عادت مسألة التشيع إلى واجهة الأحداث في الجزائر، لكن من "بوابتها الأمنية" هذه المرة، حيث كشفت مصالح الأمن الجزائرية عن "أضخم عملية أمنية ضد تنظيم شيعي إرهابي سري" منذ العام الماضي حتى هذا الشهر.
وبحسب ما أفرجت عنه المصالح الأمنية الجزائرية من معلومات، فقد تمكنت من تفكيك "أعضاء تنظيم إرهابي شيعي في عدد من مناطق الجزائر، قدر عددهم بـ500 شخص منذ العام الماضي".
وقال الأمن الجزائري، في معلومات قدمها لوسائل الإعلام الجزائرية: "إن من بين الموقوفين 40 شخصاً في مدينة غرداية (جنوب الجزائر) وبقية الإرهابيين في 8 محافظات أخرى"، مضيفاً "أن عملية تتبع أفراد الخلية استمرت طوال عام كامل في باقي محافظات البلاد إلى أن تمت الإطاحة بقائد التنظيم السري من قبل أمن ولاية ورقلة (جنوب الجزائر)"، وعُثر بحوزة الخلية الإرهابية على منشورات وأختام ومخطط التنظيم السري.
ولفت الأمن الجزائري إلى أن جميع عناصر الشبكة الإرهابية "ينتمون إلى مهاجرين أفارقة تمكنوا من التسلل إلى الأراضي الجزائرية عن طريق الهجرة غير الشرعية".
وأشارت وسائل إعلام جزائرية "مقربة من الحكومة" نقلاً عن مصادر أمنية "رفيعة" إلى أن الأمن الجزائري "فكك منذ العام الماضي شبكات تجسس تعمل لصالح مخابرات أجنبية، وشبكات إرهابية".
وذكر الأمن الجزائري أن عمليات تفكيك الخلية الإرهابية تأتي في إطار محاربة الإرهاب ومكافحة جرائم المساس بأمن البلاد.
"أنصار الدين".. نسخة حوثية "مفككة"
رأى عدد من الخبراء الأمنيين في الجزائر أنها المرة الأولى التي تكشف فيها الجزائر عن توقيف "إرهابيين شيعية" وفي مختلف مناطق البلاد، وهو ما يؤكد محاولات أطراف أجنبية الزج بالجزائر في صراعات طائفية ومذهبية لطالما بقيت بعيدة عنها.
ففي نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، كشفت مصالح الدرك الجزائرية (تابعة للجيش الجزائري) للمرة الأولى عن تفكيك تنظيم خطر يدعى "أنصار الدين" في مدينة غرداية له مرجعية شيعية وينشط في 9 ولايات بالجزائر، مكون من 36 شخصاً، وغالبية أفراده من المهاجرين الأفارقة.
وتمكنت الأجهزة الأمنية الجزائرية من كشف "مرجعية" هذا التنظيم الإرهابي الشيعي، وذكرت أنه يتبع تنظيما يسمى "سيدي شريف عثمان حيدرة" الموجود في دولة مالي والمدعوم من قبل إيران، وهو التنظيم الذي يعمل على نشر المذهب الشيعي في منطقة الساحل الأفريقي.
ووجهت حينها محكمة غرداية تهماً بحق أفراد التنظيم السري، أبرزها "إنشاء تنظيم هدام لاستهداف أمن الدولة واستقرار المؤسسات والسلامة الترابية، وتهم ممارسة الشعارات الدينية من دون الحصول على إذن رسمي مسبق، مع تهم أخرى تتعلق بالتحريض عن طريق إنتاج وتوزيع مطبوعات تستهدف إجبار المسلم على تغيير مذهبه".
وأجمع عدد من المراقبين والخبراء الأمنيين أن كشف الجزائر عن "معلومات بهذه الدقة والحساسية والخطورة" يعني أن الجزائر ضاقت ذرعاً من أنشطة تجسسية أجنبية على أراضيها، وقررت إخراج ما كان يصنف في خانة أسرار الدولة إلى العلن، والدخول في حرب مباشرة مع التحركات الشيعية وتصنيفها في خانة الأنشطة الإرهابية، وهو ما كان واضحاً في بيان الأمن الجزائري.
معطيات تعني، بحسب مراقبين تحدثوا مع "العين الإخبارية"، أن الكشف عن هذه المعلومات "يعد بمثابة الرسالة القوية لإيران وأذنابها وللمخابرات الأجنبية سواء كانوا جزائريين أو أفارقة بأن الجزائر أدرجت أنشطة التجسس والتشيع في حربها ضد الإرهاب، وبأنها ستتعامل معها على هذا الأساس".
واللافت في المعلومات التي كشفت عنها الجزائر بخصوص الشبكة الإرهابية الشيعية، أن جزءًا كبيراً من أفرادها وجدوا في مدينة غرداية، وأن التنظيم السري "أنصار الدين" ولد في هذه المدينة.
