وكانت بداية دولتهم في ما يسمى اليوم برأس الخيمة والشارقة، ثم انتشرت لتشمل اجزاء من شرق الخليج العربي بساحليه الشمالي والجنوبي، إضافة للجزر. وتمكن القواسم في القرن السابع عشر الميلادي من جمع أضخم قوة بحرية في المنطقة ثم أصطدموا مع بريطانيا الأمر الذي دفع الأنجليز لأرسال حملة بحرية للمهاجمة القواسم
خاضت إمارة القواسم حروباً عديدة ضد البرتغال والهولنديين. ونجح القواسم في الإغارة على إمام عُمان إلا أن الفرس تمكنوا بمساعدة الإنكليز عام 1898م (1316هـ) من احتلال لنجة بعد قتال شديد مع حاكمها يوسف بن السيد جعفر، وطردوا الكثير من العرب منها[1]، حيث يعرفون اليوم باسم الهولة. ومع ذلك فلا تزال غالبية السكان من العرب السنة إلى اليوم.
وقد صمد القواسم في رأس الخيمة أمام الهجوم البريطاني منذ 1805م، وذلك عندما حاولت القوات البريطانية السيطرة على مضيق هرمز لمصلحة شركة الهند الشرقية التابعة لبريطانيا. ولم تتمكن القوات البريطانية إلا في أواخر عام 1819م بعد مقاومة شديدة، من النزول إلى أرض الإمارة.
وحالياً تنتمي الأسر الحاكمة في رأس الخيمة والشارقة إلى القواسم.
ومن الذين ذاع صيتهم الباشا علال القاسمي القائد بوبكر القاسمي وابنه سيدي علي الذي يرأس القبيلة حاليا ولعل ما يؤكد العلاقة بين قواسم رأس الخيمة والشارقة و قواسم دكالة رياضة الصيد بالصقور. وخلال زيارة مولاي رشيد القاسمي حفيد القائد بوبكر إلى إمارة الشارقة كان له حديت مطول مع قواسم الشارقة يثبت علاقة الفرعين ببني هاشم الاشراف. [2]
الحملة العمانية على القواسم
أرسل أحمد بن سعيد إمام عمان في سنة 1762 في زمن حكم الشيخ راشد بن مطر القاسمي حملة مؤلفة من أربع سفن كبيرة لحصار منطقة القواسم ، و حالف الحملة بعض النجاح ، فقد استطاع الأسطول العماني محاصرة موانئ القواسم الرئسية فلم يسمح لأية سفينة بالخروج لصيد الؤلؤ أو القيام برحلة تجارية ، و قد دفعت المعاناة القاسية تلك الموانئ عدا رأس الخيمة إلى الاعتراف بسلطة الإمام .
الحملة القاسمية على رستاق
رد شيخ القواسم الشيخ راشد في عام 1763 بحملة بقيادة ابنه صقر بن راشد القاسمي الذي استطاع أن يهدد العاصمة العمانية الرستاق ، مما اضطر إمام عمان أن يستقبل سفارة من بعض شيوخ القواسم و تمخضت هذه البعثة عن قناعة الأمام باستقلال رأس الخيمة و توابعها عن سلطته الخاصة في عام 1765 .
الحملة البريطانية الأولى 1800م
تظافرت عدة عوامل ساعدت على نجاح الاعمال العسكرية البحرية التي قام بها القواسم ضد سفن شركة الهند الشرقية البريطانية في الخليج وتمثلت تلك العوامل في اضطراب الاوضاع في الامبرطورية الفارسية من ناحية و عدم رغبة رئاسة الشركة البريطانية في مومباي في استنزاف قواها في نشاطات تتصل باستتباب الامن في الخليج من ناحية ثانية وترتب على ذلك استفحال قوة القواسم بنشاط كبير في الهجوم على كثير من السفن التجارية البريطانية.
