغرة.. وأثناء ما القوات البحرية كانت بتفتح الثغرة الشمالية.. تقدمت القوات المصرية برًا على رأسها "إبراهيم باشا" نفسه في المقدمة.. وبيدخل عكا بالقوة في 28 مايو سنة 1832.. ويحتلها.. وبيأسر بالفعل واليها "عبدالله باشا" ويشحنه إلى القاهرة.
أصيبت الدولة العثمانية بهلع بالغ مع سقوط عكا.. فبتحرك جيش كبير ضد الجيش المصري، بقيادة "السرعسكر حسين باشا".. وعنده أوامر في غاية الخطورة.
أكتساح الجيش المصري.. وعدم التوقف عند استرداد الشام.
بل الزحف إلى القاهرة.
بقوات عثمانية تبلغ 4 أضعاف عدد القوات المصرية، مع عتاد مهول.. كان على السرعسكر "حسين باشا" أنه يهزم "إبراهيم".. ويزحف إلى القاهرة.. ويأسر "محمد علي" نفسه.. ويبعته للآستانة كي يتم إعدامه.
بيبعت "إبراهيم" رسالة إلى "حسين باشا" يطلب منه التراجع.. لكن السرعسكر "حسين باشا" بيرد عليه:
"إن جوادي لم يشرب الماء منذ زمن.. ولا أستطيع إرغامه على شرب الماء.. فقد صمم على أن يرتوي من ماء النيل".
وفي 29 يونيو سنة 1832، بتلتقي القوات القوية المجهزة جيدًا للسرعسكر "حسين باشا" بالقوات المصرية المنهكة في حمص.. ومابيشربش جواد "حسين باشا" من النيل ولا حاجة.. بل بيمني السرعسكر بهزيمة ساحقة على يد الجيش المصري.. وعلى أثر الهزيمة دي.. بيحتل "إبراهيم" باشا حماة وحلب ، وبيدخل دمشق مع جنوده برفقة أمير لبنان الحليف "بشير الشهابي" ورجاله..
في اللحظة دي بيبعت الوالي العثماني رسالة إلى "إبراهيم باشا".. يعلمه فيها أنه اصدر فرمان يعلنه هو وأبوه خائنين مارقين على الدولة أعداء للخلافة.. فبيرد "إبراهيم" عليه برسالة مروعة.. من سطر واحد:
"إنني قادم مع رجالي الشجعان لأرد عليك في الآستانة".
وكان السرعسكر "حسين باشا" قد انسحب إلى بيلين.. و"ممر بيلين Belen Pass" دا مضيق بيصل بين سهل أنطاكية وخليج اسكندرونة على حدود "جبال طوروس Taurus Mountains".
باختصار دا الحد الفاصل بين بلاد الشام وحدود تركيا نفسها.
وكان فاضل مع "حسين باشا" 45000 ألف جندي عثماني.. من المقاتلين من جميع الأسلحة.. مع 160 مدفع.. رصها في مواقع مرتفعة منيعة فوق قمم جبال بيلين.
مكانش فاضل بين جبلين مدججين بالمدفعية.. أسفل سفحهم من يمنة وقلب وميسرة الجنود العثمانيين.. إلا الممر. وبدا إن خطة "السرعسكر حسين" باشا المفاجئة حتؤتي ثمارها وتعيق تقدم الجيش المصري.
بس اللي مكانش في حسبان "حسين باشا".. أن الخطة مكانتش مباغتة لإبراهيم على الإطلاق.. لأن "حسين باشا" ترك خلفه سلاح قوي في حلب.. والسلاح دا وقع في قبضة "إبراهيم" باشا.
وكان السلاح الخطير دا هو مستشار "حسين باشا" العسكري.. الضابط الفرنسي "ثيفينين Thevenin".. اللي مع الانسحاب غير المنظم.. بيتركه الجنود خلفهم.. وبيأسره "إبراهيم".. بينما بيتصور "حسين باشا" أنه مات في المعركة.
وبعد مناقشة "ثيفينين Thevenin" بواسطة جدّ "فرج" بتاع فيلم الكرنك.. بيقدم الخطة كلها لإبراهيم باشا.
ولما درس "إبراهيم" الخطة.. أدرك أن "حسين باشا" أمن نفسه جيدًا من عل وميمنة وقلب وميسرة.. لكنه أغفل العمق.
وفي صباح 29 يوليو سنة 1832، بتهجم كتائب الفرسان بالجيش المصري بقيادة "حسن بك المناسترلي" على ميمنة وميسرة القوات القوات التركية.. بينما بيتقدم "إبراهيم" إلى القلب.
