المبحث السادس
المرحلة الرابعة، معركة بيروت (1 ـ 21 أغسطس 1982)
أولاًُ: الموقفان، العسكري والسياسي، يومَي 1 و 2 أغسطس
1. الموقف العسكري
بدأت القوات الإسرائيلية، منذ فجر اليوم الأول من أغسطس 1982، شن هجوم وحشي واسع النطاق، على محورين، براً وجواً، على القطاع الغربي من بيروت، بقوة لواءَين مشاة آلية. واستولت القوات الإسرائيلية، تعززها الدبابات ومدفعية الميدان، على المقر الرئيسي لمطار بيروت، وملتقى الطرق الإستراتيجية عند ميدان "كوكودي". وأصبحت بذلك على مسافة 5كم من وسط العاصمة اللبنانية، فضلاً عن مهاجمة طريق بيروت ـ صيدا. وكانت حصيلة القصف الجوي والمدفعي، الذي استمر 14 ساعة، مقتل أكثر من165 شخصاً، وجرح 400 شخص من المدنيين. وغرقت بـيروت وضواحيها تحت وابل من القذائف، أوقع أضراراً جسيمة ودماراً لم يسلم منه حي من الأحياء.
وأصبحت الدبابات والمدفعية الإسرائيليتان على مشارف المخيمات الفلسطينية، في صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة، في الوقت الذي أحاط فيه الفك الآخر للكماشة ببيروت الغربية من جهة الشرق، عند الخط الذي يفصل منطقتيها، الشرقية والغربية. وأصبح مخيم برج البراجنة محصوراً بين القوات الإسرائيلية، التي ترابط على محور الحدث ـ بعبدا، وتلك التي تهاجم مطار بيروت، الواقع غربي المخيم (
اُنظر شكل المعالم الرئيسية للعاصمة).
وقد أشارت المصادر الإسرائيلية، في شأن نتائج هذا الهجوم ضد بيروت، إلى أن القوات الإسرائيلية، واجهت مقاومة عنيدة، وصلبة على جميع المحاور، الأمر الذي عرقل تقدمها، بل أوقفه تقريباً، وأوقع في صفوف الجيش الإسرائيلي إصابات جسيمة جداً، فاقت، في يوم واحد، مجموع ما أُعلن في شأنه، خلال شهر يوليه كله.
وبات من المرجح، أن شارون، لن يرضى بأقل من إبادة المقاومة الفلسطينية، أفراداً وقيادة ومؤسسات. فكانت كثافة القصف، براً وبحراً وجواً، تزداد ضراوة، كلما توالت الأنباء عن قرب التوصل إلى اتفاق سياسي، في شأن إخلاء المقاومة الفلسطينية بيروت.
وعلى الرغم من موافقة ياسر عرفات، وقيادة المنظمة، على الخروج من بيروت، فقد عاشت العاصمة اللبنانية المحاصرة يومَين قتالين من القصف الرهيب. وكان واضحاً، أن هذا القصف ينطوي على رغبة شارون في تحقيق الميزات التالية:
أ. إنزال أكبر قدر من الخسائر بصفوف المقاتلين الفلسطينيين.
ب. الرد على الخسائر الجسيمة، التي تكبدتها القوات الإسرائيلية المحيطة ببيروت، في أثناء محاولاتها التقدم نحو مواقع منظمة التحرير.
ج. تكثيف الضغط على المقاومة الفلسطينية، لتقديم المزيد من التنازلات، قبْل الإنسحاب.
2. الموقف السياسي
بناء على طلب من لبنان، وفي ضوء مشروع القرار، المُقدم من المندوب الأردني والسفير الأسباني، وفي إطار التنسيق مع المندوب اللبناني، وبعد مراجعته من السفيرة الأمريكية اتُّفق على
القرار، الذي صدر بالرقم (516)، في الأول من أغسطس 1982، بإجماع 15 عضواً. وينص القرار على:
أ. الوقف الفوري للنيران، ووقف كل الأنشطة العسكرية، داخل لبنان، وعبْر الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية.
ب. يُسمح للأمين العام أن ينشر، من الفور، بناء على طلب الحكومة اللبنانية، مراقبين من الأمم المتحدة، لمراقبة الوضع في بيروت.
ج. يُطلب إلى
الأمين العام، أن يرفع تقريراً إلى المجلس، تماشياً مع هذا القرار.
ثانياً: الموقف العسكري، يوم 3 أغسطس
وفي الساعات الأولى من صباح يوم 3 أغسطس 1982، تحركت الدبابات الإسرائيلية صوب الضواحي الجنوبية لبيروت الغربية، في محاولة للتقدم نحو مواقع المقاومة الفلسطينية في القطاع الغربي من بيروت. وفي الوقت نفسه، قَصَفَتْ البحرية الإسرائيلية بيروت الغربية. وقد تمكنت المقاومة الفلسطينية، والقوات اللبنانية الوطنية، من صدّ المحاولة الجديدة للهجوم الإسرائيلي.
