وزير الدفاع الجزائري الأسبق: صدام حسين قصف طائرة وزير الخارجية الجزائرية بصاروخ روسي الصنع

اظن الوزير كذوب ماذا يعني قوله هذا هل بعد ان هتفت الجماهير الجزائريه باسم صدام اتى بهذه المعلومه اظن هذا الوزير يريد التشويه فقط
المثل يقول: مااكذب من شب تغرب ...غير شايب ماتت اجياله
 
السبب الذي ذكر غير مقنع لاغتيال وزير دولة فلو لم يكن صدام يريد الوساطة وهو الرجل الذي عرف عنه صراحته الشديدة لكان رفضها وربما هاجم الجزائر في الاعلام لكن لم يحدث أي شئ من هذا فليس كل مسؤول سابق شهادته مصدقة
 
بالنسبة لمن كان يرفض الوساطة لوقف الحرب العراقية الإيرانية, والمستفيد من تصفية أي طرف كان يسعى لوقفها
يكفي خطاب الهالك الخميني الشهير بعد قبوله قرار إنهاء الحرب:
"كأني أتجرّع كأس السُم.. كم أشعر بالخجل لموافقتي على إتفاقية وقف إطلاق النار مع العراق"
 
.

من يتكلم عن أن السبب غير منطقي ......

منذ متى كان صدام حسين بتصرف بشكل منطقي ؟!؟!؟!؟!

بالنسبة للدكتاتور, أي شيء يقوم به هو منطقي جداً له, وآخر همه ما يُفكر به الآخرون.

.
 
الناس ما صدقت لقت جنازة لتشبع فيها لطم كما يقول المثل المصري

اسقاط صدام لطائرة الغرومان ليست معلومة جديدة
لجنة التحقيق برئاسة وزير النقل انذاك المرحوم صالح قوجيل نشرت ملخصات عن تقرير عملها عدة مرات
الطائرة تم اسقاطها في مثلث الحدود الايرانية العراقية التركية بصاروخ R40
بقايا الصاروخ و الطائرة نقلت الى الجزائر في وقتها التي تولت رئاسة لجنة التحقيق بعد ان تنازلت ايران عن ذلك
من خلال رقم السيريال الخاص بالصاروخ تمت مخاطبة الاتحاد السوفيتي رسميا لمعرفة الجهة التي اشترت الصاروخ
ماطل الاتحاد السوفيتي فلم يجد الرئيس الشاذلي انذاك الا تهديد الاتحاد السوفيتي بقطع العلاقات الدبلوماسية كما يثبت الاستاذ عبد العزيز بوباكير في مذكراته
عندها استجاب الاتحاد السوفيتي و افرج عن المعلومات التي لديه و ان الصاروخ تم بيعه للعراق
الاستاذ بوباكير في كتابه يتحدث عن خطأ وقع فيه العراق لان الطائرة المقصودة كانت طائرة عبد السلام جلود نائب القذافي و الذي كان في رحلة لطهران في نفس الوقت و الطائرة كانت مماثة للطائرة الجزائرية وهي من نوع غرومان و اقلعتا من دمشق في نفس التوقيت


في الاخير الصحف الجزائرية لم توقف عن الاشارة للموضوع سنويا كلما حلت ذكرى استشهاد المرحوم بن يحي

للاستزادة يمكن الرجوع الى كتابات الاستاذ عبد العزيز بوباكير
ومقالات المرحوم صالح قوجيل وزير النقل الاسبق ورئيس لجنة التحقيق انذاك
مذكرات حميد برغم السفير الجزائري السابق في بغداد
مذكرات وزير الخارجية الاسبق عبد الحميد ابراهيمي

مذكرات محي الدين عميمور المستشار السابق بالرئاسة ووزير الاعلام الاسبق
 
في هذا الحوار، يعود صالح قوجيل، وزير النقل الأسبق، رئيس لجنة التحقيق في سقوط الطائرة التي كانت تقل وزير الخارجية الأسبق، محمد الصديق بن يحيى، إلى القضية بالكثير من التفصيل. والمناسبة هي الذكرى الـ 34 للحادثة. وفي الشهادة يكشف قوجيل تورط السلطات العراقية في استهداف الطائرة بصاروخ من صنع روسي، أسقطها في منطقة كردية على الحدود الإيرانية العراقية التركية .


متى وكيف عرفت محمد الصديق بن يحيى؟
محمد الصديق بن يحيى من الإطارات الأوائل للثورة، كان مسؤولا أولا عن الطلبة الذين قاموا بالإضراب، وفي مؤتمر الصومام 20 أوت 1956 عين عضوا في قيادة المجلس الوطني للثورة كإضافي.. فكما تعلمون المجلس الوطني للثورة كان يتكون من 34 عضوا 17 منهم دائمون والـ 17 الآخرون إضافيون .
وفي سنة 1957 في اجتماع القاهرة للمجلس الوطني للثورة، أصبح بن يحيى أمينا عاما لهذا المجلس. ولما تكونت أول حكومة مؤقتة برئاسة فرحات عباس، عين أيضا أمينا عاما لها أيضا. ولما جاء بن يوسف بن خدة خلفا لفرحات عباس بقي أمينا عاما للحكومة، كما بقي أمينا عاما للمجلس الوطني للثورة، وكان ضمن اللجنة التي حضرت برنامج مؤتمر طرابلس، رفقة أحمد بن بلة، وكانت هذه اللجنة قد اجتمعت في الحمامات بتونس.
مسار الرجل كان إذن ثريا إبان الثورة؟


مسار الرجل من ناحية التاريخ، كان حافلا وهو شخصية بارزة وعايش كل مراحل الثورة حتى الاستقلال. كما ترأس الوفد الجزائري المفاوض في مولان، رفقة أحمد بومنجل، وهي المفاوضات التي لم يكتب لها النجاح.
متى عرفت الرجل؟
أنا التقيته في سنة 1975، بينما كنا في وفد سافر إلى الاتحاد السوفياتي في عهد رئيسه آنذاك ليونيد بريجنيف لحضور مؤتمر دام نحو 15 يوما، وكان بن يحيى هو من ترأس الوفد، لكنه بقي نحو أربعة أو خمسة أيام، قبل أن يعود إلى الجزائر للمشاركة في تحضير ميثاق ودستور 1976، إلى جانب رضا مالك الذي كان يومها سفيرا في موسكو. من خلال تلك السفرية عرفت الراحل بن يحيى عن قرب.
بعد وفاة الرئيس الراحل هواري بومدين، تغيرت الحكومة وكنت أنا أحد أعضائها. الصديق بن يحيى كان لا يتكلم كثيرا، لكنه عندما يدلي بموقفه كان كلامه بمثابة الخلاصة التي يتم تبنيها.
بن يحيى تعرض لحادث طائرة لكنه نجا منه بأعجوبة.. هل تذكره؟
كانت لبن يحيى مهمة إلى بوركينا فاسو حول الصحراء الغربية، وقد استقل طائرة خاصة تابعة لرئاسة الجمهورية من نوع “ميستر 20″، وعند الرجوع من بوركينا فاسو تعرضت الطائرة لحادث على مستوى مطار باماكو بينما كانت تهم بالهبوط.. كان الجو ممطرا جدا، فنزلت الطائرة قبل أن تصل إلى رواق المطار.. في البداية تناهى إلى علمنا أن كل من كان على متن الطائرة توفوا بمن فيهم الصديق بن يحيى، فجهزنا طائرة خاصة لجلبهم، ثم تفاجأنا بخبر مفاده أن بن يحيى وبعض رفاقه لا يزالون على قيد الحياة، عندها غيرنا البرنامج، فجهزنا طائرة أخرى وفريقا طبيا للتنقل إلى باماكو.. ولما وصلنا وجدنا الرئيس المالي يومها (موسى طراوري) عند بن يحيى رفقة عدد من سفراء الدول الأجنبية.
لما وصلت وجدته نائما.. استخرجت منديلا معطرا يحمل علامة الخطوط الجوية الجزائرية ومسحت على وجهه، عندها مسك بيدي وقال: “جات الجزاير” وتبسم.. وقتها كان الرئيس المالي قد طلب طائرة خاصة من فرنسا “أوروب أسيستانس” لنقله إلى فرنسا، لكننا اعتذرنا لهم.
في صبيحة اليوم الموالي، انتقلت أنا إلى مكان سقوط الطائرة وجمعنا كل الوثائق والأغراض، وكان برفقتي الملحق العسكري بسفارة الجزائر بمالي، الرائد تواتي، وعدنا مباشرة إلى المطار، ولما وصلت المطار وجدنا السلك الدبلوماسي الممثل في مالي في انتظارنا، السفير الأمريكي، السفير الفرنسي.. وكان الجميع متأثرا، ما يبين السمعة التي كانت تتمتع بها الجزائر في ذلك الوقت.
لما طارت بنا الطائرة عائدة نحو الجزائر جاءتني المضيفة، وأبلغتني بأن بن يحيى يريد الحديث إليك، وكان مستلقيا في رواق الطائرة، ثم خاطبني قائلا: “أعلم أنك أنت من تترأس لجنة التحقيق، وأنت تعلم أن الإخوة الماليين شعب صديق وقد ساعدونا أثناء الثورة، وأنت تعلم أن مطاراتهم بها نقائص كثيرة، لذلك أرجو منك ألا تدون تلك الاختلالات حتى لا يتعرضوا لعقوبات قد تعزلهم دوليا.. هو في تلك الحالة ومع ذلك يفكر في علاقة الجزائر بمالي..
كان رجل دولة..
نعم، كان رجل دولة بأتم معنى الكلمة.. الرجل معروف جدا، فقد عاده مبعوث خاص من الرئيس الأمريكي الأسبق، رونالد ريغن، وكان سفيرا متجولا وهو برتبة جنرال وأذكر أن اسمه “فاغنر“.
كنت وبن يحيى ضمن الوفد الذي رافق الرئيس الشاذلي بن جديد إلى عدد من الدول من بينها يوغوسلافيا، ودامت تلك الجولة 12 يوما، ثم انتقلنا إلى الكويت، ولما مررنا بالأجواء اللبنانية وكانت قد بدأت إسرائيل حربها ضد لبنان، وقد خلف هذا قلقا كبيرا لدى العائلة الأميرية في الكويت التي كانت في انتظارنا، ومن هناك إلى الهند، وكانت يومها السيدة أنديرا غاندي رئيسة للوزراء، وكان بن يحيى ضمن الوفد رفقة المستشار الدبلوماسي بالرئاسة، عبد الحميد براهيمي، ووزير الدفاع الأسبق، الجنرال المتقاعد خالد نزار، وأذكر أن السيدة أنديرا غاندي أحضرت بعض رفقاء والدها المناضل لمأدبة العشاء التي دعينا إليها.. ومن الهند انتقلنا إلى الصين، ثم الإمارات العربية المتحدة.
المحطة المقبلة كانت إيران وقد بدأ بن يحيى التحضير للانتقال إلى طهران وشكل وفدا يرافقه، وتم الاتصال بمولود حمروش للتحضير من أجل السفر إلى إيران عبر فرانكفورت، أما بن يحيى فقرر السفر مباشرة من الإمارات نحو إيران، ثم بعد ساعتين غير البرنامج وقرر العودة إلى الجزائر ومن هناك إلى طهران.
ما الأسباب التي دفعته إلى تغيير برنامجه؟
معلوم أن الصديق بن يحيى لم يتزوج مبكرا، ففي ذلك الوقت كان له ولد عمره سنتان، أعتقد أن اسمه فريد، وكان يومها عيد ميلاده، لذلك يمكن أن يكون لهذا الأمر علاقة بتغيير برنامج سفريته.
سافر عبر طائرة خاصة. وفي الساعة الواحدة ليلا رن هاتف الرئاسة وسألوني إن كانت لدي سيارة. كنت أقطن بشارع بوقرة بالأبيار، وكانت لي سيارة ولكن لم يكن لدي مرآب.. ثم أبلغت الرئاسة بأنني سأقل سيارتي الشخصية لأنني ركنتها أمام المنزل.
لما أنهيت المكالمة مع الرئاسة، خامرني شك في هذا الاتصال، ومن دون انتظار فكرت في الصديق بن يحيى.. لما وصلت الرئاسة وجدت مولود حمروش وبرفقته أحمد طالب الإبراهيمي وكان وزيرا مستشارا بالرئاسة، والحاج يعلى (وزير الداخلية)، فأبلغوني بأن طائرة بن يحيى اختفت، ثم تحدثوا عن طائرة نزلت بدمشق ولكنها طائرة عبد السلام جلود، نائب الزعيم الليبي معمر القذافي، التي كانت من النوع ذاته “غرومان”، لطائرة بن يحيى، ثم سمعنا بسقوط طائرة لكن مكان سقوطها لا يزال مجهولا.
بعدها، برمجت موعدا مع سفير الاتحاد السوفياتي من أجل توفير رواق خاض وآمن للطائرة التي تمر عبر الأجواء السوفياتية ومنها إلى طهران. كان العياشي ياكر هو سفير الجزائر بموسكو.. لما هممت بالمغادرة بكى الشاذلي ودعا لي.
ما الذي سمعتموه من الإيرانيين؟