أعمال عسكرية بحرية
تسجل الوثائق البريطانية عددا من الاعمال العسكرية قام بها القواسم ضد السفن الشركة البريطانية ففي 18 مايو عام 1798م هاجم القواسم سفينة بريطانية تسمى فايبر (بالإنجليزية: Viper) كانت ترسو في ميناء بو شهر ثم هاجموا سفينة اخرى تسمى باسين سنو (بالإنجليزية: Basein Snow) كانت في طريقها إلى البصرة قادمة من مومباي بالقرب من ساحل الرمس القريب من مدينة راس الخيمة معقل القواسم بيد ان رئاسة الشركة في مومباي كانت تفضل التزام السلام دائما في علاقاتها مع عرب الخليج حتى انها كانت تصدر اوامرها و تعليماتها للبحارة البريطانين بعدم البدء باطلاق النيران عليهم ولكن مع تزايد الهجمات على السفن الشركة تبنت الرئاسة في مومباي سياسة جديدة للعمل على تامين التجارة البريطانية ومن ثم كانت الحملة البريطانية الاولى على القواسم في عام 1805م.
في بداية هذا العام تمكن القواسم من الاستيلاء على السفينتين البريطانيتين شانون (بالإنجليزية: Shannon) و تريمر (بالإنجليزية: Trimmer) التابعتين للمقم البريطاني في البصرة مانستي (بالإنجليزية: Manesty) و Hعيد تسليح السفينتين و ضمهما إلى اسطول القواسم وبعد فترة وجيزة تمكن القواسم ايضا من الهجوم على طراد الشركة البريطانية مورنينجتون (بالإنجليزية: Mornington) الذي كان يجوب مياه الخليج لتامين التجارة ضد الفرنسين، الا ان بحارة الطراد البريطاني أطلقوا النار على القواسم الذين لاذوا بالفرار.
في ابريل عام 1805 م هاجم القواسم سفينة الشركة البريطانية كوين (بالإنجليزية: Queen ) بالقرب من مسقط لكن السفينة تمكنت من رد الهجوم.
التحالف مع مسقط
بتكرار هجوم القواسم على سفن الشركة البريطانية، اقترح حاكم مومباي دنكان (بالإنجليزية: Duncan) على الوكيل البريطاني في مسقط الكابتن سيتون (بالإنجليزية: Seton) تقديم المساعدة الحربية إلى حكومة مسقط في حربها ضد القواسم خاصة بعد تمكن القواسم الاستيلاء على ميناء بندر عباس في اعقاب اغتيال حاكم مسقط سلطان بن احمد في عام 1804م مما ادى بالتالي إلى سيطرتهم على جانبي مدخل الخليج العربي.
اعتبرته الشركة البريطانية تهديدا للملاحة في المنطقة، وقام البريطانيون بالتالي بالتنسيق مع حاكم مسقط الجديد بدر بن سيف الذي أبدى موافقته على منح البريطانيين ميناء بندر عباس أو جزء منه تقديرا لمساعدتهم.
بناء على هذه الموافقة صدرت الاوامر إلى الكابيتن سيتون الوكيل البريطاني في مسقط في 3 مارس عام 1805م بمساندة حكومة مسقط في القضاء على القواسم.
أوامر مقيدة
لكن تلك الاوامر قيدت كابتن سيتون بعدة قيود فكان عليه ان يكف عن نشاطه اذا تدخل حلفاء القواسم من الوهابين، وأن يحاول الوصول إلى السلام عن الطريق المفاوضات، وأن يتفادى أية مشاكل أو صعوبات مع حكومتين الفارسية والعمانية. كذلك كان عليه ان يعمل بالتنسيق مع مانستي المقيم البريطاني في البصرة والمستر بروس (بالإنجليزية: Bruce) المقيم البريطاني في بو شهر
بدء الحملة الأولى
سفينة بريطانية عند شاطئ بندر عباس
تحركت القوات البحرية العمانية يساندها الاسطول البحري البريطاني في 15 يونيو عام 1805م في اتجاه ميناء بندر عباس لاستعادته من قبضة القواسم وحلفائهم من بني معين سكان جزيرة هرمز وتم لهم بعد قتال استمر يوما واحدا و في 3 يوليو عام 1805م تلقت القوات المتحالفة معلومات تفيد أن القواسم بداوا يحركون اسطولا بحريا مكونا من ثلاثين سفينة صغيرة من جزيرة قشم.
في الحال ابحرت القوات البحرية العمانية يساندها طراد الشركة البريطانية مورنينجتون (بالإنجليزية: Mornington) وأحكموا الحصار على أسطول القواسم الذي كان لايزال بالقرب من سواحل جزيرة قشم رغم محاولات القواسم لفك ذلك الحصار البريطاني العماني عن الجزيرة.