ولأنه هدف ثمين للغاية.. أول ما بيتقدم "إبراهيم" باشا.. بتفتح عليه المدافع التركية نيرانها.. وبتتشغل.. ومع سقوط المشاة والفرسان الأتراك أمام ضربات "حسن بك المناسترلي".. بتصبح المدفعية التركية بلا حماية.. وبتتسلق كتائب المشاة المصرية الجبل، وتفتك بها.. وتحتل مواقعها.. وبعدها بتتبعها بطاريات المدافع المصرية، تحتل الموقع نفسه وتفتح نيرانها على قوات ":حسين باشا" من عل.
وبيستولي"إبراهيم" على مدافع ومؤن وعتاد "حسين باشا" المهولة.. وبترتفع قوة نيرانه من 60 مدفع إلى 215 مدفع دفعة واحدة.
وبيحتل "محمد علي" الشام كلها.. بما فيها الإسكندرونة.. اللي تركيا مصممة انها تركية بينما هي جزء احتلوه من سورية.. وبيعسكر إبراهيم على حدود الدولة التركية.
وكان "محمد علي" شايف أنهم يتوقفوا عند الحد دا.. هو خلاص ضم الشام وحقق حلمه.
لكن بتحصل حادثة غريبة بتخليه يعدل عن قراره طبقًا للمعطيات الجديدة.
"إبراهيم" بيترك حامية مصرية على الحدود ويرجع لحلب مع باقي الجيش طلبًا للراحة.. فبيتحرك له ولاة "ديار بكر" و"أوروفا" التركية.. لما بيعرفوا انه وصل للحدود.. وهزم "حسين باشا".. وبيوصلوا إلى حلب.. وبيدخلوا على "إبراهيم باشا" شايلين كفنهم علي إيديهم.. وبيعلنوا خضوع مدنهم لـ"محمد علي باشا".
ودي كانت أول مدن تركية تعلن خضوعها لـ"محمد علي" بلا قتال.. ودي كانت إشارة خطيرة أن تركيا بتنهار.. والدولة العثمانية بتتفكك تحت ضربات "محمد علي" الفولاذية.
وبيرسل "إبراهيم" لأبوه رسالة بما حدث.. وبيقول له يأمر الشيوخ على المنابر أنهم يدعوا لـ"محمد علي" من الآن فصاعدًا كسلطان المسلمين.
بيفرح "محمد علي" بالرسالة.. وبيقر ابنه على التقدم إلى داخل الأراضي التركية.. لكنه بيختتمها قائلًا:
"تقول لي في كتابك أنك تريد أن تسك المعدن وهو حام.. وهذا أقرك عليه.. وإنك تريد أن يخطب باسمي في جميع المساجد والمعابد، وهو ما لا أقرك عليه...
فاعلم يا ولدي أنا لم نصل إلى مركزنا الذي نشغله الآن إلا بقوة الوداعة وخفض الجانب.. فإنه يكفيني أن أحمل اسم (محمد علي) خالصًا من كل رتبة وزينة.. فهو أكبر لي من جميع ألقاب السلطنة والملك.. لأن هذا الاسم وحده هو الذي خولني الشرف الذي يجللني الآن.. فكيف أستطيع يا ولدي أن أتركه إلى سواه؟ لا ياولدي إني أحفظ اسمي (محمد علي) وأنت يا بني تحفظ اسمك (إبراهيم)؛ وفيك وعليك رحمة الله وبركاته".
وبتوصل الرسالة من الأب إلى الابن.. وبيجهز الجيش المصري عشان يتحرك من سورية، صوب الأراضي التركية.
والمرة دي بتدرك الدولة العثمانية أن المعركة تحولت إلى حرب بقاء.. وعليه بتعد جيش هائل بقيادة "الصدر الأعظم رشيد محمد خوجة باشا".
وبقى واضح لإبراهيم أن المسألة برضه تحولت إلى حرب وجود.. وإن هزيمته تعني فناء الدولة المصرية.. وماتقوملهاش قومة للأبد.
وهنا بيبدأ الجيش المصري يتحرك والأمور تتخذ منحنى في غاية الخطورة...
فابراهيم باشا بيرد عليه: "جئت لأصطحب الستة آلاف إلى القاهرة وفوقهم واحد".
وكان يقصد بالواحد الزيادة اللي حايتشحن على القاهرة دا.. "عبد الله باشا" نفسه.. والي عكا.
بيحاصر "إبراهيم باشا" عكا من الجهات الأربع برًا وبحرًا وبيمنع عنها أي إمداد يمكن أنه يوصلها.. مابتعديش ذبابة من وإلى عكا على الإطلاق.. وبعدين بيستعين بالسلاح الخطير في الجيش المصري.. اللي مكانش له مثيل غير في جيوش أوروبا.. السلاح اللي أسسه "محمد علي" مع بدايات تأسيس الجيش.. وقواه.. وحسنه.
سلاح المهندسين.
