غارات على دمشق

يبدو أن الدفاعات الجوية السورية دافعت بشدة لكنها لم تقنع إيران.

تقرير لمعهد دراسات الحرب عن سيطرة روسيا على الدفاع الجوي السوري مؤخرا



تقرير بالوقائع..

روسيا تحكم كامل قبضتها على سلاح الدفاع الجوي الأسدي وتسقط ورقة "السيادة الوطنية"
===============================


محلي | 2018-12-02 13:01:27

e14957a6df938c81d6d367e4.jpg

هل لاحظ موالو النظام أن وتيرة وكثافة الغارات الإسرائيلية قد زادت بعد تدخل الروس العلني في سوريا؟


ترجمة وإعداد: إيثار عبدالحق- زمان الوصل

- لماذا يدفع بشار للروس ثمن سلاح سيؤول إليهم، ويدرب أشخاصا سيكونون مجرد "مأمورين" عند موسكو؟

- "زمان الوصل" حضرت في أهم التقارير التي ترصد كيف وضع الروس يدهم على منظومة الدفاع الجوي في عموم سوريا.

- بعد الاحتلال الروسي المباشر، زادت وتيرة وكثافة الغارات الإسرائيلية على سوريا، فما هي "كلمة السر"؟


خطت موسكو خطوة واسعة نحو مصادرة آخر المفردات الباقية في قاموس "السيادة الوطنية"، وإخضاع سوريا كلياً لإمرة "كرملين" الذي يحرص على تمرير تعليماته لبشار الأسد وقيادات جيشه عبر "حميميم"، لتكون المكون الـ86 لروسيا (روسيا الاتحادية مؤلفة من 85 مكونا فيدراليا، بينهما مكونان تم احتلالهما مؤخرا من أوكرانيا).

فقد نشر أشهر مراكز الدراسات العسكرية (معهد دراسات الحرب) تقريرا موسعا عن إجراءات روسيا المتلاحقة في مجال الدفاع الجوي في سوريا، والتي أدت في النهاية إلى إلحاق هذا القطاع بموسكو وإخضاعه لأوامرها العسكرية.

وقد تولت "زمان الوصل" ترجمة أهم ما أورده هذا التقرير، الذي عرض في نهايته "فهرسا" بعشرات المراجع المعتمدة، كان من بينها جريدة "زمان الوصل"، حيث تم الاستعانة بها أكثر من مرة (4 مرات).

*تسارع

يقول التقرير المعنون بـ"روسيا توسع شبكتها للدفاع الجوي في سوريا"، إن موسكو أنهت إنجاز شبكة متقدمة لمنع التغلغل، وتدمج أنظمة الدفاع الجوي والحرب الإلكترونية العائدة إلى روسيا مع معدات محدثة كان يديرها نظام الأسد سابقا.

وقد سارعت روسيا لبناء هذه الشبكة مباشرة عقب تدخلها في سوريا عام 2015، حيث أنشأت القوات المسلحة الروسية شبكة دفاع جوي مستقلة جزئيا لحماية قاعدتها الجوية في "حميميم"، والبحرية في "طرطوس".

قامت روسيا في البداية بنشر كتيبة واحدة من طراز "إس400" في قاعدة "حميميم"، خلال تشرين الثاني/نوفمبر 2015، ثم نشرت 3 كتائب دفاع جوي إضافية، اثنتان من طراز "إس400"، وواحدة من طراز "إس300". وقد دمجت روسيا هذه المنصات مع أنظمة رادار تابعة للدفاع الجوي الأسدي من أجل توسيع القدرة على مراقبة المجال الجوي فوق سوريا، وذلك بحلول صيف 2017.

وعلاوة على ذلك، يرجح أن روسيا نشرت في سوريا نظام قيادة وسيطرة متنقلا من طراز "Barnaul-T"، وهو نظام قصير المدى، وإلى جانبه تم نشر رادار واحد على الأقل من طراز "1L122-1E ".