ثالثاً: الموقف العسكري، يوم 4 أغسطس
وفي الرابع من أغسطس 1982، وتحت ستر تمهيد نيراني من المدفعية والهاونات، بدأت القوات الإسرائيلية هجومها على بيروت الغربية، على ثلاثة محاور، بقوة 3 ألوية مشاة آلية و لواءَي مظلات. وبعد 16 ساعة من القصف المدفعي والجوي، تحولت بيروت الغربية إلى مدينة للأشباح، تشتعل فيها الحرائق. كما قصف الطيران الإسرائيلي المخيمات الفلسطينية. وعلى الرغم من أن المدرعات الإسرائيلية، تمكنت من اختراق الدفاعات الفلسطينية في غير موقع، وسيطرت على منطقتَي المتحف الوطني والأوزاعي، إلا أن القوات الفلسطينية استمرت في السيطرة على مواقعها في منطقة الميناء ووسط مدينة بيروت. وأعلنت إذاعة بيروت: "أن القوات السورية، التي كانت متمركزة عند أحد الحواجز في مدخل منطقة الأوزاعي، انسحبت، ظهر اليوم، مع تقدم القوات الإسرائيلية، الأمر الذي يسّر لهذه القوات أن تتقدم وتحتل منطقة الأوزاعي".
رابعاً: الموقفان، العسكري والسياسي، يوم 5 أغسطس
1. الموقف العسكري
استأنفت القوات الإسرائيلية هجومها البري على مواقع المقاومة الفلسطينية في بيروت الغربية، تحت ستار من القصف المدفعي والدبابات. فتمكنت من اختراق الدفاعات الفلسطينية، والوصول إلى امتداد طريق "كورنيش المزرعة"، الذي يُعَدّ الشريان الرئيسي لبيروت الغربية، إلى ملتقَى طرق "بربير" الإستراتيجي، الذي يتحكم في طرق القطاع، وفي مداخل مخيمَي صبرا وشاتيلا. واستمر القتال مع القوات الإسرائيلية على المحاور الثلاثة للهجوم الإسرائيلي على بيروت الغربية، من اتجـاه الضاحية الجنوبية للقطاع، وعند منطقة ممر المتحف، ومنطقة المرفأ. وواصلت القوات الإسرائيلية تقدمها، حتى أصبحت على مشارف المخيمات الفلسطينية الثلاثة، صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة. وأعلنت المصادر اللبنانية أن 250 مدنياً قتلوا، على الأقل، و670 أصيبوا. وفي الوقت نفسه، أعلنت المصادر الإسرائيلية أن 84 جندياً إسرائيلياً أُصيبوا، ولقي 19 آخرون مصرعهم، خلال اشتباكات يومَي 4 و5 أغسطس 1982.
2. الموقف السياسي
أصدر مجلس الأمن الدولي قراراً جديداً،
بالرقم (517) في 4 أغسطس 1982، دعا فيـه إسرائيل إلى سحب قواتها، فوراً، من المواقع التي احتلتها بعد الأول من أغسطس 1982، في بيروت الغربية، والامتثال للقرار الرقم 516، الداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار، ووقف كل الأعمال العسكرية، وإيفاد مراقبين دوليين. وأصدر المجلس قراره بأغلبية 14 صوتاً مقابل لا شيء مع امتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت.
(اُنظر التقرير الذي قدمه الأمين العام عن القرار الرقم (517)، للأمم المتحدة).
أوضح المسؤولون الفلسطينيون أن منظمة التحرير الفلسطينية مستعدة للانسحاب من بيروت الغربية فور وصول القوة الدولية المتعددة الجنسيات. وأن المنظمة تنازلت عن شرطها بأن يتزامن مع هذا الانسحاب انسحاب مقابل للقوات الإسرائيلية، على أن تمر المقاومة خلال الخطوط الإسرائيلية مباشرة إلى سورية، مسقطة بذلك شرط التمركز المؤقت في سهل البقاع شرقي لبنان، أو في مدينة طرابلس شمالي لبنان.
وقد جاء هذان التنازلان في إطار خطة من 11 نقطة، من أهمها:
أ. وقف إطلاق النار، يشرف عليه مراقبون دوليون تابعون للأمم المتحدة.
ب. يبدأ الفدائيون الفلسطينيون في التجمع في نقاط معينة في اليوم الذي يبدأ فيه وصول أولى دفعات من قوة حفظ السلام الدولية، ويبدأون، بالاشتراك مع الجيش اللبناني، في الدخول إلى المواقع، التي يسيطر عليها الفدائيون، على أن يكون دور هذه القوات هو حماية المخيمات واصطحاب الفدائيين في طريقهم إلى خارج المدينة.
ج. ينسحب الفدائيون من طريق بيروت ـ دمشق.
د. تكوين لجنة مشتركة.
هـ. ينسحب الفدائيون بأسلحتهم.
و. فترة تنفيذ الانسحاب تستغرق 21 يوماً.
