تناسب فواتح سور القرآن الكريم مع خواتيمها / د. فاضل السامرائي

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,779
التفاعل
17,897 114 0
1547028731649.png


1 ـ سورة الفاتحة


تبدأ السورة بقوله تعالى :
{ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)}
وختمت السورة بقوله سبحانه :
{ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)}
والعالَمون إما منعم عليهم أو مغضوب عليهم وهم الذين عرفوا الحق وحادو عنه ، أو ضالون وهم لم يعلموا الحق .
ولا يخرج العالمون عن هذا فناسب المفتتح الخاتمة أوثق مناسبة وأتمها.
جاء في (التفسير القيم) لابن القيم :
( من ذكر المنعم عليهم وتمييزهم عن طائفتي الغضب والضلال فانقسم الناس بحسب معرفة الحق والعمل به إلى هذه الأقسام الثلاثة ، لأن العبد إما أن يكون عالماً الحق أو جاهلاً به .
والعالم بالحق إما أن يكون عاملا بموجبه أو مخالفا له .
فهذه أقسام المكلفين لا يخرجون عنها البتة.
فالعالم بالحق العامل به هو المنعم عليه .
والعالم به المتبع هواه هو المغضوب عليه.
والجاهل بالحق هو الضال.
والمغضوب عليه ضال عن هداية العمل.
والضال مغضوب عليه لضلاله عن العلم الموجب للعمل .
فكل منهما ضال مغضوب عليه . ولكن تارك العمل بالحق بعد معرفته به أولى بوصف الغضب وأحق به …
والجاهل بالحق أحق باسم الضلال) . (1)

(1) التفسير القيم 11
 
التعديل الأخير:
1547028786110.png

2 ـ سورة البقرة

1 ـ قال تعالى في بدء سورة البقرة
:
{ الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (6)}
فذكر المؤمنين الذين يؤمنون بما أُنزل إليه وما أُنزل من قبله ، ثم ذكر الذين كفروا .
وقال سبحانه في آخر السورة :
{ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ... (285)}
فذكر في أول السورة أنهم يؤمنون بما أُنزل إليه وما أُنزل من قبله، وكذلك ذكر في آخر السورة .
فقد قال عزّ وجل في أول السورة :
{ والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ... (4)}
وقال تعالى في آخرها إنهم آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرّق بين أحد من رسله.
فناسب البدء الختام .

2. ذكر سبحانه في أول السورة أنهم يؤمنون بالغيب .
وذكر عز ّ من قائل في آخر السورة أنهم يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله ، وكل هذا من الغيب .
ثم إن الإيمان بالرسل يقتضي الإيمان بكل ما ذكروا من الغيب.

3 ـ ذكر الكافرين في أول السورة فقال تعالى :
{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (6) }
وقال سيحانه في خاتمتها :
{ ... فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) }
فدعا بالنصر عليهم

فناسب مفتتح السورة خاتمتها أكثر من وجه
 
التعديل الأخير:
1547028822657.png

3 ـ سورة آل عِمران

1 ـ قال تعالى في أول السورة :
{ الم (1) اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (4)}
وقال سبحانه في آخر السورة : { وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (199)}
فذكر عزّ وجل في أول السورة تنزيل الكتاب عليه صلى الله عليه وسلم وإنزال التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس .
وذكر عزّ من قائل في آخر السورة أن من أهل الكتاب من يؤمن بما أُنزل إليه وما أُنزل إليهم وهو ما ذكر في أول السورة .

2 ـ وقال تعالى في أوائل السورة :
{ ... إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (4)}
وقال سبحانه في آخرها :
{ لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197)}
فذكر عاقبة الذين كفروا في البدء والختام .

3 ـ ذكر عزّ وجل أولي الألباب في أوائل السورة وذكر دعاءهم ، وكذلك ذكرهم في أواخر السورة وذكر دعاءهم .
فقال تعالى في أوائل السورة :
{ ... وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ (7) رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (8) رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (9)}
وقال سبحانه في آخر السورة :
{ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ (190)}
وذكر عزّ من قائل دعائهم :
{ رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194)}

4 ـ وذكر الآخرة في البدء والختام :
فقال تعالى في أوائل السورة :
{ رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (9)}
وقال سبحانه في خواتيم السورة :
{ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194)}
وذكر عنه في الموطنين أنه سبحانه وتعالى لا يخلف الميعاد .