وهي المدينة التي شهدت "فضيحة تجسس إسرائيلية قادها جهاز الموساد" وأعلنت عنها الجزائر في شهر يناير/كانون الثاني 2017، قبل أن تعلن بداية هذا العام إلقاءها القبض على غالبية أفراد شبكة التجسس الإسرائيلية المكونة من 9 مهاجرين أفارقة، يتزعمهم شخص يحمل جنسية ليبيريا وله أصول لبنانية، ويدعى علام الدين فيصل.
وخلال شهر فبراير/شباط الماضي، أصدرت محكمة غرداية الجنائية حكماً يقضي بإعدام الجاسوس اللبناني الأصل المعروف باسم "جينودوك"، وأصدرت حكما بعقوبة 10 أعوام سجناً نافذا بحق بقية أفراد شبكة التجسس الإسرائيلية الذين ينحدرون من جنسيات أفريقية، هي: ليبيا، مالي، غانا، غينيا، إثيوبيا، نيجيريا، كينيا، وواحد من جنسية كندية.
ورغم أن الجزائر تبقى "بعيدة جغرافياً" عن إيران وإسرائيل، فإن كثيراً من المتابعين في الجزائر استغربوا كيف التقت أجندة التجسس الإسرائيلية والإيرانية في الجزائر وفي مدينة غرداية، رغم أن الكثير من المعطيات الأمنية التي كشف عنها خبراء أمنيون في دول عربية أكدت توافق الأجندات والأهداف الإيرانية والإسرائيلية في عدد من الدول العربية.
فمدينة غرداية شهدت في سنتي 2008 و2015 مواجهات دامية بين العرب المالكيين والأمازيغ الإباضيين الذين يشكلون 2% من النسيج السكاني للمدينة، وتركزت المواجهات في مناطق "القراراة" و"بَرَّيَّان" و"سهل وادي ميزاب"، خلفت مقتل ما لا يقل عن 25 شخصا وإصابة أكثر من 700 شخص، وتدمير وحرق عدد كبير من المنازل والمحلات التجارية.
ومنذ ذلك الوقت، كشفت السلطات الأمنية الجزائرية عن تفكيكها خلايا تجسس أوروبية وأخرى إسرائيلية وإيرانية ومن دول أخرى "لم تذكرها"، وذكرت أن بعضاً منها "أسهم في إشعال نار الفتنة المذهبية بين سكان غرداية"، ومنها من حاولت ركوب موجة حرب مذهبية محتملة.
https://al-ain.com/article/algeria-espion-chiite
وبحسب ما أفرجت عنه المصالح الأمنية الجزائرية من معلومات، فقد تمكنت من تفكيك "أعضاء تنظيم إرهابي شيعي في عدد من مناطق الجزائر، قدر عددهم بـ500 شخص منذ العام الماضي".
وقال الأمن الجزائري، في معلومات قدمها لوسائل الإعلام الجزائرية: "إن من بين الموقوفين 40 شخصاً في مدينة غرداية (جنوب الجزائر) وبقية الإرهابيين في 8 محافظات أخرى"، مضيفاً "أن عملية تتبع أفراد الخلية استمرت طوال عام كامل في باقي محافظات البلاد إلى أن تمت الإطاحة بقائد التنظيم السري من قبل أمن ولاية ورقلة (جنوب الجزائر)"، وعُثر بحوزة الخلية الإرهابية على منشورات وأختام ومخطط التنظيم السري.
ولفت الأمن الجزائري إلى أن جميع عناصر الشبكة الإرهابية "ينتمون إلى مهاجرين أفارقة تمكنوا من التسلل إلى الأراضي الجزائرية عن طريق الهجرة غير الشرعية".
وأشارت وسائل إعلام جزائرية "مقربة من الحكومة" نقلاً عن مصادر أمنية "رفيعة" إلى أن الأمن الجزائري "فكك منذ العام الماضي شبكات تجسس تعمل لصالح مخابرات أجنبية، وشبكات إرهابية".
وذكر الأمن الجزائري أن عمليات تفكيك الخلية الإرهابية تأتي في إطار محاربة الإرهاب ومكافحة جرائم المساس بأمن البلاد.
"أنصار الدين".. نسخة حوثية "مفككة"
رأى عدد من الخبراء الأمنيين في الجزائر أنها المرة الأولى التي تكشف فيها الجزائر عن توقيف "إرهابيين شيعية" وفي مختلف مناطق البلاد، وهو ما يؤكد محاولات أطراف أجنبية الزج بالجزائر في صراعات طائفية ومذهبية لطالما بقيت بعيدة عنها.
ففي نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، كشفت مصالح الدرك الجزائرية (تابعة للجيش الجزائري) للمرة الأولى عن تفكيك تنظيم خطر يدعى "أنصار الدين" في مدينة غرداية له مرجعية شيعية وينشط في 9 ولايات بالجزائر، مكون من 36 شخصاً، وغالبية أفراده من المهاجرين الأفارقة.
