الجاسوس المجهول للموساد فى القصر الجمهورى المصرى

هدى مجدى

عضو جديد
إنضم
9 يونيو 2008
المشاركات
410
التفاعل
160 0 0
على العطفى جاسوس إسرائيل فى القصر الجمهورى - 11-16-2008, 09:19 Am
لم يكن الجاسوس موضوع الحلقة الاولى التي نشرتها صحيفة "الجريدة" الكويتية اليوم الاربعاء وكتبه صلاح الامام يجلس في المقاهي والنوادي وينصت للأخبار ويرسلها لمن يعمل لحسابهم، ولم يكن يتلصص على المنشآت العسكرية والاقتصادية ليرسل عنها تقارير، بل اخترق أعلى مؤسسة سيادية في البلاد، لقد اخترق القصر الجمهوري، وكان مصدره رئيس الجمهورية شخصيا، إنه الجاسوس الشهير علي العطفي الذي كان المدلّك الخاص للرئيس المصري الراحل أنور السادات، وظل على مدى 7 سنوات داخل القصر الجمهوري يعمل لحساب "الموساد" الإسرائيلي من دون أن يكتشفه أحد، ومن هنا كانت قصته ذات التفاصيل المثيرة.

"في بداية الثمانينات من القرن الماضي ظهر في مصر كتاب يحمل اسم "علي العطفي"، وكانت تلك أول مرة يخرج فيها اسم العطفي الى الرأي العام، فأثار ضجة كبيرة في مصر والدول العربية. جاء في الكتاب المنسوب إليه أنه هو الذي قتل الرئيس جمال عبدالناصر، على أساس أنه كان مدلكه الخاص، وتسبب في موته عن طريق تدليكه بكريم مسمّم، تغلغل في جسده ببطء ثم قتله، وذلك معناه أن المخابرات الإسرائيلية كانت اخترقت منزل عبدالناصر وفراشه، وتسببت الإشاعة في حدوث بلبلة في مصر، زاد حدتها ما قاله الزعيم الصيني شوان لاي لأول وفد مصري زار الصين بعد وفاة عبدالناصر، وكان الوفد برئاسة السيد حسين الشافعي نائب رئيس الجمهورية في ذاك الحين، وقد قال الشافعي، في مذكراته التي نشرها قبل 20 عاماً، إن لاي قال لهم "لقد كان عندكم رجل ثروة لكنكم فرطتم فيه"، وفهم أعضاء الوفد المصري أنه كان يقصد ترك أمر علاج عبدالناصر للسوفيات، فقد بقي لفترة يتلقى العلاج الطبيعي في مصحة تسخالطوبو السوفياتية عام 1966، وأنه من الممكن أن يكون السوفيات دسوا له نوعا من السموم في المراهم التي كانوا يدلكونه بها، ووقتها، وبعد ظهور الكتاب، تذكر الجميع تلك الواقعة وأيقن الكل بأن عبدالناصر مات مقتولا، لكن ليس بأيدي السوفيات بل بيد الموساد الإسرائيلي عن طريق عميلهم علي العطفي، وراحت الصحف وقتها تفيض في نشر كل ما يتعلق بالموضوع، واستعاد الكل قصيدة نزار قباني التي نظمها بعد وفاة عبدالناصر، والتي يقول فيها:

قتلناك يا آخر الأنبياء

قتلناك وليس غريبا علينا

قتل الصحابة والأنبياء

فكم من رسول قتلنا

وكم من إمام ذبحنا

وهو يصلي العشاء

ظلت الإشاعة قائمة يصدّقها البعض ويكذّبها البعض الآخر، حتى تولى السيد سامي شرف مدير مكتب عبدالناصر ووزير شؤون رئاسة الجمهورية، الرد عليها، ونشر على لسانه في عدد جريدة الوفد رقم 1085 الصادر في 9 ديسمبر (كانون الأول) 2004 أن العطفي لم يتعامل مع عبدالناصر بأي شكل سواء مباشر أو غير مباشر، وتحدى شرف أن يكون اسم العطفي مدرجا في سجلات الزيارة الخاصة بالرئيس والمحفوظة برئاسة الجمهورية، ثم تصدت أقلام أخرى ودحضت ما جاء في الكتاب المجهول الذي نشر منسوبًا الى العطفي وهو في السجن، واتضح أن الاخير جنِّد في الموساد بعد موت عبدالناصر، كذلك خلت أوراق القضية التي تحمل رقم 4 لسنة 1979 تماما من ذكر أي علاقة له بالرئيس عبدالناصر.

كان سبب انتشار الإشاعة أن العطفي حين اكتشف أمره أحيل الى المحاكمة في تكتم شديد، فقد أصدر السادات تعليمات مشددة للإعلام بالتكتم على الخبر الفضيحة، فماذا يقول الشعب حينما يرى أن "الموساد" اخترق منزل رئيس الجمهورية؟!! آثر السادات أن يتجرع مرارة الضربة بمفرده، ومن هنا كثرت الإشاعات والأقاويل حول حقيقة العطفي ودوره بعد انكشاف أمره بعد وفاة الرئيس السادات.

تقول بيانات الجاسوس إن اسمه علي خليل العطفي، من مواليد حي السيدة زينب في القاهرة عام 1922، لم يحصل سوى على الشهادة الإعدادية فحسب، وبعدها عمل كصبي بقال، ثم عامل في أحد الأفران، ثم عامل في إحدى الصيدليات، ثم انتهى به المطاف للعمل في مهنة مدلّك، وكانت مهنة غير منتشرة في ذلك الوقت، ولا يهتم بها سوى الطبقة الأرستقراطية. عمل العطفي كمساعد لأحد المدلكين الأجانب، وبعد قيام الثورة، رحلت غالبية الأجانب من مصر، وخلت الساحة له، كون ممارسي مهنة التدليك من الأجانب، فكثر الطلب عليه، وازدحمت أجندة مواعيده، وراح يتنقل من قصر فلان إلى فيلا فلان، وكثر اختلاطه بعلية القوم، وأعطى لنفسه لقب "خبير" علاج طبيعي، وكان هذا المصطلح حديث عهد في مصر، فلما ظهرت الحاجة لوجود العلاج الطبيعي في مصر ونشره كعلم ومهنة وجد لنفسه مكانا بين رواده، فانضم الى قائمة مدربي العلاج الطبيعي في معاهد التربية الرياضية في مصر، وبدأت الدولة ترسل خريجي تلك المعاهد في بعثات تدريبية الى أوروبا والولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، فعاد هؤلاء إلى مصر وهم يحملون درجات الدكتوراه.

عام 1963 وجد العطفي اسمه في كشوف من تمت الموافقة على سفرهم الى الولايات المتحدة الأميركية، فوجد أن أمامه فرصة ذهبية للوصول الى أعلى المناصب لو حصل على الدكتوراه، لكن كيف وهو ليس معه سوى الشهادة الإعدادية، بحسب اعترافاته في ما بعد، أنه استطاع الحصول عليها من رجال الموساد في سفارة إسرائيل في أمستردام، حيث عاش فترة في هولندا وتزوج منها، وحصل على الجنسية الهولندية، وأصبح هناك مبرر لسفرياته الكثيرة والتي كانت تتم كغطاء لنشاطه التجسسي، وبعد ذلك وبموجب شهادة الدكتوراه المزوّرة عمل أستاذا في معاهد التربية الرياضية، وانتُخب رئيسا للاتحاد المصري للعلاج الطبيعي، وكان أول عميد للمعهد العالي للعلاج الطبيعى في مصر منذ إنشائه عام 1972 حتى قُبض عليه في 18 مارس (آذار) 1979.

ارتبط العطفي من خلال عمله بشبكة علاقات قوية بكبار المسؤولين في مصر، وكان في مقدمة أصدقائه السيد كمال حسن علي أحد من تولوا رئاسة جهاز المخابرات العامة المصرية، ورئاسة الوزراء في مصر، والسيد عثمان أحمد عثمان صهر السادات وصاحب أكبر شركة مقاولات في مصر وقتها. كان طريقه لتلك الصداقات صديق عمره الكابتن عبده صالح الوحش نجم النادي الأهلي في ذلك الحين، والمدير الفني للمنتخب الكروي المصري وقتها، الذي جعله المشرف على الفريق الطبي للنادي الأهلي، فتعددت علاقاته، حتى أصبح المدلك الخاص لرئيس الجمهورية بدءاً من عام 1972.

كشفت التحقيقات التي أجريت مع العطفي أنه هو الذي سعى الى المخابرات الإسرائيلية بنفسه عن طريق سفارتهم في هولندا، وتبين لرجال الموساد أنه شخص ليس له عزيز، وصديقه الوحيد في الدنيا هو المال، وليس له أي انتماء لوطنه ولا يتقيد بأي مبدأ، وبالتالي تمت الموافقة على اعتماده كعميل مخلص لهم.

بعد الموافقة على تجنيده تم الاتصال به من القاهرة عن طريق أحد عملاء الموساد وطلب منه سرعة السفر إلى أمستردام، وبعد أربعة أيام كان هناك من دون أن يعرف لماذا طلبوه هناك، وما هي المهمة المكلّف بها، ومن سوف يلتقي به، وظل يتجول في شوارعها وبين حدائقها، حتى وجد فتاة تصدم به وهو يسير في إحدى الحدائق، وكادت تقع على الأرض، ولما حاول مساعدتها وجدها تناديه باسمه وتطلب منه قراءة الورقة التي وضعتها في جيب معطفه من دون أن يشعر! ثم اختفت الفتاة خلال ثوان بالكيفية نفسها التي ظهرت بها.

مد العطفي يده لجيب معطفه وقرأ الورقة التي دستها الفتاة المجهولة، وكان فيها عنوان مطلوب منه أن يذهب إليه في اليوم نفسه بعد ساعات عدة، وعندما وصل الى بداية الشارع الذي فيه العنوان المذكور وجد سيارة سوداء تقف بجواره ويطلب منه سائقها أن يركب بسرعة، وبمجرد أن دلف داخل السيارة وانطلقت به فوجىء بالفتاة المجهولة التي أعطته الورقة بجواره.

توقفت السيارة بالعطفي وبصحبته الفتاة المجهولة، أمام إحدى البنايات!! سار خلف الفتاة بين ردهات عدة حتى وصل الى حجرة ذات تجهيزات خاصة، كان فيها شخص ذو ملامح مصرية، وقف يستقبله قائلا: إيلي برغمان ضابط "الموساد" المكلف بك، ولدت وعشت حتى بدايات شبابي في القاهرة، ثم هاجرت مع أسرتي الى إسرائيل. ثم بدأ الاتفاق على تفاصيل العمل، فأخبره برغمان بأنه سيخضع لدورات تدريبية مكثفة، واتفق معه أيضا على المقابل الذي سيأخذه نظير خدماته لـ"الموساد"، وعُرض على جهاز كشف الكذب قبل أن تبدأ تدريباته على أعمال التجسّس.

المهمّة المستحيلة

كان برنامج التدريب الذي خضع له العطفي يركز على تأهيله ليكون نواة لشبكة جاسوسية تخترق الوسط الطبي والأكاديمي في مصر، فدُرّب على استخدام أجهزة الإرسال والاستقبال بالشفرة، وتصوير المستندات بكاميرات دقيقة، واستخدام الحبر السري، كذلك تضمن التدريب تأهيله نفسيا ومعنويا للتعامل مع المجتمع بوضعه الجديد، حتى أصبح العطفي مؤهلا تماما للقيام بالعمليات التجسسية لصالح الموساد الإسرائيلي داخل مصر.

لكن برغمان كان ينظر للعطفي نظرة طموحة، ويرى فيه فرصة ذهبية تستحق أن تُقتنص، فقرر أن يطرح ما يفكر فيه على رئيس الموساد، وفي اجتماع موسع ضم رؤساء أفرع الموساد وكبار قادتها، فتح برغمان حقيبته وأخرج منها ملفات عدة سلم لكل شخص نسخة منها، وبدأ يطرح فكرته فقال: الدكتور العطفي متخصص في العلاج الطبيعي، وهو أحدث التخصصات الطبية في مصر، وقلة عدد الأطباء والأساتذة في هذا التخصص سوف تعطي له فرصة كبيرة للتميز في مجاله بقليل من المساعدات العلمية التي نقدمها له، حيث نستطيع أن نمده بأحدث الأدوية والكريمات، وندعوه لمؤتمرات علمية دولية في هذا التخصص، ونمول حملة دعائية عنه في مصر وخارجها، لتتردد عليه الشخصيات المهمة ذات المراكز العالية في الدولة، ليصبح قريبا من معاقل صنع القرار، ثم نصل لتنفيذ الفكرة التي تدور في خاطري، وهي أن الرئيس السادات يحرص على أن يكون بين أفراد طاقمه الطبي مدلّك خاص، فلماذا لا نحاول لأن يكون العطفي هو المدلّك الخاص للرئيس السادات؟ سيحتاج الأمر وقتا ليس بقصير ولمجهود كبير، لكننا سنخترق مؤسسة الرئاسة، وتكون حياة الرئيس المصري بين أيدينا!

استمع رئيس الموساد وقادته لفكرة برغمان، وطلب من الحضور التصويت على الفكرة برفضها أو الموافقة عليها، وعلى مدى ساعات عدة ناقش الحضور الفكرة بكل تفاصيلها، وفي نهاية الأمر نجح برغمان في الحصول على موافقة الغالبية على فكرته، وتقرر سفره إلى هولندا لبدء تجهيز العطفي للمهمة الجديدة والتي أطلق عليها "المهمة المستحيلة".

الجاسوس المجهول

عاد العطفي إلى مصر وتسلّم من مندوب "الموساد" أدوات عمله كجاسوس، من حبر سري وشفرة، وجهاز إرسال واستقبال، وكاميرا دقيقة، ولم يكن يعرف شيئا عما خطّطه برغمان له، وخلال المرات التي سافر فيها إلى هولندا كان يُدرّب في أرقى المستشفيات التي تقوم بالعلاج الطبيعي، حتى أصبح بالفعل خبير تدليك، وتوالت عليه الدعوات من جامعات عدة ليحاضر فيها في تخصّصه، وطاردته الصحف المصرية والأجنبية لإجراء حوارات معه، وكان ذلك كله جزءاً من السيناريو الذي أعده برغمان له ليكون مدلّك السادات.

في تلك الأثناء افتُتح في مصر أول معهد للعلاج الطبيعي، واختير العطفي ليكون أول عميد له، وذات يوم بينما هو في مكتبه بالمعهد فوجىء بمكتب رئيس ديوان رئيس الجمهورية يطلبه. خرج العطفي من المقابلة وهو لا يصدق أنه أصبح أحد أطباء رئيس الجمهورية، وخُصِّصت سيارة من رئاسة الجمهورية تأخذه كل يوم من بيته بحي الزمالك إلى حيث يوجد السادات في أي من قصور الرئاسة المتعددة. امتد عمله أيضا الى جميع أفراد أسرة الرئيس، وأصبح مقربا جدا من السادات، فهو الرجل الذي يدخل عليه وهو شبه عار ويسلم نفسه له، وتدريجيا اتسع نفوذه وزادت صلاحياته، ووصل الأمر إلى أن قاعة كبار الزوار في مطار القاهرة كانت تفتح له، وبالتالي كان من المستحيل أن تفتَّش حقائبه!

خلال تلك الفترة لم يدخر العطفي وسعا في إمداد الموساد بكل ما يتاح أمامه من معلومات، وشمل ذلك كل ما يدور في القصر الجمهوري، من مقابلات وحوارات. اطمأن العطفي تماما إلى أنه من المستحيل كشف أمره، وبدأ يتخلى عن حرصه، وبعدما كان يطوف جميع أحياء القاهرة، بل وغالبية مدن مصر بسيارته، ليلقي بخطاباته إلى "الموساد"، وبعدما كان في كل مرة يلقي برسالته في صندوق مختلف عن سابقه، أصبح يلقي بخطاباته تلك في أقرب صندوق بريد يقابله بجوار المعهد أو النادي. كثرت سفرياته الى خارج مصر بحجج مختلفة، وبعدما كان يعمد لختم جوازه بتأشيرات مزورة لبلاد لم يزرها أصبح لا يهتم بذلك، بل يخرج من البلاد ويدخل وفي حقيبة يده ما يدينه بالتجسس، وكان تخلّيه عن حرصه هذا هو سبب اكتشافه.

في آخر زيارة له الى أمستردام، قبل القبض عليه، وصلت به الجرأة أن يتوجه إلى مقر السفارة الإسرائيلية على قدميه أكثر من مرة، وهو الشخص الذي أصبح من الشخصيات العامة المعروفة، وفي إحدى تلك الزيارات التقطته عيون المخابرات المصرية، وصوِّر بصحبة عدد من رجال الموساد المعروفين لضباط المخابرات المصرية، وأُرسلت الصور إلى القاهرة، وكانت أجهزة المخابرات المصرية على مدى أشهر عدة سابقة لتلك الواقعة في حيرة شديدة بسبب يقينها من وجود جاسوس مجهول في مكان حسّاس ولا تعرف من هو، وكان لدى المخابرات المصرية معلومات مؤكدة بأن هذا الجاسوس المجهول ينقل لإسرائيل أسراراً دقيقة عن شؤون رئاسة الجمهورية، وعن حياة الرئيس الخاصة، فخُصِّص ملف في المخابرات المصرية باسم "الجاسوس المجهول" تشير بياناته إلى أنه قريب جدا من دائرة صنع القرار السياسي، فهو يبلّغ إسرائيل أولا بأول كل تحرّكات الرئيس السادات. تسلم الملف العميد محمد نسيم، الشهير بنسيم قلب الأسد، أحد أكفأ ضباط جهاز المخابرات المصريين على مدى تاريخه، وبدأ نسيم تحرياته المكثفة للكشف عن سر الجاسوس المجهول.
 
مشكور اخي علي الموضوع وانا فعلا اول مرة اقري عن الجاسوس ده لكن اين تكملة الموضوع
 
moz-screenshot.jpg
علي العطفي: الجاسوس المصري الذي زرعته اسرائيل في القصر الجمهوري (1ـ 2)

1222269633796698700.jpg
صورة نادرة للعطفي
 
ابنه ينشر إعلاناً يتبرّأ منه ويستنكر خيانته
عـلي العطـفي... جاسوس في القصر الجمهوري (2-2)

القاهرة - صلاح الإمام
بدأت المخابرات المصرية تنشط في عملية البحث عن الجاسوس المجهول الذي كان ملفه خاليًا من أية معلومات عن شخصه، فوُضع كل المقربين من رئاسة الجمهورية تحت المراقبة الشديدة في جميع تحركاتهم، وبُحثت جميع علاقاتهم، وكان من الطبيعي أن يكون من بينهم علي العطفي الذي كان وطّد علاقته الخاصة بالرئيس السادات وأسرته، فلما جاءت المعلومة الخاصة به من أمستردام عن تردده على السفارة الإسرائيلية، وُضع على الفور في دائرة الشك، وسافر إلى هولندا ضابط من المخابرات المصرية يتحدث لغات عدة، لمراجعة كل ما يتعلق بحياة العطفي وعلاقاته بهولندا، وأسرة زوجته.
كان العميد محمد نسيم هو المسؤول عن ملف العطفي، ولأيام عدة لم تر عيناه النوم، الى أن اكتمل ذلك الملف وضم أدلة كثيرة على إدانته، فعُرض على الرئيس السادات شخصيًا. في البداية شكك السادات في صحة المعلومات التي قدمها له رئيس المخابرات المصرية، وسأله عن الضابط المسؤول عن ملف العطفي، فلما علم بأنه محمد نسيم صدّق كل كلمة لثقته الشديدة بالأخير. ولشدة خصوصية الموضوع ومدى حساسيته، أمر السادات باطلاعه أولا بأول على كل ما يستجد في موضوع العطفي، وأمر بإعطاء ملفه صفة «شديد السرية»، وهي أعلى درجات التصنيف المخابراتي، ثم صدرت بعد ذلك أوامر عليا بإنهاء الملف والقبض على العطفي.
صدرت الأوامر لضابط المخابرات المصري في هولندا، بإحكام الرقابة على العطفي وضرورة ألا يشعر هو بذلك كي لا يلجأ إلى السفارة الإسرائيلية، أو تتدخل السلطات الهولندية وتمنع تسليمه لمصر. عندما توجه العطفي الى شركة الطيران ليحجز تذكرة رجوع الى مصر، تلقى ضابط المخابرات أمرا بأن يعود معه على الطائرة نفسها ويقبض عليه في المطار بمجرد نزوله من الطائرة، وفي 22 مارس (آذار) 1979 أقلعت الطائرة من مطار أمستردام وعلى متنها ضابط المخابرات الذي تأكد من وجود اسم العطفي على قائمة الركاب في الرحلة ذاتها، وبعد هبوط الطائرة على أرض مطار القاهرة وقف تحت سلّمها ينتظر نزول العطفي، وكانت المفاجأة الصاعقة أن العطفي اختفى، أين ذهب؟ هل تبخر؟ تحرك الضابط والتقى زملاءه في مكتب المطار فأكدوا له أن العطفي لم يخرج من الطائرة، فأبلغوا العميد محمد نسيم الذي تمكن بأساليبه الخاصة من معرفة أن العطفي في منزله، وأنه عاد الى مصر على طائرة أخرى قبل موعد تلك الرحلة بيومين، وكان ذلك من الأساليب المضلّلة التي يتبعها العطفي في تنقلاته، وكان لا بد من وضع خطة أخرى للقبض عليه.
في صباح اليوم التالي تلقى العطفي اتصالا من صحافي في مجلة «آخر ساعة» أخبره فيها بأنه يريد إجراء حوار مطوّل معه عن آخر المستجدات في مجال العلاج الطبيعي، وتحدد له موعد التاسعة مساء، وقبل انتهاء المكالمة توسّله الصحافي أن يحبس الكلب الوولف المخيف الذي يلاصقه في تحركاته كلها، فوعده العطفي بذلك وهو يضحك ولا يعلم أن ما تم كان بترتيب محكم من المخابرات المصرية.
في الثامنة والنصف من مساء 23 مارس (آذار) 1979، كان حي الزمالك بالكامل محاطاً بسياج أمني على أعلى مستوى لكن من دون أن يشعر أحد، فهذا أحد أحياء القاهرة المعروف برقيّه وبأن عددا كبيرا من سفارات الدول الأجنبية موجود فيه، ويسكنه الكثير من رجال السلك الدبلوماسي الأجانب في القاهرة، ونظرا الى خطورة المهمة وحساسيتها كان من الضروري التحسب لأي شيء مهما كان، وأمام العمارة رقم 4 في شارع بهجت علي في الزمالك بدا كل شيء هادئا، وعلى مقربة منها توقفت سيارات سوداء عدة تحمل أرقامًا خاصة، ونزل منها أناس يرتدون الملابس المدنية ولا يبدو عليهم شيء غريب. كان العطفي ينتظر ضيفه الصحافي المتفق على حضوره في هذا الوقت. وصل رجال المخابرات إلى باب شقته التي تشغل دورا كاملا بالعمارة المملوكة له ذاتها ويسكنها عدد من علية القوم، ففتحت الشغالة لهم باب الشقة لتصحبهم إلى الصالون، لكنها فوجئت بالعميد محمد نسيم يقتحم غرفة المكتب ليواجه العطفي الذي كان جالسا على مقعده الوثير ينتظر ضيفه الصحافي، وعلى رغم المفاجاة المشلة إلا أنه حاول أن يبدو متماسكا، فأعطى نسيم أوامره لرجاله بأن ينتشروا داخل المنزل.
أخرج نسيم أوامر النيابة بالقبض عليه وتفتيش منزله وأطلعه عليها، وذلك لاتهامه بالتخابر مع دولة أجنبية، فتصنّع العطفي الذهول والدهشة مما يسمع، وبدا يتحدث بنبرة تهديدية لنسيم يحذره فيها من مغبة ما يقوم به، لكن الرجل الذي يعي عمله جيدا واصل مهمته، وقطع ذلك حضور شريف ابن العطفي الطالب بكلية الهندسة، الذي فوجئ بالمشهد المهين لوالده، ودار حوار بالألمانية بين شريف ووالده، قال فيه الابن لأبيه أنه سيطلب جمال نجل السادات كي يخبر أونكل السادات بما يتم، وكان بين الحضور ضابط يجيد الألمانية فأخبر وكيل النيابة الموجود مع المجموعة، بحقيقة ما يريده الابن، فطلب ألا يتم ذلك منعًا لحدوث أي بلبلة تعوق المهمة.
التوبة
تحدث العميد نسيم قائلا: «دكتور عطفي... أنت متهم بالتخابر مع دولة أجنبية، ونحن جئنا لتنفيذ أمر بالقبض عليك»، فقال العطفي: «أنت عارف بتكلم مين؟»، ثم اتجه إلى الهاتف وأمسك بسماعته، لكن نسيم أخذها منه وقال له: «أولا: إجراءات المخابرات لا يستطيع أحد أن يوقفها ولا حتى رئيس الجمهورية، وثانيا: رئيس الجمهورية على علم تام بكل ما يحدث الآن بل ويتابعه بصفة شخصية، ويجلس الآن ينتظر خبر القبض عليك، ثم أخرج له صورة مع ضباط الموساد التي التقطت له أمام السفارة الإسرائيلية في هولندا، فانهار العطفي وألقى بجسده على أقرب مقعد».
قال العطفي: «أنا هقول على كل حاجة، بس قبل ما أتكلم عايز أقولكم على حاجة مهمة، كنت ناوي أتوب تماما الأسبوع الجاي، وسافرت أمستردام الأسبوع اللي فات مخصوص عشان أبلغهم قراري، وكنت ناوي أحج السنة دي، وضابط المخابرات الإسرائيلي أبلغني أني أقدر آخد أسرتي وأسافر بهم إلى تل أبيب، وأنا بقترح عليكم دلوقتي إن الأمور تمشي على طبيعتها، أسافر هناك... ومن هناك أقدر أخدم مصر.. وأكفر عن اللي فات، فقال له العميد نسيم مستدرجا إياه: اقتراح جميل ومقنع تماما، اتعاون معانا بقى عشان نقدر ننفذ الكلام ده».
ابتلع العطفي هذا الطعم، وبدأ يقص حكايته من الألف إلى الياء، لكنه استخدم ذكاءه وأدخل كثيرا من الحكايات الكاذبة في قصته، ولاحظ رجال المخابرات ذلك، فتركوه يحكي ما يريد، ثم سألوه عن طريقة اتصاله بالمخابرات الإسرائيلية فقال بأن ذلك يتم عن طريق خطابات مشفرة على ورق كربون ويقوم بإرسالها من خلال البريد، وكانت تلك هي أول الأدلة المادية على تورّطه في التجسس.
أخرج العطفي من بين أوراقه «بلوك نوت» عليه بادج المعهد العالي للعلاج الطبيعي، كانت صفحاته بيضاء، وبين أوراقه ورقة مكتوب عليها «بسم الله الرحمن الرحيم» فأشار إلى أنها ورقة الكربون التي يستخدمها كحبر سري، ثم مد يده بين صفوف كتب مكتبته وسحب كتابا معينا وقال: هذا كتاب الشفرة، فنادى نسيم على واحد من رجاله وسلمه الكربون وكتاب الشفرة، وبإشارات خاصة ومن دون كلام تناولهما الضابط، وبعد لحظات أعطاهما لنسيم وهو يشير بإشارات خاصة ومن دون كلام أيضاً، لكن نسيم عرف أن العطفي يراوغ، لأن الكتاب الذي أعطاه لهم ليس هو كتاب الشفرة، فما كان منه إلا أن حدّثه بلهجة حادة: أين كتاب الشفرة الحقيقي؟ فقام العطفي لإحضاره من مكان آخر، عندها طلب نسيم تفتيش زوايا المنزل وأركانه كافة، ثم عاد العطفي ومعه كتاب الشفرة الذي فُحص وتأكدوا من صحته.
كانت الزوجة انضمت الى الحضور وكذا الابن الثاني عمر، وأخبرهم رجال المخابرات بحقيقة رجل البيت الذي يتجسس لحساب إسرائيل، فانهارت الزوجة ـ التي ثبت يقينا في ما بعد عدم علمها بالأمر ـ وأقبلت عليه تصرخ وهي توبّخه بألفاظ نارية، وكذا ابنه الكبير، بينما انخرط العطفي في نوبة بكاء شديدة. امتدت الجلسة حتى السابعة من صباح اليوم التالي، وأشار نسيم لاثنين من رجاله بمصاحبة الزوجة وولديه لجمع حاجاتهم ومغادرة المكان، فلقد أصبح منذ تلك اللحظة خاضعا لسيطرة رجال المخابرات، وبدأ فريق الضبط يستعد لمغادرة المكان ومعهم صيدهم الثمين، إنه الدكتور علي العطفي الطبيب الخاص لرئيس الجمهورية، يخرج ذليلا منكسرا بين أيدي رجال المخابرات المصرية متّهمًا بأقبح تهمة.
السادات يتابع العمليّة
كانت الساعة 9 صباحًا حينما خرج نسيم بصحبة عدد من رجاله وبينهم العطفي، في حين بقي بعض رجال المخابرات داخل الشقة وخارجها، في حين كان هناك فريق آخر سبقهم إلى مقر المعهد العالي للعلاج الطبيعي، وصعد إلى حيث مكتبه. بعد لحظات، جاءت السيارة التي تقل العطفي وتوقفت داخل أسوار المعهد، وشاهد الطلاب والأساتذة عميدهم مقبوضا عليه، وفي مكتبه عثر رجال المخابرات على ضالتهم، إنه جهاز اللاسلكي المتطور الذي يستخدمه العطفي في بث رسائله، كان مخبأ في مكان سحري لا يستطيع أحد الوصول إليه سواه، ثم خرج الجميع بعد الأمر بتشميع مكتبه.
منذ خروج فريق الضبط الى منزل العطفي ورئيس جهاز المخابرات المصرية لم يغادر مكتبه، وكان يتابع لحظة بلحظة عملية الضبط والتفتيش، حتى دخل عليه نسيم قلب الأسد مؤديًا التحية العسكرية ويبشره بانتهائها على خير ما يرام، وفورًا أمسك رئيس المخابرات بالتلفون وطلب الرئيس السادات الذي كان متلهفا هو الآخر الى سماع الخبر، لكن السادات طلب أن يسمعه من نسيم شخصيًا، وحضور الإثنين إلى استراحة الرئاسة في منطقة الهرم، وأمام السادات روى نسيم كل تفاصيل عملية الخيانة التي تورط فيها طبيبه الخاص، وعملية القبض وما وجدوه لديه من أدلة دامغة تثبت تجسسه، فأصدر السادات تعليماته بأن تتم العملية في طي الكتمان، وبألا تنشر أجهزة الإعلام عنها أي شيء.
على مدار 20 يوماً توالت اعترافات العطفي لأجهزة التحقيق، و سُوّدت أكثر من 1000 ورقة فلوسكاب باعترافاته. لكن خلال أيام التحقيق الأولى كان العطفي مصممًا على أنه لم يعمل بالتخابر إلا منذ عام 1976، لكن تقرير المخابرات جاء ليؤكد أن العطفي كان على علاقة بالموساد منذ عام 1972، وأنه كان يرسل برسائله اللاسلكية المشفرة منذ ذاك التاريخ، وتم التأكيد من ذلك بفحص جهاز الإرسال الذي ضُبط عند العطفي، ومطابقة تردده مع الترددات المجهولة التي رصدتها أجهزة المخابرات منذ عام 1972 وعجزت وقتها عن تحديد مصدرها، وكان من بين أحراز القضية جهاز دقيق يستخدم في عرض الميكروفيلم، وكارت بوستال ذو تصميم خاص فيه جيب سري للغاية يوضع به الميكروفيلم.
أثناء التحقيق معه، أصدر المدعي العام الاشتراكي في مصر قرارا في 3 أبريل (نيسان) عام 1979 بمنع العطفي وزوجته وأولاده من التصرف في ممتلكاتهم، فحُصرت وفُرضت الحراسة عليها، وبناء على هذا القرار أصدرت محكمة القيم حكما في 1مارس1981 بمصادرة أموال وممتلكات العطفي وأسرته لصالح الشعب، وكانت ثروته أثناء القبض عليه تقدر بمليونين ومائتي ألف جنيه.
أما العطفي فأحيل الى محكمة أمن الدولة العليا في القضية رقم 4 لسنة 1979، حيث أصدرت حكمها عليه بالإعدام شنقًا، لكن الرئيس السادات خفف الحكم إلى الأشغال الشاقة لمدة 15 سنة فحسب، ورفض الإفراج عنه أو مبادلته على رغم الضغوط السياسية التي تعرض لها وقتها من رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن الذي تعددت لقاءاته بالسادات خلال تلك الفترة، وهما يعدّان لاتفاقيات السلام بين مصر وإسرائيل.
بعد صدور الحكم على العطفي، قام الابن الأكبر له بنشر إعلان مدفوع الأجر على مساحة كبيرة من صحف عدة يعلن فيه لشعب مصر أنه يتبرأ من والده ويستنكر خيانته لمصر.
بعد وفاة السادات وتولي الرئيس مبارك الحكم، تقدم العطفي بالتماسات عدة له بطلب الإفراج عنه لظروف صحية، لكن مبارك رفض الموافقة على تلك الطلبات التي كان آخرها عام 1987، وقيل إنه أصيب بالعمى وهو في سجنه الذي بقي فيه ذليلا مهانا حتى وفاته في 1 ابريل عام 1990، ورفضت أسرته استلام جثته، فدُفنت في مقابر الصدقة.

أنور السادات







 

ولو انتبهنا قليلا لأدركنا أن الموساد حاول اختراق مكتب الرئيس عبدالناصر عبر د. علي العطفي واكتشف أمره بسرعة، أما الرئيس السادات وما تم في حرب أكتوبر، فقد كان صفقة كاملة لجميع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.. ثم بعد ذلك يقال لنا ومطلوب منا أن نصدق أن أشرف مروان كان رجلهم!!





 
التعديل الأخير:
السقوط في فخ الصحافة الإسرائيلية

بقلم حلمى النمنم ٥/ ٧/ ٢٠٠٧ رحم الله د. أشرف مروان ورحمنا معه، فقد كشفت قضيته ووفاته الغامضة في لندن، عددا من عوراتنا المهنية، أقصد نحن جماعة الصحفيين المصريين، فقد تلقف بعضنا بحماس ما نشرته الصحف الإسرائيلية تلميحا أو تصريحا حول أشرف مروان منذ سنة ٢٠٠٣ واتهامه بالعمالة لإسرائيل، اعتبر بعضنا ما تقوله الصحافة الإسرائيلية ورجال المخابرات الإسرائيلية المتقاعدون المصدر الرئيسي وأن ما يقوله هؤلاء هو الحق المطلق.
وانبري بعضنا تحت وطأة الخلاف السياسي مع الحقبة الناصرية أو الساداتية أو بدافع الحنق علي ثروة أشرف أو الرغبة في الإثارة إلي الترديد الحرفي لكل ما تقوله صحف إسرائيل، وتصبح كلماتهم مانشيتات لعدد من صحفنا، ولم ننتبه- مهنيا ووطنيا- بالقدر الكافي إلي خطورة ذلك، فما قالته صحف إسرائيل أبعد كثيرا من أشرف مروان وحكايته، الرسالة هنا واضحة وهي أن الموساد قادر علي اختراق مكتب أقوي رئيس عربي بسهولة.
فها هم قد اخترقوا مكتب الرئيس عبدالناصر بعد نكسة يونيو ١٩٦٧، أي أنه رغم كل ما حدث في ١٩٦٧ فإن المصريين ظلوا عاجزين عن حماية مكتب الرئيس من الاختراق، بل إن الاختراق وصل إلي داخل بيت الرئيس وأسرته، وهم لم يتوقفوا عند ذلك بل اخترقوا مكتب الرئيس السادات في لحظة الذروة، لحظة الإعداد لحرب أكتوبر ١٩٧٣، وتمكنوا بالتالي من اختراق مباحثات ومكاتب كل الحكام العرب الذين تباحث أو تعامل معهم د. أشرف مروان، نحن أمام قصة مثالية تؤكد أسطورة تفوق المخابرات الإسرائيلية وهذا ما يريدون لنا أن نؤمن به، ولم يتوقف بعض الزملاء أمام ما ترويه الصحف الإسرائيلية بعين فاحصة وناقدة، وبدلا من أن يتم التعامل مع تلك الحكايات علي أنها «مزاعم وادعاءات» وفي أفضل الأحوال وجهة نظر، إذا بهذا البعض يأخذها باعتبارها الحقيقة بألف لام التعريف، التي لا تقبل نقضا وتفنيدا.
ولو انتبهنا قليلا لأدركنا أن الموساد حاول اختراق مكتب الرئيس عبدالناصر عبر د. علي العطفي واكتشف أمره بسرعة، أما الرئيس السادات وما تم في حرب أكتوبر، فقد كان صفقة كاملة لجميع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.. ثم بعد ذلك يقال لنا ومطلوب منا أن نصدق أن أشرف مروان كان رجلهم!!
أعرف أن بعض زملائنا الذين نشروا ورددوا ما قيل يحتجون بأن الأجهزة المصرية لم تصدر ردا رسميا علي تلك الاتهامات، ولا استجابت لنداء هؤلاء الصحفيين بضرورة الرد وتفنيد ما جاء في الصحف الإسرائيلية ،ونتناسي أن الاتهام لم يصدر عن جهة رسمية من الناحية الأخري، بل صدر عن متقاعدين مهزومين، والواضح أن الأمر في جانب منه يتعلق بحساباتهم الخاصة أو تصفية حساباتهم معا.
ومع ذلك فقد حدث رد رمزي في حينه من الدولة المصرية، علي أرفع مستوي، ففي ذكري وفاة الرئيس عبدالناصر عام ٢٠٠٤ ذهب الرئيس مبارك إلي ضريح عبدالناصر كعادته كل سنة، وكانت هناك أسرة عبدالناصر، لكن في تلك السنة ولأول مرة كان د. أشرف مروان أمام الضريح في استقبال الرئيس مبارك، وصافح الرئيس أفراد الأسرة، كانت المصافحة رسمية جدا وربما متجهمة من الطرفين، فالمناسبة لا تحتمل غير ذلك، نحن في ذكري وفاة وأمام الضريح، ولكن حين صافح الرئيس د. أشرف تخلت المصافحة عن الطابع الرسمي وبدت ودودة وعلت ابتسامة حميمة بين الرئيس ود. أشرف، تقدم خلالها أشرف نحو الرئيس خطوتين، وأظن أن ذلك كان مقصودا..
والرئيس مبارك هنا ليس هو فقط رئيس الدولة بل هو القائد الأعلي للقوات المسلحة، وهو أحد أبرز قادة حرب أكتوبر، وشارك في حروب مصر السابقة، باختصار نحن في النهاية أمام «ضابط وطني مصري» ولو أن هناك ذرة من الشك في أشرف مروان لما حدث ذلك المشهد، ونحن نعرف أن من يدعي إلي مؤتمر أو لقاء يحضره الرئيس يخضع لفحص أمني دقيق فما بالنا إذا كان سيصافح الرئيس وجها لوجه!
وقبل حوالي شهرين ازداد الإلحاح في الصحف الإسرائيلية علي أن أشرف مروان كان «عميلا مزدوجا» ونحن نقلنا التسمية عنهم، وقد يكون ذلك ملائما لهم، لكن هل حين يتعامل مسؤول مصري مع الدولة المصرية ويشارك في بعض عملياتها نسميه عميلا لمصر.. التسمية بالنسبة لنا تنطوي علي تناقض حقيقي ومع ذلك جاء الرد مرة ثانية من الدولة بدعوة أشرف إلي حفل زفاف جمال مبارك، وبدلا من أن نستوعب ـ تساءل بعضنا ـ كيف يدعي مروان؟!
وإثارة أمر أشرف مروان في الصحف الإسرائيلية مؤخرا يثير التوقف، فنحن لسنا بإزاء ذكري حرب الغفران كما يسمونها، وليس هناك تحقيق حولها، وأظن أن الأمر لم يتم اعتباطا، فقد ارتبط ذلك بأمرين يتعلقان بإسرائيل، الأول خاص بانتهاء تقرير «فينوجراد» حول الهزيمة المخزية لإسرائيل في حرب لبنان الصيف الماضي، والذكري الأولي تقترب لتلك الهزيمة التي لم تتحقق من جيش نظامي بل من حزب صغير!
الأمر الثاني أن ذلك ارتبط بكشف الأمن المصري لجاسوسين إسرائيليين ومحاكمتهما، وأظن أن ذلك كان ضربة قاسية للموساد الأول هو العطار الذي تم تجنيده في تركيا، وعمل في كندا ومع ذلك كانت مصر تتابعه من اللحظة الأولي وكذلك محمد سيد صابر الجاسوس النووي، الذي تم تجنيده في «هونج كونج» وكانت مصر هناك ترصد وتراقب من اللحظة الأولي.
وهكذا فللتغطية علي الهزيمة في لبنان، وعلي هزيمة الموساد في عمليتين خلال شهرين فقط يتم تفجير قضية أشرف مروان لأخذ الرأي العام الإسرائيلي بعيدا عن الهزيمة، وحتي لا يتصور ولا يشعر الرأي العام المصري والعربي بالنصر والتفوق، هي حرب نفسية في المقام الأول تشن علينا، وهو صراع مخابراتي مازال قائما وبقوة، لكن بعض زملائنا اندفعوا يرددون حرفيا ما تردده الصحف الإسرائيلية دون القيام بالواجب المهني، وهو التحقق مما يقال والتعليق عليه، وصارت الصحف الإسرائيلية «المصدر الأول» في هذه القضية، وتلك كارثة مهنية في المقام الأول وأكاد أقول كارثة وطنية أيضا.






 
الله المستعان لا ادري لماذا اكثر جواسيس اسرئيل من المصريين ربما لارتباطهم الديني وربما بسبب الفقر المنتشر في مصر العروبه لا ادري وهذا السأل يجاوب عليه المصريين
 
فصبر جميل انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا
فصبر جميل اخوتى الصقور فالله المستعان على ما يصفون
 
مشكوووووور على الموضوع بارك الله فيك
 
الدول الغنية فيها جواسيس أيضا
ارجو الموضوعية فى الرد
مصر ليست فقيرة
أزمة مصر ليست الفقر

بل أشياء أخرى سببها التضحية التى دفعها هذا الشعب فى سبيل الأمة هو و الشعوب العربية التى ساندها و ساندته فى نضالهم الشريف لمجد العروبة و تحرير الأمة من المستعمر كالجزائر و السودان و اليمن و غيرها
و الإدارة بمختلف فروعها
و التعليم
و البحث العلمى المتواضع
و بعض القضايا الاجتماعية
و السياسية و القضائية و الأمنية و التركيبة الاجتماعية
و لا مجال لمناقشتها فى المنتدى هنا
نحن أدرى ببلدنا و أزماتها
تحياتى
 
التعديل الأخير:
الله المستعان لا ادري لماذا اكثر جواسيس اسرئيل من المصريين ربما لارتباطهم الديني وربما بسبب الفقر المنتشر في مصر العروبه لا ادري وهذا السأل يجاوب عليه المصريين

انت مش مركز :no: لو كنت قرأت الموضوع جيدا لعرفت انه كان غنى ولعرفت ايضا هو خان بلده لاى سبب .

اما موضوع ان مصر فقيرة فبرده كلامك خطاء تماما :no:
وانا مش حقولك غير حاجة واحدة فقط
فى سورة الدخان , بعد خروج بنى اسرائيل من مصر
قال تعالى ( فأخرجناهم من جنات وعيون وزروع ومقامٍ كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين )
لا يوجد كلام بعد ذلك .

على العطفى جاسوس إسرائيل فى القصر الجمهورى - 11-16-2008, 09:19 Am
خلت الساحة له، كون ممارسي مهنة التدليك من الأجانب، فكثر الطلب عليه، وازدحمت أجندة مواعيده، وراح يتنقل من قصر فلان إلى فيلا فلان، وكثر اختلاطه بعلية القوم، وأعطى لنفسه لقب "خبير" علاج طبيعي، وكان هذا المصطلح حديث عهد في مصر، فلما ظهرت الحاجة لوجود العلاج الطبيعي في مصر ونشره كعلم ومهنة وجد لنفسه مكانا بين رواده، فانضم الى قائمة مدربي العلاج الطبيعي في معاهد التربية الرياضية في مصر، وبدأت الدولة ترسل خريجي تلك المعاهد في بعثات تدريبية الى أوروبا والولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، فعاد هؤلاء إلى مصر وهم يحملون درجات الدكتوراه.

عام 1963 وجد العطفي اسمه في كشوف من تمت الموافقة على سفرهم الى الولايات المتحدة الأميركية، فوجد أن أمامه فرصة ذهبية للوصول الى أعلى المناصب لو حصل على الدكتوراه، لكن كيف وهو ليس معه سوى الشهادة الإعدادية، بحسب اعترافاته في ما بعد، أنه استطاع الحصول عليها من رجال الموساد في سفارة إسرائيل في أمستردام، حيث عاش فترة في هولندا وتزوج منها، وحصل على الجنسية الهولندية، وأصبح هناك مبرر لسفرياته الكثيرة والتي كانت تتم كغطاء لنشاطه التجسسي، وبعد ذلك وبموجب شهادة الدكتوراه المزوّرة عمل أستاذا في معاهد التربية الرياضية، وانتُخب رئيسا للاتحاد المصري للعلاج الطبيعي، وكان أول عميد للمعهد العالي للعلاج الطبيعى في مصر منذ إنشائه عام 1972 حتى قُبض عليه في 18 مارس (آذار) 1979.

كشفت التحقيقات التي أجريت مع العطفي أنه هو الذي سعى الى المخابرات الإسرائيلية بنفسه عن طريق سفارتهم في هولندا، وتبين لرجال الموساد أنه شخص ليس له عزيز، وصديقه الوحيد في الدنيا هو المال، وليس له أي انتماء لوطنه ولا يتقيد بأي مبدأ، وبالتالي تمت الموافقة على اعتماده كعميل مخلص لهم.
 
التعديل الأخير:
الله المستعان لا ادري لماذا اكثر جواسيس اسرئيل من المصريين ربما لارتباطهم الديني وربما بسبب الفقر المنتشر في مصر العروبه لا ادري وهذا السأل يجاوب عليه المصريين
في قنبلة إعلامية مدوية.... الكشف عن وثيقة خطية من ملك سعودي يمنح بها فلسطين لليهود
dot_red.gif

1202136.jpg

صدى سوريا: في خبر وصفه محللون بالقنبلة المدوية تنشر صحيفة الثبات المستقلة يوم غد الجمعة النص الحرفي لتعهد الملك السعودي السابق عبد العزيز آل سعود للمندوب البريطاني برسي كوكس بإعطاء فلسطين لليهود وجاء في نص الوثيقة، التي تنشرها الصحيفة في خبرها يوم غد ما يلي:
(بسم الله الرحمن الرحيم.. أنا السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن آل الفيصل آل سعود، أقرّ وأعترف ألف مرة، لسير برسي كوكس؛ مندوب بريطانيا العظمى، لا مانع عندي من إعطاء فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم، كما تراه بريطانيا، التي لا أخرج عن رأيها، حتى تصيح الساعة..)، وتشير صحيفة الثبات أن الملك عبد العزيز وقع الوثيقة بخاتمه، وفي الخبر الذي تنشره الثبات، وتسلمت صدى سوريا نسخة منه يوم الخميس، ترى الصحيفة أن المقصود بعبارة "صياح الساعة"، "يوم القيامة"، مشيرةً أن القيامة تشمل: إحباط السعودية لثورة 1936 الفلسطينية، ودورها في نكبة 1948، وإرسال فيصل رسالة إلى جونسون (الرئيس الأميركي السابق) يطلب منه فيها عام 1967 إخراج القوات المصرية من اليمن، وبجعل إسرائيل تحتل مصر وسوريا،وأخيراً دعم السعودية للسادات، وما تلاه، واعتبر محللون سياسيون في تصريح لصدى سوريا أن نشر هذا الخبر يعتبر قنبلة مدوية، مشيرين أن الأحداث الأخيرة تثبت صحة هذه الوثيقة؛ حيث نوهوا إلى ان مؤتمر حوار الأديان الذي اختتم أعماله الأسبوع الماضي بمبادرة سعودية، جمع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريس، وغيره من المسؤولين الإسرائيليين، فيما لفتت صحيفة الثبات إلا ان لهذه الوثيقة صلة بكتاب أرسله جون فيلبي من منفاه في بيروت في عام 1952، إلى الملك سعود وولي عهده فيصل، مع رئيس وزراء لبناني راحل، يهدد فيه السعودية بنشره إذا لم يعد إلى "وطنه الأصلي نجد"، كما قال فيلبي، وشرح في كتابه (الرسالة) هذا: إن عبد العزيز وقعها في مؤتمر العقير، بناء على طلبي، لنثبت للمخابرات الإنكليزية حسن نوايا عبد العزيز تجاه اليهود، بعدما جمدت المخابرات البريطانية مرتّبه الشهري البالغ (500) جنيه إسترليني، فراح يبكي أمامي شاكياً أحواله، واستخرج القلم من جيبه المتدلي (من صدره إلى سرته)، وكتب موافقته على (إعطاء فلسطين وطناً لليهود المساكين).

و لا تعليق

 
وهل تلك صورة لوثقه تاريخيه انا لا اصدق ذلك ولا اعتقد ان ما جاء في المقال صحيحا فقد وقفت المملكه مع مصر بعد الهزيمه رغم ما كان موجود من خلافات في ذلك الوقت بين النظامين المصري والسعودي واذا كان ما جاء في الوثيقه صحيحا فلا اعتقد ان ملوك السعوديه نفذوا ما جاء في الوثيقه المزعومه ولا استغرب علي صحيفه سوريا مشر خبر مثل هذا فنحن نعلم ما مدي الخلاف بين الدولتين والذي لا يصدقه عقل انه كتب في الوثيقه بريطانيا العظمي التي لا اخرج علي رايها وكتب المساكين اليهود وحتي تصبح الساعه هل يصدق احد ذلك الكلام لو علي الوثائق فهناك وثائق اخرجها اخو الرئيس حافظ الاسد وهو رفعت الاسد تقول ان الجولان تم بيعه بحوالي 200 مليون دولار والا لماذا اشتركت سوريا في حرب لبنان عام 82 ولم تفكر في تحرير الجولان اوليس من الاولي تحرير ارضك قبل ارض الاخرين
 
>>> مصير كل جاسوس السقوط إن عاجلاً او آجلاً<<<​
 
في قضية هذا "الحركي" (علي العطفي) أو (علي الطفي) في بعض المصادر ، سبق للشاعر أحمد فؤاد نجم أن صرح أنه تحدث معه في السجن و قد أخبره فعلا أنه مسؤول عن إغتيال جمال عبد الناصر ..... لعنة الله على "الحركة" الخونة في كل زمان و مكان
 
لعنة الله على الخونة .....................مشكور على الموضوع جازاك الله خيرا.
 
عودة
أعلى