ساخر سبيل - الفاتح جبرا
هنالك مثل مشهور يقال عندما ينتظر الشخص نتيجة شيء بعد طول إنتظار فتأتي تلك النتيجة أقل كثيراً مما كان يتوقع فيقال أن فلاناً (صام وفطر على بصلة) وهذا المثل ينطبق تماما على نتائج التقرير التى توصلت إليها اللجنة المكلفة بالتحقيق في مجزرة فض الإعاصام حسب ما جاء في المؤتمر الصحفي الذي تم عقده .
منذ أن أعتلي هذا المجلس العسكري سدة الحكم وهو يؤكد ثم يؤكد بأنه مجلس غدر وخيانة يعمل ضد إرادة هذه الأمة وأنه يقف وبوضوح ضد طموح وتطلعات هذا الشعب ويكفي أنه حتى اللحظة وبعد أكثر من ثلاثة أشهر لم يقم بشئ واحد (يبرد بطن) الجماهير المتعطشة لإنفاذ العدالة في رموز النظام السابق الذين عاثوا فسادا طوال الثلاثين عاما الماضية ولا تفكيك (جماعاته) ومليشياته ومؤسساته التي لا زالت تعمل في الهواؤء الطلق. .
لقد ضرب مجلس الخيانة والغدر بالمقولة السودانية الراسخة (الراجل يمسكوه من لسانو) عرض الحائط فقد ظل أعضاءه يرددون (للثوار) بأنهم لن يقوموا بفض الإعتصام بإستخدام القوة وهذا يعتبر عهداً مسؤولا وميثاقاً غليظا و (كلمة رجال) ولكن هل لجنرالات عسكريين يعترف أحدهم بأنه يتلقى الأوامر من (مدنيين) كلمة رجال ؟ (أو حتى نسوان)؟
وفوجئ الثوار في صباح الثالث من يونيو (نهار رمضان) بتلك الهجمة البربرية التي قوامها عشرات العربات ذات الدفع الرباعي وآلاف الأفراد المدججين بمختلف الأسلحة والهراوات يطوقون المكان ويطلقون النار ويحرقون الخيام ويقومون (بتكتيف) الثوار ووضع (تقالات) على أرجلهم ويرمون بهم في غياهب النهر ويغتصبون ما يظفرون به من الفتيات والنساء .
ثم يقومومون بملاحقة الجرحي حتى ردهات المستشفيات منعا لعلاجهم .
للإجابة على من قام بإطلاق الرصاص على المعتصمين؟ يقول لك التقرير الذي قرأه ذلك الشخص (الهزيل) أنهم شخصان فقط لا غير) ومعهما ثلاثة مجهولين كانوا يقتنصون الثوار وهم في أعالي بناية مجاورة و بس ) ،
نعم هذا كل ما (حدث) بحسب النتائج التي توصلت إليها نتائج التحقيق؟ والمضحك المبكي أن هؤلاء الخمسة أشخاص الذين أطلقوا النار وتسببوا في قتل المتظاهرين - كما جاء في التقرير- (إتنين في الميدان وتلاته في العمارة) قد جندهم للقيام بذلك الفعل عدد من الضباط تمت الإشارة إلى أسمائهم بالأحرف الأولى لتصبح (القصة) لغزا وتضيع أرواح ودماء عشرات الشباب الذين كنا ندخرهم لليوم الأسود بسبب هولاء الذين لا ذمة لهم أمثال هذا الـ (.........) الذي قام بتلاوة التقرير وهو يعلم تمام العلم إنه إنما يتفوه كذباً وتدليسا وظلماً فأين يفر من غضب الله؟