وصلنا إلى طهران، وكان عبد الكريم غريب سفيرا هناك، واستقبلنا من قبل الإيرانيين، وقد جهزوا لنا السيارة التي كان من المفروض أن تقل بن يحيى.. كانت الظروف الأمنية في إيران ليست على ما يرام بسبب الحرب مع العراق.. بعدها انتقلنا إلى مكان سقوط الطائرة، وكانت على الحدود الإيرانية التركية ويسكنها الأكراد ولم تكن منطقة آمنة، حتى إننا لما ذهبنا لجلب حطام الطائرة وفر لنا الجيش الإيراني الحماية.
وجدنا بين الحطام صاروخين من صنع سوفياتي، أحدهما لم ينفجر، وجمعنا كل شيء وحملناه إلى الجزائر. وقبل ذلك جاءني علي أكبر ولاياتي، وزير الخارجية الإيراني حينها وهو اليوم مستشار خمنائي. وطلب مني إمكانية الانتظار إلى الجمعة للصلاة على الجثامين، فاعتذرت لهم بلباقة.. عندها طلبوا منا طلبا آخر وهو المرور أمام المجلس الشعبي (البرلمان) فوافقنا، واستقبلني هاشمي رفسنجاني (رئيس المجلس) في اليوم الموالي.. الإيرانيون اتهموا العراق مباشرة بالوقوف وراء إسقاط الطائرة.
ثم جيء بجثمان بن يحيى محمولا على أكتاف جنرالات البر والبحر والجو، أمام المجلس، وقد اصطف عشرات الألوف من الإيرانيين رجالا ونساء على جانبي الطريق بالرغم من ضيق المدة.. ولما عدت إلى الجزائر قلت للرئيس إن حشدا بذلك الحجم وفي ظرف قياسي وفي الظروف الأمنية التي كان يعيشها ذلك البلد، يؤشر على أن عمر النظام الإيراني سيطول وسيبقى..
كيف كانت مجريات التحقيق؟
من جهة إيران لقينا كل التسهيلات. في الأعراف الدولية، من يترأس لجنة التحقيق هو البلد الذي سقطت الطائرة على أرضه، ومع ذلك تنازلت إيران لنا عن هذا الأمر، كما وافقوا على ترحيل كل أجزاء الطائرة نحو الجزائر.
ممن كانت تتشكل لجنة التحقيق في حادثة سقوط الطائرة؟
كانت هناك لجنة تحقيق، فضلا عن لجنة متابعة على مستوى رئاسة الجمهورية، كان أحمد طالب الإبراهيمي ولخضر الإبراهيمي والعربي بلخير. كنت في كل مرحلة من المراحل أقدم لهم عرض حال، ولكن اللجنة الرسمية والقانونية هي التي ترأستها أنا.
ومن كان معك في اللجنة؟
اللجنة كانت تتكون من تقنيين من وزارة النقل.
كما دام عمل لجنة التحقيق؟
أخذت بعض الوقت. لما أنهينا عملنا كلمنا سفير العراق بالجزائر عن طريق وزارة الخارجية، وطلبت منه إرسال وفد عسكري عراقي من الطيران العسكري، حتى نقدم لهم الخلاصة التي وصلنا إليها، وبالفعل وصل الوفد العسكري ومكث أياما بالجزائر، وحملناه لمعاينة حطام الطائرة، وأبلغناهم بأن التحقيق جزائري خالص ولم يشارك فيه أي أجنبي، لا من إيران ولا من غيرها. ثم عاد الوفد العراقي إلى بلاده.
ما الذي سمعتموه من الوفد العراقي بخصوص سقوط طائرة بن يحيى؟
لا يمكنهم قول شيء. هم دونوا تقريرا ووجهوه إلى قيادتهم.
لكن ما موقف العراق من التقرير؟
كان حينها اجتماع للجامعة العربية في العاصمة المغربية الرباط، حضره الرئيس الشاذلي بن جديد، كما شارك فيه الرئيس العراقي صدام حسين، وأذكر أن صدام حسين طلب التوقف بالجزائر عند عودته إلى بلاده. عندها كلمني العربي بلخير.
والعربي بلخير كان يومها مدير الديوان بالرئاسة؟
نعم.. كلمني بلخير وطلب مني تحضير خلاصة لجنة تقرير التحقيق لتسليمها إلى صدام حسين عندما يحط بالجزائر. التقرير الذي أعددته كان بالفرنسية، وكان الحاج عزوط الأمين العام لوزارة الخارجية وكان سفيرا، ويحسن اللغتين العربية والفرنسية، وكلفناه بترجمة التقرير إلى العربية، ووضعناها في ظرف بغرض تسليمها إلى الرئيس العراقي في المطار.
بعدها، سألت العربي بلخير إن كان التقرير قد سلم إلى صدام حسين، فقال لي: لم نرد إحراج الرجل وهو ضيف عندنا، لكننا سنكلف من يوصل التقرير إلى المسؤولين في بغداد.
وفي ذلك الوقت خرج الرئيس الشاذلي ليقول إن نتائج التحقيق سيعلن عنها في اجتماع اللجنة المركزية الذي كان على الأبواب.
وقبل الاجتماع طلب مني الرئيس أن أتكفل بنقل الرسالة إلى الرئيس العراقي قبل انعقاد اجتماع اللجنة المركزية.. وصلت بغداد ليلا، استقبلني وزير النقل العراقي وكان جنرالا. انتظرنا في “صالة” وجاءني صدام حسين، فأبلغته بأنني وزير النقل وموفد الرئيس الشاذلي.. ثم سلمته نتائج التحقيق وأبلغته بأن الصاروخ الذي استهدف الطائرة عراقي وسوفياتي الصنع.. لم أسمع من الرئيس العراقي غير مناشدته الحفاظ على العلاقات بين الجزائر والعراق.
هل نفهم من هذا أنه اعترف بمسؤولية بلاده؟
هو لم يعترف..
برأيكم، ما الدافع الذي كان وراء استهداف طائرة بن يحيى؟
حتى لا ندخل في الجزئيات، لأن ملفا مثل هذا ليس سهلا. هذا ملف دولة. أنا لما أنهيت مهمتي سلمت الملف إلى الرئاسة، وهو موجود بالأرشيف، ويبقى من مسؤولية هذه المؤسسة الكشف عنه أم لا.
هل استشعرتم الحرج عند الرئيس الراحل صدام حسين؟
طبعا طبعا..
هل قدّم لك صدام حسين توضحيات؟
لا لا..
ولكن ما هي المقاربة التي خلصتم إليها من خلال التحقيق الذي ترأست لجنته؟
هذه الأمور لا مجال فيها للتحليل.
الأكيد أن ما وقع لوزير الخارجية الأسبق له خلفيات.. هل يمكن تفسير ذلك بوجود تقارب إيراني جزائري على حساب العراق، حيث كان يومها البلدان في حرب؟
بالتأكيد، ليس هناك أمر من دون خلفيات. المفروض لما يكون هناك خطأ يعترفون، وهذا لم يحصل. فأي قراءة يمكن أن تقدمها؟
لما كنتم في إيران، الأكيد أن مسؤولي هذا البلد حملوا المسؤولية للجار اللدود العراق؟
العراق وإيران كانا في حرب، ومن الطبيعي أن تحمّل طهران بغداد المسؤولية. لقد طلبنا من تركيا والحلف الأطلسي أن يزودونا بمعلومات حول الطائرة باعتبارها كانت تمر بمنطقة تقع تحت مراقبتهم، غير أنهما لم يسلمونا شيئا.
وماذا عن الاتحاد السوفياتي الذي هو صانع الصاروخ الذي أسقط الطائرة؟
الأمر الذي لم نتحدث عنه، هو قضية الرهائن الأمريكيين في طهران الذين نجحت الوساطة الجزائرية في إطلاق سراحهم.. بن يحيى هو من قاد الوساطة، ولما وصلت الوساطة إلى النهاية، وجاء وزير الخارجية الأمريكي وارن كريستوفر إلى الجزائر لنقل الرهائن، طلبت من بن يحيى نقلهم عبر طائرة للخطوط الجوية الجزائرية..
وما علاقة الرهائن الأمريكيين بالطائرة؟
الجزائر سبق لها أن نجحت في إبرام اتفاق حدودي بين العراق وإيران في عهد بومدين والقضية معروفة..
يمكن القول إن صدام لم يكن ينظر بعين الرضا إلى نجاح وساطة الجزائر في إطلاق الرهائن الأمريكيين في إيران.. ربما ما قامت به الجزائر ساهم في فك العزلة عن إيران؟
ممكن، ربما العراق لم يكن راضيا عن قيام الجزائر بتلك الوساطة.
تعرُّض محمد الصديق بن يحيى لحادثتي طائرة في ظرف وجيز، نجا من الأولى ومات في الثانية، يقود إلى الاعتقاد بأن المؤامرة أكبر من العراق وأن المستهدف هو النجاحات التي حققها الرجل؟
لكل غابة أسرارها. لا أستبعد هذه القراءة.
ماذا كان موقف الاتحاد السوفياتي لما عرف أن صواريخه التي باعها إلى العراق هي التي استهدفت الطائرة الجزائرية؟
ليست لدي معلومات.
ألا ترى أن توجه الجزائر في عهد الشاذلي نحو تنويع علاقاتها الدبلوماسية بعدما كانت رهينة الاتحاد السوفياتي يكون قد أغضب موسكو؟
لم نفكر في هذا الأمر إطلاقا.
هل أقدمت الجزائر على قرار عقابي ضد العراق؟
ليست لدي معلومات بهذا الخصوص، لأنني تركت الوزارة من بعد.


