وقال تعالى في أواخرها :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9)} .
والصلاه ذكر وتسبيح وقد طلب منهم السعي الى ذكر الله فهو مناسب لتسبيح ما في في السماوات وما في الأرض و التسبيح ذكر .
وقال عزّ وجل بعد ذلك :
{ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)} .
فأمرهم بذكر الله كثيرا بعد الصلاة وهو مناسب لتسبيح ما في السماوات والأرض فناسب تسبيح المؤمنين وذكرهم لله تسبيح ما في السماوات و الأرض و الصلاة إنما هي ذكر وتسبيح .
السورة إنما هي في المنافقين وصفاتهم عدا آيتين في خواتيم السورة هما في عباده المؤمنين وتوجيههم وقد ناداهم سبحانه بـ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ... (9)} ، ذلك لأنهم بمقابل المنافقين الذين يبطنون الكفر ويظهرون الإيمان
وقد أمر ربنا المؤمنين أن ينفقوا مما رزقهم الله فقال تعالى : { وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ ... (10)} .
وهذا بمقابل ما يقوله المنافقون لنظرائهم : { لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا ... (7)} .
فالمنافقون يقولون لا تنفقوا والله عزّ وجل يقول : { وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم ... (10)} .
1 ـ قال الله سبحانه في أول السورة : { يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)} .
وقال تعالى في آخرها : { عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)} .
فكلتا الآيتين في الله وصفاته وقوله في الآية الأولى : { لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)} يناسب قوله في آخر السورة : { عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)} .
فالذي له الملك هو العزيز وهو الحكيم من الحكم والذي له الحمد هو الحكيم من الحكمة وهو الذي ينزهه أهل السماوات والأرض ويسبحونه .
والذي له الملك وله الحمد ينبغي أن يكون عالما بما في ملكه لا يندّ عنه شيء فقال عزّ وجل : { عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)} .
2 ـ وقال جل جلاله في أوائل السورة : { يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (4)} .
والذي يعلم ذلك هو عالم الغيب والشهادة المذكور في آخر آية من السورة : { عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)}.
3 ـ ثم ذكر الذين كفروا بعد ذلك بقوله جلّ في علاه : { أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (5)} وما بعدها .
وذكر بعدها الذين آمنوا إلى خواتيم السورة فقال سبحانه : { ... وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9)} ... { ... وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (12)} وذلك إلى نهاية السورة .
1 ـ خاطب سبحانه في أولها النبي وناداه بقوله : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ } .
ثم التفت تعالى إلى المؤمنين قائلا لهم : { ... إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ... (1)} .
ثم نادى في آخر السورة الذين آمنوا وأمرهم بتقوى الله فقال عزّ وجل : { ... فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10)} .
فأمرهم بتقوى الله في البداية والختام .
2 ـ ان خطابه في بدء السورة بقوله جلّ جلاله : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ } مناسب لقوله عزّ من قائل في الخواتيم : { ... قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ... (11)} .
فالذي ناداه ربه بـ { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ } في بدء السورة هو الرسول (صلى الله عليه وسلم) المذكور في أواخر السورة والذي أُنزل عليه آيات مبينات من ربه .
بدأت السورة بالكلام على أزواج النبي فقال سبحانه :
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (1)}
ثم ذكر إسراره صلى الله عليه وسلم إلى بعض أزواجه حديثا ثم نبأت به وذلك قوله تعالى :
{ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3)} .
حيث ذكر أنها نبأت به وحذرهم من نحو ذلك وذلك قوله عزّ وجل : { إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ ... (4)} .
وخُتمت السورة بالكلام على امرأتين من أزواج الأنبياء السابقين عصتا ربهما وهما امرأة نوح وامرأة لوط فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين وذلك قوله جلّ في علاه :
{ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10)} .
وبالكلام على امرأتين صالحتين اطاعتا ربهما وهما امرأة فرعون ومريم ابنة عمران وذلك قوله جلّ جلاله : { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)} .
فالكلام في البدء والختام على النساء وطاعتهن لله و تحذير من يستوجب التحذير منهن .
1 ـ قال الله سبحانه في بداية السورة : { تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)} .
وقال في خواتيمها : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28)} .... { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ (30)} .
فالذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير وهو الذي يفعل ما ذكره في آخر السورة من إهلاك من يشاء وإجارة من شاء من عذاب أليم وأن يأتي بالماء المعين إن غار الماء.
فالذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير هو الذي يفعل ذلك .
2 ـ قال تعالى في أوائل السورة : { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)} .
وقال في أواخرها : { قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (23) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)} .
فالذي انشأ الناس ووضعهم في الأرض هو الذي خلق الحياة والذي يهلك من يشاء او يرحمهم ويحشرهم وذلك ما ذكره في قوله : { وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } . وقوله : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا ... (28)} .
هو الذي خلق الموت وهو الذي خلق الموت والحياة
3 ـ في قوله عز وجل : { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)} .
أشار إلى من يحسن عمله بقوله : { أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } .
وأشار إلى من يسيء بقوله : { وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ } . فإن المغفرة إنما تكون من الذنوب .
وفيه اشارة الى اليوم الآخر فإن مغفرة الذنوب إنما تنفع في الآخرة.
وذكر في آخر السورة من أساء في عمله ومن أحسن فقال في من أساء: { وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (25)} ... { فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ (27)} . وقال في من أحسن : { قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (29)} .
ثم ذكر عز ّ وجل في خاتمتها المؤمنين والمكذبين فقال :
{ وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ (49)} .
وذكر الله سبحانه عن عاقبة المكذبين الحسرة فقال :
{ وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50)} .
ثم أمر رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بتسبيح ربه في كل ما يفعل ومن ذلك ما يجازي به عباده فقال :
{ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)} .
قال الله سبحانه في أول السورة :
{ سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)} . ثم يمضي في تصوير ذلك اليوم وهو يوم القيامة .
وختم تعالى السورة بذكر ذلك اليوم فقال :
{ فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44)} .
قال الله سبحانه في أول السورة : { يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (4)} ، فأمر الله رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بقيام الليل وترتيل القرآن وذكرهما في آخر السورة فقال : { إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ ... (20)} . ففعل ما أمره ربه من قيام الليل
وقال تعالى في آخرها : { ... فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ... (20)} . وقال عزّ وجلّ : { ... فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ... (20)} . وهو نظير قوله سبحانه في أول السورة : { ... وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (4)} .
والسورة على العموم في الإنذار والموقف من هذا الإنذار فقد ذكرت السورة من قال ربنا فيه : { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11)} ، وموقفهم من الإنذار .
وذكر في آخر السورة موقف المعرضين عن الإنذار فقال تعالى : { فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ (51)} .
وقال عزّ وجلّ في آخر السورة : { وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56)} .
السورة في الإنسان من أولها الى آخرها في الدنيا والآخرة .
وقد بدأت بالإنسان قبل أن يكون شيئا مذكورا وذلك قوله سبحانه :
{ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا (1)} .
وختمت السورة بخاتمة الإنسان إما أن يكون مرحوماً أو معذباً وذلك قوله تعالى :
{ يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31)} .
أقسم ربنا بالنازعات وما بعدها في أول السورة ثم ذكر يوم القيامة بقوله سبحانه :
{ يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9)} .
(من استغنى) وذلك قوله سبحانه : { أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى (6)} .
ومن جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى خاشيا ربه وذلك قوله تعالى : { وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)} .
وخُتمت السورة بذكر هذين الصنفين وذلك قوله عزّ وجلّ :