تسبب الزعيم الليبي السابق معمر القذافي في زعزعة استقرار عدد كبير من الدول سواء في محيطه العربي و الافريقي او حول العالم في اطار سعيه المحموم للزعامة و هوس النظام بشعارات الأممية العالمية و ما سواها و شمل ذلك تسليح و تمويل جماعات ارهابية و انفصالية و حركات تمرد فضلا عن التدخل المباشر (تشاد مثالا) او التحرش بدول الجوار.
تونس لم تكن استثناء في ذلك.
ظروف التوتر:
بدأ التوتر بين ليبيا و تونس منذ وسط السبعينات، و رغم أن البلدين سلكا منهجين مختلفين تماما سياسيا و اقتصاديا و مجتمعيا منذ الاستقلال الا ان الامور لم تصل الى حد الاشتعال مثلما حدث بعد سنة 1974
حيث تم باقتراح من القذافي حينها و بتزكية من وزير الخارجية التونسي حينها محمد المصمودي و عدد آخر من المسؤولين اثر مؤتمر قفصة في 12 يناير 1974 اعلان قيام الجمهورية العربية الاسلامية ناتجة عن اندماج تونس و ليبيا في كيان واحد على ان يكون الحبيب بورقيبة رئيسا للبلاد و القذافي نائبا له
الدولة الوليدة لم تدم سوى بضعة ايام قبل ان تتفكك نتيجة لضغط عدد من السياسيين التونسيين و على رأسهم الهادي نويرة و عدول بورقيبة نفسه عن الفكرة رغم سعادته بها في البداية.
ادى ذلك الى شرخ عميق بين البلدين و ارتفاع التوتر بشكل غير مسبوق شملت محاولة تأليب التونسيين ضد حكومتهم و طرد العمالة التونسية و غيرها من الاستفزازات الى ان انفجر الوضع كليا في 27 يناير 1980
المنفذون:
نفذ الهجوم على مدينة قفصة لاعلانها عاصمة للثورة حوالي 60 الى 70 شخصا حسب اغلب التقديرات من التيار القومي العروبي بقيادة المسمى أحمد المرغني (مدرس) تم تدريبهم و تسليحهم و تجهيزهم في ليبيا و على يد الجيش و المخابرات الليبية حينها و تسللوا من الحدود الجزائرية كذلك على دفعات
(حسب شهادة الوزير التونسي السابق الهادي البكوش) كان الهدف من الهجوم هو السيطرة على المدينة و اعلان حكومة ثورية ثانية على أمل مساندة التونسيين لها ثم طلب المساعدة من ليبيا للتدخل عسكريا
الهجوم و وضع المدينة:
كانت مدينة قفصة يوم الهجوم شبه خالية من أي وجود عسكري حقيقي حيث كان فوج المشاة المرابط بالمدينة في مهام دورية و مراقبةفي الصحراء و على الحدود مع ليبيا حيث كان الجيش الليبي حينها يقوم بمناورات قريبة من الحدود و لم يتواجد في القاعدة العسكرية التي تنقسم بدورها الى ثكنة خارجية و ثكنة داخلية سوى:
فصيل للحراسة
فصيل قيادة و مصالح
فصيل تابع لفوج الشرف كان عائدا من استقبال بورقيية في مدينة توزر القريبة
300 مجند مستجد عزل و خاضعين لتطعيم التي.أ.بي الذي يستوجب راحة ب48 ساعة.
بدأ الهجوم على الساعة الثانية فجرا من يوم 27 يناير على القاعدة العسكرية بالأسلحة الخفيقة و المتوسطة و نتج عنه بحلول الثامنة صباحا اقتحام الثكنة الخارجية بعد وقوع قتلى و جرحى من الطرفين و نقل 300 مجند مستجد الى القاعة الرياضية كأسرى اضافة الى حافلة ركاب جزائريين كانت متجهة الى طرابلس
كما تم قتل عدد من المدنيين الذين رفضوا حمل السلاح و الاشتراك في العملية في حين واصلت الثكنة الداخلية القتال و المقاومة و لم يتمكنوا من اقتحامها.