https://www.echoroukonline.com/هكذا-أربك-مقتل-الصديق-بن-يحيى-صدّام-ول/
 
كشف الدكتور والإعلامي عبد العزيز بوباكير عن حقائق مثيرة، تنشر لأول مرة عن حادث الرحيل المأساوي لعميد الدبلوماسية الجزائرية محمد الصادق بن يحيى، الذي شغل منصب وزير للخارجية في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد- رحمه الله-. وأكد عبد العزيز بوباكير في حوار أدلى به لجريدة "الشروق"، أن التحقيق الذي أمر به رئيس الجمهورية في ذلك الوقت، أكد أن الصاروخ الذي أسقط طائرة محمد الصديق بن يحيى عراقي. كما تحدث بوباكير بحسب معلومات استقاها من الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد.
تحل الشهر القادم الذكرى الثالثة والثلاثون لوفاة وزيرالخارجية الأسبق محمدالصديق بن يحيى.. هل سبق أن حدثك الرئيس الشاذلي بن جديدعن هذاالأمر؟
الرجل كان من بين أهم الشخصيات المقربة من الرئيس الشاذلي بن جديد حتى عندما كان رئيسا للجمهورية، قال لي الشاذلي بن جديد إنه حزن حزنا شديدا عند وفاته وبكاه بدموع حارة. وذكر أنه قال لوالدته لالا خلاّفة عندما قصد منزله رفقة حرمه لتقديم واجب العزاء: "إذا كنت أنت قد فقدت ابنا عزيزا، فأنا فقدت أخا وفيا وساعدي الأيمن".
اتهم الرجل من طرف المحيطين به بالملحد، هل هذا صحيح؟
يقول الشاذلي إن الرجل أثبت مهاراته الفائقة، خبيرا في محادثات "مولان" سنة 1961، وفي الجلسات العاصفة التي مر بها المجلس الوطني للثورة الجزائرية في طرابلس، وترك بصماته في كل مناصب المسؤولية التي تبوأها بعد الاستقلال "الإعلام، التعليم العالي، المالية، الخارجية"، غير أن هذه الخصال جعلته عرضة للكثير من العداوات من زملائه الذين وجهوا إليه العديد من الطعنات والاتهامات الباطلة، لكن حماية الشاذلي له كانت تطمئنه.
ربما أخطرها أنه كان ملحدا، ما مدى صحة هذه الإشاعة؟
هذا صحيح، أشيع عنه أنه ملحد، غير أن الرجل أدى مناسك الحج مع الرئيس الشاذلي بن جديد، الذي أكد لي أنه رآه يجهش بالبكاء، وهو يطوف حول الكعبة الشريفة، كما أنه كان يحب زيارة بيت الله الحرام بشكل متواصل، ويروي الشاذلي أنهم عندما كانوا عائدين من أديس أبابا بعد اختتام إحدى القمم الإفريقية، أخذ يترجاه بإلحاح قائلا: "سيادة الرئيس هل يمكن أن نحوّل مسار الطائرة لأداء العمرة؟" فلم يعارض الشاذلي ذلك".
نعود إلى الحادث المأساوي الذي خلف مقتل بن يحيى وكل من كان معه، هل حدثك الشاذلي عن تفاصيل ما وقع بما أنه كان هو من أرسله في مهمة؟
حادث وفاة الوزير محمد الصديق بن يحيى كان مأساويا.. ففي شهر ماي 1980 ذكر لي الشاذلي أنه أوفد بن يحي إلى "فريتاون"، للمشاركة مع نظرائه الأفارقة في تحضير القمة الإفريقية.
ماذا حدث بعدها؟
حدث ما لم يكن في الحسبان، يقول الشاذلي - رحمه الله- إنهم فقدوا الاتصال بالطائرة التي كان من المفروض أن تتزود بالوقود في مطار باماكو، ثم تواصل الرحلة نحو فريتاون. وأشار إلى أنه فور إبلاغه بالخبر انتقل إلى الرئاسة وكلّف مولود حمروش، بالتنسيق مع وزارة الخارجية، لمتابعة الأمر واتخاذ الإجراءات الضرورية في مثل هذه الظروف، وبعد تأكدهم من المعلومات، التي كانت تصل من بعض السفارات ومن أبراج المراقبة، التي تفيد أن الطائرة تحطمت بالفعل قرب مطار "باماكو"، حيث اغتنم الشاذلي فرصة انعقاد مجلس الوزراء ليطلع الطاقم الحكومي بما توفر لديه من معلومات عن الحادثة. وطلب الاستعداد لإعلان الحداد الوطني، ورفع الجلسة دون التطرق إلى جدول الأعمال. وفي ذلك الوقت تلقى هذا الأخير معلومات من وزارة الخارجية تقول إن محمد بن يحيى نجا بأعجوبة، لكن حالته خطيرة، حيث نقل إلى أرض الوطن، ثم سافر للعلاج في الخارج، وأسند إلى الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي مهمة الإشراف على ملفات العلاقات الخارجية، ريثما يتماثل بن يحيى للشفاء، لكن يبدو أن الموت كان قد ضرب له موعدا بعد سنة وفي نفس الشهر، حيث فارق الحياة.
نعود إلى موضوعنا، ما الداعي لعقد هذه القمة في ذلك الوقت تحديدا؟
في سبتمبر من سنة 1980 اندلعت الحرب بين العراق وإيران، كانت حربا عبثية بكل المعاني، استنزفت مقدرات البلدين، وأدخلت المنطقة كلّها في دوامة من اللااستقرار، منذرة بالامتداد إلى مناطق أخرى، وإلهاب الشرق الأوسط كلّه، ولم تكن الأيادي الأجنبية بعيدة عما حدث.
لا إيران ولا العراق تملك حدودا مع الجزائر، فلماذا تصر على لعب دور الوساطة؟
كان موقف الجزائر واضحا منذ البداية، بحسب الشاذلي، حيث عبرت عن قناعة القائمين على السلطة، بأن العالم الإسلامي وخاصة إيران يمثل عمقا استراتيجيا للأمة العربية ومكسبا مهما في محاربة الصهيونية، ومن الخطإ ترك هذا المكسب ينهار، وأن الحل يتم حتما عن طريق المفاوضات. وقد أبلغ الشاذلي الطرفين باستعداد الجزائر لوقف هذا النزيف، لكن ما جعله يصاب بالدهشة هو قول صدام حسين إن "من واجب الجزائر أن تقف إلى جانب العراق باسم الأخوة العربية". ولما ذكره بالاتفاق الذي وقعه مع شاه إيران في الجزائر سنة 1975 تحت رعاية الرئيس هواري بومدين وسوي بموجبه مشكل "شط العرب"، أجابه قائلا: "لقد مزقته".
ماذا فعل الشاذلي بن جديد بعدها؟
كلف وزير الخارجية وعضو المكتب السياسي محمد الصديق بن يحيى بالشروع في وساطة بين البلدين، وكان واثقا من قدرته على حل أعقد المشاكل في أسوإ الظروف، وقال له: "لقد نجحت في إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين العام الماضي، ولا أنتظر منك الفشل هذه المرة، الإيرانيون يثقون فيك، وعليك أن تقنع صدام بالعودة إلى اتفاق الجزائر في 1975". وكان قبل ذلك بشهر قد كلفه بتسليم رسالة إلى صدام حسين أبدى فيها استعداد الجزائر للوساطة لوقف هذه الحرب التي لا تخدم كلا الطرفين، حيث أخبره بن يحيى بعد عودته أن صدام أبدى استعداده للتفاوض.
يقال إن بن يحيى دفع ضريبة مساعي الجزائر لإطفاء الصراع الذي نشب بين إيران والعراق؟
عشية الرابع من ماي 1982 أبلغ أن طائرة "غرومان" الرئاسية فقدت الاتصال مع برج المراقبة بعد تزودها بالوقود وإقلاعها من مطار "لارناكا" باتجاه طهران، شكل الشاذلي بن جديد خلية أزمة في رئاسة الجمهورية لمتابعة هذه القضية، وخيم الغموض على الحادث اللغز الذي ظل قائما، حيث طرحت كل الاحتمالات، من بينها احتمال تحويل الطائرة عن مسارها من قبل أطراف ليس من مصلحتهم إيقاف نزيف الحرب، احتمال تعرضها لخلل تقني ونزولها في مطار آخر واحتمال عودتها إلى الجزائر، قامت خلية الأزمة التي تم تنصيبها بالاتصال بالإيرانيين والأتراك والسوفييت والسوريين لكن كل المعلومات التي استقتها منهم كانت شحيحة ومتضاربة، تأكدوا بعدها أن الطائرة لم تصل طهران وأنها ربما تحطمت على التراب الإيراني، وأفاد الإيرانيون أن الطائرة تعرضت لهجوم جوي من طائرتين مجهولتين، بالإضافة إلى المعلومات التي وصلت أعضاء الخلية والتي تشير إلى وجود طائرتين عراقيتين في الأجواء التي كانت طائرة بن يحيى بها ومعلومة أخرى مهمة هي أن القذافي لما علم بالوساطة الجزائرية أوفد إلى طهران عبد السلام جلود على متن طائرة من نفس النوع "غرومان" لإفشال الوساطة. ويشير الشاذلي إلى أن السوريين أكدوا لهم أن طائرة من نوع "غرومان" حطت بالفعل في مطار دمشق قبل أن تقلع باتجاه طهران.
ماذا فعل الشاذلي بن جديد بعدها؟
شكل لجنة تحقيق برئاسة صالح قوجيل، الذي كان يشغل منصب وزير النقل في ذلك الوقت وطلب من محمد الشريف مساعدية كتابة خطاب التأبين لقراءته في المقبرة، حيث فقدت الجزائر في ذلك الحادث المفجع 14 من خيرة أبنائها، وعمت الشارع الجزائري موجة من الغضب والغليان بسبب ما حدث، لماذا تكافأ الجزائر بهذه الطريقة وهي تعمل على إحلال السلم في منطقة لا مصلحة لها فيها؟ بعضهم يتهم العراق، وبعضهم الآخر إيران نفسها، وآخرون سوريا، وحتى إسرائيل التي لم يكن من مصلحتها أن يتوقف هذا النزيف وكانت متهمة آنذاك بتزويد إيران بالأسلحة.
وفي السابع من ماي دفن بن يحيى في مقبرة العالية، وقبل ذلك بيوم أعيد دفن رفاة العقيدين عميروش والحواس في مربع الشهداء بنفس المقبرة، وفي اليوم الموالي عيّن الشاذلي الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي على رأس وزارة الخارجية وطلب منه أن يكون على رأس اهتماماته، بالإضافة إلى الملفات الحساسة لسياسة الجزائر الخارجية، متابعة ملف إسقاط طائرة بن يحيى. وتعهد أمام أعضاء اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني بكشف ملابسات حادث الطائرة والمسؤولين عنه.
ماذا حدث بعدها؟
أوفدت اللجنة التي يرأسها صالح قوجيل والمكونة من مدنيين وعسكريين إلى مكان الحادث لإجراء تحقيق ميداني تجمع حطام الطائرة والصاروخ الذي أسقطها واستطاعت اللجنة أن تحصل على رقم الصاروخ وهو صاروخ روسي الصنع، بعد ذلك سافرت اللجنة إلى الاتحاد السوفييتي مكلفة بمهمة لتحصل من هذا البلد على الجهة التي بيع لها الصاروخ.
كيف كان موقف السوفييت؟
بدأ السوفييت يماطلون ووقعوا في حرج كبير، قلت لأعضاء اللجنة أن يخبروا السوفييت أن المسألة متعلقة بمستقبل علاقاتنا إن كنتم أصدقاء سلموا لنا اسم البلد الذي بيع له الصاروخ ونعدكم أننا لن نذكر مصدر المعلومة وإن رفضتم فإننا سنقطع العلاقات الدبلوماسية معكم. كانت مصالح الاتحاد السوفييتي كبيرة مع الجزائر فاضطروا في النهاية إلى إخبارنا أن الصاروخ بيع للعراقيين، واتضح أن الصاروخ الذي أسقط طائرة بن يحيى عراقي.
هل واصلت الجزائر مساعيها لإحلال السلام في منطقة الخليج؟
نعم واصلت الجزائر مساعيها الحميدة من أجل إحلال السلم في منطقة الخليج، حيث كلفت الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي بمتابعة ملف إسقاط طائرة بن يحيى والتقى صدام وقال للشاذلي بعد عودته إنه لأول مرة يرى صدام مهزوزا يتحدث من موقع ضعف وطلب منه عقد اجتماع في الجزائر بين التقنيين الجزائريين والعراقيين لدراسة كافة جوانب الملف، وطلب منه تبليغي ثقته في إعلان نتائج التحقيق.
هل اعترف صدام حسين أن العراق هو من أسقط الطائرة؟
كان صدام حسين كعادته يراوغ ويسعى إلى التملص من مسؤوليته رغم أنه كان يعرف أن الصاروخ الذي أسقط الطائرة عراقي وذلك حتى لا يظهر في أعين الرأي العام العالمي أنه يريد مواصلة الحرب في وقت كان يعتقد أن كفتها مالت إليه.
وهل التقاه الشاذلي بن جديد من أجل الحديث عن الموضوع؟
أكد لي الشاذلي بن جديد أنه التقى بعد ذلك صدام وطلب منه أن يلتقيا على انفراد للتطرق إلى الأمر، وقال له في بداية اللقاء الذي جمعهما إن الشعب الجزائري مازال إلى اليوم متأثرا لحادث موت بن يحيى ومستاء لأنكم أنتم من طلب الوساطة ووقعتم في الجزائر أثناء انعقاد مؤتمر عدم الانحياز على اتفاق الجزائر بخصوص "شط العرب" ثم أعلنتم الحرب وتطلبون منا أن نقف إلى جانبكم نحن لا نؤمن بالتضامن العرقي وشعارنا البادئ بالظلم أظلم.
وهل حدثه الشاذلي بن جديد عن الحقيقة المرة التي كشف عنها التحقيق؟
دعيني أكمل حديثي، وبعدها واجهه الشاذلي بالحقائق التي توصلت إليها نتائج التحقيق الذي كان قد أمر به، وأخبره قائلا: "أنتم من أسقط الطائرة وأنا أملك الدليل على ذلك، وأعرف أيضا أنكم لم تكونوا تقصدون ذلك، كنتم تريدون إسقاط طائرة عبد السلام جلود، الذي كان يسعى بأمر من القذافي إلى التشويش على الوساطة الجزائرية، أطلب منكم فقط الاعتراف بذلك، والاعتراف فضيلة حتى في السياسة، أرجوكم ألاّ تضعوني في حرج أمام الشعب الجزائري، لأني التزمت أمامه أن أكشف له الحقيقة.
ماذا كانت ردة فعل الرئيس العراقي صدام حسين؟
قال لي إن صدام حسين صمت مطأطأ رأسه وهي دلالة على الاعتراف، ثم طلب من الرئيس الجزائري مواصلة الوساطة، لأنه لا يرى بلدا آخر أقدر وأجدر بذلك من الجزائر.
هل كشف الرئيس الشاذلي بن جديد عن الحقائق التي توصل إليها التحقيق كما سبق أن وعد الشعب؟
كان الشاذلي قد تعهد أمام أعضاء اللجنة المركزية بكشف حقيقة موت بن يحيى للشعب الجزائري، ولكنه لم يفعل.
لماذا؟ وما هي المستجدات التي حالت دون ذلك؟
لا، لا، لم يكشف الشاذلي عن الحقائق التي توصل إليها أمام الشعب، خشية إذكاء المشاعر الانعزالية المعادية للعرب التي بدأت تنتشر في الشارع الجزائري بعد أحداث الربيع البربري وحادث الطائرة، الأمر الذي عرضه للملامة وغضب الشعب عليه.
من هو محمد الصديق بن يحي؟
لقّب محمد الصديق بن يحيى بمهندس السياسة الخارجية الجزائرية في الثمانينيات. عرف الرجل بكونه إنسانا طيّب السريرة، ومضرب المثل في التواضع. أما نزاهته، فلا يرقى إليها شك. حاد الذكاء، وصاحب قدرة مبدعة على الخيال.