الهدنة
وأرسل القواسم إلى سيد بدر بن سيف يعرضون عليه السلام وإبرام هدنة بين الطرفين المتحاربين ورحب بدر بن سيف بهذا العرض لرغبته الشديدة في عودته إلى مسقط التي كانت تشهد اضطرابات داخلية، واتفق الطرفان على ان يعيد القواسم السفينة تريمر (بالإنجليزية: Trimmer) التابعة للشركة البريطانية خلال خمسة وعشرين يوما وعلى إبرام هدنة بينهما لمدة سبعين يوما.
اتفاق
وقع الطرفان على اتفاقيتهما في 6 فبراير عام 1805 م و تنص بنودها كما ذكر أتشيسون (بالإنجليزية: Aitchison) على إقامة سلام بين الشركة البريطانية و سلطان بن صقر القاسمي زعيم القواسم وأتباعه. احترام كلا الطرفين لعَلم وممتلكات و توابع الطرف الاخر، على ان يدفع القواسم غرامة مالية كبيرة إذا ما خرقوا الاتفاق.
كذلك نصت الاتفاقية على ان يتغاضى الكابتن سيتون عن المطالبة بحمولة السفينتين تريمر و شانون و ان يقدم القواسم المساعدة والحماية للسفن البريطانية التي تجنح إلى شواطئهم و يقوموا بتزويدها بالوقود او الماء.
أخيرا وبعد ان تم التصديق على الاتفاقية واقرارها يُسمح للقواسم بزيارة الموانى البريطانية من سورات حتى البنغال وقد وقع الاتفاقية عن البريطانيين الكابتن سيتون الوكيل البريطاني في مسقط و عن القواسم عبدالله بن كورش ثم اعتمدها سلطان بن صقر القاسمي زعيم القواسم ثم الحاكم العام البريطاني في الهند في 29 إبريل 1806م.
الاتفاقية
- نصوص اتفاقية السلام (قلنامة) نصت على مايلي
- مادة (1) سيكون سلام بين شركة الهند الشرقية البريطانية الموقرة و سلطان بن صقر القاسمي و جميع توابعه و رعاياه على سواحل شبه جزيرة العرب وفارس وهم سيحترمون علم شركة الهند الشرقية وممتلكاتها أينما و كيفما يكونون وبالمثل يكون سلوك شركة الهند الشركية نحو القواسم.
- مادة (2) اذا خالف القواسم حكم المادة المذكورة انفا فانه تحق عليهم غرامة مقدارها 30,000 دولار و بهذا الشرط فإن الكابتن ديفيد ستون يوافق ان يستلم من الامير سلطان بن صقر السفينة تريمر الراسية الآن في مسقط وأن يتنازل عن المطالب بحمولة مدافع هذه السفينة وكذلك عن شانون.
- مادة (3) إذا وجدت ممتلكات بريطانية في اسطول الصيد فيجب ان ترد.
- مادة (4) أي سفينة بريطانية ترسو على شواطىء القواسم للتزود بالطعام والماء أو تضطر إلى اللجوء للشاطىء بسبب حالة الجو أو أي سبب آخر يجب ان يساعدها القواسم ويؤمنوا لها الحماية، وأن يحافظوا على ممتلكاتها وأن يسمحوا لها باللجوء أو الرحيل حسبما يراه أصحابها مناسبا بدون مقابل أو طلب.
- مادة (5) إذا أجبر الامير سعود القواسم على الخروج عن اتفاقية السلام هذه، فيجب عليهم وفي جميع الحالات إرسال انذار قبل ثلاثة أشهر.
- توقيع
- عبدالله بن كروش
- توقيع
- ديفيد ستون
تجدد النزاع بين القواسم وعمان
في اعقاب اغتيال حاكم مسقط السيد بدر بن سيف في عام 1806م و تولي السيد سعيد بن سلطان مقاليد الحكم في عمان، تجدد النزاع بصورة خطيرة بين القواسم والعمانيين خاصة بعد ازدياد قوة القواسم الذين تماثلت خطورتهم في البحر. كما شعر السيد سعيد بن سلطان بخطورة حلفائهم من الوهابيين على اليابسة، مما شكل تهديدا خطيرا لتجارة عمان.
