Follow along with the video below to see how to install our site as a web app on your home screen.
ملاحظة: This feature may not be available in some browsers.
ايام الدشرة الاسطب معه قصدير
ويحك لماذا ! تشير إلى ((القنابر ))آني أشير على القنابر والأحمق ينظر على القنابر
أجد أن عدد من الأخوة الكرام مستغربين ومندهشين من الدور الألماني وعلاقات ألمانيا وإيران،
إسمحوا لي أن أضع لكم بعض من تطورات العلاقات الألمانية - الإيرانية خلال أكثر من قرن من الزمان،
بداية يجب أن تعرفوا أن العلاقات الألمانية - الإيرانية هي علاقات استثنائية بكل ما في الكلمة من معنى، ولفهم طبيعة هذه العلاقات سأضع لكم بإيجاز تطورها وأسبابها في شكل نقاط كالتالي:
1 - بدأت العلاقات الألمانية - الإيرانية منذ عام 1871، عندما برزت ألمانيا بوصفها دولة قومية. وعقب عامين من ظهور ألمانيا على الخريطة كدولة جديدة، وصل ناصر الدين شاه إيران آنذاك إلى برلين في زيارة رسمية في موكب لم يسبق له مثيل.
2 - ظلت إيران لما يزيد عن قرن من الزمان تبحث عن قوة أوروبية يمكنها أن توازن الإمبراطوريتين القيصرية والبريطانية اللتين نهشتا أطراف الأراضي الإيرانية، في إطار طموحهما الاستعماري. وبدت ألمانيا في عام 1871 بالتقارب نحو إيران حتى أصبحت حليفا جيداً.
3 - منذ بدايات القرن العشرين (1900) كان الألمان ينظرون إلى إيران بأنه حليفهم الوحيد المحتمل في الشرق الأوسط، الذي يهيمن عليه بريطانيا وروسيا. وجرى اختبار صداقتهم خلال الحرب العالمية الأولى عندما رفضت إيران أن تنضم إلى المحور المناوئ لألمانيا، مما جعلها تعاني عواقب هذا الموقف. وخلال الحرب العالمية الأولى عندما احتلت بريطانيا وروسيا إيران كانت ألمانيا بالنسبة إلى إيران القوة المضادة المرحب بها، وكانوا الألمان محبوبين من قبل الشعب الإيراني والحاكم في إيران.
4 - بعد مجيء النظام النازي في ألمانيا، أضيف بُعد جديد إلى العلاقة الإيرانية - الألمانية، ألا وهو "خرافة الأصول الآرية المشتركة". فالإيرانيون ينظرون إلى أنفسهم بوصفهم ورثة الهوية الآرية، ويقولون بأن الهوية "الآرية" تؤكده النقوش التي يرجع تاريخها إلى أكثر من 2500 عام مضت، حين وصف داريوس، ملك ملوك الأخمينيين، نفسه بأنه "آري وإبن آري". كما أن اسم البلاد [إيران] ومعناه "أرض الآريين".
أما تاريخ فكرة أن الألمان من أصل آري يرجع إلى القرن الـ 19، وظهور فكرة القومية في أوروبا. الكثيرين من الألمان يدعون بأنهم من أصول آرية مشتركة مع الإيرانيين، وأنهم انحدروا من قبائل الأور الآرية، التي يرجع أصلها إلى مكان ما في قارة آسيا، ثم انفصلوا إلى جماعات عدة، قبل أن يتجهوا إلى الهند، وإيران، ووسط أوروبا (وبالمناسبة حتى الآيرلنديون أيضاً يدعون أن أصولهم آرية، وقاموا بتسمية جمهوريتهم المؤسسة حديثاً باسم جمهورية آيرلندا، التي تعني أرض الآريين، آير لندا الإسم الجديد).
ولذلك نجد أن مشعل الآرية قد انتقل من الإيرانيين إلى الألمان. وبعض المفكرين الألمان يقولون أن السلالة الإيرانية أفسدها الإسلام و "سلالات منحطة"، مثل العرب والمغول. وعندما أراد الرايخ الثالث في عام 1936 نشر قائمته الرسمية التي تشمل السلالات العليا والدنيا، أثير بعض الجدل بشأن المكانة التي ستُخصص للإيرانيين. وفي النهاية ساد مبرر وجود الدولة، وأعلنت إيران "أمة آرية".