كلّه حيوية ونشاط، يتمتع بحس نقدي جعله يشرح أعقد القضايا بأبسط العبارات، كان يصل الليل بالنهار منكبا على دراسة ملّفات دقيقة يكلفه بها الرئيس الشاذلي. عرف بن يحيى في العالم بـ "رجل الوساطات". كان محبوبا من الجميع، وحتى الزعماء والدبلوماسيون العرب كانوا يحترمونه.
 
بقلم المؤرخ الجزائري محمد عباس :

تبدو فرضية "الخطأ المبرمج"، في إسقاط طائرة وزير الخارجية محمد الصديق بن يحيى والوفد المرافق له، على الحدود التركية الإيرانية بعد ظهر 3 مايو 1982، قوية استنادا إلى جملة من العناصر أهمها:
1 - سابقة سقوط طائرة تقل الفقيد، بالقرب من مطار باماكو (مالي) في 30 مايو 1981. وكانت السلطات الجزائرية بالمناسبة قد أعدت تابوتا لاستعادة جثمانه! وبدأت تبث القرآن الكريم في الإذاعة والتلفزة تأهبا لنعيه! لكنه نجا بأعجوبة، رغم هلاك ثلاثة من عناصر طاقم الطائرة في الحادث.
2 - قناعة الفقيد سليمان هوفمان الشخصية الأمنية البارزة في عهد الرئيس بومدين.
3 - مصلحة أمريكا - وحلفائها - في إطالة الحرب العراقية الإيرانية، بعد أن شجعت بغداد على العدوان وأمدتها بوسائله.
4 - سعي أطراف داخلية بالجزائر لاحتواء الرئيس بن جديد، واتخاذه مطية لضرب المشروع الوطني الثوري، والتمكين للثورة المضادة بالتعاون مع أطراف خارجية، وحالة الجزائر اليوم تؤكد نتائج تلك المساعي بكل وضوح.
هل اعترفت بغداد "بالخطأ غير المقصود"؟!
وضعت صحيفة "الشعب" - في عدد الثلاثاء 4 مايو 1982 - زيارة وزير الخارجية محمد الصديق بن يحيى لإيران في خانة الزيارات الرسمية "لدعم علاقات التعاون بين البلدين" وأنها تأتي تلبية لدعوة من نظيره الإيراني علي أكبر ولاياتي الذي سبق بزيارة الجزائر في منتصف فبراير الماضي.
واعتبرت الصحيفة زيارة وزير الخارجية الأولى من نوعها، لمسؤول جزائري كبير منذ ثورة الخميني مطلع 1979. وأضافت وكالة الأنباء الجزائرية في نفس اليوم - وهي تعلق على فاجعة الوزير ورفاقه مساء الإثنين - أن مهمة الوفد كانت أيضا بمثابة "مسعى للتوسط، من أجل حل سلمي للنزاع الخطير الذي يمزق المنطقة".(*)
وذكر المرحوم بشير بومعزة في حديثه عن الموضوع (1)، أن بن يحيى كان قد زار بغداد في 17 أبريل من نفس السنة، وتناول مع الرئيس صدام حسين موضوع الوساطة تحديدا.. بهدف الاطلاع على آخر مستجدات الموقف العراقي، وتوفير أحسن شروط النجاح لتلك المهمة الدقيقة التي قبلت الجزائر القيام بها، بطلب من صدام (2) نفسه، استنادا إلى نجاح وساطة سابقة في خلاف بغداد وطهران، حول بعض النقاط الحدودية ومنها شط العرب، وقد توجت هذه الوساطة في ربيع 1975 باتفاقية الجزائر الشهيرة، على هامش قمة منظمة البلدان المصدرة للبترول.
وكان العراق - حسب بومعزة دائما - قد راجع منذ سنة تقريبا موقفه المتشدد، فأصبح لا يمانع في قيام بلد عربي بدور الوسيط، بعد أن كان يرفض ذلك بحدة، على أساس أن أي بلد عربي ينبغي أن يكون إلى جانبه في حربه مع إيران!
وتعني هذه المراجعة أن بغداد أصبحت تقبل التفاوض، على أساس إيقاف القتال والانسحاب من الأراضي الإيرانية. للتذكير، إن أطرافا أخرى حاولت التوسط قبل ذلك في النزاع العراقي الإيراني، لكن بدون نتيجة من هذه الأطراف:
- أحمد سيكوتوري (غينيا) باسم منظمة المؤتمر الإسلامي.
- كوبا باسم حركة عدم الانحياز، بعد أن آلت إليها رئاسة الحركة في المؤتمر السادس.
- أولوف بالم (السويد) باسم منظمة الأمم المتحدة...
وبخصوص زيارة بن يحيى لإيران، يقول لخضر الإبراهيمي - المستشار الديبلوماسي للرئيس بن جديد يومئذ - إنه كان مع الفقيد في وفد رئاسي عائد من زيارة بلد آسيوي. وأثناء توقف الوفد في أبو ظبي أواخر أبريل 1982 خطر له أن يستريح قليلا، ليسافر إلى طهران من هناك مباشرة.. لكنه تذكر أن أسرته تتأهب للاحتفال بعيد ميلاد ابنه، فقرر العودة إلى الجزائر للمشاركة في الفرح.
غادرت طائرة "غرومان 2" مطار الجزائر صباح 3 مايو على الساعة السابعة و15 دقيقة، وقد حدد لها مخطط طيران، يمر على مالطا فقبرص، ثم تركيا ومنها إلى إيران، مع توقف تقني في مطار "لارناكا".
وبخصوص مرحلة مالطا يتذكر سفير الجزائر بليبيا آنذاك صالح بن قبي أن سلطات "لافاليت" لفتت انتباهه بطلب غير مألوف، عند الاستئذان لعبور الطائرة في مجالها الجوي: طلب قائمة الركاب!
أقلعت الطائرة الجزائرية من مطار "لارناكا" (قبرص) على الساعة 11 و43 دقيقة، حسب المصادر التركية، بينما تؤكد المصادر الإيرانية أن طاقم الطائرة اتصل على الساعة الثانية و50 دقيقة ببرج مراقبة مطار طهران، يعلن وصوله في حدود الثالثة و42 دقيقة.
لكن عندما كانت الطائرة تحلق فوق منطقة "فان" التركية على بعد 67 كلم من الحدود الإيرانية، تلقت تحذيرا من برج المراقبة بمطار تبريز، بإقلاع طائريتين عراقيتين (3) وتحركهما في اتجاهها.
وكان التحذير مشفوعا بدعوة ملحة، للعودة فورا إلى المجال الجوي التركي، وحسب لجنة التحقيق الجزائرية أن الطيار امتثل للتحذير، وأخذ يناور للعودة فعلا، وفي تلك اللحظة بالذات أصاب مؤخرة الطائرة صاروخ جو - جو، فتساقطت شظايا معدنية وأشلاء بشرية.
ما لبث تأخر طائرة الوفد الجزائري أن أثار قلق سفارة الجزائر بطهران فأجرت اتصالا أولا بالخارجية، تخبرها بأن الطائرة لم تصل بعد.. وكان هذا الاتصال على الساعة الخامسة و10 دقائق.
وعلى الساعة السادسة و45 دقيقة بدأت السلطات الإيرانية في التحرك بحثا عن الطائرة، بمساعدة تركيا وسوريا والاتحاد السوفياتي.. وبعد تمام ساعتين تلقت سفارة تركيا برقية من أنقرة، تفيد بأن الطائرة تكون سقطت بالتراب الإيراني، على بعد 3 كلم من الحدود التركية، وفي برقية ثانية من أنقرة على الساعة العاشرة و45 دقيقة، جاء تأكيد للحادث الأليم، مع رصد حطام الطائرة، على بعد المسافة المذكورة داخل التراب الإيراني.
وفي اليوم الموالي على الساعة الثانية و10 دقائق فجرا، عثر الدرك الإيراني على جزء من حطام الطائرة مع جثث ثلاثة رجال وامرأة.
وانتظرت السلطات الإيرانية حتى الساعة الواحدة والنصف، لتخبر رسميا سفارة الجزائر، بتحطم الطائرة ومقتل جميع ركابها.
سارعت الجزائر بتشكيل لجنة تحقيق، في هذه الفاجعة التي أودت بوزير الخارجية و13 من الإطارات السامية، فضلا عن طاقم الطائرة (4). ومن النتائج الأولى التي انتهت إليها أن الصاروخ الذي نسف الطائرة من صنع سوفياتي، بيع ضمن صفقة أسلحة إلى العراق، وأن التحاليل التي أجريت على شظايا الصاروخ - التي عثر عليها قرب مكان الحادث - تحمل آثار طلاء الطائرة الجزائرية.
فالمتهم الأول في الحادث إذاً هو العراق، بناء على القرائن السابقة. وتكون السلطات العراقية اعترفت بذلك، مع تفسير الحادث بالخطأ غير المقصود، من باب الاعتقاد بأن الطائرة إيرانية، لتحليقها عمليا في منطقة حرب.
والسؤال الجوهري الذي يفرض نفسه في هذا الصدد هو: هل أن الخطأ فعلا غير مقصود؟ أم كان "خطأ مبرمجاً"؟!
ضحية مبكرة.. لمعركة احتواء بن جديد؟!
عقب تأكد حادث الطائرة ومقتل جميع ركابها، اجتمع المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني في ساعة مبكرة من يوم الثلاثاء 4 ماي 1982، وأصدر بيانا مما جاء فيه: "ستظل الجزائر دائما وفية لمبادئها، حريصة على تحمل مسؤولياتها بكل أمانة ونزاهة، مهما كانت المؤمرات، ومهما كانت التضحيات".
وبعد سنتين من الحادث أصدر الرئيس المناضل البشير بومعزة كتابا بعنوان "لا أمير ولا آية الله"، ضمنه ملحقا عنوانه: "من برندوت(5).. إلى بن يحيى".
وأخيرا بمناسبة الذكرى الثلاثين لهذا الحادث الأليم، اعتبر عضو في لجنة التحقيق الجزائرية (6) الموضوع "لغزا.. بدون حل"!
نسوق مثل هذه الإشارات، لأنها تؤكد باختصار أن احتمال الخطأ المبرمج قوي، بل قوي جدا، كما توحي بذلك ألفاظ "المؤامرات" و"برندوت"، "ولغز"... إلخ، وهي إيحاءات تستبعد أول وهلة فرضية "الخطأ غير المقصود".
طرح الرئيس بومعزة في ملحقه السؤال التقليدي في مثل هذا الموقف: "من المستفيد من الجريمة؟"، واجتهد انطلاقا من قناعاته في محاولة البحث عن إجابة عنه (7). ونحاول بدورنا البحث عن إجابة، انطلاقا من فرضية "الخطأ المبرمج" التي تعرض نفسها بإلحاح في هذا السياق.
كان التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة أول من شجع نظام الرئيس صدام حسين - مباشرة وبواسطة "الأشقاء العرب" - على شن حرب وقائية على ثورة الخميني، بدون قضية واضحة، إذا استثنينا خسارة التحالف الغربي لموقع هام في حصار الاتحاد السوفياتي - بسقوط نظام الشاه مطلع 1979 - وهاجس عدوى الثورة بالمنطقة ومن ورائها "المد الشيعي".
للتذكير فإن "اتفاقية الجزائر" الموقعة بين الشاه وصدام على هامش قمة منظمة البلدان المصدرة للبترول في ربيع 1975، كانت قد توصلت إلى تسوية مرضية لمشكلة الحدود بين البلدين، لا سيما بمنطقة "شط العرب". وأكثر من ذلك أراحت هذه الاتفاقية العراق الشقيق من مشكلة مزمنة: مشكلة الأكراد بقيادة الملا البرزاني الذي اضطر إلى طي خيامه فورا، واللجوء إلى صُنّاعه بعيدا عن المنطقة.
كان الهدف إذاً من حرب صدام الوقائية على نظام الخميني أن يكسر شوكته، أو يعجل بسقوطه، أو يمكّن فلول نظام الشاه من تنظيم صفوفها، واستغلال عملية إضعاف النظام الجديد للانقضاض عليه، لذا كان التخطيط منذ البداية أن تطول الحرب، إلى أن تحقق أهدافها بكيفية أو بأخرى - بما في ذلك إضعاف نظام صدام نفسه لفائدة إسرائيل والوجود الغربي في الوطن العربي بصفة عامة.
في هذا السياق لا يمكن للوساطة الجزائرية أن تكون محبذة ولا مرغوبة من أمريكا وحلفائها، وأحرى وأولى أن تنجح هذه الوساطة في وقف عجلة حرب مدمرة بلا قضية، حرب لا يمكن إلا أن تكون وخيمة العواقب على التضامن العربي الإسلامي، وعلى القضايا المشتركة خاصة بدءا بالقضية الفلسطينية.
لكن ترى لماذا التمس الرئيس صدام وساطة الجزائر، بعد أن كان يرفض في بداية "حربه الوقائية" أية وساطة عربية رفضا قاطعا؟
هناك احتمالان لهذا الإلتماس:
1 - أن يكون صدام استجاب في ذلك لمحيطه الوطني الذي كان يقدر ربما منذ البداية، أن لا معنى للحرب على إيران، ولا جدوى ترجى منها للعراق ؛ بل لا يمكن أن يجني منها غير الدمار البشري والمادي.
2 - أن يكون ذهب ضحية عمل تضليلي من محيطه الذي كان على صلة بحلفائه الظرفيين - من الأمريكان وغيرهم - لاستبعاد وساطة الجزائر بالذات، عن طريق جريمة "الخطأ المبرمج" لضرب عصفورين بحجر: المد في عمر الحرب لإنهاك قوات الخصمين قدر المستطاع، ووضع حد لتطفل الجزائر على شؤون كبار العالم، بدون كبير وزن على الصعيدين الاقتصادي والعسكري.
وهناك سؤال محرج كثيرا ما يخامر الأذهان دون التجرؤ على طرحه ألا وهو: أليس هناك دور جزائري ما في هذا "الخطأ المبرمج"؟!
لا شك أن هناك خطأ في تقدير خطورة التوسط ذاته، وانعكاسات النجاح المحتمل فيه على استراتيجية المد في عمر الحرب، بالنظر إلى أهمية النتائج المترتبة على ذلك لصالح إسرائيل والتحالف الغربي عامة. فشخصية محمد الصديق بن يحيى وكفاءته فضلا عن خبرته ومهارته في إدارة الملفات المعقدة تؤهله للنجاح في مهمته التي تستند كذلك إلى رصيد الجزائر لدى كل من العراق وإيران، نتيجة تدخلها الموفق من خلال اتفاقية الجزائر، وحل مشكلة الرهائن الأمريكيين مطلع 1981.
وهناك أيضا خطأ واضح في خط سير الطائرة الذي اختار عبور المجال الجوي التركي إلى إيران من نقطة قريبة من فضاء الاقتتال الجوي: مقاطعة الموصل شمال غرب العراق، ومن شأن هذا الخطأ أن يسهل بكل تأكيد تنفيذ "الخطأ المبرمج" في نقطة مثالية.
والسؤال المحرج - الأخير - المتولد عن مثل هذه الأخطاء الخطيرة هو: هل أن مثل هذه الأخطاء نتيجة جهل وغفلة؟! أم ثمرة تدبير وتآمر؟!
- كان الفقيد سليمان هوفمان وهو شخصية أمنية معروفة ومن رجال المهام الصعبة في عهد الرئيس - بومدين - كان من الذين يرجحون الشطر الثاني من السؤال.
- ولعل أكبر ما يرجح هذا الافتراض التحولات الخطيرة التي تعيشها الجزائر منذ مطلع الثمانينات من القرن الماضي، تعطيل حركة التنمية الشاملة وضرب استقرار البلاد.
هذه الانتكاسة الخطيرة يلخصها الوزير الوسيط الأممي لخضر الإبراهيمي في ملاحظتين:
- أن المؤشرات الاقتصادية لجزائر بداية السبعينات من القرن الماضي كانت أحسن من مؤشرات كوريا الجنوبية.
- أن الجزائر مضت خطوات في مجال الإعلام الآلي، في وقت لم تكن الهند تهتم بعد بهذا القطاع التكنولوجي الحيوي! فأين الجزائر اليوم من كوريا والهند؟!
وبناء على المعطيات الأخيرة، يمكن أن نستنتج بأن الفقيد بن يحيى ذهب ضحية تآمر داخلي أيضا: تآمر مبني منذ رحيل بومدين على احتواء الرئيس بن جديد، واتخاذه غطاء لتعطيل حركة التنمية الشاملة التي كان نجاحها - شبه المؤكد - يعني باختصار ظهور دولة مصنعة في الحوض الغربي للبحر المتوسط، وما يمكن أن ينجر عن ذلك من تغييرات سياسية وجيواستراتيجية.
وبعبارة أوضح: إن تمرير المشروع المضاد لاختيار التنمية الشاملة - بقاطرة صناعية - باحتواء الرئيس بن جديد، كان يستوجب تحييد أهم رموز مرحلة بومدين بطريقة أو بأخرى.. واللجوء إلى التصفية الجسدية مع الفقيد يعني أنه كان عقبة رئيسية في طريق مشروع الاحتواء وما بني عليه.. أي أخطر من رموز أخرى أمثال: عبد السلام، يحياوي، طالب، لخضر الإبراهيمي، آيت شعلال، نايت بلقاسم، وهلم جرا...
(انتهى)