وتمكنت الأجهزة الأمنية الجزائرية من كشف "مرجعية" هذا التنظيم الإرهابي الشيعي، وذكرت أنه يتبع تنظيما يسمى "سيدي شريف عثمان حيدرة" الموجود في دولة مالي والمدعوم من قبل إيران، وهو التنظيم الذي يعمل على نشر المذهب الشيعي في منطقة الساحل الأفريقي.
ووجهت حينها محكمة غرداية تهماً بحق أفراد التنظيم السري، أبرزها "إنشاء تنظيم هدام لاستهداف أمن الدولة واستقرار المؤسسات والسلامة الترابية، وتهم ممارسة الشعارات الدينية من دون الحصول على إذن رسمي مسبق، مع تهم أخرى تتعلق بالتحريض عن طريق إنتاج وتوزيع مطبوعات تستهدف إجبار المسلم على تغيير مذهبه".
وأجمع عدد من المراقبين والخبراء الأمنيين أن كشف الجزائر عن "معلومات بهذه الدقة والحساسية والخطورة" يعني أن الجزائر ضاقت ذرعاً من أنشطة تجسسية أجنبية على أراضيها، وقررت إخراج ما كان يصنف في خانة أسرار الدولة إلى العلن، والدخول في حرب مباشرة مع التحركات الشيعية وتصنيفها في خانة الأنشطة الإرهابية، وهو ما كان واضحاً في بيان الأمن الجزائري.
معطيات تعني، بحسب مراقبين تحدثوا مع "العين الإخبارية"، أن الكشف عن هذه المعلومات "يعد بمثابة الرسالة القوية لإيران وأذنابها وللمخابرات الأجنبية سواء كانوا جزائريين أو أفارقة بأن الجزائر أدرجت أنشطة التجسس والتشيع في حربها ضد الإرهاب، وبأنها ستتعامل معها على هذا الأساس".
واللافت في المعلومات التي كشفت عنها الجزائر بخصوص الشبكة الإرهابية الشيعية، أن جزءًا كبيراً من أفرادها وجدوا في مدينة غرداية، وأن التنظيم السري "أنصار الدين" ولد في هذه المدينة.
وهي المدينة التي شهدت "فضيحة تجسس إسرائيلية قادها جهاز الموساد" وأعلنت عنها الجزائر في شهر يناير/كانون الثاني 2017، قبل أن تعلن بداية هذا العام إلقاءها القبض على غالبية أفراد شبكة التجسس الإسرائيلية المكونة من 9 مهاجرين أفارقة، يتزعمهم شخص يحمل جنسية ليبيريا وله أصول لبنانية، ويدعى علام الدين فيصل.
وخلال شهر فبراير/شباط الماضي، أصدرت محكمة غرداية الجنائية حكماً يقضي بإعدام الجاسوس اللبناني الأصل المعروف باسم "جينودوك"، وأصدرت حكما بعقوبة 10 أعوام سجناً نافذا بحق بقية أفراد شبكة التجسس الإسرائيلية الذين ينحدرون من جنسيات أفريقية، هي: ليبيا، مالي، غانا، غينيا، إثيوبيا، نيجيريا، كينيا، وواحد من جنسية كندية.
ورغم أن الجزائر تبقى "بعيدة جغرافياً" عن إيران وإسرائيل، فإن كثيراً من المتابعين في الجزائر استغربوا كيف التقت أجندة التجسس الإسرائيلية والإيرانية في الجزائر وفي مدينة غرداية، رغم أن الكثير من المعطيات الأمنية التي كشف عنها خبراء أمنيون في دول عربية أكدت توافق الأجندات والأهداف الإيرانية والإسرائيلية في عدد من الدول العربية.
فمدينة غرداية شهدت في سنتي 2008 و2015 مواجهات دامية بين العرب المالكيين والأمازيغ الإباضيين الذين يشكلون 2% من النسيج السكاني للمدينة، وتركزت المواجهات في مناطق "القراراة" و"بَرَّيَّان" و"سهل وادي ميزاب"، خلفت مقتل ما لا يقل عن 25 شخصا وإصابة أكثر من 700 شخص، وتدمير وحرق عدد كبير من المنازل والمحلات التجارية.
ومنذ ذلك الوقت، كشفت السلطات الأمنية الجزائرية عن تفكيكها خلايا تجسس أوروبية وأخرى إسرائيلية وإيرانية ومن دول أخرى "لم تذكرها"، وذكرت أن بعضاً منها "أسهم في إشعال نار الفتنة المذهبية بين سكان غرداية"، ومنها من حاولت ركوب موجة حرب مذهبية محتملة.
https://al-ain.com/article/algeria-espion-chiite