تطور الرادار و دوره في حسم المعارك

snt 

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
30 يوليو 2010
المشاركات
4,849
التفاعل
26,235 4,324 0
تطور الرادار و دوره في حسم المعارك


2_by_elminiawey-d7hd6ko.png

الموضوع عبار عن بحث تاريخي مبسط و عليه المعلومات التقنية الموجودة داخل الموضوع هي ما استطاعت فهمه بشكل مبسط و بالتالي الموضوع مفتوح للاخوة الخبراء للتصحيح و الاضافة و شكرا


****************

خلال الحرب العالمية الثانية و في أغسطس 1940 بدأت ألمانيا بالقتال فوق سماء بريطانيا العظمى آخر دولة في أوروبا وقفت ضدهم.


كان لدى سلاح الجو الألماني "لوفتواف" أكثر من 2500 طائرة مقابل 1900 طائرة فقط للحلفاء ، ولكن مما زاد الطين بلة ان حوالى 600 طائرة من مجموع 1900 طائرة كانت طائرات بريطانية و تتوجد باساس في قواعد بريطانية ، في حين أن بقية الطائرات تتوجد في مطارات بعيدة عن بريطانيا و بالتالى بعيدة عن مسرح العمليات و عليه إذا حدث هجوم هائل على الأراضي البريطانية فلن تصل تلك الطائرات في الوقت المناسب.

ومع ذلك كان هناك سلاح سري جديد من شأنه قلب الموازيين لصالح البريطانيين انه : الرادار.

روبرت واتسون-وات مهندس اسكتلندي قد سبق له أن درس موجات الرادار منذ سنوات هو لم يخترع موجات الرادار لكنه اخترع تقنية يمكنها أن تركز شعاع الرادار على جسم ما بحيث يرتد ذلك الشعاع مرة ثانية ليعطي موقع الجسم وارتفاعه.


robert_watson-watt-480x640.jpg

روبرت واتسون-وات


قام المهندس بتطير طائرة بين اثنين من أبراج الراديو عدة مرات لإثبات مفهومه وتعديل نظامه. ونتيجة لذلك أقيمت أبراج رادارية ضخمة تشبه أبراج راديو FM على طول الساحل الشرقي لبريطانيا العظمى كان يسمى هذا النظام الدفاعي بـ Chain Home.

JS41019377-1.jpg

Chain_Home_radar_installation_at_Poling%2C_Sussex%2C_1945._CH15173.jpg
نظام Chain Home اثناء تركيبه.

Radar_Stations_Home_Chain_Early_Warning_Coverage_Map_UK.jpg

خريطة للمملكة المتحدة توضح كيف أن الساحل الشرقي كان محاطاً بمحطات رادار GCI خلال الحرب العالمية الثانية.


لم تكن الأبراج في ذلك الوقت تعطي صورة الرادار النمطية التي اعتدنا على رؤيتها في الأفلام ولكنها تقوم باعطاء مجموعة من البيانات الخام والتي يقوم المشغلون فيما بعد بتحليها لمعرفة موقع وارتفاع وعدد طائرات العدو وحتى ذلك الحين يجب أن تكون البيانات مدعومة ببيانات أخر من برج اخر لتثليث موقع العدو بدقة.

كان هذا الإجراء مرهقًا وكان يلزم الكثير من أبراج الرادار لنقل بياناتها إلى غرفة مليئة بأشخاص يتنقلون رقائق بلاستيكية بشكل محموم فوق لوح عليه خرائط والتحقق من كل اشعار يدويا بالقيام باتصال هاتفي لمعرفة ما إذا كانت رحلة طيران عادية أم لا وكان مركز او قاعة العمليات تسمى "غرف التصفية filter rooms".
Royal-Air-Force-R3-Radar-Station-Intercept-Ground.jpg

BgCsp2uCAAEMgUP.jpg

RAF_Wartling_R3_WW2_radar_station_control_room.jpg

و مهما كان هذا الإجراء مرهقاً لكن لم يكن للبريطانيين خير اخر غير استخدامه لأنه بدون هذا النظام سيكون لديهم فقط 5 دقائق لإنذار قبل أن تمطر قاذفات سلاح الجو النازي حممها على المدن البريطانية و لا يملك البريطانيون الوقت الكافي لتحضير طائراتهم لاعتراض العدو وباستخدام الرادار اصبح البريطانيون يملكون حيز من الزمن الإنذار المبكر امتد إلى نصف ساعة.
watson_radar-741x556.jpg

أول وحدة عملية بنيت عن طريق روبرت واتسون-وات وفريقه. بواسطة Elektrik Fanne CC BY-SA 4.0


بالنسبة للمشغلين استغل البريطانيون القوة القتالية الوحيدة التي لم تشارك بفعالية في القتال في ذلك الوقت: the Women’s Auxiliary Airforce أو WAAF.