(*) طالع الحلقتين 1 و2 في عددي 30 ماي و6 يونيو 2012 من "الفجر".
1 - بومعزة، "لا أمير ولا آية الله.." منشورات "كان" باريس 1984 (بالفرنسية).
2 - محمد الصالح دمبري وزير الخارجية الأسبق في منتدى "المجاهد" بمناسبة الذكرى ال30 لرحيل بن يحيى.
3 - من محافظة الموصل المتاخمة للحدود التركية والإيرانية.
4 - قائمة الضحايا:
- من الخارجية: أحمد بغلي، سعد الدين بن ونيش، محند لونيس، عبد القادر بالعزوڤ.
- من التجارة: سليم خلادي.
- من الطاقة: محمد رضا بن زاغو.
- من النقل: عبد الحميد طالبي.
- من البنك المركزي: محمد بوسخواد.
- من وكالة الأنباء: مولود آيت قاسي.
- طاقم الطائرة: النقيب لخضر عبد المومن، النقيب مصطفى سياحي، الملازم عبد المومن معتوقي، المضيفة فتحية سيبان.
5 - وسيط أممي قتله الصهاينة لأن السلم لا يحقق طموحاتهم التوسعية.
6 - الزبير برارحي، صحيفة "الوطن"، 3 مايو 2012.
7 - في محاولة بومعزة الجواب عن سؤال "من المستفيد من الجريمة؟" قدم فرضيتين:
- الضربة كانت من إيران بمساعدة سوريا.
- الضربة من المخابرات الإسرائيلية، مع عناصر إيرانية في سلاح الجو.
شهادة دحلب في بن يحيى
بعد منتصف ليلة 19 مارس 1962 وكنت أتأهب للنوم - بفندق الوفد الجزائري في لوزان - جاءني بن يحيى يخبرني بقدوم "الخمسة" (*)، مرفوقين بسفير الغرب في باريس محمد الغزاوي والخطيب مدير الشرطة المغربية.
.. بعد التحية هممت بالعودة إلى الغرفة، فلحقني بن بلة وضمني إليه بقوة هامسا في أذني: "لقد أعجبت بجهودك (في المفاوضات)، لذا أعرض عليك أن تعمل معي"! لم أجب في الحين، ولما ارتميت على السرير بقيت أفكر قرابة الساعة، ومر بذهني ما كان يشاع حول خلافات "الخمسة" وكنت قبل ذلك قد سألت بن يحيى - الذي زارهم في السجن - عن قدراتهم كرجال دولة مرشحين لخلافة الحكومة المؤقتة، وكنت أثق في حكمه على الأشخاص والأحداث، فأكد لي أنهم أهل لذلك.
لكن ما سمعت من بن بلة جعلني أراجع الصورة، تماما مثل فعل بن يحيى الذي أكد لي أنهم كانوا يتظاهرون أمامه بقصر "أونوا" في صورة مختلفة كل الاختلاف.
(1) يقصد القادة السجناء: بن بلة، بوضياف، بيطاط، خيضر، آيت أحمد.
 