بدأت القوات الروسية الجوية بالتدرب على "1L122-1E " (الذي يعد من مكونات Barnaul-T) للمرة الأولى في شباط/فبراير 2016، ثم قامت موسكو بتسويقه للتصدير في تموز/يوليو 2018 بعد أن "اختبرته" ميدانيا في سوريا.

يمكن لـ"1L122-1E " توفير معلومات الاستهداف لمختلف أنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى، بما في ذلك نظامي: أوسا، ستريلا، وحتى أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف،و مع ذلك، فإن شبكة الدفاع الجوي هذه لم تغط كل سوريا، حيث قدرت موسكو أنها ستكون بحاجة إلى كتيبتين من طراز "إس400"، وبين 3 إلى 4 كتائب من طراز "إس300"، من أجل إحكام (إقفال) السيطرة الكاملة على المجال الجوي فوق سوريا.

توسعت روسيا في نشر أنظمة الدفاع الجوي في سوريا خلال عام 2018، لكنها سرعت خطواتها أكثر بعد أن أسقطت قوات الدفاع الجوي الأسد (بطريق الخطأ) طائرة روسية من طراز "إيل 20"، أثناء رد تلك القوات على غارات جوية إسرائيلية شنتها في 17 أيلول/ سبتمبر.

وبحلول 2 تشرين الأول/ أكتوبر من هذا العام، نشرت القوات الروسية ما لا يقل عن 3 كتائب إضافية من "إس300" في سوريا، وأشيع أن أنظمة هذه الكتائب الإضافية باتت موضوعة في الخدمة الفعلية اعتبارا من 7 تشرين الثاني/نوفمبر، ولكن صورا من الأقمار الصناعية تظهر واحدة على الأقل من هذه الكتائب، ما تزال حبيسة مستودعات التخزين بعد مرور هذا التاريخ المعلن.

هذا الانتشار وسّع بشكل ملحوظ المدى الجغرافي لشبكة الدفاع الجوي الروسية في سوريا، وقد ثبّتت روسيا أول كتيبة من طراز إس300 (المشحونة مؤخرا) في جبال محافظة "طرطوس"، وعلى بعد كيلومترين من موقع خاضع لسيطرة الروس نصبت فيه "إس400".
ونصبت روسيا الكتيبة الثانية من "إس400" في مطار "تي4"، أما موقع الكتيبة الثالثة فما يزال مبهماً، مع ترجيح أن توجه إلى مطار دير الزور العسكري.


da58b44d76a13c4680c22feac10be971.png


*اعتقال وتحقيق


خلال عام 2018 دمجت روسيا أنظمتها المنشورة في سوريا مع قوات الدفاع الجوي الأسدية، وبحلول 20 تشرين الأول، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها ستنشئ نظاما واحدا وموحدا للتحكم في أنظمة الدفاع الجوي التي تديرها كل من روسيا ونظام الأسد، وجاء هذا الإعلان كنوع من إجراءات الرد الفوري على إسقاط "إيل 20" الروسية من قبل قوات الأسد.

وضمن تلك الإجراءات، اعتقلت الشرطة العسكرية الروسية عناصر الدفاع الجوي الأسدي المسؤولين عن إسقاط "إيل20"، وطلبت موسكو من بشار الأسد إجراء تحقيق شامل مع سلسلة القيادة في الدفاع الجوي، التي أدت لإسقاط "إيل20"، مع التركيز على سبب ضعف تواصل تلك السلسلة مع قاعدة حميميم (بمعنى أوضح سبب عدم لجوئها لأخذ الأوامر تحديدا من حميميم الروسية).

لاحقا، قامت روسيا بإنشاء مقر جديد، أخضعت عبره جميع أنظمة الدفاع الجوي الأسدية لأوامر وتعليمات موسكو، وفي 31 تشرين الأول أفادت وزارة الدفاع الروسية أنها نشرت في سوريا "Polyana-D4"، وهو نظام سيطرة وتحكم بأنظمة الدفاع الجوي البعيدة المدى، باستطاعته توجيه أنظمة دفاع جوي متعددة في نفس الوقت، بما في ذلك: إس300، بوك، بانتسير، ويمكن أن يحقق السيطرة على منطقة أوسع من تلك التي يغطيها " Barnaul-T"، كما قامت روسيا بتعديل "إس300" الذي تنشره في سوريا لمزامنة تشفيره مع رادارات الأسد.

