[FONT=tahoma,][/FONT]
يعتبر المدفع (Cannon) أقدم سلاح ناري خبره العالم في الحروب، وأدى تصغيره إلى تطوير الأسلحة النارية الفردية من مسدسات ورشاشات. وقد حظي المدفع الذي كان يعد رمز القوة العسكرية بشهرة واسعة خلال الحرب العالمية الأولى التي اشتهرت بما سمي "حروب المدفعية". وفي أواخر الستينات من القرن الماضي أخذ مستوى المدفعية بالتدني إذ لم تتغير أساليب إطلاقها عما كانت عليه منذ اول نموذج تم تصنيعه.
بهذه الكلمات يصف خبير التسلح الفرنسي استيفان فرار سلاح المدفعية التي تعد من الصنوف التي تهيّئ للتقدم وتؤمن الانسحاب وتوقع الأذى في خطوط العدو وإمداداته، وكان في الماضي يحشد للمعركة أكبر عدد من قطع الذخيرة اللازمة وكان النصر عادة حليف من يملك العدد الأكبر المؤثر منها.
كان نظام المدفعية الثقيل والمكلف والذي يستغرق تجهيزه لدخول المعركة وقتاً طويلاً تحت رحمة القصف الجوي والتكتيكي ملزماً للمعارك القديمة والحديثة. وقد تطورت المدافع القديمة المقطورة بواسطة الحيوانات ثم الشاحنات إلى ما يسمى بالمفهوم العسكري الجديد المدافع ذاتية الحركة.
فالمدافع الذاتية الحركة هي تلك المحمية والمثبتة على حواضن مجنزرة ولها القدرة على مواكبة المدرعات من دبابات وناقلات جند مصفحة، ومنذ الخمسينات من القرن الماضي صممت اميركا الناشطة جدا في هذا المجال مدافع ذاتية الحركة مزودة بحجرة محصنة دوارة مثل النظام M52 ذي العيار 150 ملم والـ M44 عيار 155 ملم. وفي بداية الستينات تسلمت وحدات المدفعية الاميركية المدفع M109 ذاتي الحركة عيار 155 ملم المكون من حجرة محصنة تدور لكل الاتجاهات. والسؤال هو كيف اذن يختلف المدفع ذاتي الحركة عن المدفع المقطور من جهة وعن الدبابة من جهة أخرى؟
والجواب ان المدفع ذاتي الحركة يوفر القدرة على الحركة الذاتية "دون قطر" لتسهيل عملية الارباض وتقليل فترتها، وهو يوفر للرامي (السادن) حماية من الشظايا وفعل إطلاقات العدو مع امكانية تلقيم ميكانيكي ذاتي. والمدفع الذاتي الحركة الذي يكون ثقيل العيار عادة، تختلف سرعته من الدبابة التي تحمل مدفعاً أقل عياراً لاعتبارات الوزن والحركة إضافة لعدد من الأسلحة الأخرى من منصات صواريخ ميدان مضادة ورشاشات. كما ان طاقم المدفع ذاتي الحركة يقل عن طاقم الدبابة التي يشكل المدفع احد وسائلها وتختلف بقية مهامها عن مهمة المدفع ذاتي الحركة المعروفة.
وعلى الرغم من التشابه في طريقة إطلاق النار بين المدفع المقطور والمدفع ذاتي الحركة الا ان الأخير يمتاز بقوة إطلاق النار الفوري لدى مشاهدة الهدف في حين كانت مهلة التدخل بين طلب الدعم الناري وتنفيذه تتطلب في أفضل الأحوال ربع ساعة ان لم يكن أكثر.
كذلك يبلغ طول المدفع المقطور وقاطرته أكثر من 20 مترا ما يحدد حركته في الجبال والشوارع ذات الانحناءات الضيقة، كما حصل في حرب كوسوفو إضافة لامكانية تعرض سائق القاطرة للقنص.
