الصورة التكاملية التحليلية الجزء الأول:
عملية طائرة أيوب بدون طيار الدورن الإيرانية "شاهد 129" التي شكلت رعب لإسرائيل لما استخدمت من قبل حزب الآيات في اللبنان لأنها استطاعت أن تخترق مسافة ليست بالقليلة في داخل أراضيها وتصور عدداً لا بأس فيه من الأهداف، المفيدة للقوة الصاروخية المتصاعدة بالكم والنوع للحزب الشيعي اللبناني؛ وهذه الحادثة المهينة لكبرياء إسرائيل جعلت تكرار الحدث أمر مرفوض جملة وتفصلاً، لما فيه من خطر داهم على أمن إسرائيل.
لذلك عندما تكرر الحدث في العاشر ن فبراير شباط 2018، وهذه المرة بتقنية تسللية أو ما يمكن تسميته دورن خلسة متخفي مشتق ومطور عن الدورن شركة لوكيد مارتن الأمريكية RQ-170 وهي من الجيل الثاني للتطوير الإيراني من هذا الطراز والمعروفة باسم "صاعقة" وتم إسقاطه بالصدفة حينها بحوامات أباتشي إسرائيلية.
صحيح أن إسرائيل وإيران وجهان لعملة واحدة إلا أن إيران خرجت عن الحدود التي رسمتها إسرائيل لها في سوريا واللبنان، لأنها أصبحت بيد العسكر الإيرانيين وليس بيد الآيات الخاضعين للحاخامات الإسرائيلين.
لذلك كان الغضب الإسرائيلي شديد ضد هذا التجزؤ النوعي على الأجواء الإسرائيلية.
هنا قامت ثمانية طائرات في مجموعتين رباعيتين كل مجموعة مكونة من طائرة راعام F-15i Ra,am وثلاثة طائرات صوفا F-16i Sufa حيث كانت هذه الطائرات مجهزة بنحو 20 صاروخ كروز من نوع بوبآي Popeye تم اعتراض ثلاثة منها واحد من الصواريخ الثمانية التي أطلقتها طائرتي راعام بنظام بوك الصاروخي وصاروخين من صواريخ صوفا الثمانية الأصغر حجماً وأقل مدى بمنصات بانتسير الصاروخية المدفعية.
ودمرت باقي الصواريخ أربعة منصات لإطلاق الدورن الإيرانية ومبنى إخفاء الدورن ومبنى عناصر التشغيل ومخزن قطع الغيار أي كل من يخص طائرات الدورن الإيرانية في مطار تيفور.
هنا تم إخفاء منظومتي بانتسير اس 1 سام 22 وبوك ام 2 سام 17، بعد العملية الصاروخية، وتم استثارة منظومات الستينات والسبعينات الخاصة بالحقبة السوفيتية من نوع كفادرات كوب سام 6 وبيتشورا 2 تي ام المطور عن أجيال الحقبة السوفيتية وكذلك اس 200 سام 5 حيث أطلق منها مجتمعة 23 صاروخ منها أحدى عشر صاروخ من نوع فيغا اس 200 سام 5 البعيد المدى الذي أربك وارعب الطائرات المغيرة الإسرائيلية بطول مداه وقوة تأثيره الانفجاري المسدد نحو الأمام وليس في كل اتجاه.
كانت هذه الصواريخ في حقيقة الأمر غير مجدية ضد الطائرات الإسرائيلية لتقادم أدائها رغم محاولات تحديثها الدؤوب من قبل هيئة البحوث العلمية السورية بمشاركة إيرانية، وذلك بسبب التطور النوعي لنظم الحرب الإلكترونية النوعي والكمي الذي يطلق وسائط تشويشه من البر والجو والبحر ضد مضادات الطائرات السورية المتقادمة رغم تحديثها.
