عودة ‘‘خدمة العَلَم‘‘: عسكريون مؤيدون.. وآخرون ينبهون لكلفتها
فيما يؤيد خبراء ومتقاعدون عسكريون عودة "خدمة العَلَم"، التي تسهم بـ"تهذيب سلوكيات الشباب، وجعلهم أكثر انضباطا ومسؤولية"، يرى آخرون انه لا يوجد مبرر لذلك، لعدم وجود تهديد يرتقي لمستوى الخطر، عدا عن العبء المالي المترتب على تنفيذ هذا القرار، في ظل وضع اقتصادي مترد.
وحسب خبراء؛ فإن إعادة العمل بخدمة العَلَم بهذا الوقت، "ليست حاجة ضرورية أو ملحة"، مؤكدين أن هناك تناقضا بين اعادة هيكلة القوات المسلحة وتنفيذ هذا القرار، باعتبار ان أهم اسباب اعادة الهيكلة المعلنة؛ ضبط النفقات والتركيز على النوع، وليس الكم؛ ضمن استراتيجية تكتيكية بوجود قوات رشيقة قادرة على الدفاع عن الوطن.
يأتي ذلك بعد تصريحات رئيس الوزراء عمر الرزاز، في لقائه رئيس مجلس الأعيان والمكتب الدائم أول من أمس؛ إذ قال "إن الحكومة ستعلن الأسابيع القليلة المقبلة، عن إعادة خدمة العَلَم؛ وفق برنامج مشترك عسكري وتدريب مهني".
يشار إلى أنه تم وقف التجنيد الإجباري منذ مطلع التسعينيات الماضية بسبب الأعباء المالية الكبيرة التي تتكلفها ميزانية الدولة، وكانت "خدمة العَلَم" تستمر عامين يقضيها المجندون في مختلف تشكيلات الجيش.
وفي العام 2007 قررت الحكومة إعادة تفعيل خدمة العَلَم لمدة 3 أشهر، وكان الهدف بالدرجة الأولى محاولة التقليل من أرقام البطالة المتزايدة بين الشباب، وتزويد السوق المهني بالمهارات الفنية والعملية، وقد حاولت الحكومة السابقة تقديم تصور جديد لخدمة العَلَم، بحيث تشتمل على تأهيل مهني لغير المؤهلين، لكن الكلفة البالغة حوالي 40 مليون دينار حالت دون ذلك.
ثم جاءت فكرة إعادة العمل بالخدمة الإجبارية؛ عبر ربطها بمشاريع تدريب وتأهيل الشباب، وذلك في ضوء احتياجات سوق العمل المحلية والعربية ومتطلبات التنمية، بخاصة بعد ارتفاع معدلات البطالة، لكن الحكومة عادت وجمدت العمل بقانون خدمة العَلَم إلى إشعار آخر.
العميد المتقاعد محمد سليم السحيم يستذكر تجميد قرار خدمة العَلَم منذ مطلع التسعينيات الماضية، متسائلا عن الأسباب الموجبة لفك تجميد هذا القرار اليوم.
وقال "هل هناك حاجة ضرورية لاعادة العمل بخدمة العمل؟ أم أن هناك تناقضا بين اعادة هيكلة القوات المسلحة، وتنفيذ هذا القرار باعتبار ان اعادة الهيكلة، كانت اهم اسبابها المعلنة؛ ضبط النفقات والتركيز على النوع وليس الكم، ضمن استراتيجية تكتيكية بوجود قوات رشيقة، قادرة على الدفاع عن الوطن".
ويرى السحيم؛ أن الأسباب الموجبة لإعادة الخدمة خلال هذة الفترة "هي اجتماعية، وبهدف صقل شخصيات الشباب، وترسيخ قيم المواطنة وبث روح الانتماء لديهم، ووقف الانحرافات الأخلاقية لدى بعضهم؛ وذلك قد يسهم ولو مؤقتا، بحل جزء بسيط من مشكلة البطالة".
وعلى الجانب السياسي؛ أوضح انه لا يوجد مبرر للعودة لخدمة العَلَم لعدم وجود تهديد حاليا، وما نعانية الآن، مجرد تحديات لم ترتق إلى مستوى التهديدات، بخاصة بعد الهدوء النسبي في دول الجوار، عدا عن العبء المالي المترتب على تنفيذ هذا القرار في ظل وضع اقتصادي مترد.