والخلاصة هنا، أن شبكة الدفاع الجوي الواسعة التي تغطي سوريا، باتت برمتها تحت سيطرة موسكو، أما زعم روسيا بأنها تقوم بتدريب عناصر من جيش الأسد لتسليمهم زمام السيطرة على "قوات الدفاع الجوي السورية"، فهي ادعاءات تفتقر للواقعية والصحة.

فالجدول الزمني الذي أعلنته موسكو لتدريب عناصر من جيش الأسد على إس300 (3 أشهر)، قصير وغير كاف لتأهيل هؤلاء من أجل قيادة هذا النظام والتحكم به، بجدارة واستقلالية، وهذا ما يرجح أن تدريب عناصر الأسد يقتصر على عمليات الصيانة الأساسية، وخصائص بعض الرادارات وأنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى، بما يضمن قيادة وتحكما روسياً أسلس بكامل منظومة الدفاع الأسدية.

تختبر روسيا أنظمة حرب إلكترونية جديدة في سوريا، فغزوها لهذا البلد سمح لها باكتساب خبرة عملية والتحقق من مفهومها لعمليات الحرب الإلكترونية ضمن "بيئة متنازع عليها"،

وقد نشرت روسيا ما لا يقل عن 4 أنظمة حرب إلكترونية فريدة في سوريا، وهي:

نظام "Krasukha-4": نشرته روسيا في "حميميم" بحلول خريف 2015، وهو نظام قادر على حظر نشاط الأقمار الصناعية وشبكات الاتصالات وأنظمة الإنذار المبكر المحمولة جوا، والرادارات الأرضية/ في مدى يصل إلى 300 كيلومتر. وأرسلت موسكو وحدة ثانية من هذا النظام قبل أشهر، من المرجح أن تكون قد استقرت في "تي4".


نظام "Leer-3": نشرته روسيا في سوريا قبل ربيع 2016، وهو نظام يستخدم المركبات الجوية المسيرة (غير المأهولة) لتعطيل الأجهزة المحمولة مثل الهواتف النقالة والتابلت، داخل دائرة نصف قطرها 100 كيلومتر، ويمكن للنظام أن يحدد إحداثيات هذه الأجهزة لقصفها بواسطة المدفعية أو الغارات الجوية. ومن المرجح أن روسيا استخدمت هذا النظام لتعطيل عمليات المعارضة العسكرية ضد النظام، وهناك احتمال بأن موسكو استخدمته أيضا لتحديد واستهداف مرافق المعارضة المختلفة مثل المستشفيات.


نظام "Zoopark-1": نشرته روسيا في "تدمر" ربيع 2016، وهو نظام قادر على تحديد مكان إطلاق القذائف المدفعية، ومن المحتمل أن روسيا استخدمته لدعم النظام في تأمين "تدمر" وما يحيط بها من حقول نفط وغاز.


نظام "Moskva-1": ربما تكون روسيا قد نشرته في سوريا، لاسيما أنها نشرته في أوكرانيا أواخر 2015، ومن المعروف أن موسكو استخدمت كلا من سوريا وأوكرانيا ميدانا مجانيا لاختبار أنظمة الحرب الإلكترونية.

يوفر "Moskva-1" خيارات تضاعف فعالية أنظمة الحرب الإلكترونية ضد الطائرات، على مسافة يبلغ نصف قطرها 400 كيلومتر؛ ما يعني أن روسيا كانت قد فعّلت هذا النظام لحماية منشآتها إبان الغارات الجوية المكثفة التي قامت بها إسرائيل فوق سوريا عام 2017 (حماية منشآت روسيا وقواتها، وليس حماية منشآت وجيش الأسد).