ولتفادي القصف المضاد الموجه بالرادارات المضادة للمدفعية أو الطائرات يتوجّب على قطع المدفعية تغيير مواقعها، وفي وقت أقصر مما يستغرقه رد العدو على القصف. وهذه المشكلة صعبة على كل أنواع المدافع المقطورة منها والذاتية الحركة، وطالما كان المدفع في مربض ثابت فهو عرضة للقصف. وبالنسبة للحماية الجماعية على متن مدفع ذاتي الحركة ففائدتها متدنية هي الأخرى ولا سيما خلال عمليات الرمي التي تنفذ بينما تكون الأبواب مفتوحة للتخلص من الغاز والدخان المتولدين عن انطلاق القذائف. وعليه فإن المدفعية (إجمالاً) تصبح مقيّدة في حالة الاستمكان أو وقوعها ضمن مدى أسلحة العدو. ومع ثبات هذه الحقيقة في المعارك عقدت اميركا عزمها على استخدام المدفعية بكثافة وبمرونة بنفس الوقت، مع اعتماد صيغة مدفعها (M109) وتطويره.
سرعة الرمي الآلي
المدفع ذاتي الحركة غير نمط الرامي التقليدي الضعيف الذي اقتصر على طلقتين في الدقيقة، والذي كان يتم تلافيه في حالا الهجوم المقابل بمضاعفة عدد المدافع، فأصبح بمقدوره إطلاق 6 قذائف في 45 ثانية وذلك من خلال جعل عملية التلقيم ميكانيكية آلية وليست يدوية.
ولتحقيق ذلك استخدمت تكنولوجيا الحشوات نصف المشتعلة والملقم الآلي وزود المدفع كذلك بآلية الكترونية للسيطرة على الرمي ما ألغى الحاجة للقوة البدنية وقلل فترة ضبط الرمي. ولتقليص زمن "الارباض" والخروج منه إلى اقصى حد من خلال التقنية الهيدروليكية حيث تم التوصل إلى نظم مساعدة للتلقيم ولتوليد الطاقة للخروج بسرعة من المربض عندما يتطلب الامر.
***
إجمالاً، تفوق المدفع ذاتي الحركة على المدفع المقطور من حيث توفير حماية للسادن وسرعة في الارباض والرمي من خلال استخدام المنظومات الالكترونية والذاتية في التلقيم ولكن حجمه الكبير وسرعة الإطلاق التي بحدود ست إطلاقات في الدقيقة تبقيه من حيث ليونة المناورة دون الصواريخ ولا سيما ما يسمى بالراجماتhttp://www.almustaqbal.com/stories.aspx?StoryID=5084
بهذه الكلمات يصف خبير التسلح الفرنسي استيفان فرار سلاح المدفعية التي تعد من الصنوف التي تهيّئ للتقدم وتؤمن الانسحاب وتوقع الأذى في خطوط العدو وإمداداته، وكان في الماضي يحشد للمعركة أكبر عدد من قطع الذخيرة اللازمة وكان النصر عادة حليف من يملك العدد الأكبر المؤثر منها.
كان نظام المدفعية الثقيل والمكلف والذي يستغرق تجهيزه لدخول المعركة وقتاً طويلاً تحت رحمة القصف الجوي والتكتيكي ملزماً للمعارك القديمة والحديثة. وقد تطورت المدافع القديمة المقطورة بواسطة الحيوانات ثم الشاحنات إلى ما يسمى بالمفهوم العسكري الجديد المدافع ذاتية الحركة.
فالمدافع الذاتية الحركة هي تلك المحمية والمثبتة على حواضن مجنزرة ولها القدرة على مواكبة المدرعات من دبابات وناقلات جند مصفحة، ومنذ الخمسينات من القرن الماضي صممت اميركا الناشطة جدا في هذا المجال مدافع ذاتية الحركة مزودة بحجرة محصنة دوارة مثل النظام M52 ذي العيار 150 ملم والـ M44 عيار 155 ملم. وفي بداية الستينات تسلمت وحدات المدفعية الاميركية المدفع M109 ذاتي الحركة عيار 155 ملم المكون من حجرة محصنة تدور لكل الاتجاهات. والسؤال هو كيف اذن يختلف المدفع ذاتي الحركة عن المدفع المقطور من جهة وعن الدبابة من جهة أخرى؟
والجواب ان المدفع ذاتي الحركة يوفر القدرة على الحركة الذاتية "دون قطر" لتسهيل عملية الارباض وتقليل فترتها، وهو يوفر للرامي (السادن) حماية من الشظايا وفعل إطلاقات العدو مع امكانية تلقيم ميكانيكي ذاتي. والمدفع الذاتي الحركة الذي يكون ثقيل العيار عادة، تختلف سرعته من الدبابة التي تحمل مدفعاً أقل عياراً لاعتبارات الوزن والحركة إضافة لعدد من الأسلحة الأخرى من منصات صواريخ ميدان مضادة ورشاشات. كما ان طاقم المدفع ذاتي الحركة يقل عن طاقم الدبابة التي يشكل المدفع احد وسائلها وتختلف بقية مهامها عن مهمة المدفع ذاتي الحركة المعروفة.