ز. الفدائيون، الذين لا يمكنهم التوجه إلى سورية، بسبب معتقداتهم السياسية، توفر لهم وسائل لخروجهم من لبنان، من طريق مطارين صغيرين، في شرق لبنان، أو عبر ميناء طرابلس الشمالي.
ح. تضمن الحكومة الأمريكية أمر الفدائيين المنسحبين.
ط. تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، التي تطالب بانسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان.
3. الموقف السوفيتي
تقدم السفير السوفيتي إلى الأمم المتحدة، بمشروع قرار عاجل، في 5 أغسطس 1982، (
اُنظر ملحق مشروع القرار السوفيتي في 5 أغسطس 1982) إلى رئيس مجلس الأمن. وعند عرضه استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض (الفيتو).
خامساً: الموقفان، العسكري والسياسي، يومَي 6 و 7 أغسطس
1. الموقف العسكري
وفي السادس من أغسطس، واصلت القوات الإسرائيلية هجومها الواسع النطاق، ضد مواقع القوات الفلسطينية، بهدف إسقاطها، واجتياح بيروت الغربية. وعلى الرغم من استخدام إسرائيل لكافة أنواع الأسلحة، فإن المقاومة الفلسطينية، حالت دون تنفيذ القوات الإسرائيلية لمخططها، واعترفت إسرائيل بأنها دفعت ثمناً باهظاً لكي تتقدم بضعة كيلومترات، شمال مطار بيروت، للاستيلاء على حي الأوزاعي. كما دارت معارك عنيفة بين قوات المقاومة الفلسطينية وقوات الغزو الإسرائيلية، في منطقة ميدان سباق الخيل، التي تبعد 200م غربي ممر المتحف، وتحت ستر تمهيد نيراني، بدأ في الساعة السادسة من مساء اليوم نفسه، حيث حاولت القوات الإسرائيلية التقدم نحو المواقع الفلسطينية، ولكن أمكن صدّها. كما قصف الإسرائيليون حرج الصنوبر بالقرب من منطقة أرض سباق الخليل، الأمر الذي أدى إلى اشتعال النيران فيه. علاوة على قصفهم مبنى برج المرّ، وهو مرصد وموقع مهم قرب الميناء، ويمثل مركزاً مهماً لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتمكنوا من تدمير هذا البرج، فتحول إلى ركام من الأنقاض. وبنهاية هذا اليوم، أُعلن عن وقف إطلاق النيران العاشر. وأعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن إسرائيل خسرت في هذه المعارك 21 دبابة و18 ناقلة جند مدرعة و5 جرافات و3 دقاقات ألغام، وقتل وجرح 64 جندياً. كما أعلنت مصادر إسرائيلية أخرى، أن خسائر إسرائيل، منذ بداية العملية وحتى 7 أغسطس 1982، بلغت 323 قتيلاً، و11 مفقوداً، بخلاف الجرحى، إضافة إلى ثلاثة أسرى.
2. الموقف السياسي
كما أذاعت وكالة الأنباء السعودية، أن الملك فهداً، اتصل هاتفياً بالرئيس الأمريكي رونالد ريجان، داعياً إياه إلى العمل بسرعة على وقف الهجوم الإسرائيلي على بيروت. ودعا الولايات المتحدة الأمريكية إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية لوقف تدهور الوضـع. ونقلت الوكالة عن الملك فهد: "أن الهجوم الوحشي يشكل تهديداً خطيراً للبنان والشرق الأوسط، وأنه يعيق كل الجهود لإيجاد حل للمشكلة اللبنانية، وجميع جهود السلام في المنطــقة".
وفي السابع من أغسطس 1982، ذكرت إذاعة بيروت، نقلاً عن مصادر سياسية، أن احتمالات التسوية السياسية تتزايد الآن، نتيجة لتطور مواقف أطراف الأزمة، إذ سلم شفيق الوزان، رئيس الوزراء اللبناني، وثيقة الخطة، التي تم الاتفاق عليها مع منظمة التحرير الفلسطينية، إلى فيليب حبيب. وتتضمن هذه الخطة ما يلي:
أ. تغادر الوحدة الأولى من المقاومة بيروت، بحراً، إلى ميناء العقبة الأردني، على أن تتخذ الوحدة الفرنسية، التي ستشكل جزءاً من القوة الدولية، مواقعها في بيروت الغربية، بعد يوم واحد من مغادرة الوحدة الفلسطينية الأولى.
ب. تُسلم المنظمة أسلحتها الثقيلة إلى الجيش اللبناني في بيروت، بدلاً من تسليمها عند بلدة صوفر، على طريق بيروت ـ دمشق الدولي، على أن يتم التسليم في اليوم الرابع عشر لتنفيذ الخطة، وهو الموعد الذي ستكون فيه عملية مغادرة الفلسطينيين لبيروت قد استكملت.
ج. توافق المنظمة على أن يجري إجلاء بقية الفلسطينيين، من طريق بيروت ـ دمشق الدولي، وفي ظل ضمانات أمريكية.
د. يشترك الجيش النظامي اللبناني في توفير الضمانات لسلامة الانتقال على الطريق البري.