7120fb16cb6bb214b543cda6c67e5852.png


*لا اعتراض

برغم كل تصريحات وإعلانات موسكو المتكررة (قبل احتلالها لسوريا وبعده) حول دعمها لسيادة سوريا، وانخراطها الجدي في تطوير قدرات "الجيش العربي السوري"، لاسيما في مجال الدفاع الجوي، فإن "تل أبيب" لوحدها استطاعت أن تدمر الجزء الأكبر من هذه الدفاعات، دون أي تدخل أو اعتراض من الروس ولا من منظوماتهم المنتشرة في أرجاء سوريا، وفي شباط/فبراير 2018 وحده، دمرت غارات إسرائيلية ما بين ثلث ونصف أنظمة الدفاع الجوي الأسدية، وفق ما صدر من تصريحات رسمية عن "تل أبيب" حينها، وبعد ذلك بفترة قصيرة نسبيا قامت بتدمير نظام "سام15" الموجود في مطار "تي4" تحت إدارة إيران، ثم أتبعته بعد أسبوع بشن هجوم إلكتروني استهدف مواقع الدفاع الجوي الأسدي في حمص، ووضعها في موقف لا تحسد عليه من الإرباك والتخبط.

وفي 9 أيار 2018، شنت "تل أبيب" غارات واسعة على مواقع للنظام في دمشق وجنوب سوريا، أسفرت عن تدمير عدد من أنظمة الدفاع الجوي الأسدية (روسية الصنع طبعا)، من بينها: بوك، بانتسير، إس200، ومن المتوقع أن تكون هذه الغارات قد أجهزت على الجزء المتبقي من دفاعات الأسد الجوية المتهالكة، تحت سمع وبصر روسيا، ودون أي تدخل من منظومات الدفاع والتشويش التي تقول إنها نشرتها لـ"الحفاظ على السيادة السورية ودعم الشرعية المتمثلة في الرئيس بشار الأسد".



*خلاصة وتساؤلات:


في نهاية عرض أهم نقاط هذا التقرير، يهم "زمان الوصل" أن تلخص محتواه في عبارات مكثفة، بعضها يحمل صيغة التساؤل:
-بشار الأسد دشن نموذجا خاصا وربما غير مسبوق، في شرعنة اغتصاب "السيادة الوطنية"، فهو لا يكتفي بهذا الاغتصاب بل يبادر لدفع ثمنه من قوت من يزالون تحت سيطرته ويهتفون باسمه.


-هل يستطيع النظام أو مؤيدوه تقديم إجابة مقنعة عن السبب الذي يوجب على "سوريا" دفع فاتورة سلاح باهظ الثمن وشرائه، ما دام سيؤول إلى سيطرة روسيا ويوضع في خدمتها فقط، ولماذا تتكفل بتدريب عسكريين سوريين سيكونون مجرد "مأمورين" عند موسكو؟

-كل الأقوال والأفعال التي أطلقتها روسيا بخصوص ما تسميه "حماية سوريا والدفاع عن سيادتها"، كانت تختفي وتذوب عندما كانت "تل أبيب" تباشر غاراتها.

-هل لاحظ موالو النظام من المدافعين عن "الأصدقاء الروس" أن وتيرة وكثافة الغارات الإسرائيلية قد زادت بعد تدخل الروس العلني في سوريا (خريف 2015)، ما يعني بشكل أو بآخر أن هذا التدخل شجع "تل أبيب" ولم يردعها مطلقا، هذا إن لم يكن سهل لها مهمة الاستهداف والتدمير.

-إذا كانت خرائط انتشار منظومات الدفاع الجوي والاستطلاع (الروسية والأسدية) توضح أنها تغطي جزءا كبيرا من الدول المجاورة، بما فيها فلسطين المحتلة، فما هي "كلمة السر" التي تشجع "تل أبيب" على شن مزيد من الغارات دون خشية من أي "عواقب".

-دمج منظومتي الدفاع الروسية والأسدية، يعني أنهما صارتا كتلة واحدة فيما يتعلق: 1- بأوامر السيطرة والتحكم، 2- تحملان نفس الرمزية عند الاستهداف.. لكن الواقع يثبت أن هذا "الدمج" لم يكن سوى لتحقيق الهدف الأول ومحو آخر بصمات "السيادة الوطنية" على نظام الدفاع الجوي، أما الهدف الثاني فمن الواضح أن الغارات الإسرائيلية لم تترك له أثرا، حيث يلوذ الروس بمقولة "أنا ومن بعدي الطوفان"، وهم يتابعون مشهد تدمير الجزء الأكبر من ترسانة الأسد.