يكتب المؤرخ محمد عباس دائما في صحيفة الشروق يوم 01-12-2009

استغل الفقيد رئيس مجلس الامة السابق البشير بومعزة علاقاته الحسنة بالقادة العراقيين بدءاً بالرئيس الراحل صدام حسين ليبحث عن جواب للغز إسقاط الطائرة التي كانت تقلّ وزير الخارجية محمد الصديق بن يحي وعدد من إطارات الوزارة فوق التراب الإيراني في 3 مايو 1982.
*
*
لكن قبل أن يلخص لنا(*) فحوى حديثه مع مسوؤل عراقي سام، أبى إلا أن يذكرنا ببعض الحقائق مثل:
*
1 استقبال الرئيس صدام في 17 أبريل 1982 وزير الخارجية الجزائري الذي نزل ببغداد لمعرفة حقيقة الموقف العراقي، وإعداد الشروط المثلى بناءً على ذلك لنجاح مهمة الوساطة الصعبة التي قبلت الجزائرالقيام بها.
*
2 إسقاط الطائرة مساء 3 مايو 1982 بمجرد مغادرة المجال الجوي التركي ودخول المجال الإيراني، وتحديدا بناحية باشلي، على نحو 3 كلم من الحدود التركية بولاية أغري.
*
3 أن طهران بادرت بتوجيه أصابع الاتهام إلى بغداد قبل وصول المحققين الإيرانيين إلى مكان الحادث... وقد ظل الإعلام الإيراني يردد ذلك على مدى ساعات، متبوعا بالإعلام الدولي بما في ذلك الجزائري.
*
وحسب الرواية الإيرانية في اليوم الموالي، أن طائرة الوفد الجزائري تكون صادفت معركة جوية بين طائرات عراقية وإيرانية لكن هذه المعركة لم يذكر لها أثر في التحريات اللاحقة، اكتفى الجانب الإيرانيبقرينة واحدة لإثبات إتهامه: وجود بقايا صاروخ مكان الحادث، يحمل علامات باللغة الروسية.
*
هذه القرينة بالذات رد عليها المسؤول السامي العراقي الذي تحدث إلى بومعزة بحجتين:
*
أن العراق ليس الوحيد الذي يملك هذا النوع من الصواريخ، فما أسهل على إيران أن تحصل على مثلها من كوريا الشمالية مثلا، أو حتى من بعض حلفائها من الدول العربية !
*
أن بقايا مثل هذا الصاروخ متواجدة بكثرة في مناطق مختلفة من إيران، بحكم أن الحرب في عامها الثاني...
*
ويضيف المسؤول الشامي، أن الطيران العراقي ينشط أكثر جنوب ووسط البلاد حيث تدور معظم المعارك، علما أن مكان الحادث يقع بعيدا مقابل كردستان العراق... ثم أن وقف الوساطة الجزائرية بتلك الطريقة، إنما يضر بالعراق الذي كان يرغب فعلا في وقف الحرب.
*
وبناءً على هذه الردود طرح بومعزة السؤال التقليدي في مثل هذه الوضعية: "من المستفيد من الجريمة"؟.
*
يذكر بومعزة في سياق البحث عن جواب فرضيتين(1):
*
الأولى: لم يستبعد المشاركة الحاسمة من قوى خفية بإيران يهمها استمرار الحرب، ولجأت في ذلك إلى منفّذ مقتدر من خارج إيران لكن يعمل في نفس الاتجاه.
*
الثانية: لا يستبعد إسرائيل التي كانت حاولت صرف الأنظار إلى إيران في محاولتها الأولى الفاشلة لتدمير مركب تموز النووي.
*
ويرجح بومعزة الفرضية الثانية، لأن نجاح الوساطة الجزائرية يعاكس استراتيجيتها وحلفاءها بالمنطقة إلى حد كبير. ويفهم من عنوان المقال الملحق بالكتاب، أن الذي قتل الوسيط الأممي الكونت برندوت سنة 1948 في فلسطين، لا يؤوده اغتيال الوسيط الجزائري بن يحي سنة 1982!
*
ويوجه أصابع الاتهام في هذا الصدد تحديدا إلى المخابرات الإسرائيلية بالتنسيق مع عملائها وعملاء حليفتها أمريكا في سلاح الطيران الإيراني الذي يعتبره الحلقة الضعيفة في منظومة الدفاع الإيرانية.

*
*
*
(*) في كتابه الصادر عام 1984 بعنوان: "لا أمير... ولا آية الله" منشورات "كانا" (بالفرنسية) باريس.
*
 
شهادة حامد الجبوري وزير خارجية العراق انذاك :

مقتل الوزير الجزائري والرئيس بومدين​
أحمد منصور: بعض الدول بدأت تقوم بوساطات ومن أهم الوساطات التي بذلت الجزائر، الجزائر التي عقدت فيها اتفاقية الجزائر في العام 1975 لم ترد أن تتخلى عن إيقاف الحرب والرئيس الجزائري أوفد وزير خارجيته إلى بغداد وقام بجولات مكوكية بين طهران وبغداد وقتل في حادث طائرة في أربعة مايو 1982. كنت وزير دولة لشؤون الخارجية ووزير خارجية بالإنابة، ماذا حدث؟
حامد الجبوري: والله قبل مقتل الوزير محمد بن يحيى أنا أوفدت من قبل الرئيس أحمل رسالة إلى الرئيس الشاذلي بن جديد..
أحمد منصور: الرئيس الجزائري.
حامد الجبوري: إيه الرئيس الجزائري، وكان معي وكيل وزارة الخارجية عبد الحسين الجمالي، حتى شاهد إن شاء الله يسمع هو، فحضرنا في القصر الرئاسي في الجزائر وكان بالنص الرئيس الشاذلي استلم الرسالة وقرأها، قال أنا كنت واثقا بأن الأخ صدام مصمم على الحرب ضد إيران لأنه عندما وصلتنا المعلومات المؤشرات لتوتر الأوضاع وتصاعد هذا التوتر بين العراق وبين إيران وربما يتصاعد إلى حد الصدام المسلح راح إلى بغداد الرئيس الشاذلي، يقول فتحت الموضوع مع الأخ الرئيس صدام ولم يصغ لي، لم يهتم اهتماما جديا بكلامي..
أحمد منصور: هذه كانت طريقته لما تكون حاجة مش عاجباه، أنه..
حامد الجبوري: أنه يعني يمشي..
أحمد منصور: يهمل من أمامه.
حامد الجبوري: إيه يمر عليه مرور الكرام. فقال لي أنا الحقيقة اقتنعت قناعة كاملة أن الرئيس صدام مصمم على شن الحرب ضد إيران وليس هناك أي جدوى في موضوع إثنائه عن هذا العمل. بعد ما صارت الحرب وصار ضحايا كثيرون يطلعوا على شاشات التلفزيون من الجانبين طبعا الجزائر يعني تتحرك بالتأكيد راعية الاتفاقية 1975، فقام بزيارات مكوكية..
أحمد منصور: محمد بن يحيى.
حامد الجبوري: محمد بن يحيى وصارت حادثة الطائرة، إسقاط الطائرة. أمر طبيعي أن..
أحمد منصور: أسقطت الطائرة أثناء توجهه من بغداد إلى طهران، على الحدود بين البلدين.
حامد الجبوري: على المثلث بين تركيا وإيران والعراق تقريبا بس سقط الصاروخ اللي ضرب الطائرة في الأراضي الإيرانية داخل في ذلك المثلث..
أحمد منصور: واتهمت إيران بأنها هي اللي قتلته.
حامد الجبوري: اتهمت إيران هي التي قامت بالعملية إلى آخره، مرت فترة أشهر طبعا وبالتأكيد يعني متوقع أن يجري تحقيق من قبل الإيرانيين والجزائريين في هذا الموضوع فإجانا وزير النقل الجزائري إلى بغداد.​
[فاصل إعلاني]​
حامد الجبوري: فوزير النقل طبعا هو موفد من القيادة من الرئيس الشاذلي بن جديد الرئيس الجزائري والقيادة الجزائرية فأنا استدعيت أيضا إلى الحضور للقصر الجمهوري فكان الرئيس صدام والموفد الجزائري وأنا فقط، ثلاثة في هذا اللقاء، اللقاء ما استمر كثيرا كان وزير النقل الجزائري يحمل ملفا، مجلد حقيقة كبير، ملف كان ضخم، طبعا قدم مضمون المهمة ما هي فقال له سيادة الرئيس أنا مرسل من الرئيس الشاذلي بن جديد ومن القيادة الجزائرية، إحنا أجرينا تحقيقا موسعا وشاملا في موضوع إسقاط طائرة وزيرنا وكذلك الإيرانيون وتوسعنا، الإيرانيون ذكروا لنا أن هذا الصاروخ ليس إيرانيا فأخذنا الصاروخ - لأن عليه رقما ما تبقى في رقم على الصاروخ- رحنا للاتحاد السوفياتي..
أحمد منصور: مصنّع في روسيا.
حامد الجبوري: فالسوفيات أكدوا أنه نعم هذا الرقم لصفقة صواريخ عقدها العراق بالتاريخ الفلاني بكذا بكل التفاصيل..
أحمد منصور: يعني العراق..
حامد الجبوري: فيقول هو الوزير، هذا اللي سمعته من عنده، ثبت لنا للقيادة الجزائرية أن العراق هو الذي قام، طائرة عراقية رمت..
أحمد منصور: يعني صاروخ جو جو كان؟
حامد الجبوري: جو جو طبعا من طائرة حربية عراقية. لكن الرئيس الشاذلي بن جديد أصدر تعليمات مشددة جدا أن هذا الموضوع التحقيق يكون في نطاق ضيق جدا يعني اللجنة العليا لجبهة التحرير الوطني الجزائرية ومجلس الوزراء وربما مو كل مجلس الوزراء، الوزراء المختصين وأن لا ينزل إلى الشارع ولا ينزل إلى وسائل الإعلام بأي صورة وهذه تعليمات، قال له، مشددة جدا من الرئيس شخصيا. فاستلم التقرير الرئيس صدام ولم يعلق بكلمة واحدة أثناء الجلسة كلها، هي ما طولت يعني كانت جدا قصيرة.
أحمد منصور: يعني لم يعلق بأي شيء؟
حامد الجبوري: إطلاقا، فمن راح الوزير..
أحمد منصور: ولم يظهر على وجهه أي شيء؟
حامد الجبوري: أبدا، أبدا. وبعد ما راح الوزير صافحه في أمان الله، في أمان الله وخلص وراح. وطبعا لم أطلع على التقرير لأنه استلمه الرئيس..
أحمد منصور: معنى ذلك أن صدام كان على علم؟ هل قتل الوزير الجزائري بأوامر؟
حامد الجبوري: والله ما أعرف أنا لأن التقرير..
أحمد منصور: طائرة مدنية فيها وزير خارجية من المؤكد أن يتم..
حامد الجبوري(مقاطعا): هذا اللي سمعته من وزير النقل الجزائري، ولم أطلع بالتأكيد على التقرير..
أحمد منصور (مقاطعا): ما أثر هذه الحادثة على العلاقات بين صدام والشاذلي بن جديد؟
حامد الجبوري: والله هو نفسه الشاذلي بن جديد يعني كان ممتعضا طبعا لما قابلته وبعدها والله ما أعرف يعني.
أحمد منصور: بمناسبة الجزائر في علامات استفهام كثيرة أيضا حول مقتل الرئيس هواري بومدين، حيث قيل إنه أصيب بمرض غامض بعد زيارة قام بها إلى العراق وظل هذا المرض غامضا حتى توفي في 27 ديسمبر 1978 ولم يتم الكشف عنه. هل عندك أي معلومات أو إشارات حول هذه القصة؟
حامد الجبوري: والله أنا أيضا رحت في وفد لتمثيل العراق في تشييع الرئيس بومدين..
أحمد منصور: في 27 ديسمبر 1978.
حامد الجبوري: مع رئيس الوفد السيد طه محيي الدين معروف نائب رئيس الجمهورية، فرحنا للمشاركة في تشييع الرئيس، التقانا الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي وزير الخارجية السابق وهو طبيب وكان مشرفا على موضوع علاج الرئيس ينسق يعني الأطباء الروس والفرنسيين والعرب وإلى آخره فهو ذكر لي المعلومة التالية حقيقة وأنقلها كما هي ولا أعلم..
أحمد منصور: أحمد طالب الإبراهيمي.
حامد الجبوري: أحمد طالب الإبراهيمي، وإن شاء الله حي يرزق هو طبعا، ذكر لي بأن الرئيس مصاب، قال ما ممكن واحد.. بالأخير فقط هو ويمكن مجموعة صغيرة جدا بيشوفوه لأنه يقول لي مرض عجيب غريب لأن الرئيس يعني قام يضمحل جسمه بحيث صار شبحا بعدين ويتساقط شعره، عيونه وكله ورأسه وإلى آخره وحواجبه وعظامه تنكسر بأول ما يمسكها الواحد، ويقول الأطباء الفرنسيون عجزوا عن تشخيص المرض، الروس عجزوا كل الأطباء اللي كانوا يقومون بعلاجه ما قدروا يشخصوا ما هو هذا المرض، وتوفي. أنا الحقيقة ما أعرف خطر ببالي بعدين شفت حالة من الحالات اللي واحد تناول فيها..
أحمد منصور (مقاطعا): لكن هل ذكر لك بأن ده كان له علاقة بزيارة قام بها إلى بغداد؟
حامد الجبوري: لا، لا، فقط ذكر لي حالة الرئيس بومدين فقط..
أحمد منصور: لم يذكر لك أن بومدين ظهرت عليه الأعراض بعد زيارة إلى بغداد؟
حامد الجبوري: لا، ولا أصلا هذه كانت تخطر بباله أعتقد لأنه ما ذكر لي أي شيء، لكن ذكر لي الشيء التالي، أو أنا بعلمي، ما ذكره لي هو الدكتور أحمد طالب أو أنا أعرفه أن أعراض المرض ظهرت على الرئيس بومدين في دمشق بعد مغادرة بغداد مباشرة في طريق عودته إلى الجزائر، كان في بغداد نزل في دمشق للقاءات مع القيادة السورية واللي فهمته من الدكتور فعلا أحمد طالب الإبراهيمي أن أعراض المرض يقول هو من كان في دمشق بعد ما إجا، بس ما عنده شكوك أنه هو موضوع..
أحمد منصور: آه أن له علاقة يعني.
حامد الجبوري: ما بيّن لي هذا الشيء وأعتقد ما كان يعرف هذا الشيء. هذا الحقيقة فقط استنتاج ليس مبنيا على مسألة علمية ولا معلومة ثابتة، بس شفت حالة من حالات الناس العراقيين اللي تناولوا سم الثاليوم، في شمال العراق في صلاح الدين، شخص إجا جابوه لندن، لأنهم نقلوه إلى سوريا من شمال العراق من أربيل إلى سوريا وأمر الرئيس حافظ الأسد، هم اثنين، ما أذكر الواحد، وواحد اسمه الدكتور عبد الكريم الجبوري أيضا نفس الحالة، ففي مستشفى هنا لأول مرة يُكتشف يشخص هذا المرض بأنه سم الثاليوم، سموم الثاليوم، يعني اكتشف..
أحمد منصور: نفس الأعراض؟
حامد الجبوري: بالضبط نفس الأعراض، فهذا الحقيقة الشكوك وليست يعني مبنية على شيء..​