5 - أثناء الحرب العالمية الثانية أعلنت إيران حيادها. لكن في الواقع، حاكم إيران - آنذاك - رضا بهلوي (والد شاه إيران) أبدى تعاطفاً مع أدولف هتلر أثناء الحرب العالمية الثانية، كانت إيران تميل إلى ألمانيا النازية وهتلر، لكن هذه المرة قام الحلفاء بغزوها، نتيجة لرفضها أن تقطع علاقاتها بألمانيا النازية. وتسبب موقف رضا بهلوي في تدخل القوات البريطانية والسوفياتية وغزو إيرن ثم عزلوه عن الحكم في عام 1941، ثم نفي إلى مومباي في الهند، ومنها إلى جزيرة موريشيوس ثم إلى جنوب إفريقيا في جوهانسبرغ حيث توفي هناك في عام 1944،
6 - قامت بريطانيا والاتحاد السوفيتي بتنصيب إبن رضا بهلوي (محمد رضا شاه إيران) ملكاً على إيران، ولكن كانت صلاحياته محدودة، إذ أن البريطانيين والسوفيت كانوا يتحكمون في إدارة الحكم، وبالدرجة الأولى البريطانيين، وظلت بريطانيا تدير شئون الحكم في إيران من خلف الستار قرابة أربعة أعوام أو أكثر،
7 - في عام 1952 أقامت ألمانيا علاقات دبلوماسية مع إيران ولعبت في السنوات والعقود اللاحقة دوراً هاماً في التحول الصناعي للبلاد. فمعظم الآلات التي كانت في المصانع الإيرانية هي آلات من "صنع ألمانيا" وكانت تتمتع بسمعة عالية في إيران إلى يومنا هذا. وتطورت ألمانيا إلى أهم شريك اقتصادي مع إيران،
8 - في عام 1960، كانت إيران أول دولة تستضيف معرض ألماني يقام في دولة أجنبية عقب الحرب العالمية الثانية، بحضور وزير الاقتصاد الألماني على رأس وفد يضم أكثر من مائة رجل أعمال ألماني.
9 - وبعد ذلك كان يحرص جميع المستشارين الألمان، بدءا من كونراد أديناور، على زيارة إيران، إلى أن سقط حكم الشاه. وحتى بعد استيلاء الملالي على السلطة، عزز الألمان تلك العلاقة الاستثنائية، عبر القيام بزيارات رفيعة المستوى، بما في ذلك زيارة المستشار غيرهارد شرودر. فضلاً عن ذلك، وعندما سن تشريع يقضي بتشجيع الاستثمار في إيران، كانت تلك هي المرة الوحيدة التي أقر فيها البرلمان الألماني الاتحادي قانوناً بالإجماع.
10 - في عام 1979، بعد الثورة في إيران، تغيّر هيكل السلطة جذرياً في إيران، وبالرغم من أن الثورة حملت بوضوح سمات معادية للغرب وخضعت العلاقات الألمانية الإيرانية جزئياً لتوترات قوية. لكن التواصل لم ينقطع. كلا الطرفين كان يبذل الجهد للحفاظ على القنوات الدبلوماسية وأخرى مفتوحة،
11 - وللتقرب من ألمانيا والتودد لها دأب نظام الملالي بالتفاخر بأصوله "الآرية" في محاولة لدغدغة مشاعر الألمان على الرغم من أن معظم قادة نظام الملالي يدعون زوراً وكذباً بأنهم من سلالة أهل البيت وأنهم من السادة إلا أن في علاقاتهم مع الألمان كانوا يظهرون هويتهم "الآرية"، حيث كان كبار المسؤولين في نظام الملالي يتفاخرون بـ "الآرية" عند ارسال الخطابات إلى ألمانيا، فعلى سبيل المثال في عام 1986 كتب رفسنجاني، الملا الذي شغل منصب رئيس الجمهورية الإسلامية، خطاباً إلى المستشار الألماني هلموت كول ذكر فيه "جذورنا الآرية المشتركة"، وفي المقابل كان المسؤولين الألمان يبادلون نظام الملالي هذا التفاخر، فقد كان يحلو لكلاوس كينكل، وزير خارجية كول، أن يقول في إشارة إلى العلاقات التي تجمعهم مع إيران: "تراثنا المشترك ومائة عام من التحالف".