العميد المتقاعد حسن فهد ابوزيد؛ يرى أن خدمة العَلَم "برنامج وطني مهم ومفيد"، وإعادته حل لمشاكل عديدة يعاني منها الشباب، كالفراغ، خصوصا في مناطق خارج عمان.
وأضاف ابو زيد إن معسكرات الخدمة، سواء بشكلها القديم أو مع بعض التعديل، ستكسب الشباب مهارات مهنية مختلفة، وتعلمهم قيم الانضباط والالتزام بالقوانين، وتدعم الاندماج الاجتماعي بينهم ضمن فئاتهم المختلفة.
ويؤكد أن خبراء اجتماع يقترحون إعادة خدمة العَلَم كحل لمشاكل العنف المجتمعي، على أن يعطى الشاب الخيار في اختيار الوقت الملائم، لأدائها، أكان بعد الثانوية العامة مباشرة، أو تأجيلها بعد الجامعة.
وأضاف إن الصعوبات أو التكلفة المالية التي ستتحملها الدولة جراء إعادة خدمة العَلَم "لا تذكر أمام الإيجابيات المتحققة، لملء وإصلاح أوقات الشباب".
وقال ابو زيد ان إعادة التجنيد الإجباري للشباب والشابات "مهم، وسيخضع الجميع للتدريب بمختلف فئاتهم؛ الغني والفقير منهم، ومن كل المناطق والتخصصات"، إنها مرحلة تساعد الشباب على النضوج، وتنهي مصطلح الشاب "المدلل"، ليخرج من هذه المرحلة أكثر صلابة؛ مكتسبا لفضيلة الانتماء.
ورأى العقيد المتقاعد قاسم الدروع أن التجنيد الإلزامي للشباب "ذو أهمية كبيرة، باعتبار أن المؤسسة العسكرية؛ تعلمهم مهارات لا تستطيع المدرسة أو الأسرة تعليمها لهم، كالانضباط، وتزرع سلوكيات حافلة بمعاني الرجولة، وبعدهم عن الطيش والانزلاق إلى كثير من المهاوي التي قد تدمرهم".
وأضاف الدروع أن خدمة العَلَم، "تعود الشاب على مواجهة الشدائد والصعاب، وتمنحه المقدرة على مواجهة الحياة، فإعادة الخدمة يمكنها بلورة القيم الحسنة، من حسن التصرف، واحترام الذات والآخرين، وترسيخ مبادئ الانتماء للوطن.
العميد المتقاعد محمود النعيمات، بين ان الخدمة، يمكنها أن تنعكس ايجابيا على مجتمع الشباب، بحيث يمكن توظيف هؤلاء المجندين كقوى عاملة في المجتمع، فالتجنيد لا يعني فقط، حمل السلاح والتدريب العسكري والانضباط.
وبين ان للجيش مهام أخرى غير الحرب، "فالشاب المجند وضمن نظام الجندية الذي يعتمد الضبط والربط، سيُفرض عليه القيام بأعمال مدنية وخدمية للمجتمع، وهذا النظام يطبق في العديد من دول العالم. ففي مصر، يبني الجيش خلال فترات السلم، الطرق والسدود، وفي الولايات المتحدة، يوجد فيلق هندسي تتلخص وظيفته أيام السلم بخدمة الدولة والمجتمع في مجالات البنية التحتية والبيئة، ومصادر المياه والدراسات الخاصة بالعديد من المشاريع، ويمثل الجنود في هذه الحالة القوى العاملة في هذه المشاريع".
العميد سليمان الحياري؛ أيد بشدة عودة التجنيد الإلزامي للشباب، على اعتبار أن المؤسسة العسكرية تعلمهم؛ مهارات عديدة بطريقة مرنة ومختلفة، وتعالج سلوكياتهم، فتزرع فيهم معاني الرجولة والبعد عن الطيش.
وأضاف الحياري أن مرحلة بداية الشباب، تتسم بكونها غير إنتاجية عند كثير من الناس، ما يؤدي لوجود فراغ ينتهى باضطرابات اجتماعية ونفسية.
ورأى انه يجب على الحكومة الإسراع بإعادة خدمة العَلَم، خصوصا، بعد استشراء الهويات الفرعية والعصبية بين الشباب، والتي أصبحت تعبر عن نفسها بالشجارات وأعمال العنف التي تقض مضاجع المجتمع منذ أكثر من ثلاثة اعوام، ما يعزى إلى وقت الفراغ الكبير في حياتهم، وعدم تحملهم للمسؤولية.
https://alghad.com/m/articles/2549212-عودة-‘‘خدمة-العَلَم‘‘-عسكريون-مؤيدون-وآخرون-ينبهون-لكلفتها
فيما يؤيد خبراء ومتقاعدون عسكريون عودة "خدمة العَلَم"، التي تسهم بـ"تهذيب سلوكيات الشباب، وجعلهم أكثر انضباطا ومسؤولية"، يرى آخرون انه لا يوجد مبرر لذلك، لعدم وجود تهديد يرتقي لمستوى الخطر، عدا عن العبء المالي المترتب على تنفيذ هذا القرار، في ظل وضع اقتصادي مترد.