ارسل المسلحون برقية الى وكالة فرانس برس يعرفون انفسهم بانهم جزء من جيش التحرير التونسي و ان هدفهم هو "القضاء على ديكتاتورية الحزب الحاكم و الهيمنة الاستعمارية"
الهجوم المعاكس و ردود الفعل الدولية:
استغرق وصول الجيش التونسي الى المدينة و محاصرتها 11 ساعة تقريبا بعد بداية العملية، حيث وصلت طليعة القوات المهاجمة صباح يوم 28 يناير و تمثلت في وحدتين قتاليتين من الفيلق 33 الموجود بمدينة القصرين (125 كم الى شمال قفصة تقريبا) تلتها وحدة مدرعات ثقيلة من الفيلق 31 الموجود في قابس (136 كم جنوب شرق قفصة)
كما اعلنت كل من فرنسا و الولايات المتحدة نيتهما اقامة جسر جوي لتوفير السلاح تحسبا لتدخل ليبي، ارسل الفرنسيون مروحتي بوما مباشرة و فريقا من المستشارين العسكريين للمساعدة في العمليات
كما تم ارسال 3 قطع بحرية و 5 غواصات من ميناء تولون الى تونس، الولايات المتحدة ارسلت كذلك جزءا من سفن الاسطول السادس
(المصدر: كتاب الوزير السابق الطاهر بلخوجة
Les trois décennies Bourguiba: témoignage)
اما المملكة المغربية فقد ارسلت طائرة نقل و مروحيات و اعبرت عن استعدادها للمساعدة في العمليات و وقوفها الى جانب تونس، من جهتها ادانت الجزائر الوجود الأجنبي في البلاد و التدخل الليبي كذلك.
تمكنت القوات التونسية في ذات اليوم من تطهير اغلب احياء المدينة و السيطرة عليها و خلال ثلاثة ايام تم تحرير كل الاسرى رغم اعدام عدد منهم من قبل المسلحين و مقتل آخرين خلال الاشتباكات بين الجيش و المسلحين.
تم اسر 40 مسلحا تقريبا حكم على اغلبهم بالاعدام و نفذ فيهم الحكم و على رأسهم قائد الهجوم احمد المرغني.
النتائج:
قطعت تونس علاقاتها الديبلوماسية مع ليبيا و ادت هذه العملية الى وضع البلدين على شفا الحرب المباشرة حيث ارتفع التوتر بشكل غير مسبوق و كانت اقل حادثة او عذر كافية لاشعال المواجهة كما سمح لكل من ليبيا و تونس بالتأكد من كيقية تعامل المجتمع الدولي من اي صراع محتمل.
حالة التوتر بقيت مستمرة الى حين وصول زين العابدين بن علي الى الحكم سنة 1987
تونس لم تكن استثناء في ذلك.
ظروف التوتر:
بدأ التوتر بين ليبيا و تونس منذ وسط السبعينات، و رغم أن البلدين سلكا منهجين مختلفين تماما سياسيا و اقتصاديا و مجتمعيا منذ الاستقلال الا ان الامور لم تصل الى حد الاشتعال مثلما حدث بعد سنة 1974
حيث تم باقتراح من القذافي حينها و بتزكية من وزير الخارجية التونسي حينها محمد المصمودي و عدد آخر من المسؤولين اثر مؤتمر قفصة في 12 يناير 1974 اعلان قيام الجمهورية العربية الاسلامية ناتجة عن اندماج تونس و ليبيا في كيان واحد على ان يكون الحبيب بورقيبة رئيسا للبلاد و القذافي نائبا له
الدولة الوليدة لم تدم سوى بضعة ايام قبل ان تتفكك نتيجة لضغط عدد من السياسيين التونسيين و على رأسهم الهادي نويرة و عدول بورقيبة نفسه عن الفكرة رغم سعادته بها في البداية.
