السلام عليكم..
نعود اليوم بموضوع جديد نتحدث فيه عن اثنين من قطع البحرية المغربية الشريفة في نهاية القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين علما أن هذا هو الموضوع الثالث لي في المنتدى الذي يتناول هذه الفترة من تاريخ البحرية، لكن مع توفر معلومات جديدة مع مجموعة من الصور التي تنشر لأول مرة ارتأيت تخصيص موضوع جديد لاثنين من القطع العسكرية التي عملت في البحرية الشريفة منذ 1884 و إلى غاية تاريخ استسلام المغرب للاحتلال المزدوج الفرنسي الاسباني في 30 مارس 1912.
مقدمة
من المعروف أن الجيش المغربي عموما و القوات البحرية خصوصا كانت تعاني من تأخر شديد على جميع المستويات منذ بداية القرن التاسع عشر مقارنة بجيش الجارة الشمالية إسبانيا أو جيش فرنسا التي أصبحت مجاورة للمغرب بعد احتلال الجزائر في 1830، وكلاهما بالإضافة إلى قوى أوروبية أخرى كانت طامعة في احتلال المغرب..
وحتى لا نذهب بعيدا و لا نطيل في الموضوع فإنه و انطلاقا من حكم السلطان مولاي الحسن الاول الذي بدأ في عام 1873 اخذ على عاتقه تقوية سلاح البحرية المغربي من خلال تجهيزها بسفن بخارية متطورة.. لكنها رغم ذلك ظلت قوة متواضعة و بسيطة هدفها الأول محاربة القرصنة و الدفاع نسبيا عن السواحل المغربية ثم تسهيل تنقلات القوات المغربية في ظل افتقار البلاد لشبكة طرق حديثة و سكك حديدية
وهكذا اقتنى المغرب من ألمانيا السفينة الأولى و هي "الحسني" من إنكلترا سنة 1884 ثم "التركي" في 1886 من ألمانيا ثم التريكي من ألمانيا كذلك و أخيرا من إيطاليا "البشير" باسمها المختصر او اسمها الكامل "بشير الإسلام بخوافق الأعلام" والتي لم تسلم إلا في 1897 أي بعد وفاة السلطان الحسن.
سنركز اليوم على قطعتين بحريتين
الحسني
و هي أول و أقدم سفينة بخارية حصل عليها المغرب و ذلك في عهد السلطان مولاي الحسن الأول، سلمت للمغرب سنة 1884 من أوراش كراغز من مدينة ميدلزبرو في إنكلترا، كانت عسكرية مزودة بمدافع وكانت تنقل الجنود، لكن كانت لها استعمالات مدنية كذلك كنقل حمولات تجارية لصالح المغرب من أوروبا.. سميت باسم الحسني تيمنا باسم السلطان مولاي الحسن الاول.. منذ سنوات و أن أبحث عن صورة في المصادر المغربية أو الأجنبية لكن من دون جدوى.. مؤخرا عثرت على صورة لطاقمها المكون من البحارة بلباسهم المغربي بالإضافة إلى الميكانيكيين في صورة أخذت لها في 5 فبراير 1898 في العاصمة الإنجليزية لندن.. مع الأسف الصورة غير كاملة و لا تعطينا صورة كاملة عن السفينة
الإنجازات
من إنجازاتها بالإضافة إلى نقل الجنود و محاربة القرصنة في الشمال و الدفاع عن السواحل هناك كذلك عملية البحث عن حطام السفينة الحربية الإسبانية "رينا ريغانتي" التي تحطمت في عام 1895 في خليج قادس قادمة من طنجة بعد إيصالها لوفد ديبلوماسي مغربي كان في مهمة للعاصمة الإسبانية مدريد..
السفينة الإسبانية"رينا ريغانتي"
سيدي التركي
كانت سيدي التركي تستعمل لنقل الجنود إلى جبهات القتال في الشمال خلال الحرب الأهلية ما بين 1901 و 1908 بالإضافة إلى إيصال التموين إلى الجنود المغاربة في حامية كاسامار بالصحراء المغربية.. كما تم تزويدها بمدافع و رشاشات للتدخل العسكري...سميت تكريما للحاج سليمان التركي، وهو رئيس فرقة المدفعية، حيث كان وراء إنشاء مدافع الرباط التي استرجعوا بفضلها مدينة الجديدة
الإنجازات
:
كما ذكرنا كانت سيدي التركي نشيطة في نقل السلاح و المؤونة و الجنود في الشمال الشرقي أيام الحرب الأهلية و كذلك إيصال الدعم للحامية المغربية بطرفاية في الصحراء المغربية.. لكنها كذلك سبق لها قصف مواقع المتمردين التابعين للجيلالي الزرهوني بوحمارة خلال الحرب الأهلية حينما قام بمساعدة بعض الفرنسيين بإقامة مصنع على ضفاف بحيرة مارشيكا وبدأ في لمتاجرة و التهريب و كانت سفن فرنسية قادمة من الجزائر تشاركه في هذا النشاط.. وبعد الكثير من الشكاوى و بعد مؤتمر الجزيرة الخضراء الدولي و الذي شدد على محاربة التهربيب رفعت فرنسا يدها عن بوحمارة و أتباعه فأصبح للمغرب المشروعية لمهاجمتهم و هو ما حصل بعدما دمرت السفينة المغربية المصنع في 18 فبراير 1906 عن طريق قصفه بالمدفعية ثم قامت بمطاردة السفينة الفرنسية "زينث" و إطلاق النار عليها حيث التي التجأت إلى الجزر الجعفرية و هو الأمر الذي أدى إلى دخول السفينة الحربية الفرنسية "لالند" على الخط و التي كانت أكبر من السفينة المغربية سيدي التركي بتقريبا الضعف و مسلحة بشكل أكبر، حيث طلب قائدها من قائد السفينة المغربية التوقف عن قصف منطقة مارشيكا او متابعة "زينث" بسبب وجود مواطنين فرنسيين و انه سيتوجه بها إلى ميناء وهران حيث السلطات الفرنسية و هو ما تم في النهاية
هذه الصورة النادرة كذلك وجدتها في مصدر إسباني و تبين بوضوح جنود مغاربة على متن سفينة سيدي التركي يتم نقلهم إلى الجبهة الشمالية الشرقية، في الفترة مت بين 1904 و 1908 و يظهر فيها الأسلحة المغربية و الزي العسكري للجيش المغربي..