سارع القواسم بزعامة سلطان بن صقر إلى التحرك لاستعادة خورفكان التي كان قد استولى عليها حاكم مسقط سعيد بن سلطان من قبل. بعد قتال عنيف انسحب حاكم مسقط من خورفكان و تتبعه القواسم حتى اقتربوا من مدينة صحار العمانية. أما الوهابيون فقد تمكن قائد قواتهم مطلق بن محمد المطيري من الاستيلاء على المدن العمانية نزوى وبهلى و مطرح مما كان يعني تهديدا خطيرا لمعقل سعيد بن سلطان في مدينة مسقط.
موقف شركة الهند الشرقية من النزاع
في خضم هذا الصراع الدائر بين حاكم مسقط من جهة والقواسم وحلفائهم من الوهابيين من جهة اخرى كان موقف شركة الهند الشرقية البريطانية في بادىء الامر يتسم بالحياد التام مما دفع بسعيد بن سلطان إلى عقد اتفاقية سلام مع القواسم و حلفائهم من الوهابيين في نهاية عام 1808م. و تعكس شروط الاتفاقية خضوع السيد سعيد بن سلطان للقواسم و حلفائهم. ولم يكن سعيد بن سلطان عازما على استمرار هذا الخضوع بل كان يسعى دائما إلى الاستقلال التام. وحتى يبلغ هذا الهدف راى انه في حاجة ال مساعدة خارجية من احدى الدولتين المتنافستين على السيطرة على الخليج العربي في ذلك الوقت هما بريطانيا وفرنسا وأبدت له حكومة شركة الهند الشرقية البريطانية في مومباي رغبتها في الوقوف إلى جانبه هذه المرة، خاصة أن الشركة البريطانية كانت تعد العدة للقيام بحملة ثانية على القواسم الذينة تعاظمت قوتهم بشكل كان يهدد طريق التجارة البريطانية في الخليج والمحيط الهندي و رأى سعيد بن سلطان ان اشتراكه في هذه الحملة سوف يؤدى إلى توثيق عرى الصداقة بينه وبين البريطانيين وأنة بإمكانه الاستعانه بهم في تحقيق بعض تطلعاته التي كانت تهدف إلى استعادة الموانيء والجزر التي استولى عليها القواسم منه. كما انه من المحتمل الاستفادة في كسب تاييدهم له ضد مناوئيه أو ضد الحركات الانفصالية التي كانت تقوم في ممتلكاته في عمان من وقت إلى اخر.
الحملة البريطانية الثانية 1809م
سعى مجلس رئاسة شركة الهند الشرقية البريطانية في بومباي إلى العمل على كبح جماح القواسم الذين باتوا يشكلون خطرا كبيرا على سفن الشركة المتجهة من وإلى موانىء الخليج العربي، وكان القواسم قد نقضوا اتفاقية السادس من فبراير عام 1806م باشتراكهم مع الوهابيين في الهجوم على موانىء عمان مما أثار المخاوف لدى البريطانيين من حدوث المزيد من الاضطرابات العسكرية التي تؤثر على سير الملاحة في المنطقة. ورغم أن بريطانيا قد وقفت موقف الحياد التام كما أشير إلى ذلك في الصراع بين حاكم مسقط من جانب والقواسم وحلفائهم من الوهابيين من جانب آخر. الا ان تمادي القواسم في الهجوم على عدد من سفن الشركة البريطانية والاستيلاء عليها كان مبررا كافيا لاتخاد الشركة البريطانية التدابير اللازمة حول اعداد حملة عسكرية بحرية بريطانية ثانية ضد القواسم.
اشتباكات بحرية
ففي أوائل مايو عام 1808م حدث اشتباك بين عدد من قوارب القواسم وبين طراد فيوري (بالإنجليزية: Fury) وهو في طريقه من البصرة إلى بومباي ولكنه تمكن من صد القوارب بعد ان كبدها خسائر كبيرة في الارواح. وعند وصول الطراد فيوري إلى بومباي لم يلق قائد الطراد اي استحسان من مجلس رئاسة الشركة البريطانية لمقاومته الحماسية لقوارب القواسم بل تلقى تعنيفا قاسيا من الحاكم العام البريطاني في بومباي شخصيا نظرا لعصيانه الأوامر التي تحظر على سفن الشركة التجارية الاشتراك في اعمال عسكرية بحرية.