ادى ذلك الى شرخ عميق بين البلدين و ارتفاع التوتر بشكل غير مسبوق شملت محاولة تأليب التونسيين ضد حكومتهم و طرد العمالة التونسية و غيرها من الاستفزازات الى ان انفجر الوضع كليا في 27 يناير 1980
المنفذون:
نفذ الهجوم على مدينة قفصة لاعلانها عاصمة للثورة حوالي 60 الى 70 شخصا حسب اغلب التقديرات من التيار القومي العروبي بقيادة المسمى أحمد المرغني (مدرس) تم تدريبهم و تسليحهم و تجهيزهم في ليبيا و على يد الجيش و المخابرات الليبية حينها و تسللوا من الحدود الجزائرية كذلك على دفعات
(حسب شهادة الوزير التونسي السابق الهادي البكوش) كان الهدف من الهجوم هو السيطرة على المدينة و اعلان حكومة ثورية ثانية على أمل مساندة التونسيين لها ثم طلب المساعدة من ليبيا للتدخل عسكريا
الهجوم و وضع المدينة:
كانت مدينة قفصة يوم الهجوم شبه خالية من أي وجود عسكري حقيقي حيث كان فوج المشاة المرابط بالمدينة في مهام دورية و مراقبةفي الصحراء و على الحدود مع ليبيا حيث كان الجيش الليبي حينها يقوم بمناورات قريبة من الحدود و لم يتواجد في القاعدة العسكرية التي تنقسم بدورها الى ثكنة خارجية و ثكنة داخلية سوى:
فصيل للحراسة
فصيل قيادة و مصالح
فصيل تابع لفوج الشرف كان عائدا من استقبال بورقيية في مدينة توزر القريبة
300 مجند مستجد عزل و خاضعين لتطعيم التي.أ.بي الذي يستوجب راحة ب48 ساعة.
بدأ الهجوم على الساعة الثانية فجرا من يوم 27 يناير على القاعدة العسكرية بالأسلحة الخفيقة و المتوسطة و نتج عنه بحلول الثامنة صباحا اقتحام الثكنة الخارجية بعد وقوع قتلى و جرحى من الطرفين و نقل 300 مجند مستجد الى القاعة الرياضية كأسرى اضافة الى حافلة ركاب جزائريين كانت متجهة الى طرابلس
كما تم قتل عدد من المدنيين الذين رفضوا حمل السلاح و الاشتراك في العملية في حين واصلت الثكنة الداخلية القتال و المقاومة و لم يتمكنوا من اقتحامها.
ارسل المسلحون برقية الى وكالة فرانس برس يعرفون انفسهم بانهم جزء من جيش التحرير التونسي و ان هدفهم هو "القضاء على ديكتاتورية الحزب الحاكم و الهيمنة الاستعمارية"
الهجوم المعاكس و ردود الفعل الدولية:
استغرق وصول الجيش التونسي الى المدينة و محاصرتها 11 ساعة تقريبا بعد بداية العملية، حيث وصلت طليعة القوات المهاجمة صباح يوم 28 يناير و تمثلت في وحدتين قتاليتين من الفيلق 33 الموجود بمدينة القصرين (125 كم الى شمال قفصة تقريبا) تلتها وحدة مدرعات ثقيلة من الفيلق 31 الموجود في قابس (136 كم جنوب شرق قفصة)
كما اعلنت كل من فرنسا و الولايات المتحدة نيتهما اقامة جسر جوي لتوفير السلاح تحسبا لتدخل ليبي، ارسل الفرنسيون مروحتي بوما مباشرة و فريقا من المستشارين العسكريين للمساعدة في العمليات
كما تم ارسال 3 قطع بحرية و 5 غواصات من ميناء تولون الى تونس، الولايات المتحدة ارسلت كذلك جزءا من سفن الاسطول السادس
(المصدر: كتاب الوزير السابق الطاهر بلخوجة
Les trois décennies Bourguiba: témoignage)
اما المملكة المغربية فقد ارسلت طائرة نقل و مروحيات و اعبرت عن استعدادها للمساعدة في العمليات و وقوفها الى جانب تونس، من جهتها ادانت الجزائر الوجود الأجنبي في البلاد و التدخل الليبي كذلك.
تمكنت القوات التونسية في ذات اليوم من تطهير اغلب احياء المدينة و السيطرة عليها و خلال ثلاثة ايام تم تحرير كل الاسرى رغم اعدام عدد منهم من قبل المسلحين و مقتل آخرين خلال الاشتباكات بين الجيش و المسلحين.
تم اسر 40 مسلحا تقريبا حكم على اغلبهم بالاعدام و نفذ فيهم الحكم و على رأسهم قائد الهجوم احمد المرغني.
النتائج:
قطعت تونس علاقاتها الديبلوماسية مع ليبيا و ادت هذه العملية الى وضع البلدين على شفا الحرب المباشرة حيث ارتفع التوتر بشكل غير مسبوق و كانت اقل حادثة او عذر كافية لاشعال المواجهة كما سمح لكل من ليبيا و تونس بالتأكد من كيقية تعامل المجتمع الدولي من اي صراع محتمل.
حالة التوتر بقيت مستمرة الى حين وصول زين العابدين بن علي الى الحكم سنة 1987