ـــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تنكر قتل الاخوة الفلسطينيين على الجبهتين المصرية و السورية في حرب الـــ 73
و الموثقة بالتاريخ !
القوّةُ الفلسطينيّةُ الرئيسة التي قاتلت على الجبهة المصرية هي "قوّات عين جالوت،" بقيادة عبد الرزاق المجايدة. وأُلحقتْ بها كتيبةٌ من "قوّات العاصفة،" هي "الوحدةُ الخاصّة" بقيادة غازي الجبالي. كما أُلحقتْ بها وحداتٌ من البحريّة الفلسطينيّة التي كانت متمركزةً في قاعدة رأس هلال، شرق ليبيا، فانتقل جزءٌ منها إلى الجبهة المصريّة في السويس وبور سعيد (وانتقل جزءٌ آخر إلى اللاذقيّة في سوريا).
تشكّلت الوحداتُ المشاركةُ في قوّات عين جالوت من الكتائب 39 و49 و59، إضافةً إلى ثلاث كتائب مدفعيّة، وجميعُها تحت تصرّف القيادة المصريّة، وأُسندتْ إليها واجباتٌ قتاليّةٌ، كوحدات مشاةٍ خفيفة، أسوةً بوحدات المشاة المصريّة. وانتشرت الكتائبُ الستُّ في خطّ قتال كبريت وكسفريت، جنوب الدفرسوار، على جبهةٍ امتدادُها 25 كيلومترًا، في مواجهة البحيْرات المرّة. بينما عملتْ وحداتُ العاصفة خلف خطوط العدوّ تخريب و عمليات كومندوس
بعد صدور أمر القتال وعبور الجيش الثالث للقناة، بقيتْ قوّاتُ عين جالوت في مؤخّرة الجيش المصريّ لتقوم بحماية المؤخّرة والدفاع. وكذلك كُلّفتْ بتنفيذ عمليّات خلف خطوط العدوّ: كقنص دبّاباته، أو الإغارةِ على مرابض مدفعيّته، وضربِ قوافله وآليّاته. تضاف إلى ذلك مهمّة مراقبته، عبر الدفع بمجموعاتٍ متقدّمةٍ إلى مناطق سيطرته الأماميّة. ولعلّ أهمَّ الإنجازات في هذا الصدد هو الإبلاغ الفلسطينيّ المبكّر، يوم 16 أكتوبر، عن خرق الدفرسوار. ولو استجابت القيادةُ المصريّة لتحذيرات قوّات عين جالوت لربّما تغيّر مسارُ القتال في الدفرسوار.
بعد نجاح الخرق وتوسّعِه، يومَيْ 22 و23 من أكتوبر، صمدتْ قوّاتُ عين جالوت في مواقعها، وقاومتْ محاولاتِ العدوّ التقدّمَ على الطريق الواقع بين البحيْرات المرّة والمرتفعات الجبليّة، وتصدّت لمحاولات النزول من الجبال، عبر وادي الجاموس، لمدّة 72 ساعةً، ابتداءً من 18 أكتوبر؛ ما دفع العدوَّ إلى ضربها بالمدفعيّة، وبقنابلَ تزن 500 رطل، وبالقنابل الكيميائيّة. لكنّها تصدّت للاندفاع المدرّع الإسرائيليّ بالألغام وبالأسلحة الفرديّة المضادّة للدروع، محاولةً تأخيرَ تقدّمه.
بعد صمود ثمانية أيّام، تلقّت قيادةُ قوّات عين جالوت، يوم 24 أكتوبر، برقيّةَ تحيّةٍ لثباتها، وأمرًا بالانسحاب جنوبًا باتّجاه مدينة السويس للدفاع عنها. وقد تكبّدتْ قواتُ عين جالوت ثلاثين شهيدًا ومفقودًا وسبعين جريحًا؛ وقدّمت الثورةُ الفلسطينيّة، من رجال الضفادع البشريّة (الذين كانوا قد أتوْا، كما أسلفنا، من قاعدة سابقة للبحريّة الفلسطينيّة، هي قاعدة "رأس هلال" الليبيّة)، ومن المتطوّعين الفدائيين (وأغلبُهم من طلّاب الجامعات ومن أبناء قطاع غزّة الموجودين في مصر منذ العام 1967)، ثمانية عشر شهيدًا ومفقودًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
على الجبهة السوريّة
اشتركتْ في القتال، بشكلٍ أساس، قوّاتُ جيش التحرير الفلسطينيّ، وهي "حِطّين" و"القادسيّة." وقد تكوّنتْ من كتائبَ نظاميّةٍ مسلّحةٍ بأسلحةٍ خفيفةٍ ومتوسّطة، وبتدريبٍ جيّد، وبمعنويّاتٍ عالية، وبمعرفةٍ جيّدةٍ بالأرض. وكانت هذه الكتائبُ ذاتَ قدرةٍ على القيام بمهامّ خلف خطوط العدوّ، وبالإغارة المحمولة، وبدفعِ فِرقٍ من المشاة المرافقين للدبّابات.
كما شاركتْ في القتال قوّاتُ "العاصفة" و"الصاعقة." وتشكّلت الأولى من الكتيبتيْن الثالثة والثانية، ومن كتيبة قطاع الجولان، وسريّة خالد بن الوليد.