هـ. توافق المنظمة على تسليم قائمة، تضم أسماء أفراد المقاومة الفلسطينية، الذين سيرحّلون وفقاً للخطة، إلى الجيش اللبناني وليس إلى إسرائيل.
سادساً: الموقف العسكري، يوم 9 أغسطس
قصفت المدفعية الإسرائيلية الأحياء والمواقع في برج البراجنة وحتى المتن الأعلى، كما قصف الطيران الإسرائيلي أماكن تمركز القوات السورية، والمخيمات الفلسطينية، ومواقع "القوات المشتركة".
سابعاً: الموقف العسكري، يوم 10 أغسطس
استأنفت الطائرات الإسرائيلية قصفها لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضواحي الجنوبية لبيروت، أي في الوقـت الذي دخلت فيه مساعي المبعوث الأمريكي فيليب حبيب، لتحقيق الانسحاب السلمي للمقاومة الفلسطينية من بيروت، مرحلة حاسمة، إثر إعلان الحكومة الإسرائيلية، ذلك اليوم، موافقتها من حيث المبدأ على مشروع فيليب حبيب للانسحاب، الذي وافقت عليه الحكومة اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية. ولكن إسرائيل وضعت شرطين جديدين، وهما: أن تحصل الحكومة الإسرائيلية على قائمة محددة بأسماء الدول المستعدة لاستقبال المقاومة الفلسطينية، وأن تتسلم إسرائيل قائمة عددية بالمقاتلين الذين ستستقبلهم كل دولة، مع ضرورة أن يغادر الفلسطينيون بيروت قبل أن تتخـذ القوة الدولية مواقعها داخل المدينة. كما واصلت القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية في بيروت وضاحيتها الجنوبية، ودفعت، بصورة مفاجئة، قوة تتكون من 40 دبابة إلى منطقة جبيل، ثم غزّزتها بوحدات من المشاة الآلية، في خطوة تحمل معنى التحرك عسكرياً، في اتجاه الشمال، وفرض وجود أمر واقع هناك، قبل وصول القوات الدولية إلى بيروت، وفي الوقت عينه، وضع العراقيل أمام عملية التفاوض.
وأعلنت المصادر الإسرائيلية، أن خسائر هذا اليوم، هي إصابة ثلاثة جنود، ومقتل اثنَين، نتيجة إصابة سيارتهما بلغم، في القطاع الأوسط، بالقرب من عين زحلتا.
ثامناً: الموقفان، العسكري والسياسي، يوم 11 أغسطس
1. الموقف العسكري
استأنفت الطائرات الإسرائيلية قصفها المكثف للمواقع الفلسطينية، في بيروت الغربية، والذي اشتركت فيه السفن الحربية والدبابات والمدفعية. وقد استهدف القصف الإسرائيلي مخيم برج البراجنة وضاحيتي شاتيلا والفكهاني. ثم أوقفت إسرائيل إطلاق النيران، عند حلول المساء، للمرة الحادية عشرة، بعد أن شجب العالم بأسْره الغارات الانتقامية الإسرائيلية على بيروت طوال الأيام الماضية. وأعلنت المصادر الإسرائيلية مقتل جندي، وإصابة تسعة آخرين، نتيجة إطلاق النار بين الجانبَين.
2. الموقف السياسي داخل إسرائيل
أذاعت وكالة الأنباء الإسرائيلية، "إيتيم"، عريضة تحمل توقيع ألفين من الجنود والضباط الاحتياطيين يعارضون حرب لبنان، ويطالبون باستقالة وزير الدفاع الإسرائيلي، أرييل شارون، الذي ظهر ممتعضاً، أثناء لقائه فيليب حبيب، حيث قال له أن الرأي العام الإسرائيلي، أخذ يندد، أكثر فأكثر، بهذه الحرب، التي لم تنتهِ بعد. وكانت التهمة موجهة إلى شارون شخصياً، حتى إن وحدة الجيش بدأت تتفتت، وأخذت الشكوك تتولد، على كل مستويات القيادة، وبدأ الاحتياطيون يجاهرون بها. وتوقع بعض المراقبين أن ساعات شارون أصبحت معدودة، وإن الإدارة الأمريكية أصبحت لا تريده، كمتحدث معها. وفي الوقت نفسه، أعلن حبيب، بعد عودته من مباحثات القدس، أن مباحثاته كانت جيدة، وأن الحل الدبلوماسي لأزمة بيروت أصبح وشيكاً.
تاسعاً: الموقفان، العسكري والسياسي، يوم 12 أغسطس
1. الموقف العسكري
وفي الثاني عشر من أغسطس1982، وعلى مدى إحدى عشرة ساعة كاملة، ومن خلال 220 غارة جوية و44 ألف قذيفة، حاولت إسرائيل تدمير مباني بيروت الغربية. وأدت هذه الغارات إلى مقتل وجرح أكثر من 500 مواطن، فلسطيني ولبناني، وتدمير 800 منزل.