وأثناء حصار عكا ودراسة أسوارها المنيعة.. بيتحرك "عثمان باشا" والي حلب بالقوات العثمانية.. فبيتحرك له إبراهيم بجزء من القوات ويلتقوا في جنوب حمص.. وبيهزمه، وبعدها.. بيرجع لحصار عكا.
وكان خلال المعركة دي سلاح المهندسين المصري درس أسوار عكا في إمعان.. وبعدين بيعلنوا لإبراهيم باشا عن جزء من السور الشرقي أضعف من سواه.. وإن لو الجزء دا اتفتحت فيه ثغرة.. بمتوالية هندسية بسيطة.. الجزء البحري الحصين حيضعف بالتالي.
وعليه بينقض إبراهيم على الجزء الشرقي من السور بالمدفعية بنيران متتالية مركزة.. وبيفتح فيه ثغرة.. وأثناء ما القوات البحرية كانت بتفتح الثغرة الشمالية.. تقدمت القوات المصرية برًا على رأسها "إبراهيم باشا" نفسه في المقدمة.. وبيدخل عكا بالقوة في 28 مايو سنة 1832.. ويحتلها.. وبيأسر بالفعل واليها "عبدالله باشا" ويشحنه إلى القاهرة.
أصيبت الدولة العثمانية بهلع بالغ مع سقوط عكا.. فبتحرك جيش كبير ضد الجيش المصري، بقيادة "السرعسكر حسين باشا".. وعنده أوامر في غاية الخطورة.
أكتساح الجيش المصري.. وعدم التوقف عند استرداد الشام.
بل الزحف إلى القاهرة.
بقوات عثمانية تبلغ 4 أضعاف عدد القوات المصرية، مع عتاد مهول.. كان على السرعسكر "حسين باشا" أنه يهزم "إبراهيم".. ويزحف إلى القاهرة.. ويأسر "محمد علي" نفسه.. ويبعته للآستانة كي يتم إعدامه.
بيبعت "إبراهيم" رسالة إلى "حسين باشا" يطلب منه التراجع.. لكن السرعسكر "حسين باشا" بيرد عليه:
"إن جوادي لم يشرب الماء منذ زمن.. ولا أستطيع إرغامه على شرب الماء.. فقد صمم على أن يرتوي من ماء النيل".
وفي 29 يونيو سنة 1832، بتلتقي القوات القوية المجهزة جيدًا للسرعسكر "حسين باشا" بالقوات المصرية المنهكة في حمص.. ومابيشربش جواد "حسين باشا" من النيل ولا حاجة.. بل بيمني السرعسكر بهزيمة ساحقة على يد الجيش المصري.. وعلى أثر الهزيمة دي.. بيحتل "إبراهيم" باشا حماة وحلب ، وبيدخل دمشق مع جنوده برفقة أمير لبنان الحليف "بشير الشهابي" ورجاله..
في اللحظة دي بيبعت الوالي العثماني رسالة إلى "إبراهيم باشا".. يعلمه فيها أنه اصدر فرمان يعلنه هو وأبوه خائنين مارقين على الدولة أعداء للخلافة.. فبيرد "إبراهيم" عليه برسالة مروعة.. من سطر واحد:
"إنني قادم مع رجالي الشجعان لأرد عليك في الآستانة".
وكان السرعسكر "حسين باشا" قد انسحب إلى بيلين.. و"ممر بيلين Belen Pass" دا مضيق بيصل بين سهل أنطاكية وخليج اسكندرونة على حدود "جبال طوروس Taurus Mountains".
باختصار دا الحد الفاصل بين بلاد الشام وحدود تركيا نفسها.
وكان فاضل مع "حسين باشا" 45000 ألف جندي عثماني.. من المقاتلين من جميع الأسلحة.. مع 160 مدفع.. رصها في مواقع مرتفعة منيعة فوق قمم جبال بيلين.
مكانش فاضل بين جبلين مدججين بالمدفعية.. أسفل سفحهم من يمنة وقلب وميسرة الجنود العثمانيين.. إلا الممر. وبدا إن خطة "السرعسكر حسين" باشا المفاجئة حتؤتي ثمارها وتعيق تقدم الجيش المصري.
بس اللي مكانش في حسبان "حسين باشا".. أن الخطة مكانتش مباغتة لإبراهيم على الإطلاق.. لأن "حسين باشا" ترك خلفه سلاح قوي في حلب.. والسلاح دا وقع في قبضة "إبراهيم" باشا.
وكان السلاح الخطير دا هو مستشار "حسين باشا" العسكري.. الضابط الفرنسي "ثيفينين Thevenin".. اللي مع الانسحاب غير المنظم.. بيتركه الجنود خلفهم.. وبيأسره "إبراهيم".. بينما بيتصور "حسين باشا" أنه مات في المعركة.