والتناسب أظهر من أن يُقال فيه شئ آخر .
 
التعديل الأخير:
1547028876025.png


4 ـ سورة النساء

ابتدأت السورة بقوله تعالى
:
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا (2)}
وقال سبحانه في خاتمتها :
{ يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَآ إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ ... (176)}

1 ـ فقد بدأت بخلق الإنسان وبث ذريته في الأرض بقوله عزّ وجل :
{ ... اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء ... (1)}
وانتهت بهلاكه دون عقب بقوله عزّ من قائل :
{ ... إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ ... (176)}

2 ـ كما ابتدأت بإيتاء الأموال للنشء الجديد من اليتامى من أنصبتهم من المواريث وهم يستقبلون الحياة
واختتمت بتقسيم تركات من ودّع الحياة .


وهو من لطيف المناسبات
 
التعديل الأخير:
1547029075680.png


5 ـ سورة المائدة

1 ـ قال تعالى في بداية سورة المائدة
:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (1)}

{ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ ... (3)}
{ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ ... (5)}
فذكر سبحانه الإيفاء بالعقود وما يتعلق بالأطعمة .
وختمت بذكر المائدة وهي إنزال الطعام من السماء :
{ إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (112) قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114)}


2 ـ ثم إنه عزّ وجل ذكر الوفاء بالعقود في بداية السورة وذلك قوله :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ ... (1)}
وذكر في خاتمة السورة ما أخذه عيسى عليه السلام على بني إسرائيل أن يعبدوا الله فتركوا الوفاء بالعهد ذلك قوله عزّ من قائل :
{ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ... (117)}


3 ـ وذكر في أوائل السورة ما نزل في عرفة من القرآن وذلك قوله تعالى :
{ ... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ... (3)}
ويوم عرفة وما بعده عيد للمسلمين لأولهم وآخرهم .
وذكر في أواخر السورة أن المائدة تكون لهم عيدا لأولهم وآخرهم وذلك قوله سبحانه
:
{ ... تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا ... (114)}

وذلك من لطيف المناسبات
 
التعديل الأخير:
1547030246386.png


6 ـ سورة الأنعام

قال تعالى في أول السورة
:
{ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ (1) }
وقال سبحانه في خواتيمها :
{ قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ... (164)}

1 ـ فقد ذكر في بدايتها أن الذين كفروا بربهم يعدلون ، وأما هو صلى الله عليه وسلم فلا يعدل بربه شيئا :
{ قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ... (164)}
فناسب بين البدء والختام .

2 ـ وقال في البدء :
{ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ... (1)}
وقال في خواتيمها :
{ وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ... (164)}

أليس الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور هو رب كل شئ ؟!.
 
التعديل الأخير:
1547030357582.png


7 ـ سورة الأعراف

ابتدأت السورة بقوله تعالى
:
{ المص (1) كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ (3)} .
وقال سبحانه في خاتمتها :
{ ... قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي هَذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203)} .
فابتدأت بالكتاب وختمت به .

وقال عزّ وجل في أوائل السورة :
{ اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ... (3)} .
فأمر باتباع ما أُنزل إليهم .
وختمت بقوله تعالى :
{ … قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي ... (203)} .
فقد أطاع صلى الله عليه وسلم أمر ربه .


وهو مناسبة ظاهرة
 
التعديل الأخير:
1547030486935.png


8 ـ سورة الأنفال

1 ـ تبدأ السورة بقوله تعالى :
{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ .... (1)} .


وبمعركة بدر وذلك قوله سبحانه :
{ كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5) يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ (6) وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7)} .


وتختم السورة بمعركة بدر وآثارها من الغنائم والأسرى بقوله عزّ وجل :
{ فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّبًا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (69)} وهي الأنفال .


وقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (70)} .

ويدخل ذلك في الجهاد وهو ما ختمت به السورة وهو قوله سبحانه :
{ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَئِكَ مِنكُمْ ... (75)} .



2 ـ وذكر في أول السورة المؤمنين حقا من الذاكرين لله والمقيمين الصلاة والمنفقين مما رزقهم الله فقال سبحانه : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3)} .

وقال فيهم عزّ وجل : { أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)} .

وذكر في آخر السورة المؤمنين والمهاجرين والمجاهدين في سبيل الله والذين آووا ونصروا وقال تعالى فيهم :
{ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74)} .