وعلى الرغم من التشابه في طريقة إطلاق النار بين المدفع المقطور والمدفع ذاتي الحركة الا ان الأخير يمتاز بقوة إطلاق النار الفوري لدى مشاهدة الهدف في حين كانت مهلة التدخل بين طلب الدعم الناري وتنفيذه تتطلب في أفضل الأحوال ربع ساعة ان لم يكن أكثر.
كذلك يبلغ طول المدفع المقطور وقاطرته أكثر من 20 مترا ما يحدد حركته في الجبال والشوارع ذات الانحناءات الضيقة، كما حصل في حرب كوسوفو إضافة لامكانية تعرض سائق القاطرة للقنص.
ولتفادي القصف المضاد الموجه بالرادارات المضادة للمدفعية أو الطائرات يتوجّب على قطع المدفعية تغيير مواقعها، وفي وقت أقصر مما يستغرقه رد العدو على القصف. وهذه المشكلة صعبة على كل أنواع المدافع المقطورة منها والذاتية الحركة، وطالما كان المدفع في مربض ثابت فهو عرضة للقصف. وبالنسبة للحماية الجماعية على متن مدفع ذاتي الحركة ففائدتها متدنية هي الأخرى ولا سيما خلال عمليات الرمي التي تنفذ بينما تكون الأبواب مفتوحة للتخلص من الغاز والدخان المتولدين عن انطلاق القذائف. وعليه فإن المدفعية (إجمالاً) تصبح مقيّدة في حالة الاستمكان أو وقوعها ضمن مدى أسلحة العدو. ومع ثبات هذه الحقيقة في المعارك عقدت اميركا عزمها على استخدام المدفعية بكثافة وبمرونة بنفس الوقت، مع اعتماد صيغة مدفعها (M109) وتطويره.
سرعة الرمي الآلي
المدفع ذاتي الحركة غير نمط الرامي التقليدي الضعيف الذي اقتصر على طلقتين في الدقيقة، والذي كان يتم تلافيه في حالا الهجوم المقابل بمضاعفة عدد المدافع، فأصبح بمقدوره إطلاق 6 قذائف في 45 ثانية وذلك من خلال جعل عملية التلقيم ميكانيكية آلية وليست يدوية.
ولتحقيق ذلك استخدمت تكنولوجيا الحشوات نصف المشتعلة والملقم الآلي وزود المدفع كذلك بآلية الكترونية للسيطرة على الرمي ما ألغى الحاجة للقوة البدنية وقلل فترة ضبط الرمي. ولتقليص زمن "الارباض" والخروج منه إلى اقصى حد من خلال التقنية الهيدروليكية حيث تم التوصل إلى نظم مساعدة للتلقيم ولتوليد الطاقة للخروج بسرعة من المربض عندما يتطلب الامر.
***
إجمالاً، تفوق المدفع ذاتي الحركة على المدفع المقطور من حيث توفير حماية للسادن وسرعة في الارباض والرمي من خلال استخدام المنظومات الالكترونية والذاتية في التلقيم ولكن حجمه الكبير وسرعة الإطلاق التي بحدود ست إطلاقات في الدقيقة تبقيه من حيث ليونة المناورة دون الصواريخ ولا سيما ما يسمى بالراجماتhttp://www.almustaqbal.com/stories.aspx?StoryID=5084