فشل الوساطات وسلوك صدام أثناء الحرب​
أحمد منصور: متى أدرك صدام حسين أنه سيخسر الحرب؟
حامد الجبوري: بعد 1982..
أحمد منصور: بعد 1982؟
حامد الجبوري: نعم، نعم.
أحمد منصور: ولماذا رفض كل الوساطات التي قدمت له؟
"الهدف الرئيسي من الحرب على العراق ليس إسقاط النظام عسكريا في طهران، وإنما السيطرة على منابع النفط في عربستان"​
حامد الجبوري: عام 1982، هو طبعا الهدف الرئيسي بعدما اتضح بعدئذ، الهدف الرئيس ليس إسقاط النظام عسكريا في طهران، هو السيطرة على منابع النفط في عربستان.

أحمد منصور: ومن الذي أوهمه بأنه يمكن أن يحقق هذا الهدف؟
حامد الجبوري: والله ما أعرف، على كل حال هذا الشيء الذي حدث.
أحمد منصور: أنت عضو مجلس وزراء!
حامد الجبوري: يا حبيبي مو مجلس وزراء ما يطلع على كل شيء أكو مسائل حتى وزير الدفاع ما يطلعه عليها ربما يعني، فعلى كل حال، هذه اتضحت على كل حال..
أحمد منصور: يعني في 1982 تحول الهدف إلى السيطرة على منابع النفط في عربستان؟
حامد الجبوري: هو منذ البداية كانت كل العمليات تجري في عربستان وليس في أي مناطق أخرى باستثناء بعض المناوشات، الإيرانيون كانوا يدخلون حلبجة ومدري إيش والقاطع الكردي في شمال العراق لكن المعارك الرئيسية كانت تجري في عربستان، في عبادان وفي المحمرة.
أحمد منصور: هل هناك وساطات أخرى أيضا كانت ذات ثقل سعى إليها زعماء ورفضها صدام؟
حامد الجبوري: هو تخلى الرئيس الباكستاني ضياء الحق عن الوساطة..
أحمد منصور: والجزائريون قتل لهم وزير خارجيتهم..
حامد الجبوري: نفض يده، كلف أحمد سيكوتوري رئيس غينيا، طبعا أوفدت إلى غينيا وهو كان يجينا إلى بغداد..
أحمد منصور: أنت رحت وجئت بالملفات.
حامد الجبوري: بشكل، إيه، فآخر مرة يجي إلى بغداد الرئيس سيكوتوري بصفته مكلفا بالوساطة بين العراق وإيران..
أحمد منصور: من منظمة المؤتمر الإسلامي؟
حامد الجبوري: من منظمة المؤتمر الإسلامي، في زيارة قصيرة وعقد اجتماعا مع الرئيس صدام في مطار بغداد، مو الحالي المطار القديم..
أحمد منصور: حضرت أنت الاجتماع؟
حامد الجبوري: حضرت الاجتماع.
أحمد منصور: نعم، ماذا دار فيه؟
حامد الجبوري: أهم ما دار فيه أن سيكوتوري كان جادا في قضية بذل مساعي ومعروف سيكوتوري عنيد ومتشبث ويعني هذا شخصيته معروفة لدى الأفارقة وكل الناس يعرفونه، ففعل فعلا تشبث بهذه المهمة تشبثا غريبا، بعد هو كان يعاني شيئا من هبوط الشعبية داخل غينيا فكان هذا يسلط عليه الأضواء الدولية والكذا فأيضا يعني عصفورين بحجر واحد..
أحمد منصور: عايز يحقق نجاحا.
حامد الجبوري: لكنه حقيقة يعني كانت مساعيه صادقة وأمينة كمسلم كان ومن عائلة معروفة يعني في غينيا من العلماء..
أحمد منصور: كان رد صدام إيه؟
حامد الجبوري: لا، كان صدام.. نعم يعني قال له أثار موضوع الجزر الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى..
أحمد منصور (مقاطعا): بتاع الإمارات دي.
حامد الجبوري: اسمح لي، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، فكان رد سيكوتوري قال له سيادة الرئيس أنت تقدم شروطا تعجيزية لأن هذه مو تحت السيادة العراقية هذه تابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، الإمارات هي اللي تطالب بها. فكان جوابه أنه لا إحنا منطلقنا قومي ومنطلقنا كذا، فبصريح العبارة الرئيس سيكوتوري قال له إذاً أنا أشعر بأن مهمتي انتهت كوسيط لأنه أنت سيادة الرئيس ما تريد تنتهي الحرب. وفعلا من هذا اللقاء بعدما يعني أيضا نفض يده.
أحمد منصور: في الفترة من 1980 إلى 1982 هذه كانت فترة يقال إن صدام حسين كان شرسا للغاية في تعامله مع الناس حتى بلغ عدد المدنيين الذين اعتقلوا وأعدموا أكثر من ثلاثة آلاف. كيف إذا كان هذا تعامله مع المدنيين كيف كان يتعامل مع العسكريين؟
حامد الجبوري: والله أنت تستنتج.
أحمد منصور: لا، أنا أسألك.
حامد الجبوري: لا، يعني..
أحمد منصور: أنت عشت وكنت وزيرا..
حامد الجبوري: ما أعرف الإعدامات والعدد والمدنيين.
أحمد منصور: العد، سيب لي العدد أنا، سيب لي أنا الأعداد بس كلمني عن اللي كان بيحصل.
حامد الجبوري: صارت عمليات إعدام بس ما عندي التفاصيل.
أحمد منصور: كيف كان يتعامل مع العسكريين، إذا ده مع المدنيين كيف يتعامل مع العسكريين؟
حامد الجبوري: نفس التعامل، أكثر حيطة وأكثر حذرا طبعا، طبعا.
أحمد منصور: صحيح كان روايات كثيرة أن كان من يهرب من الجبهة، إذا ولد يجيب أبوه يقتله إذا أخ يجيب أخوه يقتله، كانت كهذه الطريقة؟
حامد الجبوري: يعني صارت بالشكل هذا يعني مثلا الفريق عمر الهزاع اللي هو من تكريت أيضا وأقاربهم يعني إلى حد ما يعني أعتقد أيضا من عبد الناصر هو، يعني مرة تحدث ضد صدام وهو يذكر دائما الفريق عمر معروف عنه فلت اللسان فمتحدث بسوء عن الرئيس، الخدامة اللي بتشتغل، طبعا الخدامين كلهم وأنا هذه جربتها في بيتي، مو أنت تجيب خادم أو خادمة في بيتك تخدم لا..
أحمد منصور: الحزب اللي يجيب لك.
حامد الجبوري: المخابرات، الرئاسة هي لأن المخابرات ما تتصل بنا بشكل مباشر، الرئاسة هي تقول من دائرة السياحة هذول مدربين وحلوين..
أحمد منصور: مدربين جدا..
حامد الجبوري: ويقدمون بالتقديم والإتيكيت وكذا، فتيجي مثلا سيدة أو شخص أو كذا من هالقبيل، عادة سيدات أكثر شيء، فعلا ودوا لي سيدات، طبعا بس سيدات يعني يمكن تلبس أحسن من.. آخر طراز والكذا..
أحمد منصور: مخابرات بقى.
حامد الجبوري: إيه، فهذول عادة عندهم تسجيل لو بالساعة لو يعني بهذه الوسائل التكنولوجية الحديثة، فسجلوا لعمر الهزاع هذا الحديث..
أحمد منصور: وكان فريقا؟
حامد الجبوري: وكان فريقا متقاعدا، كان قائد فيلق قائد فرقة إلى آخره، فجابوا عمر الهزاع وقتل هو وابنه، حتى ابنه فاروق الكبير أبو.. إيه أبو فاروق، نعم.​




