صورة من وطنك (موضوع خفيف)

إربد-الأردن-بلدة جديتا
40862cf66e0955bfa115257ec051e50d.jpg

7156b11fcc5da1f3bacc27cf499663a4.jpg
 
IMG_2578.jpeg
 

شاهد من أودية الباحة.. عندما يتناغم سحر الجبال الخضراء والشلالات المتدفقة مع أشعة الشمس​

واحدة من أجمل الوجهات الطبيعية التي تجذب عشاق الطبيعة البكر وهواة الرحلات على مدار العام

1744216580243.png


تُعدّ منطقة الباحة واحدة من أجمل الوجهات الطبيعية التي تجذب عشاق الطبيعة البكر وهواة الرحلات على مدار العام، وذلك بفضل موقعها الفريد على مرتفعات جبال السروات التي ترتفع نحو 2500 متر فوق مستوى سطح البحر، إذ تتميز المنطقة بتنوع تضاريسي ساحر يجمع بين الأودية العميقة، والجبال الشاهقة، والغابات الكثيفة، مما يجعلها لوحة طبيعية خلابة تأسر القلوب.

وتتألق أودية الباحة بمناظرها الطبيعية الساحرة، حيث تتوزع بين الجبال الخضراء والشلالات المتدفقة، ما يوفر بيئة مثالية لمحبي الطبيعة، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالتجول في مسارات المشي والتنزه المخصصة، حيث تزخر المنطقة بأودية تشكل ملاذًا لعشاق الاستكشاف والمغامرة.

ومن أبرز أودية الباحة وادي "الأحسبة" جنوب المخواة، الذي يتحول إلى متنزه شتوي مميز مع جريان المياه، ووادي "ضرك" في محافظة المندق، الذي يصبح لوحة طبيعية مع شلالاته المنحدرة، ووادي "بيدة" الزاخر بالمياه، والمدرجات الزراعية، وبساتين الرمان، ووادي "الحمدة" المشهور بجداول المياه، والشلالات المتدفقة من سفوح الجبال.

وتوفر أودية الباحة أنشطة ترفيهية تناسب جميع الأعمار، من التخييم في أحضان الطبيعة إلى رياضة المشي لمسافات طويلة، إذ تُعد وجهة مثالية لهواة رحلات "الهايكنج" والتسلق، مما يجعلها محطة مفضلة للمغامرين.

وإلى جانب جمالها الطبيعي، تتميز أودية الباحة بمخزونها الثقافي والتاريخي، حيث يمكن للزوار استكشاف القرى التقليدية والمواقع الأثرية، والتعرف على تراث المنطقة وعاداتها الأصيلة، وبذلك تُعدّ هذه الأودية وجهة مثالية تجمع بين المغامرة والاستكشاف الثقافي، مما يعزز مكانة الباحة كأحد أبرز الوجهات السياحية في المملكة.

وأوضح مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة الباحة المهندس فهد بن مفتاح الزهراني، أن الفرع أطلق في وقت سابق مشروعًا يهتم بالمدرجات الزراعية في المنطقة، إذ بلغ عدد المزارع المستفيدة من المشروع في المرحلة التمهيدية 18 مزرعة، في حين بلغ عددها في المرحلة الأولى 118 مزرعة، ووصل عدد المزارع المستفيدة في المرحلة الثانية إلى 171 مزرعة، وفي المرحلة الثالثة إلى 48 مزرعة، ليصل الإجمالي إلى 355 مزرعة.

ورصدت عدة صور مشاهد خلابة من الطبيعة البكر في عدد من أودية المنطقة، حيث استمتع الزوار والأهالي وعشاق الرحلات البرية بالمناظر الساحرة وخرير الشلالات، إذ أضافت خضرة المدرجات والمزارع والبساتين جمالًا خاصًا، مع امتزاج أشعة الشمس بالطبيعة الخضراء، لتكتمل الأجواء الساحرة بجاذبية لا تُضاهى.

1744216684332.png


1744216713555.png


1744216736894.png



1744216771538.png
 

مشاهد من حافات "نهاية العالم".. صدور الجبال بسلسلة السروات معقل النمر والصقر​

ما زالت تحتضن سكان قرى مرتفعات الطائف الذين يحملون عاداتهم الدائمة في الرعي والزراعة

1744561230443.png


تعد صدور الجبال العالية هي ما تبقى من النظام البيئي المعتدل المنتشر على سلسلة السروات في شبه الجزيرة العربية، فهي معقل النمور العربية والصقور وموطن الحياة الفطرية من نباتية وحيوانية.

وعرفت صدور الجبال بتضاريسها المتموجة والمنحدرة والجبال الشاهقة؛ الضامة للأودية والشعاب الوادعة بها، من أهم الموائل البيئية، التي تتوفر فيها ظروف الحياة المختلفة للحضارات والثقافات السابقة في المملكة العربية السعودية، إذ تشتهر بأنها نقطة التجمع والحركة وأهم المواقع الطبيعية، التي يرتادها الزوار على مدار العام، لكونها منطقة تخييم جبلية، تحظى بالأجواء اللطيفة والباردة الجاذبة لعشاق المغامرات والأنشطة السياحية.

وأكد المواطن طارق الطلحي أن صدور الجبال تحمل في عرينها الكثير من المنازل الحجرية، التي تعدّ محط أنظار كل زائر لهذه المناطق، وتحمل في مواقع بنائها معانٍ كثيرة لبساطة العيش وتوظيف البيئة، إذ يسترجع فيها السائح حياة الإنسان القديم، الذي استطاع التعايش مع المنحدرات الجبلية شديدة الانحدار الموفرة للموارد المائية والزراعية والطاقة على مدار العام.