كانت هؤلاء الشابات حريصات على إثبات جدارتهن في الخطوط الأمامية بأي طريقة ممكنة بل وبقين في مراكزهن حتى اثناء قصف بعض محطات الرادار.

Command_image.jpg

هيرمان جورنج قائد "لوفتواف سلاح الجو الالماني" كان مقتنعا بأن أبراج الرادار البريطانية كانت مجرد خدعة وأمر طياريه المهاجمين بالتوقف عن مهاجمتها.

كان ذلك أكبر خطأ ارتكبه وهو الامر الذي سيكلف سلاح الجو الالماني غاليا كانت ألمانيا في طريقها لاول هزيمة كبيرة لآلة الحرب التي يبدو أنها لا تقهر.

من الخدع البريطانية ايضا اطلاقهم لاشاعة ان الطيارين البريطانين يكثرون من اكل الجزر حتى يتمكنوا من الرؤية الجيدة في حين ان طائراتهم تحمل اجهزة الرادار على متنها.

كان الأمريكيين ايضا يملكون رادارًا أيضًا لم تكن أنظمتهم حديثة و متقدمة و لكن بالرغم من ذلك اكتشف مشغل رادار في جزيرة أواهو الهجوم الياباني الضخم الذي كان متجها إلى بيرل هاربور في 7 ديسمبر 1941 حيث كانت هناك 5 محطات رادار متنقلة تم نشرها للتو في تلك الجزيرة يشغل كل منها طاقم من2 من المتدربين انتهت جميع أطقم الرادار من تدريبها اليومي وأغلقت أنظمتها في السابعة صباحاً لكن أحد أفراد الطاقم الطموح ترك المحطة تعمل لفترة أطول قليلاً لم يتمكن من تصديق عينيه عندما رأى اشارات كبيرة على الشاشة حيث لم يستطع حتى احتساب عدد الطائرات ولكن بدون محطات أخرى لتثليث الموقع لم يتمكن من تأكيدها.


Opana_SCR-270_radar_display_Dec_7%2C_1941.jpeg

عرض لشاشة رادارSCR-270 تظهر طائرات يابانية تقترب من أواهو في 7 ديسمبر 1941.

attack_on_pearl_harbor_japanese_planes_view-741x526.jpg

صورة مأخوذة من طائرة يابانية خلال هجوم الطوربيد على السفن الراسية على جانبي فورد آيلاند بعد فترة وجيزة من بداية هجوم بيرل هاربور

في البداية تردد المتدرب في الاتصال بالمقرات للتحقق وعندما فعل ذلك لم يكن الملازم المناوب و الاعلى منه درجه يصدق المعلومة بافتراض أن الاتصال كان خطأ ام من المتدرب أو نتاج معدات معيبة وبحلول الوقت الذي تمكن فيه أخيرا من التحقق من صحة المعلومات كانت الطائرات قد تجاوزت تلة كبيرة واختفت من شاشات الرادار.

لكن هذا الفشل نبه الأمريكيين إلى أهمية الرادار و عليه سرعو خططهم في تطوير الرادار ولتحقيق هذه الغاية ساهم البريطانيون بإضافة كبيرة من خلال جهاز الصمام المغناطيسي الالكتروني cavity magnetron وهو جهاز يضخم إشارة الرادار ألف مرة ويتيح إمكانية تتبع الأجسام الأصغر بدقة.

بحلول نهاية الحرب كان تقنية الرادار الأمريكية متفوقة بمقدار 4 سنوات من تقنيات الرادار اليابانية حيث يمكن للرادار الأمريكي أن يكتشف سفينة أو طائرة عن بعد اميال قبل أن يتمكن اليابانيين - على سبيل المقارنة -من رصد تلك الاجسام.

800px-magnetron_mi-189w-741x493.jpg

Obsolete 9 GHz magnetron tube and magnets from a Soviet aircraft radar






 
التعديل الأخير:
مكن الصمام المغناطيسي الالكتروني cavity magnetron البريطانيين من تطوير الرادار H2S والذي استخدم لأول مرة من قبل قاذفات القنابل البريطانية ستيرلنغ وهاليفاكس في عام 1943 لرسم خريطة العمليات الليلية.


p_h2s2.jpg


H2S_Radome_And_Scanner_On_Halifax.jpg

The H2S radome (top) and its enclosed scanning aerial (bottom) on a Halifax. The angled plate fixed to the top of the reflector modified the broadcast pattern to make nearby objects less bright on the display.