2. الموقف السياسي
في ضوء تقدُّم القوات الإسرائيلية، لا سيما في جبل لبنان، نحو الشمال، خارقة قرارات الأمم المتحدة، وموسعة رقعة انتشارها في الأراضي اللبنانية، إذ وصل إلى شمال جبيل ـ وجّه الاتحاد السوفيتي، في 12 أغسطس، دعوة ملحّة لعقد جلسة علنية لمجلس الأمن، من الفور، للنظر في الوضع المتدهور. وبناءً على طلب الاتحاد السوفيتي، دعي مجلس الأمن إلى الانعقاد للنظر في الوضع المتدهور في لبنان. وتقدمت مجموعة عدم الانحياز بمشروع قرار إلى مجلس الأمن، وبعد إجراء بعض التعديلات، ووفق عليه، بالإجماع، تحت
الرقم (518)، في 12 أغسطس 1982. (
اُنظر تقرير الأمين العام عن القرار الرقم (518)، في 13 أغسطس 1982).
وعلق المندوب اللبناني على القرار، بقوله: "إن ما ورد في القرار، يمثل الحدّ الأدنى". كما بعث الأمين العام للأمم المتحدة، برسالة إلى وزير الخارجية اللبناني، حول القرار (518)، (
اُنظر ملحق نص رسالة الأمين العام إلى وزير الخارجية اللبناني) طالب فيها بإبلاغه جميع المعلومات، التي تتعلق بتطبيق القرار الرقم (518).
عاشراً: تطورات الموقف السياسي، وخروج القوات الفلسطينية من لبنان (13 أغسطس ـ 4 سبتمبر 1982)
1. الموقف، يوم 13 أغسطس
استأنف المبعوث الأمريكي، فيليب حبيب، مفاوضاته السياسية من أجل تحقيق خطوات عملية ببدء تنفيذ الحل السياسي. فأرسلت إسرائيل، شروطاً تعجيزية، رفضت معظمها الحكومة اللبنانية والمقاومة الفلسـطينية. وكان من أهم الشروط الإسرائيلية رفضها نشر المراقبين الدوليين للإشراف على وقف إطلاق النار، ورفض التزامن بين وصـول القوات الدولية المتعددة الجنسيات وبين مغادرة المقاتلين الفلسطينيين. وأكـدت الردود الرسمية، اللبنانية والفلسطينية، أن قضية المراقبين الدوليين هي مسألة في يد مجلس الأمن الدولي، صدر عنها قراره الأخير، ولا يجوز لإسرائيل رفض هذا القرار أو التفاوض عليه.
كما أوردت الإذاعة الإسرائيلية تقريراً عن المناقشات، التي جرت خلال جلسة مجلس الوزراء الإسرائيلي، أثر تلقّي رئيس الحكومة، مناحم بيجن، تحذيراً من الرئيس الأمريكي، رونالد ريجان، يهدد فيه بسحب مبعوثه، فيليب حبيب، ما لم يوقف الطيران الإسرائيلي غاراته على بيروت. وانتهت الجلسة بإعلان أن سلاح الجو لن يُستخدم، إلا بعد مصادقة رئيس الوزراء.
2. الموقف، يومَي 14 و15 أغسطس
توجه المبعوث الأمريكي، فيليب حبيب، إلى إسرائيل، ربما في خاتمة رحلته المكوكية. وقد أكد المبعوث الأمريكي لوزير الخارجية اللبناني، فؤاد بطرس، أن الموقف الإيجابي للولايات المتحدة الأمريكية، من قرار مجلس الأمن الأخير (518)، كان بإلحاح وتشجيع منه، لإظهار استياء الولايات المتحدة الأمريكية من استمرار حصار العاصمة ومن خرق إسرائيل وقف إطلاق النار.(
ملحق البرقية الرقم 565، في 15 أغسطس 1982، من فؤاد بطرس، إلى غسان تويني).
أما الموقف السوري، فكان يرى أن يعالج الموضوعات المتعلقة بالجيش السوري في لبنان، في محادثات ثنائية بين سورية والحكومة اللبنانية.
أما الموقف اللبناني، فتحرك في إطار المطالب التالية:
أ. وقف إطلاق النار، ونشر المراقبين.
ب. تنفيذ قرارات مجلس الأمن، لا سيما بالنسبة إلى رفع حصار بيروت.
ج. مساندة الحكومة اللبنانية على جهودها واتصالاتها، الهادفة، في مرحلة أولى، إلى إنقاذ مدينة بيروت، وذلك بخروج القيادة الفلسطينية والمقاتلين الفلسطينيين، وباقي القوات غير اللبنانية، من بيروت، إلى خارج لبنان.