12 - وفي عام 2009 أرسلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خطاب إلى رئيس إيران - آنذاك - محمود أحمدي نجاد قالت فيه: إن "التحالف" الإيراني - الألماني (الذي أنهاه الحلفاء عام 1941) ينبغي أن يجري إحياؤه.
13 - في عام 2015 تم اعتماد الاتفاقية النووية الدولية مع إيران. وعلى إثرها تم إلغاء الجزء الأكبر من العقوبات في 2016. ورأت ألمانيا أن هناك فرصة لإحياء العلاقات. فتحت شعار "التحول من خلال التقارب والتجارة" سافر وزير الاقتصاد السابق زيغمار غابرييل كأول سياسي غربي إلى إيران برفقة وفد اقتصادي رفيع.
14 - بعض النقاد يرى بأن السبب وراء ارتباط الألمان بإيران يرجع إلى أسباب اقتصادية بحتة إلى حد كبير، بيد أن الأمر ليس كذلك. إذ إن ألمانيا بوصفها أكبر المصدرين في العالم، ليست في حاجة ماسة إلى إيران، نظراً لأن حجم الوارادت الألمانية إلى إيران دوماً لم تكن بنسب عالية قياساً لدول أخرى كالصين وكوريا الجنوبية وتركيا ... الخ، وليس لأن ألمانيا أحد المستوردين الرئيسين للنفط الإيراني، فبحسب أحد المفكرين الألمان ماتثيس كونتزيل الذي قام بتأليف كتاب باللغة الألمانية بعنوان "ألمانيا وإيران: من المحور الآري إلى العتبة النووية"، يقول: هناك سببان على الأقل يحملان القادة الألمان على مساعدة إيران لتحدي الولايات المتحدة.
السبب الأول: هو امتعاض ألمانيا من هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، التي أعقبها احتلال أجنبي تحت قيادة الولايات المتحدة الأميركية. ولا يمكن أن يعبر عن هذا الامتعاض علناً، حتى ولو كان ذلك ليس لسبب سوى أن ألمانيا عضو في "الناتو"، أو لحاجتها إلى الحماية الأميركية ضد روسيا، التي كانت تمثل عدواً خطيراً خلال الحرب الباردة.
السبب الثاني: هو أن إيران واحدة من الدول القليلة، إن لم تكن الوحيدة، التي لم تنظر إلى الألمان بوصفهم "مجرمي حرب" بسبب هتلر. وظلت ألمانيا، لمدة تجاوزت مائة عام، القوة الأوروبية المفضلة لدى الإيرانيين.
ويبادل الألمان ذلك الشعور بتقدير إيران. ويستشهد الكاتب كونتزيل في كتابه بعدد من استطلاعات الرأي التي تظهر أن الغالبية العظمى من الألمان يعتقدون بأن الولايات المتحدة وإسرائيل هم من يمثلون تهديدا للسلام العالمي، وليس إيران. ويشدد كونتزيل على أن الألمان سئموا من تذكيرهم دائما بجرائم هتلر، من خلال اللعب على وتر "الهولوكوست"، بيد أن الشعب الإيراني لم يعر قضية الهولوكوست اهتمامه على الإطلاق، وهو ما يشعر كثيرا من الألمان بالارتياح.
** كتاب ماثيس كونتزيل تم ترجمته إلى الإنجليزية والفارسية، وقد حظيت النسخة الفارسية على إقبال شديد من قبل الإيرانيين لقرائته واقتنائه، والنسخة الإنجليزية من ترجمة Colin Meade والكتاب بعنوان:
Germany and Iran: From the Aryan Axis to the Nuclear Threshold
مشاهدة المرفق 175631
صورة غلاف الكتاب المترجم للنسخة الإنجليزية
15 - بحسب كتاب ماتثيس كونتزيل، أن الملف النووي الإيراني يعطي ألمانيا فرصة للعب دور دبلوماسي كبير. ومن الناحية الاقتصادية، تعد ألمانيا قوة اقتصادية أكبر من بريطانيا، وفرنسا، وروسيا، والصين. ورغم أنها ليست عضوا في مجلس الأمن، فإن معادلة أي صفقة دولية مع إيران تكون ألمانيا شريكة فيها هي بمثابة مجلس أمن موازٍ لألمانيا، وسبق قد وصف وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر بلاده بأنها تمثل "درعاً لإيران في مواجهة الولايات المتحدة".