فذكر المؤمنين في حال السلم وحال الجهاد وقال عزّ وجل فيهم جميعا : { ... أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74)}.
 
التعديل الأخير:
1547152130762.png

9 ـ سورة التوبة

1 ـ تبدأ السورة بقوله تعالى :
{ بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ (1)}
ثم آذنهم بالقتال فقال سبحانه :
{ فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ... (5)}
وتنتهي بالأمر بقتال الكافرين يقوله عزّ من قائل :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (123)}

2 ـ وبدأت السورة بالمتولين عن دين الله واستوجبوا القتال من المعاهدين من المشركين وذلك قوله عزّ وجل :
{ بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ (1)}
وانتهت فيمن تولى عن دين الله على العموم وذلك قوله تعالى :
{ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129)}
 
التعديل الأخير:
1547152234186.png


10 ـ سورة يونس

قال سبحانه في أول السورة :
{ الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1) أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ (2)}


وقال تعالى في خاتمتها :
{ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ (108) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (109)}


1 ـ فقد ذكر سبحانه الكتاب الحكيم في أول السورة :
{ الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1)} ،

فإذا كان وصف الحكيم من الحكمة فهو الحق الذي ذكره في آخر السورة وهو قوله عزّ وجل :
{ ... قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ... (108)

وإذا كان من الحكم فقد ناسب ذلك قوله عز من قائل في آخر السورة :
{ ... وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (109)} .


2 ـ والسورة بدأت بالإنذار والتبشير وذلك قوله سبحانه :
{ ... أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ ... (2)}

وختمت بالإنذار والتبشير وذلك قوله تعالى :
{ ... فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ... (108)}

وقد بينت الآية الأخيرة كيف ينفذ صلى الله عليه وسلم ما طلب منه في بداية السورة فقال عزّ وجل في أول السورة : { ... أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ ... (2)}
ثم علمه في آيات الختام كيف يفعل صلى الله عليه وسلم ذلك فقال سبحانه لرسوله الكريم :
{ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ (108)} ، فكأنهما آية واحدة .


3 ـ وذكر في أول السورة ما أُوحي إليه عليه السلام وعجب الناس من ذلك وموقف الكافرين من ذلك فقال تعالى :
{ أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ (2)}

وطلب عز ّ وجل من رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن يتبع ما يوحى إليه من ربه وأن يصبر حتى يحكم الله فقال :
{ وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (109)}

.
 
التعديل الأخير:
11 ـ سورة هود

قال تعالى في بداية السورة :
{ الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2) وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3) إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (4) أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (5)} .


وقال سبحانه في آخر السورة :
{ وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120) وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ (122) وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)} .


1 ـ فقوله عزّ وجل :
{ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)} ،

في بداية السورة يناسب قوله عز من قائل في أواخر السورة :
{ وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)} .

فهو الكتاب الذي { ... أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)} .
فلا شك أن هذا الكتاب هو الذي جاء فيه { ... الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)} .

2 ـ وقوله تعالى في بداية السورة :
{ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2)} .

يناسب قوله سبحانه في خاتمة السورة :
{ ... فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)} .


3 ـ وقوله عزّ وجل في بداية السورة :
{ ... وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3)} .

يناسب قوله عز من قائل في خاتمة السورة :
{ ... وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)}

وقوله سبحانه :
{ وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ (122)} .


4 ـ وقوله تعالى في بداية السورة :
{ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (4)} .

يناسب قوله سبحانه في خاتمة السورة :
{ ... وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ ... (123)} .


5 ـ وقوله عزّ وجل في بداية السورة :
{ ... يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (5)} .

يناسب قوله عز من قائل في خاتمة السورة :
{ وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)} .


فكانت المناسبة من أكثر من وجه
 
التعديل الأخير:
12 ـ سورة يوسف



1 ـ قال الله في أوائل السورة :
{ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)}


وقال تعالى في خاتمتها :
{ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)} .

فذكر سبحانه القصص في البداية وفي الخاتمة .

2 ـ وذكر عزّ وجل الوحيَ إليه صلى الله عليه وسلم في أول السورة :
{ ... بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ ... (3)} .

وكذلك ذكر عزّ من قائل الوحيَ في أواخر السورة :
{ ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ... (102)} .