كان الغرض الإشغال والإرباك للتغطية على صواريخ سرية فعالة كانت بطريقها لاستهداف الطائرات الإسرائيلية بسرعة فرط صوتية، حيث اطلق من مطار حماة صاروخيين بشكل عامودي وإقلاع عامودي حتى ارتفاع شاهق ثم لتنحرف بعد أن تبلغ ذروة الارتفاع بشكل شبه انقضاضي معتمدة حتى هذه المرحلة على نظام التوجيه بالقصور الذاتي وعند التوجه نحو الهدف المنشود تبدأ التغذية الملاحية اللاسلكية المبنية على معلومات المتابعة الرادارية ثم يبدأ تفعيل رادار التوجيه الذاتي للصاروخ المعزز بمستشعر حراري لزيادة مقاومة التشويش الإلكترونية إن أصبح فعال ولزيادة دقة التوجيه في حالة تجاوز التشويش الإلكتروني.
تمكنت إحدى تلك الصواريخ من إصابة طائرة صوفا توبعت منذ البداية من قبل رادارات تلك الصواريخ الفرط صوتية المطورة مما تسبب في تدميرها وإسقاطها ونجاة طاقمها بأعجوبة، أما الصاروخ الثانية فسبب أضرار دون السقوط لأنه لم يحقق الاصطدام المطلوب للإسقاط بسبب تخفف دقته بشراك خداعي من نوع ALE-50 ولكن أدت الإصابة للهبوط الاضطراري وأصاب الذعر الطائرات الإسرائيلية التي سارعت للعودة إلى قواعدها.
لم تستطع إسرائيل أن تحدد نوعية الصواريخ الفعالة التي نالت منها إلا تكهناً رغم أن هذه الضربة الصاروخية المضادة كانت الثانية أو الثالثة من نوعها، فقد حدث حادث مماثل من قبل في السباع عشر من مارس أذار عام 2017 حيث حاولت ستة طائرات صوفا ضرب مواقع إيرانية في منطقة تدمر السورية، إلا أنها قوبلت بفخ صاروخي تمثل بوابل من الصواريخ من فئة فيغا اس 200 أطلقت بالبداية دون توجيه بسبب إطفاء رادارات المتابعة والتوجيه لتعمل هذه الأخيرة بعد الإطلاق التسديدي الغير توجيهي للصواريخ فيغا سام 5 وبدأت أنظمة التوجيه اللاسلكية بالعمل، حيث عادت الطائرات الإسرائيلية أدراجها مذعورة من عدد الصواريخ المنطلقة وبنفس التكتيك السباق انطلاق في ظل هذا التضليل والتقنيع الصاروخي صاروخين من مطار حماة بنفس الطريقة التي شرحناها أعلاه وبنفس العدد.
فاسقط أحدها طائرة وأعطب الأخر أخرى ولكن هذه المرة في الأراضي الإسرائيلية لذلك تم التكتم على الحدث والنكران له من قبل إسرائيل.
وجهزت على إثرها إسرائيل طائرات صوفا كطائرات إخماد وايلد ويسيل في محاولة لتدمير مصادر النيران المضادة إلا أنها قوبلت بوابل مضاد وبنفس التكتيك إلا أن المضادات الصاروخية الخاصة من نوع حيتس ارو اعترضت إحدى تلك الصواريخ وتسبب الثاني بإصابة وإعطاب طائرة صوفا.
تكررت العملية في عام 2018 كردة فعل ضد سقوط طائرة صوفا من جديد لكن إحدى طائرات الإخماد الدفاعي وايلد ويسيل من فئة راعام تعرضت لإصابة من الصاروخ المفترس الفرط صوتي السري.
تم حماية مطار التيفور عام 2018 بعد ضرب مواقع الدورن الإيرانية، بصواريخ منظومة بيتشورا 2 تي ام الحديثة بدل بطارية بوك ام 2 على أنها مكافئ محدث للبوك سام 17 ومقاوم للإجراءات الإلكترونية إلا أن هذه الدفاعات المتحركة المحدثة الصاروخية دمرت بالكامل بصواريخ طائرات الإخماد الدفاعي العرسة المتوحشة من فئة راعام وصوفا بصواريخ هارم المضادة للرادارات ودليلة الجوالة البعيدة المدى.
وعادت العرسة المتوحشة من فئة صوفا وراعام لتدمر فوج من أصل ثلاثة أفواج اس 200 لأنها أصابت طائراتها بالإرباك والذعر، وليس لأنها أسقطت طائرتها وإلا لكانت دمرت باقي الأفواج من تلك الصواريخ.
يتبع ..