وحسب خبراء؛ فإن إعادة العمل بخدمة العَلَم بهذا الوقت، "ليست حاجة ضرورية أو ملحة"، مؤكدين أن هناك تناقضا بين اعادة هيكلة القوات المسلحة وتنفيذ هذا القرار، باعتبار ان أهم اسباب اعادة الهيكلة المعلنة؛ ضبط النفقات والتركيز على النوع، وليس الكم؛ ضمن استراتيجية تكتيكية بوجود قوات رشيقة قادرة على الدفاع عن الوطن.
يأتي ذلك بعد تصريحات رئيس الوزراء عمر الرزاز، في لقائه رئيس مجلس الأعيان والمكتب الدائم أول من أمس؛ إذ قال "إن الحكومة ستعلن الأسابيع القليلة المقبلة، عن إعادة خدمة العَلَم؛ وفق برنامج مشترك عسكري وتدريب مهني".
يشار إلى أنه تم وقف التجنيد الإجباري منذ مطلع التسعينيات الماضية بسبب الأعباء المالية الكبيرة التي تتكلفها ميزانية الدولة، وكانت "خدمة العَلَم" تستمر عامين يقضيها المجندون في مختلف تشكيلات الجيش.
وفي العام 2007 قررت الحكومة إعادة تفعيل خدمة العَلَم لمدة 3 أشهر، وكان الهدف بالدرجة الأولى محاولة التقليل من أرقام البطالة المتزايدة بين الشباب، وتزويد السوق المهني بالمهارات الفنية والعملية، وقد حاولت الحكومة السابقة تقديم تصور جديد لخدمة العَلَم، بحيث تشتمل على تأهيل مهني لغير المؤهلين، لكن الكلفة البالغة حوالي 40 مليون دينار حالت دون ذلك.
ثم جاءت فكرة إعادة العمل بالخدمة الإجبارية؛ عبر ربطها بمشاريع تدريب وتأهيل الشباب، وذلك في ضوء احتياجات سوق العمل المحلية والعربية ومتطلبات التنمية، بخاصة بعد ارتفاع معدلات البطالة، لكن الحكومة عادت وجمدت العمل بقانون خدمة العَلَم إلى إشعار آخر.
العميد المتقاعد محمد سليم السحيم يستذكر تجميد قرار خدمة العَلَم منذ مطلع التسعينيات الماضية، متسائلا عن الأسباب الموجبة لفك تجميد هذا القرار اليوم.
وقال "هل هناك حاجة ضرورية لاعادة العمل بخدمة العمل؟ أم أن هناك تناقضا بين اعادة هيكلة القوات المسلحة، وتنفيذ هذا القرار باعتبار ان اعادة الهيكلة، كانت اهم اسبابها المعلنة؛ ضبط النفقات والتركيز على النوع وليس الكم، ضمن استراتيجية تكتيكية بوجود قوات رشيقة، قادرة على الدفاع عن الوطن".
ويرى السحيم؛ أن الأسباب الموجبة لإعادة الخدمة خلال هذة الفترة "هي اجتماعية، وبهدف صقل شخصيات الشباب، وترسيخ قيم المواطنة وبث روح الانتماء لديهم، ووقف الانحرافات الأخلاقية لدى بعضهم؛ وذلك قد يسهم ولو مؤقتا، بحل جزء بسيط من مشكلة البطالة".
وعلى الجانب السياسي؛ أوضح انه لا يوجد مبرر للعودة لخدمة العَلَم لعدم وجود تهديد حاليا، وما نعانية الآن، مجرد تحديات لم ترتق إلى مستوى التهديدات، بخاصة بعد الهدوء النسبي في دول الجوار، عدا عن العبء المالي المترتب على تنفيذ هذا القرار في ظل وضع اقتصادي مترد.
العميد المتقاعد حسن فهد ابوزيد؛ يرى أن خدمة العَلَم "برنامج وطني مهم ومفيد"، وإعادته حل لمشاكل عديدة يعاني منها الشباب، كالفراغ، خصوصا في مناطق خارج عمان.