وقال أيضا :
{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى ... (109)} .


3 ـ قال سبحانه في أوائل السورة :
{ ... وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)}

أي إنك كنت من قبل هذا القرآن غافلا و ( إِن ) مخففة من الثقيلة .
وقال تعالى في أواخرها :
{ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي ... (108)}

فذكر عزّ وجل أنه كان غافلا ثم بعد الوحي إليه صلى الله عليه وسلم أصبح على بصيرة يدعو الى الله سبحانه .

فكانت المناسبة من أكثر من جهة كما هو ظاهر .
 
التعديل الأخير:
13 ـ سورة الرعد

قال الله في أول السورة :
{ المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ (1)}


وقال سبحانه في آخر السورة : { وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)}

فقال تعالى في أولها :
{ ... وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ (1)}


وقال عزّ وجل في آخرها :
{ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً ... (43)}


ثم رد عليهم بقوله عز من قائل :
{ ... قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)}


فمن عنده علم الكتاب يعلم أن ما أُنزل إليه صلى الله عليه وسلم هو الحق .
 
التعديل الأخير:
14 ـ سورة إبراهيم

قال سبحانه في أول السورة :
{ الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2)} .


وقال تعالى في آخر السورة : { هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (52)} .

1 ـ قال عزّ وجل في أول السورة :
{ ... كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ... (1)}

وقال عزّ من قائل في آخرها :
{ هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ ... (52)}

فذكر الله في أول السورة أنه يخرج الناس من الظلمات إلى النور

2 ـ وقال سبحانه في أولها :
{ اللّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ...(2)}

وقال تعالى في خاتمتها :
{ ... وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ ... (52)}

فالذي له ما في السماوات وما في الأرض هو الإله الواحد

3 ـ وقال عَزّ وجل في أول السورة :
{ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِِ (1) اللّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ... (2)} .

وقال عزّ من قائل في آخرها :
{ ... وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (52)}

فيخرجهم من ظلمات الشرك والكفر إلى نور التوحيد وإلى صراط العزيز الحميد ، الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض .
والعزيز الحميد الذي له ما في السماوات وما في الأرض إنما هو إله واحد وليذكر أولو الألباب وهم أهل العقول النيرة .

4 ـ قال جلَّ وعلا في أول السورة :
{ ... وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2)}

وذكر سبحانه في أواخرها صفة عذابهم فقال : { وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ (44) ..... { سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ (50)}

5 ـ قال الله في أول السورة :
{ ... إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1)} .

وقال تعالى في آخرها : { فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47)}
فوصف ذاته العليا بأنه عزيز ، وكذلك في أواخر السورة .
ووصف سبحانه في أولها بأنه حميد وذكر في أواخرها أنه ليس مخلف وعده رسله ، والذي لا يخلف وعده إنما هو حميد .
ثم ذكر عزّ وجل إقامة الحجة عليهم في الآخرة فقال لهم :
{ وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ (45)}

ولم يعذب الله تعالى من غير إقامة حجة فهو عزيز حميد ، وهو الحميد من كل وجه

6 ـ وصف سبحانه ذاته العليا في أواخر السورة بأنه عزيز ذو انتقام :
{ ... إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47)}

وذكر تعالى الإنتقام في أول السورة بقوله : { وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُوْلَئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ (3)}
فهؤلاء أحق أن ينتقم منهم العزيز الحميد ذو الانتقام .
 
التعديل الأخير:
15 ـ سورة الحجر



قال سبحانه في أول السورة :
{ الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ (1) رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ (2) ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3) وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ (4) مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (5) وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7)}


وقال تعالى في أواخر السورة :
{ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87) لاََ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (88) وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (89) كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى المُقْتَسِمِينَ (90) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (91) فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93) فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)}


و بالنظر إلى أوائل السورة وأواخرها نذكر المناسبات التالية :

1 ـ لقد قال الله في أول السورة :
{ الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ (1)}

وقال تعالى في أواخرها :
{ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87)}

وقال عزّ وجل :
{ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (91)}

فذكر القرآن في البدء والختام

2 ـ قال جلّ وعلا في أولها :
{ رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ (2)}

وقال عزّ من قائل في أواخرها : { فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93)}
فعند ذلك يتمنى الذين كفروا أنهم لو كانوا مسلمين .