نعود اليوم بموضوع جديد نتحدث فيه عن اثنين من قطع البحرية المغربية الشريفة في نهاية القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين علما أن هذا هو الموضوع الثالث لي في المنتدى الذي يتناول هذه الفترة من تاريخ البحرية، لكن مع توفر معلومات جديدة مع مجموعة من الصور التي تنشر لأول مرة ارتأيت تخصيص موضوع جديد لاثنين من القطع العسكرية التي عملت في البحرية الشريفة منذ 1884 و إلى غاية تاريخ استسلام المغرب للاحتلال المزدوج الفرنسي الاسباني في 30 مارس 1912.
مقدمة
من المعروف أن الجيش المغربي عموما و القوات البحرية خصوصا كانت تعاني من تأخر شديد على جميع المستويات منذ بداية القرن التاسع عشر مقارنة بجيش الجارة الشمالية إسبانيا أو جيش فرنسا التي أصبحت مجاورة للمغرب بعد احتلال الجزائر في 1830، وكلاهما بالإضافة إلى قوى أوروبية أخرى كانت طامعة في احتلال المغرب..
وحتى لا نذهب بعيدا و لا نطيل في الموضوع فإنه و انطلاقا من حكم السلطان مولاي الحسن الاول الذي بدأ في عام 1873 اخذ على عاتقه تقوية سلاح البحرية المغربي من خلال تجهيزها بسفن بخارية متطورة.. لكنها رغم ذلك ظلت قوة متواضعة و بسيطة هدفها الأول محاربة القرصنة و الدفاع نسبيا عن السواحل المغربية ثم تسهيل تنقلات القوات المغربية في ظل افتقار البلاد لشبكة طرق حديثة و سكك حديدية
وهكذا اقتنى المغرب من ألمانيا السفينة الأولى و هي "الحسني" من إنكلترا سنة 1884 ثم "التركي" في 1886 من ألمانيا ثم التريكي من ألمانيا كذلك و أخيرا من إيطاليا "البشير" باسمها المختصر او اسمها الكامل "بشير الإسلام بخوافق الأعلام" والتي لم تسلم إلا في 1897 أي بعد وفاة السلطان الحسن.
سنركز اليوم على قطعتين بحريتين
الحسني
الإنجازات
من إنجازاتها بالإضافة إلى نقل الجنود و محاربة القرصنة في الشمال و الدفاع عن السواحل هناك كذلك عملية البحث عن حطام السفينة الحربية الإسبانية "رينا ريغانتي" التي تحطمت في عام 1895 في خليج قادس قادمة من طنجة بعد إيصالها لوفد ديبلوماسي مغربي كان في مهمة للعاصمة الإسبانية مدريد..
السفينة الإسبانية"رينا ريغانتي"
السفينة الثانية التي سنتحدث عنها هي سفينة التركي أو سيدي التركي استلمها المغرب في عهد السلطان مولاي الحسن الأول سنة 1894 من أوراش ويزر بمدينة بريمن الألمانية
:
كما ذكرنا كانت سيدي التركي نشيطة في نقل السلاح و المؤونة و الجنود في الشمال الشرقي أيام الحرب الأهلية و كذلك إيصال الدعم للحامية المغربية بطرفاية في الصحراء المغربية.. لكنها كذلك سبق لها قصف مواقع المتمردين التابعين للجيلالي الزرهوني بوحمارة خلال الحرب الأهلية حينما قام بمساعدة بعض الفرنسيين بإقامة مصنع على ضفاف بحيرة مارشيكا وبدأ في لمتاجرة و التهريب و كانت سفن فرنسية قادمة من الجزائر تشاركه في هذا النشاط.. وبعد الكثير من الشكاوى و بعد مؤتمر الجزيرة الخضراء الدولي و الذي شدد على محاربة التهربيب رفعت فرنسا يدها عن بوحمارة و أتباعه فأصبح للمغرب المشروعية لمهاجمتهم و هو ما حصل بعدما دمرت السفينة المغربية المصنع في 18 فبراير 1906 عن طريق قصفه بالمدفعية ثم قامت بمطاردة السفينة الفرنسية "زينث" و إطلاق النار عليها حيث التي التجأت إلى الجزر الجعفرية و هو الأمر الذي أدى إلى دخول السفينة الحربية الفرنسية "لالند" على الخط و التي كانت أكبر من السفينة المغربية سيدي التركي بتقريبا الضعف و مسلحة بشكل أكبر، حيث طلب قائدها من قائد السفينة المغربية التوقف عن قصف منطقة مارشيكا او متابعة "زينث" بسبب وجود مواطنين فرنسيين و انه سيتوجه بها إلى ميناء وهران حيث السلطات الفرنسية و هو ما تم في النهاية
جميع الحقوق محفوظة.