3. الموقف، يوم 16 أغسطس
حققت محادثات المبعوث الأمريكي فيليب حبيب، تقدماً واضحاً نحو الوصول إلى حل سلمي للأزمة اللبنانية. فقد قدمت إسرائيل تنازلاً مهماً، تمثّل في سحب ثلاثة من شروطها، التي كانت تتمسك بها، مقابل موافقتها النهائية على الخطة، التي أعدها حبيب لإجلاء الفدائيين عن بيروت. فقبلت بمبدأ التزامن، بين وصول قوات حفظ السلام الدولية وبدء عملية خروج الفدائيين من لبنان. كما وافقت على أن تكون طلائع القوات الفرنسية، هي أول قوة تبدأ في الانتشار في بيروت، ضمن قوات حفظ السلام الدولـية. ثم تنازلت عن شرط حصولها على قوائم مفصلة بأسماء الفدائيين الفلسطينيين، الذين يغادرون بيروت، وأعلنت أنها تكتفي بالحصول على قائمة بأسماء الدول العربية، التي سيتوجه إليها الفدائيون.
وعلى المستوى العربي: عقدت المجموعة العربية في الأمم المتحدة، صباح 16 أغسطس 1982، جلسة، لدراسة مشروع القرار، الذي قدمته منظمة التحرير الفلسطينية، تمهيداً لطرحه على الجمعية العامة، في دورتها الطارئة، التي تبدأ في اليوم نفسه، تحت بند فلسطين. وشُكلِّت لجنة مصغرة، لتعديل القرار المقترح تعديلاً يُلغى منه الإجراءات المتعلقة بالوضع في بيروت، التي هي موضع تفاوض. (
اُنظر ملحق النص المُعدل لمشروع قرار طرحته منظمة التحرير الفلسطينية على الجمعية العامة في 16 أغسطس 1982)
4. الموقف، يوم 17 أغسطس
بدأت ترتيبات دخول القوة الدولية متعددة الجنسيات إلى بيروت، للفصل بين القوات الإسرائيلية والفلسطينية، تمهيداً لترحيل المقاومة. وتوجهت إلى الساحل اللبناني قوة بحرية أمريكية، تتكون من خمس سفن، تحمل على متنها 1800 جندي من مشاة البحرية الأمريكية، للاشتراك في القوة متعددة الجنسيات، التي ستشرف على انسحاب الفدائيين الفلسطينيين.
وعن الموقف العسكري، أعلنت المصادر الإسرائيلية، أن خسائرها، منذ بداية القتال في لبنان، بلغت 331 جندياً إسرائيلياً، وأُصيب 2011 آخرون، وفُقد 12 جندياً، وأُسر 3 جنود.
وعلى مستوى مجلس الأمن، جرت المشاورات في شأن إصدار
القرار الرقم (519) للتمديد للقوات الدولية، على أساس أن تكون مدة التمديد في حدود شهرَين. وتم التصويت على القرار، في جلسة علنية، انتهت بالموافقة من 13 دولة، وامتناع دولتَين هما بولندا والاتحاد السوفيتي.
كما أعلنت تونس، أن جانباً كبيراً من قيادة المنظمة الفلسطينية، من بينهم ياسر عرفات، سوف يتوجهون إلى تونس. وأضافت بأن ياسر عرفات سيرافقه 50 شخصاً من قيادات منظمة "فتح" .
5. الموقف، يوم 18 أغسطس
وفي الثامن عشر من أغسطس1982، أعلنت المصادر الفلسطينية، التي اشتركت في مفاوضات فيليب حبيب لتسوية أزمة بيروت، أن الخطة أصبحت جاهزة، وتشتمل على النقاط التالية:
أ. الوقف التام لإطلاق النيران.
ب. إتمام عملية الجلاء عن بيروت سلمياً، ووفقاً لجدول زمني محدد، وتشرف قوات فضّ الاشتباك الدولية على عملية الجلاء.
ج. يخضع الفلسطينيون، من غير المقاتلين، الذين سيبقون في لبنان، للقوانين اللبنانية.
د. تنتشر القوات الدولية مع بداية إجلاء القوات الفلسطينية، ضماناً لأمن الفلسطينيين واللبنانيين المقيمين ببيروت الغربيـة، ولمسـاعدة الدولة اللبنانية. وتضم هذه القوات 800 جندي فرنسي، و800 جندي أمريكي، و400 جندي إيطالي، يتعاون معهم 300 جندي لبناني.
هـ. تقدر فترة عمل هذه القوة بشهر واحد، قابل للتجديد بناء على طلب الدولة اللبنانية، في حالة الضرورة.
و. تتم عملية الإجلاء بحراً، من ميناء بيروت إلى قبرص، وبراً عبْر طريق بيروت ـ دمشق، بعد أن ينسحب الجيش الإسرائيلي منه، وهو الانسحاب الذي يُعدّ ضرورياً لتأمين الإجلاء. ويتحرك الجيش اللبناني، بالتنسيق مع منظمة التحرير الفلسطينية، ضماناً للأمن .
ز. إنهاء عملية الانسحاب خلال أسبوعين، وفي وضح النهار، على أن يحمل المقاتلون الفلسطينيون معهم الأسلحة الخفيفة، من بنادق ومسدسات. وتسلم الأسلحة الثقيلة للجيش اللبناني.