3 ـ قال سبحانه في أولها :
{ ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3)}

وقال تعالى في أواخرها :
{ لاََ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (88)} ، وهو ما كانوا يتمتعون به .

فذكر التمتع أولا وآخرا .

4 ـ قال عزّ وجل في أوائل السورة :
{ وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7)}

وقال عز من قائل في أواخرها : { إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97)}
فاستهزؤا به صلى الله عليه وسلم أولا فوصفوه بالجنون فقالوا : { ... إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6)}
ثم قالوا : { لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7)}
وقال سبحانه في خواتمها :
{ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95)}

وذكر أنه يضيق صدره بما يقولون :
{ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97)} .

وقد ذكر قولهم في أول السورة من وصفه بالجنون والكذب والاستهزاء به .

فالمناسبة ظاهرة .
 
التعديل الأخير:
16 ـ سورة النحل

قال الله سبحانه في أول السورة :
{ أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1) يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ (2)} .

وقال تعالى في أواخرها :
{ ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ (128)} .

1 ـ فقوله سبحانه في بداية السورة :
{ أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ ... (1)}
يناسب قوله تعالى : { ... وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ (126)} وقوله عزّ وجل : { وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ ... (127)} في أواخرها .
فقوله جلّ في علاه : { ... فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ ... (1)} يعني أنه يأمر بالصبر ويحث عليه فنهى الله عن الاستعجال في أول السورة ، وطلب الصبر وأمر به في آخرها .

2 ـ وقوله عزّ من قائل في بداية السورة : { ... سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1)}
يناسب قوله سبحانه في خواتيمها :
{ ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (123)} وقوله تعالى : { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)} .
فجاء الله بضمير الفصل في قوله عزّ وجل :
{ ... هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)} ، أي لا يشاركه في العلم أحد ، فهو وحده أعلم بذاك فلم الشرك إذن؟ .

3 ـ قوله سبحانه في أول السورة :
{ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ (2)} يناسب قوله تعالى في خاتمتها : { ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ... (125)} . فقد علمه كيف ينذر .

4 ـ وقوله عزّ وجل في أول السورة :
{ ... أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ (2)}
يناسب قوله سبحانه في خاتمتها :
{ إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ (128)}
فأمر الله بالتقوى في أول السورة ثم ذكر ثمرة التقوى في آخر السورة بأن قال :
{ إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ (128)} .
فكأنه قال : اتقوا الله فإن الله مع المتقين .

فالمناسبة ظاهرة .
 
التعديل الأخير:
17 ـ سورة الإسراء

1 ـ ذكر سبحانه بعد آية الإسراء بني إسرائيل ابتداء من قوله :
{ وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً (2)} ... إلى الآية الثامنة وهي قوله تعالى :
{ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا ... (8)}
وذكر بعدها القرآن وذلك قوله عزّ وجل :
{ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9)} .
وذكر في أواخرها بني إسرائيل أيضا ابتداءا من قوله سبحانه :
{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (101)} إلى قوله تعالى : { وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104)} .
ثم ذكر القرآن بعد ذلك كما فعل أولا فقال جل في علاه :
{ وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (105) وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً (106) قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108)} .
ففي البدء والختام ذكر بني إسرائيل أولا ثم أتبع ذلك بذكر القرآن .

2 ـ ابتدأت السورة بالتسبيح وذلك قوله سبحانه :
{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى ... (1)}
وكذلك ورد التسبيح في خواتيمها وذلك قوله تعالى :
{ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108) }
فقال أولا :
{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً ... (1)}
من غير ذكر مُسبّح ، وفي الخاتمة ذكر جملة ممن يُسبحون الله ممن يُتلى عليهم القرآن .

3 ـ ذكر الله سبحانه صفتين له في أول السورة وهما السمع والبصر فقال :
{ ... إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (1)} .
وذكر مايقتضي هذين الوصفين في خواتيم السورة فقد قال تعالى :
{ ... إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108)} .
فقوله عزّ وجل :
{ ... يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا (107)}
يقتضي الإبصار فإن ذلك مما يبصر فهو مناسب لوصفه بـ { البَصِير } .
وقوله عزّ من قائل :
{ ... وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا ... (108)} ،
فإن القول مما يُسمع وهو مناسب لوصفه بـ : { السَّمِيعُ } .
وكذلك قوله سبحانه :
{ ... وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (110)}
فإن ربنا سميع فلا داعي للجهر .
والصلاة حركات وأقوال ، فالحركات مما يُبصر والأقوال مما يُسمع ، وكذلك قوله تعالى :
{ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111)}
فهذا القول مما يُسمع . فناسب ذلك قوله جلّ في علاه : { إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (1)} .