في حرب الفيتنام بدأ الأمريكيون يفقدون العديد من الطائرات جراء صواريخ أرض-جو -سام- حيث يتم استهداف الطائرات بواسطة رادار أرضي و لتجنب استهداف الطائرة تم اختبار عدة طرق للتشويش مثل القاء العديد من الرقاقات المعدنية من القطع المعدنية كما تم اختبار عدة طرق أخرى.

"وايلد-ويزل" هو الاسم الكودي لنوع خاص من المهام التي كان الهدف منها تحديد مواقع رادارات العدو و تدميرها أو تعيين الموقع و بالتالي تغيير مسار الطيران او القيام بالتشويش على منظومة الرادار.

كان للرادار دور حاسم جدا كنظام تحذير و عليه من يتمكن من اختراق رادار العدو بشكل أكثر فعالية هو الذي يكسب المعركة عادة ، مستفيد بشكل كامل من عنصر المفاجأة.


800px-Wild_Weasels_patch.jpg

Wild Weasel is a code name given by the United States Armed Forces, specifically the US Air Force, to an aircraft, of any type, equipped with radar-seeking missiles and tasked with destroying the radars and SAM installations of enemy air defense systems


ولذلك تم تطوير تكنولوجيات التشويش و التشويش المضاد الأمر الذي أدى إلى ظهور تسابق لتطوير وسائل الحرب الإلكترونية الحالي. يطلق عليها ECM و ECCM. كما أصبحت تقنية التشويش أفضل.

في السبعينيات والثمانينيات أضافت أجهزة الكمبيوتر قدرًا أكبر من الدقة وقدرة تصوير أفضل على الرادارات. يمكنهم الآن حرفياً رسم موجات المحيط والكشف عن جسم يطير فوقها ، لذلك أصبح تفسير البيانات هو محور التركيز. أدى سباق معالجة البيانات و المعلومات الى ظهور نوعيات جديدة من الرادارات.

في حين أن كل نوع من أنواع الرادار القديم لا يحتوي إلا على وظيفة واحدة فقط ، يمكن لكل رادار جديد الآن أن يخدم عدة وظائف ، مثل تتبع الأهداف ، و التحكم في عمليات اطلاق النار ومراقبة الأحوال الجوية ، والبحث في منطقة اوسع.

تواصل تطور التكنولوجيات الحديثة حتى ظهرت انواع جديدة من الرادرات ومنها رادار AESA حيث يمكن توجيه حزمة موجات الراديو في اتجاهات متعددة دون الحاجة إلى دوران الهوائي. واستخدامه لتكنولوجيا تسمى "chirping" و عليه اصبح من الصعب على ردارات الايسا ان تتعطل عكس الرادارات PESA المتقادمة ونتيجة لذلك أصبح فاعلية الرادار احد معيارات تقيم الطائرات الحديثة.

800px-ila_berlin_2012_pd_193-2-741x494.jpg

طائرة Eurofighter Typhoon مزودة بالرادار Captor AESA

بعد ذلك و بتطور الكترونيات الجوامد Solid-state electronics اصبحت الرادارات رقمية بالكامل وهذا يعني أن الرادار يمكنه الآن معالجة كل الصور بنفسه رقميًا. هل تتذكر مدى بطء جهاز Pentium I القديم مقارنة بالمعالجات من طراز Ryzen أو Core I7 في الوقت الحاضر؟ هذا هو نسبيا كيف أصبحت معالجة صور الرادار أسرع.

كما ظهرت ثورة أخرى مع ما يسمى ب "بالتصوير الراداري Imaging Radar " الذي ينتج صور عالية الوضوح. على الرغم من أن هذا الأمر في حد ذاته لم يكن تقنية جديدة كما سبق و ان راينا ان معالجة الصور من خلال البيانات الخام فقد يستغرق عدة أيام و لكن مع هذه التقنية الجديدة بدأت معالجة الصور بشكل حيني in real time .

خلال التسعينيات بدأ مصنعو الرادار في إنشاء ربط شبكي للرادارات. هذا يعني على سبيل المثال أنه بمجرد اكتشاف طائرة لعدو يمكن لجميع الطائرات الأخرى في نفس الطلعة رؤيتها أيضًا. لكن ما فائدة الربط الشبكي إذا كان عدوك يستطيع اختراق جهاز الإرسال؟ لمواجهة ذلك ، تمت إضافة طرق مختلفة للتشفير الاتصال الرقمي بين الطائرات.

تواصل التطوير و البحث في علوم الرادار وجاءت الثورة التالية بمواد شبه موصلة جديدة مثل gallium arsenide و gallium nitride مما ساعد مصنعي الرادار على زيادة الكفاءة وتقليل الضوضاء مما أدى بدوره إلى خفض حجم الهوائيات الرادارية بحيث يمكن الآن تركيب صفائف متطورة في قطعة وحدة في حين كانت الطائرات في الستينيات تحشر حشرا بالاجهزة داخلها مع هذا التطور الحديث ظهرت طائرات ال AWAC و هي طائرات إنذار مبكر مجهزة بأنواع متعددة من الرادار لتقديم معلومات عن قوات العدو من على مسافات بعيدة.