وفي مايو عام 1808م هاجم القواسم السفينة التجارية مينرفا (بالإنجليزية: Minerva) التابعة للمستر مانستي بالقرب من راس مسندم وهي في طريقها من بومباي إلى البصرة وتمكن القواسم في هذه المرة من الاستيلاء عليها و تفريخ حمولتها في راس الخيمة.
وفي العشرين من أكتوبر عام 1808م هاجم القواسم الطراد البريطاني سيلف (بالإنجليزية: Sylph) واستولوا عليه وسحبوه إلى رأس الخيمة وأسروا العديد من بحارته و من بينهم زوجة الكابتن روبرت تايلور (بالإنجليزية: Captain Robert Taylor) وكذلك قائد الطراد الذي اعدمه القواسم و كان حمولة الطراد سيلف حوالى ثمانية وسبعون طنا وعلى سطحه ثمانية مدافع وكان هذا الطراد هو Hحد قطع الاسطول للسير هارفورد جونز (بالإنجليزية: Sir Harvord Jones) في بعثته إلى بلاط شاه فارس .
الاستعداد للحملة الثانية
وهكذا دفعت تلك المناوشات العسكرية بين القواسم وسفن شركة الهند الشرقية البريطانية رئاسة الشركة القيام بالحملة الثانية وقد طلب السيد سعيد بن سلطان حاكم عمان الاشتراك في تلك الحملة وبالفعل تحركت في7 سبتمبر عام 1809م حملة قوية من بومباي بقيادة الكولونيل سميث (بالإنجليزية: Colonel Smith) والكابتن جون وين رايت (بالإنجليزية: Captain John Wain Rite) وعين الكابتن سيتون (بالإنجليزية: Captain Seaton) مسئولا سياسيا لها وتكونت الحملة من السفينة تشيفون (بالإنجليزية: Chiffon) ستة و ثلاثون مدفعا و السفين كارولين (بالإنجليزية: Caroline) ستة. و ثلاثون مدفعا و طرادات الشركة مورنينجتون (بالإنجليزية: Mornington) و تيرنيت (بالإنجليزية: Ternet) و اورور (بالإنجليزية: Auror) و ميركوري (بالإنجليزية: Mercury) و نوتيلوس (بالإنجليزية: Nautilus) وبرنس اوف و يلز (بالإنجليزية: Prince of Wales) وكان الهدف الاساسي لتلك الحملة تدمير القوة البحرية للقواسم تدميرا تاما واطلاق سراح الرعايا البريطانيين والهنود وYعادة بعض المواقع التي انتزعها القواسم في خليج عمان إلى سلطان مسقط> وصدرت التعلميمات إلى قيادة الحملة لتحقيق ذلك الهدف حسب يوميات القسم السياسي لرئاسة الشركة البريطانية.
وكانت التعليمات تحتوي على كافة المعلومات المهمة عن الساحل العربي من الخليج وخليج عمان وتاريخ القبائل العربية القاطنة في هذه المناطق و خاصة القواسم الهدف الرئيسي لقيام هذه الحملة.
الهجوم على رأس الخيمة
وصلت الحملة البريطانية إلى مسقط حيث ظلت عدة أيام، ناقش خلالها قادتها الخطط مع السيد سعيد بن سلطان
الهجوم على راس الخيمة و احراق سفن القواسم
حاكم عمان وفي 11 نوفمبر عام 1809م وصلت سفن الحملة راس الخيمة ولكن ضحالة المياه امام سواحل راس الخيمة اضطرت السفن إلى الوقوف على مسافة تتراوح بين ميلين وأربعة أميال و بدأت السفن قصف المدينة طوال يوم 2 نوفمبر من نفس العام.
دافع القواسم ببسالة عن مدينة راس الخيمة بيد ان البريطانيين تمكنوا في صباح يوم 13 نوفمبر عام 1809م من فتح ثغرة في دفاع المدينة واندفعوا منها إلى داخلها وعند الظهر تمكنوا من احتلال وسط المدينة في حين ظلت الاجزاء الشمالية منها في أيدي القواسم وشرعت سفن الشركة بعد ذلك في تدمير واحراق أسطول القواسم.
