بالنسبة لي شخصيا مصر انتصرت ولو لم تنتصر
يكفيها أنها حاربت بسلاح لا يصل إلي نصف كفاءة السلاح الإسرائيلي ولا حتى يصل إلي ربعه ومع ذلك أدت بما أستطيع أن اصفه بكل ثقة بفن استغلال الممكن ... السهل الممتنع الذي أداه أفراد القوات المسلحة المصرية هو من حقق التفوق الفعلي والتكتيكي على الجبهة المصرية .. ولو كنت أنا مكان القادة العسكريين المصريين قسما بالله ما كنت شننت الحرب بهذا السلاح السئ ولو انطبقت السماء على الأرض فلست مجنونا لافعل ولكن المصريين فعلوها وتجاوزوا المنطق بل تجاوزوا حتى توقعات صانع السلاح نفسه بأداء رجولي ذكي استغل كل المتاح في اليد بالشكل الأمثل وفي كثير من الأحيان بشكل لم يصنع السلاح اصلا له فتفوق الفرد المقاتل المصري والمخطط العسكري المصري واستطاعوا بخليط عجيب من البساطة والإتقان أن يجاروا بل و يتفقوا في كثير من الأحيان ميدانيا وتكتيكيا على الجندي الإسرائيلي والمخطط الإسرائيلي المدجج بأفضل أنواع الأسلحة ....
ولا انكر أن الحرب شابها الأخطاء وربما الأخطاء الكارثية أيضا ولكن لم يكن بالإمكان أفضل مما كان... والذين يلومون الرئيس أنور السادات رحمه الله لا يفقهون حقيقة الموقف الحرب هذة بالذات أثبتت بعد نظر الرجل والذي أخرج بلاده من دوامة لا منتهية من المشاكل ليضمن لها الاستقرار فترة ليست قصيرة من الزمن ...
الحرب تم خوضها وحسب الهدف المعلن لكسر جمود الموقف ووقف إطلاق النار وتكبيد العدوا أكبر كم من الخسائر يجبره على الجلوس الي مائدة التفاوض ...
إذن هل يمكن القول إن الحرب كانت مفتاح لكامب ديفيد برعاية امريكا ... وهنا يجب التوقف أمام حقيقه اخفيت عمدا في هذه الحرب وليس في هذة الحقيقة ما يعيب المصريين أو يقلل من بطولتهم. ...
وهذة الحقيقة هي الموقف الأمريكي من هذة الحرب
نعرف تماما أن أمريكا دفعت كثيرا في اتجاه إيقاف العداء المصري الإسرائيلي وكانت تقود مبادرات وقف إطلاق النار بين الطرفين كل مرة .. لكن دوما كنت أسأل نفسي سؤال هام جدا
ماهو دور الأسطول السادس الأمريكي يوم 6 أكتوبر 1973 ؟ ... في الحقيقة من يعرف قدرة امريكا العسكرية في ذلك الوقت يعلم تماما انه لم يكن ممكنا نجاح العبور المصري أو اقتحام خطوط إسرائيل الدفاعية لولا وقوف الأسطول السادس الأمريكي موقف الحياد على الأقل الي يوم 14 أكتوبر ...
زمن ردة الفعل المقاسه للأسطول السادس هي 4 دقائق من زمن الإنذار ... أي أن أمريكا كانت ستدخل الحرب وتبدأ باجهاض الهجوم المصري قبل أن تعود الموجه الأولي لمقاتلات الضربة الجوية من مهمتها .....
وإذا رجعنا لأحداث تلك الحقبة فإننا سنجد أن التعنت الإسرائيلي الذي تقوده العجوز جولدمائير هو العقبة أمام أي مفاوضات كانت تتكلم من موقف المنتصر دوما لما حققته في 67 ... لذلك أعتقد أن الأمريكان أرادوا فرك أنفها بالتراب وحتى تفهم أنها هي ودولتها لا قيمة لهم بلا امريكا فخلت امريكا بينها وبين مصر ولم تتدخل وكان هذا الانتصار المصري الخالص ...
وما أعتقده أن الأمريكان كلاعب أساسي كانوا راضيين عن النتائج حتى استجاب الرئيس السادات لنداء السوفييت وقام بتطوير الهجوم هنا تدخلوا ضد مصر ليقلبوا الموازين ويفرضوا حالة من التعادل الميداني يجبر الطرفين على الانصياع لقرارات وقف إطلاق النار ... وبعدها كما شاهدنا جميعا حدث السلام برعاية أمريكية كاملة وضرب السوفييت بعرض الحائط ..
على الجبهة السورية اعرف شخصيا من أخبرني انهم صلوا مغرب 10 رمضان سنة 1393 هجري بوضوء من بحيرة طبرية أي أنهم فعليا توغلوا في عمق الجولان ... قبل أن تصدر الأوامر لهم بالتراجع وبعدها انقلب الموقف وتدخلت امريكا سرا على هذة الجبهه وأدت الي هزيمة نكراء كادت أن تذهب بدمشق لولا ستر الله .....
للأسف الشديد الواقعية مفقوده لدينا نحن العرب و الواقع يقول وقتها أن أسرائيل ما كانت لتجلس للتفاوض مالم يفرك الجيش المصري أنفها بالتراب .....
تحياتي للجميع