S100B_01.jpg
20170221_1702-awacs_rdax_775x440.jpg
KJ-500awac.jpg

main-qimg-581006bd26879965841b9b2a01578913-c




 
التركيز على الرادارات التي يجري تطويرها حالياً هو أن تكون متعددة المصفوفات بمعنى أنها يمكن أن تعمل في أطوال موجات أو ترددات مختلفة في آن واحد و في مهمة متعددة بمعنى أنها يمكن استخدامها لأغراض متعددة لغة تواصل موحدة وهذا يعني أن أي رادار صديق يمكنه التواصل مع الأسطول بأكمله ونقل بياناته والتي ستتكامل تكتيكيًا في عرض واحد و بكشل مشفر وهذا يعني أنه لا يتم تشفير البيانات فقط ولكن أيضا الإشارة التي تحملها.

الى هنا ينتهي هذا الموضوع و السؤال كيف سيكون مستقبل الرادار



Future_SSA_radar_system_-_artist_s_impression_node_full_image_2.jpg

GIS-JungleRadar-TRACER-OCT14.jpg
darpa-isis-blimp.jpg




 
موضوع رائع كعادتك،

هناك نقطة أحب إضافتها،

وهي أن أول استعمال للرادارات على القطع العسكرية البحرية كان عام 1937،

وفي عام 1939 تمت إضافة الرادار للسفن التجارية،
وظهرت له عدة فوائد منها:

1_منع إصطدام السفن خاصة في الظروف الجوية السيئة.
2_القدرة على الملاحة في الطقس السئ.
3_المساعدة في أعمال البحث والإنقاذ.



يبقى أن الرادارات البحرية هي الأضخم من حيث الحجم
_باستثناء بعض رادارت أو محطات الإنذار المبكر_
تليها رادارات الدفاع الجوي،


أيضا،،
تبقى السفن أكثر القطع العسكرية صعوبة من حيث الرصد الراداري،
نظرا إلى أن سرعتها بطيئة وتتساوى حركتها مع حركة الأمواج إذا كان البحر ليس هادئ،
وتحتاج إلى تركيز أكبر من الرادارات لكشفها،
مع أن بصمتها أضخم من المقاتلات،
وتزداد صعوبة ذلك إذا كانت السفينة مصممة تصميم شبحي،

ويبقى أن لديها قدرة للإستفادة من البحار والمحيطات للإختفاء بين أمواجها المتلاطمة بالذات في المحيطات
 
موضوع رائع كعادتك،

هناك نقطة أحب إضافتها،

وهي أن أول استعمال للرادارات على القطع العسكرية البحرية كان عام 1937،

وفي عام 1939 تمت إضافة الرادار للسفن التجارية،
وظهرت له عدة فوائد منها:

1_منع إصطدام السفن خاصة في الظروف الجوية السيئة.
2_القدرة على الملاحة في الطقس السئ.
3_المساعدة في أعمال البحث والإنقاذ.



يبقى أن الرادارات البحرية هي الأضخم من حيث الحجم
_باستثناء بعض رادارت أو محطات الإنذار المبكر_
تليها رادارات الدفاع الجوي،


أيضا،،
تبقى السفن أكثر القطع العسكرية صعوبة من حيث الرصد الراداري،
نظرا إلى أن سرعتها بطيئة وتتساوى حركتها مع حركة الأمواج إذا كان البحر ليس هادئ،
وتحتاج إلى تركيز أكبر من الرادارات لكشفها،
مع أن بصمتها أضخم من المقاتلات،
وتزداد صعوبة ذلك إذا كانت السفينة مصممة تصميم شبحي،

ويبقى أن لديها قدرة للإستفادة من البحار والمحيطات للإختفاء بين أمواجها المتلاطمة بالذات في المحيطات

ما شاء الله عليك

شكرا اخي و اتشرف جدا ان تضيف ما تشاء الى هذا الموضوع

شكرا لك مرة ثانية
 
ما شاء الله لا قوة الا بالله.

كنز ثري من المعلومات. الآن أنا أصبحت خبيرا في تاريخ الرادارات بسبب موضوعك الدسم.

ألف شكر أخي الكريم وفقك الله.
 
دهاء الانجليز وذكائهم ليس له حدود
باختراعهم الرادار أوقفوا الزحف النازى باتجاههم
شكرا أخى snt على الموضوع الشيق
 
عودة
أعلى