إعفاء الجبوري من منصب وزير الدولة​
أحمد منصور: في خمسة أكتوبر 1984 صدر مرسوم رئاسي بإعفائك من منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية وتعيينك مستشارا في مجلس قيادة الثورة، قطع راديو بغداد إرساله وأعلن صدام حسين عزل حامد الجبوري من وزارة الدولة للشؤون الخارجية وكذلك نائبه الذي كان الوزير المشهور محمد سعيد الصحاف. لما الراديو يقطع الإرسال والرئيس يعلن عزل وزير، ماذا فعلت؟
حامد الجبوري: هو طبعا ما قطع الراديو هو ضمن نشرة الأخبار، أخبار الساعة السادسة مساء طبعا المراسيم الجمهورية تقرأ أول خبر طبعا فأول خبر سمعته أنا كنت فاتح، طبعا أعرف يعني بنفس اليوم عرفت أن المسألة منتهية وأصبح المرسوم أكيدا، وهذا اللي حصل، أنا يومها صباحا كنت رايح المطار عندي أخي عداي كان مدير الأمور الحقوقية في جامعة الدول العربية كان عندنا في بغداد وكان مصابا بمرض اللوكيميا وحالته يعني متعبة بشكل فأراد يرجع إلى تونس وتونس فعلا الأمين العام الشاذلي القليبي..
أحمد منصور: الأمين العام للجامعة العربية آنذاك.
حامد الجبوري: الجامعة العربية في ذلك الوقت، أمر بإرساله إلى جنيف للمعالجة وتوفي بعدين من هذا المرض اللوكيميا، فاضطررت أنا آخذه يعني مو من الخلق هو أخي الأكبر يعني يكبرني بسنتين وهو في هذه الحالة يعني أبعث السائق يوصله للمطار، غير معقول، فوالله رحت قبل الدوام الرسمي، إحنا الدوام الرسمي الساعة ثمانية صباحا عندنا في وزارة الخارجية وفي دوائر الدولة كلها، فقلت والله يعني خلي أروح تقريبا الساعة ستة هكذا وإن شاء الله أرجع للدوام قبل الوقت بداية الدوام..
أحمد منصور: يعني أنت وزير ولازم الساعة ثمانية تبقى على مكتبك؟
حامد الجبوري: إذا مو قبل الثمانية..
أحمد منصور: كمان!
حامد الجبوري: طبعا. المهم، اللي حصل أنه تأخرت الطائرة، أنا صرت حقيقة في حرج، طيب لا أقدر أترك أخي بهذه الحالة ويعني ما حلوة شفتها هو بحالة تعبانة حيل تعبانة ومثل أودعه الوداع الأخير حقيقة وهذا اللي حصل، فتأخرت شوي، يبدو خلال هذه الفترة ربما إجت الأخبار للرئيس أن الوزير بالوكالة متصلين هم من، ليش اتصلوا؟ إيش مدريهم أنا طالع من المطار وشيء من هذا القبيل؟ محمد سعيد الصحاف كان وكيل وزارة الخارجية كان بوقتها بداية الدوام الرسمي بعد انتهاء العطلة الصيفية في سبتمبر أو نوفمبر، نوفمبر، 5/10، مو هي؟
أحمد منصور: بالضبط خمسة أكتوبر.
حامد الجبوري: خمسة أكتوبر، فبذيك الفترة ماخذ أطفاله الصغار، هو حكى لي بعدين الصحاف، ماخذهم حتى يسجلهم، تعرف أنت..
أحمد منصور: في المدرسة؟
حامد الجبوري: إيه ولي الأمر لازم يأخذهم المدرسة، فأيضا نفس الحكاية متأخرله شوي، سبحان الله، فمتصلين بالوزير ما موجود، متصلين بوكيل الوزارة ما موجود، بس هم على علم أنا واثق بهذه المسألة يعطوهم خبر الوزير طلع كذا، الوكيل طلع..
أحمد منصور: ما كثير قاعدين يعدوا أنفاسكم، يعدوا عليكم أنفاسكم!
حامد الجبوري: فهذا اللي حصل.
أحمد منصور: الدكتور حازم جواد ذكرها في كتابه "مذكرات وزير عراقي مع البكر وصدام" وقال إن صدام اتصل يسأل عليكم، هكذا الرواية يعني..
حامد الجبوري: علي؟
أحمد منصور: عليكم أنتم فلم يجدك لا أنت ولا الصحاف فأصدر مرسومه بإعفائكم وطبعا إعفاء وزير بتهمة أنه مش مداوم في معاده في الوزارة!
حامد الجبوري: أحكي لك، والله يمكن نكتة حقيقة في محلها، أنا بعدما أعفيت.. لإهماله واجباته وعدم التزامه بالدوام..
أحمد منصور: بالدوام الرسمي، نعم.
حامد الجبوري: فرحت لمضارب قبيلتي..
أحمد منصور: قبيلة الجبور.
حامد الجبوري: قبيلة الجبور في محافظة بابل، فتعرف أنا ابنهم يجي وبعد لسه صادر مرسوم بهذا الشكل، فيريدون يبينون ولاءهم وحمايتهم لي فجاءتني جمهرة واسعة من رجال القبيلة مسلحين، مدججين بالسلاح في مضيف والدي علوان العبود وأولاد أخي كانوا هم الموجودين، والله يا أحمد، أجاني شخص من العشيرة بسيط قال لي عمي أريد أسألك سؤالا، قلت له إيه قل، قال لي يعني هذا صدام، شنو أنت شرطي لو وزير؟ والله سؤاله يعني في موقعه، قال لي يا عمي أنت شرطي لو وزير، شنو ما مداوم! شنو متأخر على الدوام! تصور هذا الإنسان البسيط الريفي البسيط.
أحمد منصور: أنا أعتقد أن التاريخ سيظل يذكر هذه، أن وزيرا أقيل من عمله بمرسوم رئاسي..
حامد الجبوري (مقاطعا): ما أعرف إذا، إحنا الآن نتحدث أمام ملايين الناس بس أروي لك شيء، والله ابن أخي حاتم مهندس، رئيس مهندسين في شركة نفط الجنوب في البصرة، والله هو أيضا قُتل، إلى رحمة الله راح، شاب. المهم..
أحمد منصور: يعني اللي نفذ بجلده عندكم يبقى يعني..
حامد الجبوري: إيه بالفعل حقيقة، فيقول لي يا عمي والله مريت وأنا رايح نزلت جاي من العمل في الشركة، هو مشرف على مجاميع التنقيب عن البترول، المهم، فيقول لي جئت أشتري أشياء بيتية يعني خضرة أو شيء من هذا القبيل فركنت سيارتي على صفها وجئت فيقول مجموعة من النسوان يتحدثن بحديثك، تعرف هذا..
أحمد منصور: الوزير اللي تأخر واترفد!
حامد الجبوري: العجايز القديمات يتكلمن أولا اجتمعن أمام بيت واحدة على الرصيف يعني، أمام البيت، يلتمن هناك يقعدن على الأرض، ويقول لي حديثهم، يقول أنا مشيت بطيء أريد أسمع وخليت أذني على الحديث، تقول لها واحدة سمعت بهذا البارحة بالليل الوزير اللي طلعه صدام، يقولون ما مداوم؟!
حامد الجبوري: الثانية يقول لي أقسم باليمين ابن أخي حاتم يقول لي قسما بالله عمي تدري شنو جواب هذه المرأة الثانية؟ قالت والله مستاهل هذا الوزير، هذا إيش جابه على هذول العصابة يشتغل وياهم؟! قسما بالله العظيم، والله مستاهل، عاد ابن شيوخ وابن عرب وناس وعندهم مضيف، إيش جابه على هذول يشتغل وياهم وزير؟! والله مستاهل ومستحق.
أحمد منصور: أنت تحمد ربنا طبعا أن صدام ما ناداكش وأعدمك عشان أنت متأخر عن الدوام.
حامد الجبوري: إيه طبعا.
أحمد منصور: طبعا ضيق عليك بعد ذلك.
حامد الجبوري: والله ضيق علي، وصدر قرار ثاني حقيقة يعني أنا..​
أحمد منصور (مقاطعا): في الحلقة القادمة أبدأ من التضييق عليك ومضايقتك ثم مراجعتك مرة أخرى وعودتك مرة أخرى إلى السلطة. أشكرك شكرا جزيلا كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم. في الحلقة القادمة إن شاء الله نواصل الاستماع إلى شهادة السيد حامد الجبوري وزير شؤون رئاسة الجمهورية والخارجية والإعلام والثقافة في عهد الرئيسين أحمد حسن البكر وصدام حسين. أرحب بتساؤلاتكم وآرائكم حول ما جاء في هذه الحلقة على البريد الإلكتروني للبرنامج [email protected] في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج وهذا أحمد منصور يحييكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
صدام رحمة الله عليه مسوي شغل كبير قبل خربه بس بحرب الخليج الثانيه
 
هل توجد ادلة دامغة ضد صدام في هذه الحادثة ؟
الكلام الذي نقله الوزير الجزائري ومقترحاته استفزت الرئيس في وقتها وتصور الجانب العراقي ان الجزائر تلعب بشكل خبيث وتصف بجانب طهران على حساب العراق
لذا التوجيهات كانت بدل ان نطلب امام العالم من الجزائر ان توقف مساعيها علينا ان نقوم بعمل توصل رساله واضحه للحكومه الجزائريه ان عليها ان تقف عند هذه الحد اعطيت الاوامر باسقاط الطائره الجزائريه التي تحمل وزير الخارجيه
الجانب الجزائري وبمعاونه الايرانين اجرى تحقيق ووجد فريق التحقيق الصندوق الاسود واخذت عينات من الصاروخ الذي اطلق على الطائره
لاحقا استطاع الجزائرين ان يحصلو من الروس على جواب بشائن الصاروخ خصوصا انه كان يحمل اكواد وكتابات روسيه
الجانب الروسي اكد ان الصاروخ الذي اسقطت من خلاله الطائره روسي الصنع وبيع للعراق وهوه صاروخ جوجو مخصص للطائرات الحربيه
....................................................
وزير الخارجيه الجزائري الذي خلف الوزير المقتول قدم لبغداد ومعه وثائق قابل الرئيس وقدمها له وقال بالحرف الواحد انتم اسقطتم طائره وزير الخارجيه
رئيس الجمهوريه سكت ولم يتحدث واخذ الوثائق ووضعها ضمن بريد الرئيس للاطلاع وخرج وزير الخارجيه الجزائريه وهوه يعرف المقصود من هذه العمليه
والحكومه الجزائريه تكتمت على نتائج التحقيق بهذه الحادثه لم ترد ان تضع العراق بموقف محرج خصوصا ان العراق كان يخوض حرب
....................................................

هناك محضر للمخابرات العراقيه يثبت اوامر الرئيس باسقاط الطائره الجزائريه
 
الكلام الذي نقله الوزير الجزائري ومقترحاته استفزت الرئيس في وقتها وتصور الجانب العراقي ان الجزائر تلعب بشكل خبيث وتصف بجانب طهران على حساب العراق
لذا التوجيهات كانت بدل ان نطلب امام العالم من الجزائر ان توقف مساعيها علينا ان نقوم بعمل توصل رساله واضحه للحكومه الجزائريه ان عليها ان تقف عند هذه الحد اعطيت الاوامر باسقاط الطائره الجزائريه التي تحمل وزير الخارجيه
الجانب الجزائري وبمعاونه الايرانين اجرى تحقيق ووجد فريق التحقيق الصندوق الاسود واخذت عينات من الصاروخ الذي اطلق على الطائره
لاحقا استطاع الجزائرين ان يحصلو من الروس على جواب بشائن الصاروخ خصوصا انه كان يحمل اكواد وكتابات روسيه
الجانب الروسي اكد ان الصاروخ الذي اسقطت من خلاله الطائره روسي الصنع وبيع للعراق وهوه صاروخ جوجو مخصص للطائرات الحربيه
....................................................
وزير الخارجيه الجزائري الذي خلف الوزير المقتول قدم لبغداد ومعه وثائق قابل الرئيس وقدمها له وقال بالحرف الواحد انتم اسقطتم طائره وزير الخارجيه
رئيس الجمهوريه سكت ولم يتحدث واخذ الوثائق ووضعها ضمن بريد الرئيس للاطلاع وخرج وزير الخارجيه الجزائريه وهوه يعرف المقصود من هذه العمليه
والحكومه الجزائريه تكتمت على نتائج التحقيق بهذه الحادثه لم ترد ان تضع العراق بموقف محرج خصوصا ان العراق كان يخوض حرب
....................................................

هناك محضر للمخابرات العراقيه يثبت اوامر الرئيس باسقاط الطائره الجزائريه
اذا كان ممكن صورة المحضر اذا كانت منشورة او متاحة
 
اذا كان ممكن صورة المحضر اذا كانت منشورة او متاحة
هناك حالياً محاضر صوتيه يتم تسريبها على تويتر
الان حاليا يتم تسريب محضر صوتي سري للقياده العراقيه مع جهاز المخابرات
عن قريب سيتم تسريب محضرين صوتين الاول للاوامر التي اعطيت لاسقاط الطائره
والثاني لاجتماع الرئيس مع وزير الخارجيه الجزائري اثناء تقديمه للادله والوثائق​
 
هناك حالياً محاضر صوتيه يتم تسريبها على تويتر
الان حاليا يتم تسريب محضر صوتي سري للقياده العراقيه مع جهاز المخابرات
عن قريب سيتم تسريب محضرين صوتين الاول للاوامر التي اعطيت لاسقاط الطائره
والثاني لاجتماع الرئيس مع وزير الخارجيه الجزائري اثناء تقديمه للادله والوثائق​
ممكن رابط ؟؟
 
عودة
أعلى