 
الآن اتضحت الصورة تماما فروسيا لم تنشر منظومة فافوريت اس 300 لتأمين سوريا إنما لتأمين مصالحها في سوريا وإتمام سيطرتها التامة على منظومة الدفاع الجوي السورية بحجة تنظيمها وتقويتها، والغاية تعرية إيران من حماية فعالة بعد قطع الطريق على نظريتها الإيرانية من إمكانية نشر منظومة نظيرة لمنظومة فافوريت مثل منظومة بافار الإيرانية.
 
على كل حال البقاء للاقوى فروسيا لا ترغب بوجود إيراني شريك لها في سوريا وتحاول فعل ذلك بالحيلة لا بصريح الوسيلة.
 
استخدام صواريخ لورا ... هل وصلت لهذا المدى من الدقة .. استهداف مخازن سلاح على مدى 400 كلم شيء يعني الكثير ...
 
ويبدو أن إيران تتحسب لضربات صاروخية إسرائيلية لها ولمليشات حزبها في اللبنان لذلك تسارع إلى إنشاء شبكة دفاع جوي صاروخية فعالة في اللبنان ضد صواريخ إسرائيل التي تستهدف قواعدها في اللبنان وربما في سوريا أيضا ضمن امدية صواريخها في اللبنان.
 
إيران اليوم أصبحت منبوذة من قِبل الجميع.
بسبب تطرفها ولأنها تمشي ضد التيار.
والعد التنازلي لنهايتها بدأ بالفعل.
 
ويبدو أن إيران تتحسب لضربات صاروخية إسرائيلية لها ولمليشات حزبها في اللبنان لذلك تسارع إلى إنشاء شبكة دفاع جوي صاروخية فعالة في اللبنان ضد صواريخ إسرائيل التي تستهدف قواعدها في اللبنان وربما في سوريا أيضا ضمن امدية صواريخها في اللبنان.

إيران لا تملك ذلك في طهران لتفعله في لبنان
 
سؤال لمتابع الخبر في هذا المنتدى العربي للدفاع والتسليح ما هو حجم الدفاع الجوي الإيراني في سوريا وهل إيران تعتمد على منظوماتها الدفاعية الصاروخية الفعالة والمدفعية لحماية مصالحها أم على الدفاعات الجوية السورية بشكل أكبر ؟.
 
قال مصدر مطلع لـ"المدن"، إن الضربة الإسرائيلية الأخيرة ضد أهداف عسكرية في ريف دمشق قبل يومين، تمت بعد وقت كافٍ من ابلاغ قيادة سلاح الجو في تل ابيب، بهذه الضربة، لنظيرتها في قاعدة حميميم الروسية في سوريا.

ويضيف المصدر أنه، كما الضربات السابقة، فقد نسقت إسرائيل بشكل مسبق مع القاعدة العسكرية الروسية في حميميم، وذلك عبر غرفة العمليات المشتركة وخط الاتصال المباشر.

ويكشف المصدر أن الضربة الإسرائيلية المذكورة جاءت بعد إدخال بعض التغييرات والتعديلات على الاتفاق المبرم بين روسيا وإسرائيل بهذا الشأن، فيما تلتزم إسرائيل وروسيا السرية التامة بشأن التعديلات. ومع ذلك يقول المصدر إن التعديلات تتعلق بالإجراءات الوقائية وكذلك العسكرية والتقنية، فضلاً عن إعطاء الجانب الروسي متسعاً من الوقت، أكثر مما فعلت إسرائيل قبل حادثة إسقاط الطائرة الروسية.