وبعد مناقشة "ثيفينين Thevenin" بواسطة جدّ "فرج" بتاع فيلم الكرنك.. بيقدم الخطة كلها لإبراهيم باشا.
ولما درس "إبراهيم" الخطة.. أدرك أن "حسين باشا" أمن نفسه جيدًا من عل وميمنة وقلب وميسرة.. لكنه أغفل العمق.
وفي صباح 29 يوليو سنة 1832، بتهجم كتائب الفرسان بالجيش المصري بقيادة "حسن بك المناسترلي" على ميمنة وميسرة القوات القوات التركية.. بينما بيتقدم "إبراهيم" إلى القلب.
ولأنه هدف ثمين للغاية.. أول ما بيتقدم "إبراهيم" باشا.. بتفتح عليه المدافع التركية نيرانها.. وبتتشغل.. ومع سقوط المشاة والفرسان الأتراك أمام ضربات "حسن بك المناسترلي".. بتصبح المدفعية التركية بلا حماية.. وبتتسلق كتائب المشاة المصرية الجبل، وتفتك بها.. وتحتل مواقعها.. وبعدها بتتبعها بطاريات المدافع المصرية، تحتل الموقع نفسه وتفتح نيرانها على قوات ":حسين باشا" من عل.
وبيستولي"إبراهيم" على مدافع ومؤن وعتاد "حسين باشا" المهولة.. وبترتفع قوة نيرانه من 60 مدفع إلى 215 مدفع دفعة واحدة.
وبيحتل "محمد علي" الشام كلها.. بما فيها الإسكندرونة.. اللي تركيا مصممة انها تركية بينما هي جزء احتلوه من سورية.. وبيعسكر إبراهيم على حدود الدولة التركية.
وكان "محمد علي" شايف أنهم يتوقفوا عند الحد دا.. هو خلاص ضم الشام وحقق حلمه.
لكن بتحصل حادثة غريبة بتخليه يعدل عن قراره طبقًا للمعطيات الجديدة.
"إبراهيم" بيترك حامية مصرية على الحدود ويرجع لحلب مع باقي الجيش طلبًا للراحة.. فبيتحرك له ولاة "ديار بكر" و"أوروفا" التركية.. لما بيعرفوا انه وصل للحدود.. وهزم "حسين باشا".. وبيوصلوا إلى حلب.. وبيدخلوا على "إبراهيم باشا" شايلين كفنهم علي إيديهم.. وبيعلنوا خضوع مدنهم لـ"محمد علي باشا".
ودي كانت أول مدن تركية تعلن خضوعها لـ"محمد علي" بلا قتال.. ودي كانت إشارة خطيرة أن تركيا بتنهار.. والدولة العثمانية بتتفكك تحت ضربات "محمد علي" الفولاذية.
وبيرسل "إبراهيم" لأبوه رسالة بما حدث.. وبيقول له يأمر الشيوخ على المنابر أنهم يدعوا لـ"محمد علي" من الآن فصاعدًا كسلطان المسلمين.
بيفرح "محمد علي" بالرسالة.. وبيقر ابنه على التقدم إلى داخل الأراضي التركية.. لكنه بيختتمها قائلًا:
"تقول لي في كتابك أنك تريد أن تسك المعدن وهو حام.. وهذا أقرك عليه.. وإنك تريد أن يخطب باسمي في جميع المساجد والمعابد، وهو ما لا أقرك عليه...
فاعلم يا ولدي أنا لم نصل إلى مركزنا الذي نشغله الآن إلا بقوة الوداعة وخفض الجانب.. فإنه يكفيني أن أحمل اسم (محمد علي) خالصًا من كل رتبة وزينة.. فهو أكبر لي من جميع ألقاب السلطنة والملك.. لأن هذا الاسم وحده هو الذي خولني الشرف الذي يجللني الآن.. فكيف أستطيع يا ولدي أن أتركه إلى سواه؟ لا ياولدي إني أحفظ اسمي (محمد علي) وأنت يا بني تحفظ اسمك (إبراهيم)؛ وفيك وعليك رحمة الله وبركاته".
وبتوصل الرسالة من الأب إلى الابن.. وبيجهز الجيش المصري عشان يتحرك من سورية، صوب الأراضي التركية.
والمرة دي بتدرك الدولة العثمانية أن المعركة تحولت إلى حرب بقاء.. وعليه بتعد جيش هائل بقيادة "الصدر الأعظم رشيد محمد خوجة باشا".
وبقى واضح لإبراهيم أن المسألة برضه تحولت إلى حرب وجود.. وإن هزيمته تعني فناء الدولة المصرية.. وماتقوملهاش قومة للأبد.
وهنا بيبدأ الجيش المصري يتحرك والأمور تتخذ منحنى في غاية الخطورة...