كانت جميعُ القوى الفلسطينيّة مشاركةً في القتال منذ اليوم الأوّل، باستثناء قوّات جيش التحرير الفلسطينيّ الموجودة في لبنان. وجاء في برقيّة، أرسلها ياسر عرفات إلى الرئيسين حافظ الأسد وأنور السادات، ما يأتي: "سيطرتْ قوّاتُ الثورة الفلسطينيّة، بناءً على الواجبِ المطلوبِ منها، على مرتفعات الرؤوس في سفوح جبل الشيخ الغربيّة. وتمّت السيطرةُ على الرؤوس الثلاثة من بعد ظهر اليوم
[يقصد السابع من أكتوبر، ثاني أيّام الحرب]
وفي التفاصيل أنّه تحدّدتْ واجباتٌ قتاليّةٌ لقوّات حِطّين، التي أُلحقتْ كتائبُها بالفرقتين التاسعة والخامسة من المشاة، في الجبهة الشماليّة للجولان. فوُضعت الكتيبة 411 من هذه القوّات تحت تصرّف رئاسة الأركان السوريّة، وأُسندتْ إليها، يوم 15 أكتوبر، مهمّةُ اقتحام تلّ الشمس وتلّ الشحم، على محور القنيطرة ـ سعسع، بقوّة 200 جنديّ. في تلك المعركة، التي استُشهد فيها النقيبُ الباسل محمد فايز حلاوة وآخرون، حقّقت الكتيبةُ نصرًا مجيدًا عندما تمكّن أفرادُ إحدى سراياها، المحمولون جوًّا بطائراتٍ مروحيّة، من النزول خلف خطوط العدوّ، واحتلالِ موقعَ تلّ الفرس. وتلّ الفرس تلٌّ مرتفعٌ ومهمٌّ استراتيجيًّا، يبعد 18 كيلومترًا عن القنيطرة جنوبًا، ويسيطر على محور الطرق بين القنيطرة والرفيد وفيق؛ وقد حصّنه العدوُّ كقلعة قتالٍ متقدّمة، تدافع عنه سريّةٌ كاملة، وهو مجهّزٌ بمعدّاتِ رصدٍ واتّصالٍ وتشويش. وقد تمركزت قوّةُ جيش التحرير الفلسطينيّ في الموقع، واستمرّت في الدفاع عنه، إلى أن اضطُرّت إلى الانسحاب مع قوّات الجيش السوريّ.
وكانت السريّتان الأخريان من الكتيبة 411 من قوّات حطّين خلف خطوط العدوّ تمهّدان لتقدّم القوّات السورية. كما نُقلتْ، بالمروحيّات، سرايا من الكتيبة 412 من هذه القوّات، وهي ملحقة بالفرقة التاسعة من الجيش العربيّ السوريّ، فتمكّنتْ من احتلال تلّ عكاشة وتلّ العباس، ودمّرتْ موقعَ العدوّ في تلّ الشعاف الكبير. ثمّ تقدّمتْ، بمساندةٍ من الدبّابات السوريّة، إلى تلّ أبو الذهب بعد احتلال الشعاف والسماقيّات.
كما قامت الكتيبة 413 من قوات حطّين، الملحقة باللواء 132 ميكانيكيّ في الفرقة الخامسة من المشاة في الجيش العربيّ السوريّ، بمهاجمة النسق الأوّل للعدوّ في القطاع الجنوبيّ للجبهة، واحتلّت خسفين والعال.
هذا وقد قدّمتْ قوّاتُ حطين 44 شهيدًا و65 جريحًا في هذه المعارك.
على الجبهة الجنوبيّة، تمكّنت كتيبةٌ من قوّات القادسيّة، التابعة لجيش التحرير الفلسطينيّ هي أيضًا، من احتلال جبهة وادي الرقاد بطول سبعة كيلومترات، فمنعت العدوَّ من الحؤول دون تحرّكِ الجسم الرئيس لفرقة القتال السوريّة التاسعة هناك. كتيبةٌ أخرى من قوّات القادسيّة تمكّنتْ من الدخول، مع قوّة استطلاع الفرقة الخامسة السوريّة، والوصول إلى السفوح المطلّة على بحيْرة طبريّا، قرب جسر بنات يعقوب.
كما شاركت الكتيبةُ الثالثةُ من قوّات العاصفة، وكانت على تماسٍ مباشر مع العدوّ. فحاربتْ على القاطع الشماليّ للجبهة السوريّة في بلدة خان الشيح، وبلدة بيت تيما. واتّخذتْ مواقعَ إسناد في بلدة كفر حور وبيت سابر، في مواجهة مزرعة بيت جنّ، على السفوح الشرقيّة لجبل الشيخ. وتمكّنت السريّةُ الثانية من الكتيبة من السيطرة على قرية دربل ومغر المير. ومن خلال مواقعها المتقدّمة، تمكّنتْ من تسيير دوريّات خلف خطوط العدوّ.
وفي الساحل السوريّ، شارك رجالُ الضفادع الفلسطينيون، المنتقلون من قاعدة رأس هلال في ليبيا، في المعارك البحريّة. وكانوا يقومون بعمل "رادارات بشريّة" لتوجيه النيران السوريّة، وذلك بعد ضرب الرادارات السوريّة وإرباكها.
ــــــــــــــــــ
كما حاول الفلسطينييون القتال عبر الجبهة الاردنية لكن رفض النظام الاردني ذلك بشدة الردّ كان حاسمًا المرة من زيد الرفاعي، رئيسِ الوزراء: الأردن لن يدخل الحربَ مع الإسرائيليين !
الايام كفيلة بكشف الكثير من كوارث الحروب التي خاضها العرب مع العدو