ح. تغادر وحدات جيش التحرير الفلسطيني لبنان، بالطريق البري، إلى سورية، وينضم الجنود السوريون في قوة الردع العربية في بيروت، إلى القوات السورية المرابطة في البقاع، وفي الشمال اللبناني.
6. الموقف يوم 19 أغسطس
خلال الدورة الاستثنائية، الطارئة، السابعة، للجمعية العامة للأمم المتحدة،
صدر قرار الجمعية، الذي تضمن ثلاثة قرارات:
الأول، يعالج القضية الفلسطينية، ويتطرق إلى الوضع اللبناني، في ضوء قرارات مجلس الأمن الأخيرة. وأقر بموافقة 120 صوتاً، وامتناع 20.
الثاني، يتعلق بالتحضير للمؤتمر الدولي، حول قضية فلسطين، وأقر بموافقة 122 صوتاً، وامتناع 18.
الثالث، ويتعلق بإحياء ذكرى ضحايا العدوان، من الأطفال الأبرياء، في 4 يونيه من كل عام، في نطاق الأمم المتحدة. وأقر بموافقة 102 من الأصوات، وامتناع 34 صوتاً. أمّا الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، فقد صوتتا ضد هذه القرارات الثلاثة.
7. الموقف يوم 20 أغسطس، وبدء الخروج الفلسطيني
وفي العشرين من أغسطس 1982، انسحبت القوات الإسرائيلية من ميناء بيروت، وحلت محلها قوات تابعة للجيش اللبناني، قوامها 600 جندي، استعداداً لاستقبال طلائع القوات المتعددة الجنسيات، فضلاً عن أن قوة فرنسية سوف تنتشر في محيط مرفأ بيروت، مع الجيش اللبناني. كما اكتملت جميع الإجراءات الضرورية، لتأمين النجاح للخطوة الأولى من تنفيذ مشروع الحل السياسي لمدينة بيروت، وذلك بانتقال الدفعة الأولى من المقاتلين الفلسطينيين، التي بلغ عدد عناصرها 400 مقاتل، إلى الميناء حيث سينقلون، بحراً، بالسفينة اليونانية، "أفروديت Aphrodite" ، إلى ميناء لارناكا Larnaca القبرصي، ترافقها قطع حربيـة أمريكية، وفرنسية وإيطالية. ومن هناك، ينقل، جواً إلى عمان 265 مقاتلاً وإلى بغداد 135 مقاتلاً.
وسلّمت منظمة التحرير الفلسطينية إسرائيل أسيرين، هما الطيار آهارون أهياز، والجندي روني عوش، وجثث تسعة جنود آخرين.
8. مغادرة باقي القوات الفلسطينية لبنان (23 أغسطس ـ 4 سبتمبر)
تحددت توقيتات ترحيل باقي القوات الفلسطينية كالآتي:
أ. يوم 23 أغسطس، تسافر المجموعة الثانية، وتضم 1000 مقاتل تابعين لمنظمة "فتح" إلى تونس. كما تغادر المجموعة الثالثة، وتضم 1000 مقاتل ميناء بيروت، متجهة إلى اليمن الجنوبي.
ب. يومَي 24، 25 أغسطس، تسافر المجموعة الرابعة، المتجهة إلى اليمن الشمالي، وتضم 1300 مقاتل. وفي الوقت نفسه، تغادر المجموعة الأولى، المتحركة براً، على طريق دمشق الدولي، إلى العاصمة السورية.
ج. الفترة من 26 إلى 28 أغسطس، تصل باقي القوة المتعددة الجنسيات، من الولايات المتحدة الأمريكية، ومن فرنسا 800 جندي، ومن إيطاليا 400 جندي. وفي التوقيتات عينها، تتحرك مجموعة تضم 3500 مقاتل إلى سورية، ومجموعة تضم 683 مقاتلاً، بحراً، إلى اليمن الشمالي.
د. يومي 29 ـ 30 أغسطس يُعاد توزيع القوات السورية خارج بيروت.
هـ. الفترة 1 ـ 4 سبتمبر، تستكمل مغادرة جميع مقاتلي المنظمة وجيش التحرير الفلسطيني، فيتجه 1500 مقاتل إلى سورية، براً، و670 مقاتلاً، بحراً. وخلال يومَي 2، 3 سبتمبر، يتم التحرك، بحراً، لجميع المقاتلين المتوجهين إلى السودان والجزائر،550مقاتلاً إلى الأخيرة، و488 مقاتلاً إلى الأولى.
وفي 30 أغسطس، غادر ياسر عرفات بيروت، يرافقه ثلاثة من كبار القادة الفلسطينيين، وأعضاء مكـتبه ومكتب الإعلام الفلسطيني، والحرس الخاص، على متن السفينة اليونانية، أتلانتي"، التي أبحرت في حراسة وحدات بحرية، أمريكية وفرنسية ويونانية، صوب ميناء بيريه Piraeus اليوناني، حيث غادرها بعد ذلك إلى المغرب، لحضور مؤتمر القمة العربي في مدينة "فاس".
