وعن عمران بن حصين رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (يكون في أمتي قذفٌ ومسخٌ وخسفٌ)، قيل: يا رسول الله ومتى ذاك؟ قالإذا ظهرت المعازف، وكَثُرت القِيَان، وشُربت الخمور) أخرجه الترمذي في كتاب الفتن
حديث: "سيكون في أمتي الخسف والمسخ والقذف"، قال: قلت: فيم يا رسول الله؟ قال: "باتخاذهم القينات، وشربهم الخمور" (رواه ابن أبي شيبة مرسلاً)، وفي رواية: "إذا ظهرت المعازف والخمور ولبس الحرير"
الرد
اولا سنبين ضعف اسناد الحديث ثم سنبين عدم دلالته على التحريم على فرض صحته
اما من حيث الاسناد فهو ضعيف فكل طرقه لاتخلو من سىء الحفظ او مجهول ولاتصلح لتحسين بعضها واليك بيان ذلك
حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
عن محمد بن عمرو بن علي ، عن علي بن أبي طالب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة ، حل بها البلاء ، فقيل : وما هن ، يا رسول الله ؟ قال : إذا كان المغنم دولا ، والأمانة مغنما ، والزكاة مغرما ، وأطاع الرجل زوجته ، وعق أمه ، وبر صديقه ، وجفا أباه ، وارتفعت الأصوات في المساجد ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، وأكرم الرجل مخافة شره ، وشربت الخمور ، ولبس الحرير ، واتخذت القينات والمعازف ، ولعن آخر هذه الأمة أولها ، فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء ، أو خسفا ، ومسخا.
أخرجه الترمذي (2210) قال : حدثنا صالح بن عبد الله الترمذي ، حدثنا الفرج بن فضالة ، أبو فضالة الشامي ، عن يحيى بن سعيد ، عن محمد بن عمرو بن علي ، فذكره.
- قال أبو عيسى الترمذي : هذا حديث غريب ، لا نعرفه من حديث علي بن أبي طالب ، إلا من هذا الوجه ، ولا نعلم أحدا رواه عن يحيى بن سعيد الأنصاري غير الفرج بن فضالة ، والفرج بن فضالة قد تكلم فيه بعض أهل الحديث ، وضعفه من قبل حفظه ، وقد رواه عنه وكيع ، وغير واحد من الأئمة.
و ابن أبي الدنيا (ج 41 / ص 6) بسنده من طريق الربيع بن ثعلب قال : حدثنا الفرج بن فضالة ، عن علي بن سعيد ، عن محمد بن علي ، عن علي ( مثله ) .
وأخرجه أيضاً الخطيب في تاريخه (ج 3 / ص 157)
وقال المحقق إحسان عباس في تحقيقه على رسائل الإمام ابن حزم (ج 1 / ص 431) : الحديث في سنن الترمذي (فتن: 38) وتلبيس إبليس: 234 وذم الملاهي: 42.
قلت : ( الحديث من رواية الفرج بن فضالة ) وهو ضعيف .
وكذلك به انقطاع بين محمد بن علي وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه
قال ابن الجوزي في كتابه العلل المتناهية - (ج 3 / ص 313) :
هذا حديث مقطوع فإن محمدا لم ير علي بن أبي طالب .
وقال يحيى : الفرج بن فضالة ضعيف قال ابن حبان : يقلب الأسانيد ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة لا يحل الاحتجاج به .
وقال الدارقطني : وقد روى هذا الحديث عبد الرحمن بن سعد بن سعيد ، عن يحيى بن سعيد وكلاهما غير محفوظ يعني هذا الحديث .
وقد ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله انظر ضعيف المشكاة 5451 " ضعيف الجامع الصغير 608 , وضعيف الترمذي كذلك .
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه .
عن رميح الجذامي ، عن أبي هريرة , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إذا اتخذ الفيء دولا، والأمانة مغنما، والزكاة مغرما، وتعلم لغير الدين ، وأطاع الرجل امرأته وعق أمه ، وأدنى صديقه وأقصى أباه ، وظهرت الأصوات في المساجد ، وساد القبيلة فاسقهم ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، وأكرم الرجل مخافة شره ، وظهرت القينات والمعازف ، وشربت الخمور ، ولعن آخر هذه الأمة أولها ، فليرتقبوا عند ذالك ريحا حمراء ، وزلزلة وخسفا ومسخا وقذفا ، وآيات تتابع كنظام بال قطع سلكه فتتابع.
أخرجه الترمذي (2211) قال : حدثنا علي بن حجر ، قال : حدثنا محمد ابن يزيد الواسطي ، عن المستلم بن سعيد ، عن رميح الجذامي ، فذكره.
قال الترمذي : هذا حديث غريمت لانعرفه إلا من هذا الوجه.
قلت : وهذا الحديث من رواية (رميح الجذامي ) وهو مجهول .
وقد ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله انظر ضعيف المشكاة 5450
وضعيف الترمذي [ جزء 1 - صفحة 249 ] .
اما من حيث الدلالة فالحديث لايدل على تحريم المعازف حتى لو سلمنا صحته
يقول الباحث صلاح الراشد تعقيبا على هذا الحديث هل يعقل أن تروي هذا الحديث عائشة وترى حرمة القينات (المغنيات)، وهي التي في بيتها قينات (مغنيات) وبشهادة وإقرار وحضرة النبي صلى الله عليه وسلم؟! (تقدم في ادلة الاباحة، صحيح البخاري). لاشك أن في الموضوع أمراً، وهو واضح جليّ، فلفظ الظهور يُقصد فيه الكثرة والانتشار، وإلا فالقينات وشرب الخمور موجودة في كل الأزمان بما فيها زمن النبي صلى الله عليه وسلم في مكة قبل الهجرة. وموجود في كل زمن منذ زمنه إلى اليوم. فلو أن إنساناً كانت حياته كلها معازف أو كلها فيس بوك وإنترنت أو كلها لعب كرة قدم، وهذا كله صعب في غالب الناس، لكان حراماً لأنه بذلك يضيع مصالحه ومصالح من يعول، ويضيع رسالته. ومن ذا الذي يفعل ذلك من الأكارم الذين سنذكرهم لاحقاً بما فيهم عائشة رضي الله عنها والجديع وابن حزم؟؟!! لم أعرف مغنياً من المغنين الأفاضل ولا من الملحنين الأفاضل، وهم أصحاب الاختصاص، إلا رأيتهم يحترمون أوقات الصلاة ويؤدونها، ويقومون بأعمالهم، ويرعون أسرهم، ويعيشون رسالاتهم في الحياة من صناعة الجمال، وإضافة الرفق واللين، ونشر المعين في الطبائع. ولو كان نص الحديث "باتخاذهم القينات" فقط لقوى، ولكن حتى لو كان نص الحديث "المسخ والقذف إذا ظهرت المعازف" فلا يدل على التحريم. مثل لو قال "إذا تطاول الناس بالبنيان" فلا يعني حرمة تطاول البنيان، بل 90% ممن يرون التحريم مبانيهم طويلة! فلا دلالة على التحريم. ومعنى الحديث أن من أشراط قيام الساعة (المسخ والقذف والخسف) أن ترى انتشار المغنيات وشرب الخمور، وفي أحاديث أخرى تطاول البنيان وتحدث الحديد وكثرة الأموال وكثرة الكتابة .. الخ، وليست كلها حرام، بل بعضها جميل وإيجابي