ويبدو أن الجانب الاسرائيلي يتقيد بالاجراءات الجديدة، وقد كان ذلك جلياً قبل شن الضربة. غير أن التفاصيل الفنية الخاصة بها، بناء على التعديلات الجديدة، لا تزال غامضة. فمثلاً، تقر الأوساط العسكرية في إسرائيل بأن المدة الزمنية الفاصلة بين الإبلاغ المُسبَق للروس بأي ضربة في سوريا، وبين تنفيذها بالفعل، قد زادت عن السابق، لكنها لا تكشف طول المدة هذه بشكل دقيق.

لهذا، تكمن "أهمية" هذه الضربة، وفق المنظور الإسرائيلي، في توقيتها، لا في الهدف الذي تعرض للقصف. ذلك أن الواقع في سوريا، بعد سقاط الطائرة الروسية في 18 ايلول/سبتمبر الماضي، قد تغير. ويعني هذا أن الضربة مثّلت أهمية مزدوجة لاسرائيل، عسكرية وعملياتية، وكذلك من الناحية السياسية.

وتُقر تل أبيب أن القيود الروسية على النشاط الجوي الإسرائيلي في سوريا، لا يمكن تجاهلها. فقبل القيام بأي نشاط عسكري في هذه المنطقة لا بدّ من معايير حساسة يتم اتباعها وفق الاتفاق الروسي-الإسرائيلي السري، بينها ضرورة توافر معلومات استخباراتية دقيقة ومؤكدة حول الهدف الذي تنوي إسرائيل ضربه في سوريا.

ويعني هذا أن دولة الاحتلال مدركة بأن الواقع الراهن في سوريا يختلف تماماً عما كان عليه قبل شهرين ونصف الشهر، ويؤخذ الأمر في الاعتبار من الناحية العسكرية الإسرائيلية.

ومن غير الواضح أيضاً ما إذا كانت التعديلات الجديدة تشمل قيوداً جغرافية محددة من قِبل روسيا، بمعنى هل يُحظر على إسرائيل النشاط في مناطق مثل اللاذقية والساحل السوري، بصفتهما تحت الولاية التامة لروسيا؟

أي من الجهات ذات العلاقة لا تجيب على هذا التساؤل، لكن الحقيقة أن هناك منطقة محظور على إسرائيل ان تنشط فيها، وهي المنطقة السورية المحاذية للعراق وكذلك العمق العراقي، وذلك بموجب تفاهمات أميركية-إسرائيلية، لأن العراق والمنطقة السورية المحاذية لها هي من مسؤولية الولايات المتحدة العسكرية. ومعنى ذلك، أن تل أبيب تتحدث فقط عن هذه المنطقة الوحيدة التي لا يُمكن لها أن تعمل فيها، وما دون ذلك فهو مُباح.

ومع ذلك، ينقل الإعلام الإسرائيلي عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها "إن القيود على سلاح الجو الإسرائيلي تتعلق بتوافر المعلومات اللازمة وماهية الهدف الذي تخطط اسرائيل لقصفه".

وفي المُجمل، فإن التحليلات الإسرائيلية ترى أن الضربة الإسرائيلية في غوطة دمشق لا تختلف عن الضربات السابقة من حيث الغاية الرامية إلى منع التموضع الايراني في سوريا، سواء ما تعلق بقواعد إيرانية، أو إعادة بناء البنية التحتية لإعادة إنتشار القوات الإيرانية والميليشيات التي تدور في فلكها، مروراً باستهداف الصواريخ "ذات الرؤوس الدقيقة والمتفجرة" والتي تعمل طهران على انتاجها أو نقلها من الأراضي السورية إلى لبنان. فما يقلق إسرائيل، بحسب زعمها، هي الصواريخ الإيرانية، وربما يتعلق الهدف بإنتاج أو نقل صواريخ إلى "حزب الله" اللبناني.
 
لا جديد .. اسرائيل تعربد بسوريا و لبنان كما تشاء

انا ابغى اعرف بس من كان شاد الظهر بالروس و يمني النفس بتوقف الضربات الاسرائيلية هل هو بكامل قواه العقلية ؟

فخار يكسر بعضه و عقبال المزيد من الضربات و الحروب بين هالخنازير المشتركة .
 
عودة
أعلى