ويعلق الكاتب الإسرائيلي، زئيف شيف، على خروج القوات الفلسطينية، بالقول: "من الواضح، أن عدد الفلسطينيين، الذين انسحبوا من بيروت، كان أكبر كثيراً مما قدرنا. وقد ظهروا في مظهر الجنـود، عند مغادرتهـم، وفي زي لائق. ولم نلاحظ عليهم علامات الانهيار، الجسدي أو النفسي. ولا شك في أنهم كانوا سيحاربون، في حال اختراق المدينة. ولو لم ينسحبوا، فإن إصاباتنا، كان من المحتمل أن تبلغ مئات عديدة. ويمكن إدراك ذلك، في معركة صغيرة، نسبياً، استمرت ليلة واحدة، أدت إلى سقوط 19 قتيلاً من جنودنا، وإصابة مائة منهم.
9. الإعلان الأمريكي عن مغادرة الفلسطينيين بيروت
وفي واشنطن، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أن نحو 8300 من أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية، و2600 من أعضاء جيش التحرير الفلسطيني، و3600 جندي سوري، غادروا بيروت خـلال الفترة من 21 أغسطس حتى الأول من سبتمبر 1982. هذا، إضافة إلى 175 من الجرحى، نقلوا إلى اليونان وقبرص للعلاج. وأشارت إلى أن أكثرية المقاتلين الفلسطينيين (نحو 3850 مقاتلاً) انتقلوا إلى سورية ونحو ألف مقاتل إلى تونس، ونحو 1100 مقاتل إلى اليمن الجنوبي، و850 مقاتلاً إلى اليمن الشمالي، و600 مقاتل إلى الجزائر، و500 مقاتل إلى السودان، ونحو 260 مقاتلاً إلى الأردن، و130 مقاتلاً للعراق.
10. الموقف الداخلي اللبناني، بعد خروج الفلسطينيين
وفي الوقت الذي بدأت تُنفذ فيه خطة انسحاب القوات الفلسطينية ... بدأت بوادر الانقسام الطائفي في لبنان، تهدد بحرب أهلية أخرى، بسبب انتخاب بشير الجميل رئيساً للبنان. إذ أعلن رشيد كرامي، زعيم السُّنَّة في شمالي لبنان، أن الشمال سيقطع علاقاته بدولة الجميل في الجنوب. وأكد أن انتخاب بشير الجميل باطل، من الناحية الدستورية، لأنه تم في ظل الاحتلال الإسرائيلي، وبممارسة الضغوط على أعضاء مجلس النواب. وأعلن صائب سلام، أن الديموقراطية اللبنانية، تتعرض للخطر بانتخاب الجميل رئيساً للبلاد.
حادي عشر: خسائر الحرب اللبنانية (يونيه ـ أغسطس 1982)
1. الجانب الإسرائيلي
قدّرت تقارير المعاهد الإستراتيجية، العالمية، حجم الخسائر الإسرائيلية بنحو 350 قتيلاً، 2000 جريح، وثلاث طائرات قتال وثلاث طائرات عمودية، وما يقرب من 80 دبابة ، 100 عربة مدرعة.
كما صدر عن الجيش الإسرائيلي البيانات التالية: (332 قتيلاً، و12 مفقوداً، و4 أسرى، و2011 جريحاً). وبعد الانسحاب الإسرائيلي الجزئي من لبنان، والتي تم في شهرَي أغسطس وسبتمبر 1983، صدرت إحصائية عن الخسائر الإسرائيلية والتي قُدرت بـ 517 قتيلاً، 3000.
2. الجانب الفلسطيني واللبناني والسوري:
بلغ عدد القتلى (915 17) والجرحى (203 30) موزعين كالآتي :
· 470 قتيلاً، 697 جريحاً من المدنيين اللبنانيين، في الجنوب اللبناني.
· 725 1 قتيلاً، 384 2 جريحاً من الفلسطينيين والقوات المشتركة، في صور وعدلون والبص والبرج الشمالي والرشيدية وقرى قضاء صور.
· 239 1 قتيلاً، 588 1 جريحاً من المدنيين اللبنانيين، 137 4 قتيلاً، و 851 6 جريحاً من الفلسطينيين والقوات المشـتركة والقوات السورية، في صيدا والمية مية وعين الحلوة والرميلة والجيَّة والسعديات والدلهمية وسبلين ووادي الزينة والدامور.
· 458 قتيلاً، 797 جريحاً من المدنيين اللبنانيين، 348 3 قتيلاً و 169 5 جريحاً من الفلسطينيين والسوريين، في الشوف وعالية والبقاع الغربي.
· 436 قتيلاً، 589 جريحاً من المدنيين اللبنانيين، 587 قتيلاً و 989 جريحاً من الفلسطينيين والقوات المشتركة والسوريين، في الناعمة وخلدة والأوزاعي .
· 515 5 قتيلاً، 139 11 جريحاً من القـوات المشتركة والفلسطينيين والسوريين والمدنيين، في بيروت والضاحية الجنوبية.