وأضاف ابو زيد إن معسكرات الخدمة، سواء بشكلها القديم أو مع بعض التعديل، ستكسب الشباب مهارات مهنية مختلفة، وتعلمهم قيم الانضباط والالتزام بالقوانين، وتدعم الاندماج الاجتماعي بينهم ضمن فئاتهم المختلفة.
ويؤكد أن خبراء اجتماع يقترحون إعادة خدمة العَلَم كحل لمشاكل العنف المجتمعي، على أن يعطى الشاب الخيار في اختيار الوقت الملائم، لأدائها، أكان بعد الثانوية العامة مباشرة، أو تأجيلها بعد الجامعة.
وأضاف إن الصعوبات أو التكلفة المالية التي ستتحملها الدولة جراء إعادة خدمة العَلَم "لا تذكر أمام الإيجابيات المتحققة، لملء وإصلاح أوقات الشباب".
وقال ابو زيد ان إعادة التجنيد الإجباري للشباب والشابات "مهم، وسيخضع الجميع للتدريب بمختلف فئاتهم؛ الغني والفقير منهم، ومن كل المناطق والتخصصات"، إنها مرحلة تساعد الشباب على النضوج، وتنهي مصطلح الشاب "المدلل"، ليخرج من هذه المرحلة أكثر صلابة؛ مكتسبا لفضيلة الانتماء.
ورأى العقيد المتقاعد قاسم الدروع أن التجنيد الإلزامي للشباب "ذو أهمية كبيرة، باعتبار أن المؤسسة العسكرية؛ تعلمهم مهارات لا تستطيع المدرسة أو الأسرة تعليمها لهم، كالانضباط، وتزرع سلوكيات حافلة بمعاني الرجولة، وبعدهم عن الطيش والانزلاق إلى كثير من المهاوي التي قد تدمرهم".
وأضاف الدروع أن خدمة العَلَم، "تعود الشاب على مواجهة الشدائد والصعاب، وتمنحه المقدرة على مواجهة الحياة، فإعادة الخدمة يمكنها بلورة القيم الحسنة، من حسن التصرف، واحترام الذات والآخرين، وترسيخ مبادئ الانتماء للوطن.
العميد المتقاعد محمود النعيمات، بين ان الخدمة، يمكنها أن تنعكس ايجابيا على مجتمع الشباب، بحيث يمكن توظيف هؤلاء المجندين كقوى عاملة في المجتمع، فالتجنيد لا يعني فقط، حمل السلاح والتدريب العسكري والانضباط.
وبين ان للجيش مهام أخرى غير الحرب، "فالشاب المجند وضمن نظام الجندية الذي يعتمد الضبط والربط، سيُفرض عليه القيام بأعمال مدنية وخدمية للمجتمع، وهذا النظام يطبق في العديد من دول العالم. ففي مصر، يبني الجيش خلال فترات السلم، الطرق والسدود، وفي الولايات المتحدة، يوجد فيلق هندسي تتلخص وظيفته أيام السلم بخدمة الدولة والمجتمع في مجالات البنية التحتية والبيئة، ومصادر المياه والدراسات الخاصة بالعديد من المشاريع، ويمثل الجنود في هذه الحالة القوى العاملة في هذه المشاريع".
العميد سليمان الحياري؛ أيد بشدة عودة التجنيد الإلزامي للشباب، على اعتبار أن المؤسسة العسكرية تعلمهم؛ مهارات عديدة بطريقة مرنة ومختلفة، وتعالج سلوكياتهم، فتزرع فيهم معاني الرجولة والبعد عن الطيش.
وأضاف الحياري أن مرحلة بداية الشباب، تتسم بكونها غير إنتاجية عند كثير من الناس، ما يؤدي لوجود فراغ ينتهى باضطرابات اجتماعية ونفسية.
ورأى انه يجب على الحكومة الإسراع بإعادة خدمة العَلَم، خصوصا، بعد استشراء الهويات الفرعية والعصبية بين الشباب، والتي أصبحت تعبر عن نفسها بالشجارات وأعمال العنف التي تقض مضاجع المجتمع منذ أكثر من ثلاثة اعوام، ما يعزى إلى وقت الفراغ الكبير في حياتهم، وعدم تحملهم للمسؤولية.
https://alghad.com/m/articles/2549212-عودة-‘‘خدمة-العَلَم‘‘-عسكريون-مؤيدون-وآخرون-ينبهون-لكلفتها