4 ـ قال سبحانه في أول السورة :
{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً ... (1)}
وختمت السورة بقوله تعالى :
{ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111)} .
فابتدأت السورة بالتسبيح وختمت بالتحميد والتكبير ، وجماع ذلك :
( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ) .
فالتسبيح في البدء وذلك قوله عزّ وجل :
{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً ... (1)} وفي الختام وذلك قوله جلّ في علاه :
{ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا ... (108)} ،
والتحميد وهو قوله سبحانه :
{ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ ... (111)} ، و ( لا إله إلا الله )
وذلك مقتضى قوله تعالى :
{ ... لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ ... (111)} .
والتكبير وهو قوله عزّ وجل :
{ ... وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111)} .
وقد ذُكر أن ذلك من الباقيات الصالحات (1) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر فتح القدير 3/ 280 ، قوله تعالى : { ... وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46)}(الكهف) تفسير ابن كثير 3 / 85 .

 
التعديل الأخير:
18 ـ سورة الكهف

قال سبحانه في أول السورة :
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا (1) قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3) وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4)} .

وقال تعالى في آخر السورة :
{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)}

1 ـ فقد قال سبحانه في أول السورة :
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ... (1)}
وقال تعالى في آخرها :
{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ ... (110)}
فقوله عزّ وجل :
{ أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ }
يعني أنه صلى الله عليه وسلم بشرٌ مثلهم .
والكتاب الذي ذكره في أول السورة في قوله عزّ من قائل :
{ ... أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ...}
هو ما يُوحى إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو ما ذكره سبحانه في آخر السورة بقوله :
{ ... يُوحَى إِلَيَّ ... } .

2 ـ وذكر الله الإنذار والتبشير في أوائل السورة وذلك قوله عزّ وجل :
{ قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2)} .
وكذلك ذكر الإنذار والتبشير في أواخرها فقال عزّ من قائل منذرا :
{ وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا (100) الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاء عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (101) أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاء إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا (102) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103)} .
وقال جلّ وعلا مبشرا :
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108)} .
فبدأ الإنذار والتبشير وختم بهما وبَيّن عاقبة المنذَرين والمبشَرين .
 
التعديل الأخير:
19 ـ سورة مريم

1 ـ ذكر سبحانه في أول السورة رحمته بعبد من عباده وهو زكريا فقال :
{ ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2)} .
وذكر تعالى في آخر السورة رحمته بعباده المؤمنين فقال :
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96)}

2 ـ وبشر عزّ وجل في أول السورة عبداً من عباده وهو زكريا فقال :
{ يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى ... (7)}
وبشر عزّ من قائل في آخر السورة عباده المتقين فقال :
{ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ ... (97)}
 
التعديل الأخير:
20 ـ سورة طه

1 ـ قال سبحانه في أول السورة :
{ طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى (3) تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6)}
وقال تعالى في آخرها :
{ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130)}
فقال لنبيه صلى الله عليه وسلم في بداية السورة إنه لم ينزل عليه القرآن ليشقى ، وأمره في أواخرها بالصبر والتسبيح لعله يرضى . والرضا نقيض الشقاء وكلاهما خطاب لنبيه صلى الله عليه وسلم .

2 ـ وقال عزّ وجل في أواخر السورة :
{ ... لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132)} والذي يرزقه هو من { لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6)} كما ذكر في أول السورة . ومن له ذلك كله فيرزقه فلا يشقى .

3 ـ وقال عزّ من قائل في أواخر السورة :
{ وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى (133)} ،
فأرادوا آية من ربه ، وقد جاءتهم التذكرة من ربهم لمن يخشى فقال في أوائل السورة :
{ إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى (3)} ،
وذكر أنه تنزيل { ... مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى (4)} .

4 ـ وقال سبحانه في أواخر السورة :
{ وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى (134)}
وقد ذكر ربنا عزّ وجل أن القرآن تنزيل { ... مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى (4)}
فجاءهم الرسول والكتاب .
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى