قناة إسلامية سنية! مجرد إطلاقك بقناة تخدم أجندة دينية فأنت لم تعد تخدم هدفك الرئيسي.
* الحل الوحيد للسعوديين هو إطلاق قناة تخدم توجهات السياسة السعودية وأجندتها بالدرجة الأولى ثم تخدم توجهات حلفائها المقربين أيضاً مثل دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية.
* يجب على القناة أن لا تركز على البث التلفزيوني بالدرجة الأولى,
يجب أن يكون هدفها هو وسائل التواصل الإجتماعي والإعلام والتسويق الإلكتروني.
معظم القنوات الإخبارية العالمية أصبحت تعتمد على وسائل التواصل الإجتماعي لنشر وتسويق توجهاتها وأجندتها.
* أيضاً يجب على الآلة الإعلامية السعودية أن لا تعتمد فقط على إعلاميين سعوديين أو عرب, يجب عليها توظيف إعلاميين من مختلف دول العالم ينشرون وجهات نظر تدعم وجهة النظر السعودية ومصالحها وأجنداتها.
مثلاً,
يجب على السعوديين توظيف إعلاميين ينشرون وجهات نظرهم ويسوقون لها على صحف دولية مشهورة, حتى المعادية منها.
(أقصد بالإعلاميين هم الكتاب, الصحفيون, الذين يقدمون ويديرون وسائل الإعلام المختلفة)
لأن هدفك هو دعم توجهاتك وأجنداتك السياسية والتسويق لها لا شيء آخر,
والسياسيون في الدول الغربية تحديداً يريدون خدمة توجهات الإعلام الذي يتابعه جمهوره المستهدف.
مثلاً, بعض أعضاء مجلس الشيوخ والنواب الأميركي يبني تحالفاته وآراءه بناء على مصلحة حزبه وولايته وقاعدته الإنتخابية,
ويجب عليه أن يحاول قدر الإمكان أن يوفق بينهم,
فالقاعدة الإنتخابية لهؤلاء الأعضاء غالباً تملك وجهات نظر مشابهة لوجهات نظر إعلاميين معينين.
* بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا الإتحادية تسوّق لوجهات نظرها بقوّة عن طريق دعم بعض الإعلاميين والطلاب الأميركيين عن طريق تنظيم دعوات زيارة لهم إلى الأراضي الألمانية وعلى فترات مميزة وذلك لأغراض تسويقية للسياسات والثقافات الألمانية.
"مثل دعوة الألمان لبعض طلاب تخصصات العلاقات الدولية والعلوم السياسية في الجامعات الأميركية المرموقة إلى مهرجان Oktoberfest الشهير".
وثم تنظيم جولات لهم في مجالس البرلمان ولتنظيم لقاءات وجلسات نقاش مع طلاب في الجامعات الألمانية.
أيضاً الأمر يحدث مع كتاب معروفين في الصحف الأميركية.
هذه الأساليب مهمة جداً في دعم وجهات نظر الدول في المحافل الدولية. "دولة الإمارات العربية المتحدة لديها أنشطة مشابهة". خصوصاً دعم الإعلاميين والطلاب الأميركيين يخدم مصالح سياسية كبيرة لأنه الولايات المتحدة هي الوقة العظمى المهيمنة سياسياً على العالم.
هذه الأساليب لديها منافع على المدى الطويل والقصير أيضاً,
وتساهم في تغيير حتى وجهات النظر السيئة والصورة النمطية السيئة عن بلد ما.
* الإعلام السعودية الحكومي يجب إلغاءه تماماً ويجب إلغاء "وزارة الإعلام",
والإكتفاء بهيئة تنظيم لوسائل الإعلام كما تفعل جميع دول العالم التي تملك إعلام منتشر ومميز.
لأنه ببساطة وسائل الإعلام الحكومية ليست سوى آداة Propaganda حكومية,
لهذا لا تجد أحداً يشاهدها أو يعتمد على أخبارها.
لهذا السبب أيضاً تجد القنوات السعودية الخاصة مثل "قناة العربية" مشاهدات وصدى أكبر من القناة السعودية الحكومية.
تماماً كما يحدث مع "قناة الجزيرة",
هذه القناة كانت ستفشل إن كانت قناة حكومية رسمية, لا أحد سيشاهدها إن كان إسمها "قناة دولة قطر".
قناة العربية وقناة الجزيرة تعتمد على تمويل حكومي بشكل أو بآخر لكنه يبقى قطاعاً خاصاً وليس حكومياً.
* إضفاء الصبغة الدينية لتوجهاتك الإعلامية سيفشل المشروع الإعلامي السعودي للتأثير في دوائر الإعلام وصنع القرار في الدول الغربية. والذي لا يراه المسلمون بشكل خاص والعرب بشكل عام في الدول الغربية هو أن الأديان أصحبت مسألة ثقافية وليست دينية بشكلها السابق.
مثلاً, أحد الأحزاب اليمينية الألمانية الشهيرة, وهو حزب "البديل لألمانيا Alternative für Deutschland" يرأسه مرأة إسمها Alice Weidel وهي مثلية التوجه الجنسي!
الأحزاب اليمينية في الدول الغربية أصبحت تخدم الحفاظ على ثقافة وهوية بلادهم وليس الأديان, لأن العادات والتقاليد المسيحية في دول الغرب أصبحت تشكل جزءاً من الهوية الثقافية لهم مهما إختلفت توجهاتهم الدينية, تجدهم يدعمون اليهود والمسلمين والملحدين الذين يخدمون توجهاتهم.
أطلت بالشرح لكن لأني أرى الكثير من السعوديين هنا يتحدثون عن فشل وسائل إعلامهم وأردت أن أشرح لهم ماذا يحدث حقيقة في كيفية دعم إعلامك وأجنداتك السياسية.
* لا فائدة من دعم السعوديين للإعلاميين العرب أو توظيفهم للعمل لدى وسائل إعلامهم, ولا فائدة من توجيه الإعلام السعودي للدول العربية, لأن معظم الدول العربية تعلم مدى قوة تأثير ونفوذ السعوديين على بلادهم.
لذلك السعوديون حققوا هدفاً لم يرغبوه بالأساس!