ترددت الانباء عن اقتراب قوات كبيرة من الوهابيين في اتجاه رأس الخيمة و لما كانت تعليمات الرئاسة الصادرة للسفن البريطانية تحظر عدم الاشتباك مع الوهابيين في عمق اليابسة من أراضي رأس الخيمة فقد اصدر قادة الحملة في صباح يوم 14 نوفمبر عام 1809م أوامرهم بعودة الجنود البريطانيين إلى سفنهم وطراداتهم حتى لا تتورط القوات البريطانية في معارك برية قد لا يكون النصر حليفها فيها.
الهجوم على ملحقات رأس الخيمة
غادرت الحملة رأس الخيمة إلى لنجة ميناء القواسم الواقع على الساحل الفارسي للخليج واستولت عليه دون مقاومة في 17 نوفمبر عام 1809م بينما توجهت السفينة كارولين (بالإنجليزية: Caroline) بالاشتراك مع سفن حاكم مسقط سعيد بن سلطان في 6 ديسمبر عام 1809م للهجوم على خورفكان و كلبا و شناص لاستعادتها من قبضة القواسم وتم ذلك في 31 ديسمبر عام 1809م
في نفس الوقت تحرك الطرادان ترينيت و نوثيلوس نحو جزيرة قشم و ميناء لافت الفارسي لاخضاعها حيث كانت توجد قوة للقواسم محصنة و مزودة بالمتاريس والمدافع. وبدات الاشتباكات بين الطرفين بصورة عنيفة وفي 28 نوفمبر عام 1809م تم الاستيلاء على الميناء و حرق سفن القواسم الموجودة هناك وعددها عشر سفن.
نتائج الحملة
وقد أعرب قائد الحملة الكولونيل سميث في تقرير له إلى مجلس رئاسة الشركة البريطانية في بومباي عن أمله في ان يكون القواسم قد تلقوا دراسا جيدا من هذه الحملة.
وعلى الرغم من عنف تلك الحملة العسكرية البحرية التي قامت بها سفن الشركة البريطانية ضد القواسم الا انها لم تأت بنتائج إيجابية بشكل كاف ولم تحقق كل الأهداف التي قامت من أجلها، فلم تتمكن الحملة البريطانية الثانية مثلا من تدمير كافة سفن القواسم اذ عندما علم القواسم باقتراب الحملة قاموا باخفاء العديد من سفنهم في اخوار عميقة غرب رأس مسندم.
[عدل] ما لم يتحقق من أهداف الحملة
أما عن هدف الحملة الخاص بإعادة بعض المواقع التي انتزعها القواسم من سلطان مسقط اليه فلم تعد بفائدة لانه على الرغم من عودة تلك المواقع إلى حوزته إلا ان تعاونه مع الحملة البريطانية جلب عداء الوهابين الذي ظل يعاني منه طويلا.
[عدل] ما تحقق من الحملة
ان ما تحقق من اهداف الحملة الثانية كان احترام القواسم للسفن التجارية البريطانية أو تلك التي تحمل أعلاما بريطانية و كان الاجراء الذي اتخدته رئاسة الشركة في بومباي لأول مرة في اعقاب الحملة هو فرض الحظر على تصدير الاخشاب اللازمة لصناعة السفن من موانىء الهند إلى موانىء الخليج بناء على نصيحة المستر مانستي المقيم البريطاني في البصرة وكان الهدف من هذا الاجراء حرمان القواسم من بناء سفن جديدة.
عودة القواسم إلى البحر
بعد الحملة الثانية ساد اعتقاد لدى رئاسة الشركة في بومباي بعجز القواسم عن القيام باي نشاط جديد في البحر الا انه لم يمض وقت طويل حتى استعاد القواسم قوتهم و استانفوا نشاطهم البحري و ازداد نشاط القواسم العسكري بدرجة كبيرة خاصة في عام 1815م عندما اصدر زعيمهم الشيخ حسن بن رحمة أوامره إلى وحداته البحرية في القضاء على كل ما يصادفها من سفن بريطانية وهندية الأمر الذي دفع الشركة البريطانية إلى تجهيز حملة عسكرية بحرية ثالثة ضد القواسم. منقول من ويكيبيديا وللحديث بقيه