وأشار إلى أن بعض صدور الجبال تتسمى بحافة نهاية العالم نسبةً للمشهد المذهل الذي تقدمه عندما تقف على الحافة، فترى المنحدرات الحادة التي تمتد على مسافات شاسعة، مما يعطي الانطباع بأنك على حافة نهاية العالم، إذ أثرت هذه الظروف على الآباء والأجداد الذين سكنوها، وذلك من خلال توجيه فكره وتعامله مع الطبيعة المحيطة وتوظيفها بما يستفيد منها في حياته اليومية.

وأفاد الطلحي بأن من أهم صدور الجبال في الطائف هي صدور منطقة الشفا والهدا، التي تعدّ أعلى صدور جبلية بارتفاع يقارب 2500 متر فوق سطح البحر، يكسوها الضباب في كثير من الأوقات، خاصة في الشتاء، وتعدّ وجهة رئيسة لمشاهدة الغروب والمناظر الطبيعية التي تزدان بأشجار العرعر، والتكوينات الصخرية الفريدة.

وبيّن أن صدور الجبال ما زالت تحتضن سكان قرى مرتفعات الطائف، الذين يحملون عاداتهم الدائمة في الرعي والزراعة؛ فالرجال والنساء منهم، يستيقظون فجرًا ويتقاسمون مهامهم اليومية، بدءًا بتجميع المؤن والطبخ وتسريح الأغنام للمرعى، وتنتهي بفترة الليل لتحقيق فسحة راحة من النوم.

1744561321330.png


1744561352640.png


1744561380606.png
 

الحراثة التقليدية في عسير.. تراث متجدد يعكس هوية الأرض والإنسان​


1744907911260.png


رغم التطور الكبير في أدوات ومعدات الزراعة الحديثة، ما تزال منطقة عسير تحتفظ بجزء أصيل من تراثها الزراعي العريق، حيث يواصل المزارعون استخدام الأبقار في حرث مزارعهم، مستعينين بالأدوات التقليدية المصنوعة من مكونات طبيعية توارثوها عن آبائهم وأجدادهم، في مشهد يجمع بين عبق الماضي وأصالة الحاضر.

ويحرص مزارعو عسير في مواسم محددة من السنة على تهوية مزارعهم وتقليب التربة، سواء بالآلات الحديثة أو بالأدوات التقليدية باستخدام المحراث الخشبي، وذلك للمحافظة على جودة التربة وتهيئتها للموسم الزراعي المقبل، لا سيما في المدرجات الزراعية التي لا تصلها الآلات الحديثة بسبب وعورة التضاريس أو عدم توفر طرق مناسبة.

وخلال جولة لـ"واس" في المنطقة، التقت بعدد من المتخصصين والمزارعين الذين أوضحوا أن حرث المزارع يتم في أوقات محددة من السنة، ويعتمد على "أنواء الحرث" المتعارف عليها في المنطقة.

وبيّن الباحث في علوم التراث والآثار والمهتم بالتقويم الزراعي الدكتور عبدالله بن علي آل موسى أن هذه التقسيمات الموسمية مستمدة من حركة النجوم وتغيرات الطقس، وتُستخدم لتحديد مواعيد الزراعة والحرث، مثل "نوء الذراعين" لبداية موسم الزراعة الربيعية، و"نوء الثريا" لزراعة الذرة والدخن، و"نوء الهنعة" لحرث الأراضي قبل الخريف.

ويقول المزارع مسفر القحطاني، الذي يواصل حرث مزارعه باستخدام الأبقار وأدوات الأجداد: "نتابع الأنواء ونتعلم من كبار السن، ونعرف متى نحرث الأرض ومتى نريحها. الزراعة القديمة ليست مجرد طريقة عمل، بل أسلوب حياة نحترم فيه الأرض ونفهم متى تعطينا ومتى ترتاح".

ويشرح المزارع عبدالكريم الشهري طريقة الحرث بالأبقار، حيث يتم ربط ثورين باستخدام أداة خشبية تُسمى "النِّير"، وتُثبت السكة – وهي قطعة حديدية ذات نصل حاد – في مؤخرة محراث خشبي لشقّ التربة. ويُستخدم "المحراث" المصنوع غالبًا من خشب السدر أو العرعر، و"المدرّة" لتوجيه السكة، أما "الرباع" أو "الضماد" فهي أداة لتثبيت الثيران وضبط المسافة بينهما.

من جهته، يوضح المزارع عبدالله عبدالرحمن الأسمري أن عملية الحراثة التقليدية تتطلب تعاونًا بين فلاحَين: الأول لضبط المحراث في الأرض، والثاني لنثر البذور، ويُطلق عليه "الذاري". بعد الحراثة، تُستخدم أداة "المكم" أو "المدسم" وهي خشبة عريضة تجرها الثيران لتسوية الأرض وتغطية البذور.

تمر عملية الحراثة التقليدية بأربع مراحل رئيسية: الحرث الأول لتهيئة التربة، والثاني لزيادة التهوية، والثالث لتوجيه المزرعة لبذر الحبوب، والرابع لتوزيع البذور وتغطيتها بـ"المدسم"، ما يضمن محاصيل وفيرة وقيمة غذائية عالية.

ورغم توفر المعدات الحديثة، يرى العديد من مزارعي عسير أن الحراثة التقليدية تمنحهم تحكمًا أفضل في الأرض وتساعد في الحفاظ على خصوبة التربة، كما تقلل الاعتماد على الوقود.

وتظل الحراثة التقليدية في عسير أكثر من مجرد وسيلة زراعية، بل هي ارتباط بالهوية ووفاء لتاريخ الأجداد واستمرار لمسيرة العطاء بين الإنسان وأرضه.

1744908076202.png


1744908118261.png


1744908141963.png


1744908174025.png
 
عودة
أعلى